قال الرئيس حسني مبارك رئيس الحزب الوطني الديمقراطي أن الحزب ينأى بنفسه
عن احتكار العمل الوطنى والحزبى ويتطلع لتعزيز التعددية والمنافسة الشريفة
ويشجع على ذلك ويسعى إليه.
وقال الرئيس مبارك, في كلمته أمام المؤتمر السنوي السابع للحزب الذي بدأ
اليوم السبت, إن نتائج انتخابات مجلس الشعب جاءت لتثبت من جديد أن العمل
الحزبى يظل رهنا بالتواصل مع الشارع المصرى بمشاكله وهمومه وآماله, وبقدر
ما تحققه الأحزاب من تطوير وإصلاح فى هياكلها وبنائها المؤسسى وكوادرها
وفيما تطرحه من فكر ورؤى وبرامج عملية قابلة للتنفيذ.
وأضاف أن الحزب الوطني أثبت دائما انفتاحه على كل فكر جديد يعى واقع
المجتمع المصرى وينحاز لمصالح الوطن والمواطنين. وقال :" خضنا بهذا الفكر
الجديد الانتخابات التشريعية عام 2005 ببرنامج حاز ثقة الشعب وخضنا به
الانتخابات البرلمانية الأخيرة ببرنامج طموح يبنى على ما حققناه حتى الآن
.. يعى شواغل وهموم وأولويات المواطنين ويحتضن آمالهم وتطلعاتهم للحاضر
والمستقبل الأفضل" .
وتابع الرئيس مبارك أن الحزب الوطني خاض انتخابات مجلس الشعب مدركا أن
العمل الحزبى والوطنى مسئولية وعطاء، وقال " نعلم تماما أن ما حققه الحزب
من أغلبية كبيرة تقابله مسئولية كبرى داخل البرلمان وخارجه خلال المرحلة
المقبلة.. نمضى بتجربتنا الديمقراطية خطوات للأمام .. نؤمن بأن الديمقراطية
ثقافة نسعى لنشرها وممارسة تتدعم قواعدها وسلوكياتها عاما بعد عام".
نص خطاب الرئيس مبارك :
الأخوة والأخوات أعضاء وقيادات الحزب الوطنى الديمقراطى .. - الضيوف الأعزاء .. - السيدات والسادة ..
أرحب بكم جميعا .. ويسعدنى أن أتحدث اليكم فى مستهل مؤتمرنا السنوى السابع،
أعرب لكم عن تهنئتى بالاداء المتميز للحزب ومرشحيه فى الانتخابات الاخيرة
لمجلس الشعب .. وأتطلع معكم لمؤتمر ناجح .. ومناقشات مفيدة لقضايا الوطن
والمواطنين .. تعزز عطاء الحزب من أجل مصر وشعبها .. تعطى عملنا الحزبى
والوطنى دفعة جديدة الى الأمام .. وتؤكد دور الحزب الوطنى الديمقراطى
..كحزب للاغلبية.
نلتقى معا اليوم .. بالعديد من أعضاء الحزب وكوادره وقياداته .. وممثلى
الوحدات الحزبية والهيئة البرلمانية .. جاءوا من كافة المحافظات .. تجمعنا
معا مسيرة العمل الوطنى والحزبى .. والاجتهاد فى خدمة الوطن.
إننى أعبر لهم .. ولكم جميعا .. عن مشاعر الاعتزاز والتقدير . أشد على أيدى
رموز الحزب وأعضائه ممن تواصل عطاؤهم عبر السنوات الماضية .. وأتوجه
بالتحية لشباب الحزب وشاباته .. طليعة تطويره .. ومصدر قوته وحيويته
المتجددة.
نلتقى اليوم .. بعد انتخابات حاسمة لمجلس الشعب .. استعد لها الحزب منذ عام
2005 بتطوير متواصل على المستوى التنظيمى وجهود جادة لتنفيذ برنامجه خلال
السنوات الخمس الماضية وبرنامج طموح للسنوات الخمس المقبلة.
إننى أتوجه بالإشادة لما كشفت عنه هذه الانتخابات من مستوى رفيع للالتزام
الحزبى .. وأتوجه بالتحية لقيادات الحزب وكوادره لمن تم ترشيحهم ولمن لم
يرشحهم الحزب وأتوجه بالتهنئة لمن فاز من مرشحى الحزب مع تمنياتى بنتائج
أفضل فى المستقبل لمن لم يحالفهم التوفيق.
