الأكاديمي الإسرائيلي حيث تعرفت الأنباء الدولية علي شاب مصري يدعي أ.ح
طالب بالفرقة الثالثة بكلية الآداب قسم عبري ودون أي مقدمات بدأ الطالب
يكيل الاتهامات علي كل ما هو مصري وكانت البداية مع الحملة الشرسة التي
شنها علي التزوير الذي حدث أثناء العملية الانتخابية وتأكيده علي أن الحزب
قام بدوره علي أكمل وجه لإنجاح مرشحيه وأن البلد لن ينصلح حاله مادام هناك
رجال أعمال يسيطرون علي مقدرات الأمة. وتطرق إلي الحديث عن الشباب المهاجر
للدول الأوروبية وبصفة خاصة إسرائيل واصفا ذلك بأنه الأفضل لهم من العيش في
مكان أصبح مكون من طبقتين: الأسياد وهم رجال الحزب الوطني والعبيد وهم
الشعب المطحون واختتم حديثه بأنه أحد أفراد مجموعة من شباب الكلية يقومون
بعمل تغطية لبعض الدوائر مقابل 500 جنيه لأحد المراكز الأكاديمية بالدقي..
وهنا كانت الطامة الكبري .. السطور التالية توضح الكارثة.. فبعد أن اتفق
جميع الساسة في إسرائيل علي أن التطبيع مع الشعب المصري مستحيل عندما يأتي
عن طريق الساسة كما صرح بذلك شيمون بيريز رئيس وزراء إسرائيل الأسبق عندما
قال أمامنا طريقان بعد كامب ديفيد اما أن نكتفي بتطبيع العلاقات مع الحكومة
المصرية أو نختار الطريق الأصعب وهو الوصول إلي الشعب المصري بكل طوائفه
وهذا بالطبع ليس سهلا لكن الصبر وحده هو الذي سيجعلنا نحصل علي ما نريد.
وبالفعل بدأت تتوالي الخطط وكانت احداها إنشاء المركز الأكاديمي الإسرائيلي
عام 1982 لهذه الأغراض وكان أول أنشطته توسيع الدراسات الميدانية علي
الشعب المصري بجميع طوائفه وطبقاته وكانت هذه الدراسات تتم عن طريق بعثات
للدارسين من مختلف الجنسيات إلي المناطق الشعبية والعشوائية داخل القاهرة
وكانت الفرصة للإسرائيليين بأن يتواجدوا بشكل مستمر ودوري في العديد من
الأحياء وقامت العديد من البعثات بالتقرب من نساء تلك الأحياء ومعرفة
الأسرار التي لا يمكن أن يحصل عليها الدارسون من الرجال وقدمت للمركز
الأكاديمي بالقاهرة مئات الأبحاث التفصيلية مزودة بالصور.. وقد أنشئ هذا
المركز عام 1982 تطبيقا لبنود اتفاقات كامب ديفيد حيث مارس عملية مسح منظمة
للمجتمع المصري اجتماعيا وسياسيا وثقافيا ولعب دورا هاما في اختراق مصر.
ويقع المركز في العقار رقم 92 شارع النيل بالدقي بالقرب من أحد الفنادق
الكبري ويطلق عليه المصريون الكيبوتز أي المستوطنة الإسرائيلية ويلعب
المركز دورا مشبوها في مجال التمهيد للتطبيع وزرع البذور الصهيونية من خلال
شبكة أبحاثه ورجال المخابرات الإسرائيلية الذين يحتلون مواقع قيادية فيه
وللتمويه عن النوايا الحقيقية لإنشاء المركز فقد تم الإعلان عن عدة أسباب
وهمية لتكون ستارا يخفي وراءه الأسباب الصهيونية الحقيقية وكانت الأسباب
المعلنة أنه تم إنشاء المركز لرعاية الأبحاث والدراسات التربوية والعلوم
والثقافة والتكنولوجيا والآثار والفنون والتاريخ وكذلك استضافة ومساعدة
الباحثين الإسرائيليين الذين يحصلون علي منح دراسية والعلماء الزائرين
الذين يقيمون في مصر لأغراض الدراسة والبحث واتخاذ الترتيبات اللازمة مع
السلطات المصرية ذات الشأن لتمكين العلماء والباحثين الإسرائيليين من
متابعة أبحاثهم في المؤسسات الأكاديمية ودور الوثائق والمكتبات والمتاحف
بالإضافة إلي عقد دورات للعلماء والباحثين والزائرين وإتاحة الفرصة لهم
لمقابلة علماء وباحثين مصريين والتعاون معهم ويعمل المركز بتنسيق كامل مع
المستشار الثقافي والإعلامي بالسفارة الإسرائيلية بالقاهرة كما تشرف عليه
علميا الأكاديمية الإسرائيلية للعلوم والأداب بالإشتراك مع الجمعية الشرفية