لقد جاءت نتائج الانتخابات لتثبت من جديد أن العمل الحزبى يظل رهنا
بالتواصل مع الشارع المصرى بمشاكله وهمومه وآماله وبقدر ما تحققه الأحزاب
من تطوير وإصلاح فى هياكلها وبنائها المؤسسى وكوادرها وفيما تطرحه من فكر
ورؤى وبرامج عملية قابلة للتنفيذ.
لقد أثبت الحزب دائما انفتاحه على كل فكر جديد يعى واقع المجتمع المصرى
وينحاز لمصالح الوطن والمواطنين . خضنا بهذا الفكر الجديد الانتخابات
التشريعية عام 2005 ببرنامج حاز ثقة الشعب وخضنا به الانتخابات البرلمانية
الأخيرة ببرنامج طموح يبنى على ما حققناه حتى الآن .. يعى شواغل وهموم
وأولويات المواطنين ويحتضن آمالهم وتطلعاتهم للحاضر والمستقبل الأفضل.
خضنا انتخابات مجلس الشعب مدركين كعهدنا أن العمل الحزبى والوطنى مسئولية
وعطاء . نعلم تماما أن ما حققه الحزب من أغلبية كبيرة تقابله مسئولية كبرى
داخل البرلمان وخارجه خلال المرحلة المقبلة نمضى بتجربتنا الديمقراطية
خطوات للأمام نؤمن بأن الديمقراطية ثقافة نسعى لنشرها وممارسة تتدعم
قواعدها وسلوكياتها عاما بعد عام .
وأقول مخلصا .. إننا فى الحزب الوطنى ننأى بأنفسنا عن إحتكار العمل الوطنى
والحزبى . نتطلع لتعزيز التعددية والمنافسة الشريفة ونشجع على ذلك ونسعى
إليه . نواصل العمل فى خدمة الوطن والمواطنين .. نجتهد من أجل العطاء لمصر
والمصريين ونرحب بكل اجتهاد يدفع بنا وبشعبنا ووطننا الى الأمام .
-الإخوة والأخوات ..
لقد بدأنا مع مطلع هذا العقد برنامجا شاملا للاصلاح .. وفق رؤية إستراتيجية
واضحة ومحددة . وضعنا الأسس اللازمة لبناء دولة مدنية حديثة .. بإصلاح
سياسى طور بنيتنا الدستورية والتشريعية . كانت التعديلات الدستورية نقطة
تحول جوهرية فى مسيرة الديمقراطية على أرض مصر . تعديلات هى الأكبر والأشمل
فى تاريخنا المعاصر .. أرست مفهوم المواطنة كأساس للحقوق والواجبات .. فى
مجتمع مدنى حديث .. يحقق المساواة بين كل المصريين .. بغض النظر عن الدين
أو العقيدة أو أى اعتبار آخر .
تعديلات دستورية .. فتحت الباب - ولأول مرة فى تاريخنا - لكى ينتخب
المصريون رئيسهم بالإقتراع الحر المباشر .. حققت المزيد من التوازن بين
السلطتين التشريعية والتنفيذية .. وأفسحت المجال للأحزاب السياسية للمشاركة
فى عملية التحول الديمقراطى .. ولتصبح محورها ومحركها.
إصلاح دستورى .. أتاح آفاقا جديدة لمشاركة المرأة فى الحياة السياسية ..
لتحتل مكانتها فى العمل السياسى .. ولتتوج المكتسبات التى حققتها المرأة
المصرية عبر مسيرتها .. كما عزز هذا الإصلاح مفهوم اللامركزية .. واستقلال
القضاء.
وفضلا عما حققناه من إصلاح سياسى .. فقد قام برنامجنا للاصلاح الإقتصادى
على تحول هام وجذرى .. لإعادة صياغة دور الدولة من كونها المحرك الأوحد
للنشاط الإقتصادى .. والمصدر الرئيسى للتشغيل .. إلى دور جديد ومتطور ..
يضع الأطر المنظمة للنشاط الإقتصادى .. يفسح المجال للقطاع الخاص .. يتابع
ويراقب أداء الإقتصاد .. ويعنى بتصحيح مساره.
اتبعنا منهجا حديثا ومتطورا للاصلاح الإقتصادى .. عزز البنية الأساسية
والتشريعية الجاذبة للاستثمار .. أفسح المجال للقطاع الخاص المصرى والعربى
والأجنبى .. ووضع ضوابط واضحة للمنافسة . إصلاح عالج التشوهات الهيكلية فى
اقتصانا .. بمنظومة متكاملة من السياسات والتشريعات فى النظام الضريبى
والنظام المصرفى .. مهدت لتحقيق معدلات غير مسبوقة من النمو الإقتصادى ..
فاقت فى متوسطها ما تحقق فى ثلاثة عقود.
اجتزنا أزمة إقتصادية طاحنة واجهها العالم زعزعت اقتصادات العديد من الدول
المتقدمة .. وحافظنا على مكانتنا كقوة اقتصادية ناشئة باقتصاد عززت قدرته
خطوات الإصلاح يقوم على أسس راسخة تكفل له النمو المتواصل.
شهد النمو فى قطاع الصناعة معدلات متزايدة خلال السنوات الخمس الماضية
وتضاعفت صادراتنا بمختلف مصادرها البترولية وغير البترولية. شهدت قطاعات
السياحة والتجارة الخارجية طفرة كبيرة وفتحنا المجال لأنشطة صناعية وتجارية
جديدة تخدم احتياجات مجتمعاتنا المحلية لفرص العمل والنمو الإقتصادى ورفع
مستوى المعيشة.
لقد خضنا هذه التحولات الإقتصادية الكبرى وعيوننا على غير القادرين من
أبناء الشعب واخترنا البديل الصعب عندما اتبعنا منهجا متأنيا للاصلاح يحفظ
التوازن بين فئات المجتمع حتى لا يدفع غير القادرين الفاتورة الباهظة
للتحول الاقتصادى فكانت تحولاتنا الإقتصادية مدفوعة ومدعومة على الدوام
بسياسات موازية لتحقيق العدالة الإجتماعية ورعاية الفئات المحرومة والأكثر
إحتياجا.
كان البعد الإجتماعى - وسيظل - المحور الأساسى المحرك لكافة سياساتنا
الإقتصادية , وضعنا سياسات واضحة لتحقيق العدالة الإجتماعية ولتوسيع شبكة
الضمان الإجتماعى , إتبعنا سياسات محددة لإستهداف الفقر تقوم على تمكين غير
القادرين والأخذ بيدهم للخروج من دائرته ومعاناته.
نجحنا فى مضاعفة الأجور والمعاشات ومضاعفة المستفيدين من شبكة الضمان
الإجتماعى وكان هدفنا دائما - وسيظل - تحسين أحوال المعيشة للفئات محدودة
الدخل لتصل إليهم ثمار التحول الإقتصادى والنمو والتنمية.
وضعنا صعيد مصر فى قلب أولوياتنا وأقمنا مناطق صناعية ومشروعات كبرى
للمرافق الخدمات والبنية التحتية وإمدادات الغاز غيرت وجه الحياة فى صعيد
مصر ووضعته على مشارف إنطلاقة تنموية وإقتصادية غير مسبوقة.
كان الفلاح المصرى - وسوف يظل - فى قلب خطط الإصلاح والنمو والتنمية
بسياسات داعمة ومساندة للمزارعين .. تضمن لهم الحصول على عائد مجز من
المحاصيل الأساسية .. بالإضافة إلى حسم المشكلات المتراكمة والمتعلقة
بمديونيات المزارعين.
كان شاغلنا الشاغل - وسيظل - هو تحسين نوعية الحياة .. ورفع مستوى معيشة
الإنسان المصرى .. وتطوير ما يقدم له من خدمات التعليم .. والرعاية الصحية
.. والإسكان والمرافق .. وغيرها .
وقد حققنا الكثير فى إتاحة وتطوير هذه الخدمات خلال المرحلة الماضية ..
وحققنا طفرة غير مسبوقة .. بمشروعات مترامية لشبكات مياه الشرب والصرف
الصحى .. كما واجهنا الزيادة السكانية ببرامج طموحة للتوسع العمرانى ..
وقرى الظهير الصحراوى.
ذلك بعض ما حققنا لأبناء الشعب ..خلال المرحلة الماضية .. وذلك ما نعتزم
مواصلته والبناء عليه خلال المرحلة المقبلة .. نتعهد ونلتزم به حزبا وحكومة
.. ونمضى فى الوفاء به بعزم لا يلين .