الإسرائيلية. ومن أخطر الأنشطة التي يقوم بها المركز وتعتبر إحدي وسائل
الحرب الفكرية الصهيونية الندوات والمحاضرات حيث يقوم المركز بتنظيم
المحاضرات للأكاديميين الإسرائيليين وإتاحة الفرصة لهم للإحتكاك بنظرائهم
المصريين ويواظب علي حضورها بعض أساتذة الجامعات المصرية وبعض العاملين في
حقل الإعلام ونظرا لوعي إسرائيل بخطورة المركز الأكاديمي وموقعه إذ يعتبر
من أكبر المراكز الاستخبارية في الشرق الأوسط فقد حرصت علي أن يتولي إدارته
عدد من أبرز المتخصصين في الدراسات الشرقية والعربية الذين يرتبطون
بعلاقات وثيقة مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية ويتكون مجلس الإدارة الحالي
من مناحيم بن ساسون وأفينوم دانين ويهودا فريد لاندر وشيمون شاجر وجبرائيل
واربورغ ويقوم المركز بترتيب زيارات عديدة لوفود تضم أساتذة الأقسام
العبرية واللغات الشرقية بجامعتي القاهرة وعين شمس. ويقوم المركز بغسيل مخ
الطلاب والباحثين المصريين الذين يترددون علي المركز ولاسيما بعد الكشف عن
محاولات السفارة الإسرائيلية بالقاهرة استقطاب عدد كبير من المصريين
بالجامعات المختلفة لزيارة المركز وتوطيد أواصر العلاقات الثقافية
والأكاديمية بين الباحثين المصريين ونظرائهم الإسرائيليين. يرأس المركز
جابي روز يناوم المتخصص في الحضارة المصرية الحديثة يجيد العامية المصرية
بطلاقة ويعمل مراسلا صحفيا لدي العديد من الجرائد العبرية الشهيرة وهو صاحب
التقارير الإخبارية عن حوادث الإرهاب بالحسين وقام بنقل جميع وقائع
الانتخابات البرلمانية الأخيرة بالصور.. د.رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا
للدراسات قال: الإسرائيليون يطلقون شبكات التجسس الخاصة بهم في مصر من
خلاله وذلك من أول شبكة كشفت في أوائل أغسطس 1985 وحتي الشبكة الأخيرة عام
2008 ونظرة سريعة علي الأبحاث السياسية والثقافية والاجتماعية التي قام بها
المركز خلال حقبة الثمانينيات وسنوات التطبيع الأولي يبرز لنا وضوح عمق
الخطر الذي يمثله كأداة متقدمة للمخابرات الإسرائيلية الموساد وكيف أن ما
يقوم به هذا المركز من اختراق منظم للعقل المصري ما هو إلا مثالا مصغرا لما
ينتظر العقل العربي في حالة غياب وحدة العمل العربي المشترك تجاه التغلغل
الإسرائيلي فالمركز مثلا أجري أبحاثا في الأصول العرقية للمجتمع المصري
وكيفية تفتيت مصر طائفيا وفي الوحدة الثقافية والعقائدية بين اليهودية
والإسلام وفي الشعر العربي الحديث وقضايا التعليم والزراعة والميكنة
الزراعية واستصلاح الأراضي وتوزيع الدخل وحياة البدو والبربر وكيفية
السيطرة عليها وتأثير السلام علي العقل العربي وغيرها من الأبحاث الهامة
وقديما عمل العديد من الباحثين الأمريكيين واليهود في خدمة مشروعات التطبيع
الثقافي مع العدو الصهيوني. وأضاف د.رفعت أنه كنموذج لليهود الأمريكيين
والمزدوجي الجنسية الذين عملوا مع هذا المركز ومع المؤسسات الأمريكية
الداعمة للتطبيع في سنواته الأولي يأتي ليونارد بايندر الذي عمل مستشارا
سياسيا لجولدا مائير أثناء حرب 1973 وشارك في حرب 1948 مقاتلا ضد العرب وهو
حاصل علي الجنسية الإسرائيلية بالإضافة إلي جنسيته الأمريكية وهذا اليهودي
عمل استاذا بالجامعة الأمريكية في مصر وأستاذا للعلوم السياسية بجامعة
شيكاغو وهو صاحب كتاب "الحرب العقائدية في الشرق الأوسط" وهو صديق لعدد من
أساتذة العلوم السياسية في مصر وله علاقات وطيدة بأساتذة الاجتماع في جامعة
القاهرة وعين شمس وبعض المثقفين اليساريين وكان المركز الأكاديمي
الإسرائيلي هو الممول الرئيسي لمعظم أبحاثه وخاصة عن التطرف الديني في مصر.
اشرف سيد .. الانباء الدوليه