- الإخوة والأخوات ..
إن الأولويات الثلاث الرئيسية للمرحلة المقبلة .. هى المزيد من الإستثمار
والنمو وإتاحة فرص العمل .. والمزيد من توسيع قاعدة العدل الإجتماعى بين
أبناء الوطن ومحافظاته ..والمزيد من تدعيم المشاركة الشعبية .. بالتوسع فى
اللامركزية على مستوى المحليات.
أعلم أنه لا تزال أمامنا تحديات وصعاب .. لكن الحزب يدرك تماما المسئولية
الكبيرة التى تقع على عاتقه .. للمضى فى سياسات الإصلاح .. كما يتحمل مع
الحكومة وأعضاء هيئته البرلمانية .. مسئولية تنفيذ البرنامج الذى طرحه
للسنوات الخمس المقبلة .. بخطوات ملموسة وتوقيتات واضحة ومحددة .. تنعكس
على حياة المواطنين .. ويشعرون بآثارها ونتائجها وثمارها.
وتحقيقا لذلك .. فإننى أحدد مهاما وتكليفات واضحة للحزب وحكومته وهيئته
البرلمانية لتنفيذ ما تعهد به الحزب فى برنامجه للانتخابات الأخيرة لمجلس
الشعب , تكليفات .. أوجز أهم محاورها فيما يلى :
أولا : المضى فى سياسات الإصلاح الإقتصادى وبرامجه والعمل على الإرتفاع
بمتوسط معدلات النمو (8%) خلال السنوات الخمس المقبلة ووضع قضية الإستثمار
والتشغيل على
رأس أولوياتنا بما لذلك من مردود إيجابى على دخول المواطنين .. وإتاحة فرص العمل وفتح أبواب الرزق للشباب .
ثانيا : الإرتقاء بأداء الجهاز الإدارى للدولة والتصدى لجرائم إساءة
استخدام السلطة والتعدى على المال العام .. مع مواصلة سياسات تحسين الأجور
والسيطرة على الأسعار وخفض معدلات التضخم .
ثالثا : النهوض بأوضاع الفلاح المصرى والعمل على زيادة دخله وإنتاجيته ..
بالمزيد من تطوير سياسات الزراعة والرى والمزيد من الأخذ بأساليب حديثة
للتصنيع الزراعى والمزيد من الجهود لمضاعفة الصادرات الزراعية.
رابعا : التوسع فى المناطق والإستثمارات الصناعية لإرساء قاعدة جديدة
للصناعة على مستوى المحافظات تتيح فرصا جديدة للاستثمارات الوطنية
والأجنبية وتفتح مجالات جديدة للعمل .
خامسا : مواصلة تطوير منظومة التعليم والتوسع فى إتاحة فرص التعليم المتطور
بمختلف مستوياته وتخصصاته بما يحقق نقلة نوعية فى التعليم وجودته . كما
أشدد على إيلاء الإهتمام الواجب بالتعليم الفنى .. وتطبيق النظام الجديد
للثانوية العامة بما يخفف من أعباء الأسرة المصرية ويسهم فى تطوير التعليم
الجامعى وقبل الجامعى.
سادسا: تحقيق معدلات أعلى .. فى تنفذ برنامج الإستهداف الجغرافى للفقر ..
والعمل على مضاعفة عدد الأسر المستفيدة من مساعدات الضمان الاجتماعى ..
للمرة الثانية .. وتوفير معاش لمن لا معاش له .. هذا .. مع إضافة الملايين
من الأسر المصرية للتأمين الصحى .. من خلال الاستمرار فى تطوير النظام
الحالى .. وبدء العمل بنظام التأمين الصحى الجديد.
سابعا: تحسين مستوى ما يقدم للمواطنين من خدمات .. وطرح حلول غير تقليدية
ومبتكرة.. للمشكلات المزمنة التى تواجه المواطنين فى حياتهم اليومية.
ثامنا: المضى فى تطوير الإطار التشريعى والتنفيذى للتوسع فى اللامركزية ..
بما يعزز نطاق المشاركة والرقابة الشعبية للمحليات .. وبما يحقق الاستخدام
الأمثل للموارد .. ويلبى إحتياجات المواطنين واولوياتهم.
تلك هى تكليفاتى للحزب .. وحكومته.. وهيئته البرلمانية .. وتلك هى رسالتى
لكم خلال هذا المؤتمر السنوى . إن العمل لتنفيذ برنامج الحزب لابد أن يبدأ
من اليوم .. وأن ينطلق من هذا المؤتمر . إننى أطالب الحكومة بأن تبدأ على
الفور فى وضع البرنامج التنفيذى للنهوض بهذه التكليفات .. وتنفيذ تعهدات
البرنامج فى عامه الأول .. وفق إطار زمنى محدد .. وتوقيتات واضحة .. سوف
أتابعها أولا بأول .. وأحاسب على الالتزام بها .
الأخوة والأخوات ..
إن شيئا لاينجح أكثر من النجاح ذاته .. ولقد حقق الحزب من النجاح خلال
السنوات الماضية .. ما يلهمنا خلال المرحلة المقبلة . وأقول لكم جميعا ..
إن تحرككم لابد أن يظل فى الشارع المصرى .. ومع الناس .. اعملوا من أجلهم
.. اشرحوا لهم برنامج الحزب وتوقيتات تنفيذه .. قولوا لمن لم تصلهم بعد
ثمار النمو والتنمية .. إنها فى الطريق اليهم .. انشروا الأمل وتصدوا
للمشككين .. فبالأمل والعزيمة تبنى الشعوب مجتمعاتها .. وتصنع الأمم
مستقبلها
عن احتكار العمل الوطنى والحزبى ويتطلع لتعزيز التعددية والمنافسة الشريفة
ويشجع على ذلك ويسعى إليه.
وقال الرئيس مبارك, في كلمته أمام المؤتمر السنوي السابع للحزب الذي بدأ
اليوم السبت, إن نتائج انتخابات مجلس الشعب جاءت لتثبت من جديد أن العمل
الحزبى يظل رهنا بالتواصل مع الشارع المصرى بمشاكله وهمومه وآماله, وبقدر
ما تحققه الأحزاب من تطوير وإصلاح فى هياكلها وبنائها المؤسسى وكوادرها
وفيما تطرحه من فكر ورؤى وبرامج عملية قابلة للتنفيذ.
وأضاف أن الحزب الوطني أثبت دائما انفتاحه على كل فكر جديد يعى واقع
المجتمع المصرى وينحاز لمصالح الوطن والمواطنين. وقال :" خضنا بهذا الفكر
الجديد الانتخابات التشريعية عام 2005 ببرنامج حاز ثقة الشعب وخضنا به
الانتخابات البرلمانية الأخيرة ببرنامج طموح يبنى على ما حققناه حتى الآن
.. يعى شواغل وهموم وأولويات المواطنين ويحتضن آمالهم وتطلعاتهم للحاضر
والمستقبل الأفضل" .
وتابع الرئيس مبارك أن الحزب الوطني خاض انتخابات مجلس الشعب مدركا أن
العمل الحزبى والوطنى مسئولية وعطاء، وقال " نعلم تماما أن ما حققه الحزب
من أغلبية كبيرة تقابله مسئولية كبرى داخل البرلمان وخارجه خلال المرحلة
المقبلة.. نمضى بتجربتنا الديمقراطية خطوات للأمام .. نؤمن بأن الديمقراطية
ثقافة نسعى لنشرها وممارسة تتدعم قواعدها وسلوكياتها عاما بعد عام".
نص خطاب الرئيس مبارك :
الأخوة والأخوات أعضاء وقيادات الحزب الوطنى الديمقراطى .. - الضيوف الأعزاء .. - السيدات والسادة ..
أرحب بكم جميعا .. ويسعدنى أن أتحدث اليكم فى مستهل مؤتمرنا السنوى السابع،
أعرب لكم عن تهنئتى بالاداء المتميز للحزب ومرشحيه فى الانتخابات الاخيرة
لمجلس الشعب .. وأتطلع معكم لمؤتمر ناجح .. ومناقشات مفيدة لقضايا الوطن
والمواطنين .. تعزز عطاء الحزب من أجل مصر وشعبها .. تعطى عملنا الحزبى
والوطنى دفعة جديدة الى الأمام .. وتؤكد دور الحزب الوطنى الديمقراطى
..كحزب للاغلبية.
نلتقى معا اليوم .. بالعديد من أعضاء الحزب وكوادره وقياداته .. وممثلى
الوحدات الحزبية والهيئة البرلمانية .. جاءوا من كافة المحافظات .. تجمعنا
معا مسيرة العمل الوطنى والحزبى .. والاجتهاد فى خدمة الوطن.
إننى أعبر لهم .. ولكم جميعا .. عن مشاعر الاعتزاز والتقدير . أشد على أيدى
رموز الحزب وأعضائه ممن تواصل عطاؤهم عبر السنوات الماضية .. وأتوجه
بالتحية لشباب الحزب وشاباته .. طليعة تطويره .. ومصدر قوته وحيويته
المتجددة.
نلتقى اليوم .. بعد انتخابات حاسمة لمجلس الشعب .. استعد لها الحزب منذ عام
2005 بتطوير متواصل على المستوى التنظيمى وجهود جادة لتنفيذ برنامجه خلال
السنوات الخمس الماضية وبرنامج طموح للسنوات الخمس المقبلة.
إننى أتوجه بالإشادة لما كشفت عنه هذه الانتخابات من مستوى رفيع للالتزام
الحزبى .. وأتوجه بالتحية لقيادات الحزب وكوادره لمن تم ترشيحهم ولمن لم
يرشحهم الحزب وأتوجه بالتهنئة لمن فاز من مرشحى الحزب مع تمنياتى بنتائج
أفضل فى المستقبل لمن لم يحالفهم التوفيق.
لقد جاءت نتائج الانتخابات لتثبت من جديد أن العمل الحزبى يظل رهنا
بالتواصل مع الشارع المصرى بمشاكله وهمومه وآماله وبقدر ما تحققه الأحزاب
من تطوير وإصلاح فى هياكلها وبنائها المؤسسى وكوادرها وفيما تطرحه من فكر
ورؤى وبرامج عملية قابلة للتنفيذ.
لقد أثبت الحزب دائما انفتاحه على كل فكر جديد يعى واقع المجتمع المصرى
وينحاز لمصالح الوطن والمواطنين . خضنا بهذا الفكر الجديد الانتخابات
التشريعية عام 2005 ببرنامج حاز ثقة الشعب وخضنا به الانتخابات البرلمانية
الأخيرة ببرنامج طموح يبنى على ما حققناه حتى الآن .. يعى شواغل وهموم
وأولويات المواطنين ويحتضن آمالهم وتطلعاتهم للحاضر والمستقبل الأفضل.
خضنا انتخابات مجلس الشعب مدركين كعهدنا أن العمل الحزبى والوطنى مسئولية
وعطاء . نعلم تماما أن ما حققه الحزب من أغلبية كبيرة تقابله مسئولية كبرى
داخل البرلمان وخارجه خلال المرحلة المقبلة نمضى بتجربتنا الديمقراطية
خطوات للأمام نؤمن بأن الديمقراطية ثقافة نسعى لنشرها وممارسة تتدعم
قواعدها وسلوكياتها عاما بعد عام .
وأقول مخلصا .. إننا فى الحزب الوطنى ننأى بأنفسنا عن إحتكار العمل الوطنى
والحزبى . نتطلع لتعزيز التعددية والمنافسة الشريفة ونشجع على ذلك ونسعى
إليه . نواصل العمل فى خدمة الوطن والمواطنين .. نجتهد من أجل العطاء لمصر
والمصريين ونرحب بكل اجتهاد يدفع بنا وبشعبنا ووطننا الى الأمام .
-الإخوة والأخوات ..
لقد بدأنا مع مطلع هذا العقد برنامجا شاملا للاصلاح .. وفق رؤية إستراتيجية
واضحة ومحددة . وضعنا الأسس اللازمة لبناء دولة مدنية حديثة .. بإصلاح
سياسى طور بنيتنا الدستورية والتشريعية . كانت التعديلات الدستورية نقطة
تحول جوهرية فى مسيرة الديمقراطية على أرض مصر . تعديلات هى الأكبر والأشمل
فى تاريخنا المعاصر .. أرست مفهوم المواطنة كأساس للحقوق والواجبات .. فى
مجتمع مدنى حديث .. يحقق المساواة بين كل المصريين .. بغض النظر عن الدين
أو العقيدة أو أى اعتبار آخر .
تعديلات دستورية .. فتحت الباب - ولأول مرة فى تاريخنا - لكى ينتخب
المصريون رئيسهم بالإقتراع الحر المباشر .. حققت المزيد من التوازن بين
السلطتين التشريعية والتنفيذية .. وأفسحت المجال للأحزاب السياسية للمشاركة
فى عملية التحول الديمقراطى .. ولتصبح محورها ومحركها.
إصلاح دستورى .. أتاح آفاقا جديدة لمشاركة المرأة فى الحياة السياسية ..
لتحتل مكانتها فى العمل السياسى .. ولتتوج المكتسبات التى حققتها المرأة
المصرية عبر مسيرتها .. كما عزز هذا الإصلاح مفهوم اللامركزية .. واستقلال
القضاء.
وفضلا عما حققناه من إصلاح سياسى .. فقد قام برنامجنا للاصلاح الإقتصادى
على تحول هام وجذرى .. لإعادة صياغة دور الدولة من كونها المحرك الأوحد
للنشاط الإقتصادى .. والمصدر الرئيسى للتشغيل .. إلى دور جديد ومتطور ..
يضع الأطر المنظمة للنشاط الإقتصادى .. يفسح المجال للقطاع الخاص .. يتابع
ويراقب أداء الإقتصاد .. ويعنى بتصحيح مساره.
اتبعنا منهجا حديثا ومتطورا للاصلاح الإقتصادى .. عزز البنية الأساسية
والتشريعية الجاذبة للاستثمار .. أفسح المجال للقطاع الخاص المصرى والعربى
والأجنبى .. ووضع ضوابط واضحة للمنافسة . إصلاح عالج التشوهات الهيكلية فى
اقتصانا .. بمنظومة متكاملة من السياسات والتشريعات فى النظام الضريبى
والنظام المصرفى .. مهدت لتحقيق معدلات غير مسبوقة من النمو الإقتصادى ..
فاقت فى متوسطها ما تحقق فى ثلاثة عقود.
اجتزنا أزمة إقتصادية طاحنة واجهها العالم زعزعت اقتصادات العديد من الدول
المتقدمة .. وحافظنا على مكانتنا كقوة اقتصادية ناشئة باقتصاد عززت قدرته
خطوات الإصلاح يقوم على أسس راسخة تكفل له النمو المتواصل.
شهد النمو فى قطاع الصناعة معدلات متزايدة خلال السنوات الخمس الماضية
وتضاعفت صادراتنا بمختلف مصادرها البترولية وغير البترولية. شهدت قطاعات
السياحة والتجارة الخارجية طفرة كبيرة وفتحنا المجال لأنشطة صناعية وتجارية
جديدة تخدم احتياجات مجتمعاتنا المحلية لفرص العمل والنمو الإقتصادى ورفع
مستوى المعيشة.
لقد خضنا هذه التحولات الإقتصادية الكبرى وعيوننا على غير القادرين من
أبناء الشعب واخترنا البديل الصعب عندما اتبعنا منهجا متأنيا للاصلاح يحفظ
التوازن بين فئات المجتمع حتى لا يدفع غير القادرين الفاتورة الباهظة
للتحول الاقتصادى فكانت تحولاتنا الإقتصادية مدفوعة ومدعومة على الدوام
بسياسات موازية لتحقيق العدالة الإجتماعية ورعاية الفئات المحرومة والأكثر
إحتياجا.
كان البعد الإجتماعى - وسيظل - المحور الأساسى المحرك لكافة سياساتنا
الإقتصادية , وضعنا سياسات واضحة لتحقيق العدالة الإجتماعية ولتوسيع شبكة
الضمان الإجتماعى , إتبعنا سياسات محددة لإستهداف الفقر تقوم على تمكين غير
القادرين والأخذ بيدهم للخروج من دائرته ومعاناته.
نجحنا فى مضاعفة الأجور والمعاشات ومضاعفة المستفيدين من شبكة الضمان
الإجتماعى وكان هدفنا دائما - وسيظل - تحسين أحوال المعيشة للفئات محدودة
الدخل لتصل إليهم ثمار التحول الإقتصادى والنمو والتنمية.
وضعنا صعيد مصر فى قلب أولوياتنا وأقمنا مناطق صناعية ومشروعات كبرى
للمرافق الخدمات والبنية التحتية وإمدادات الغاز غيرت وجه الحياة فى صعيد
مصر ووضعته على مشارف إنطلاقة تنموية وإقتصادية غير مسبوقة.
كان الفلاح المصرى - وسوف يظل - فى قلب خطط الإصلاح والنمو والتنمية
بسياسات داعمة ومساندة للمزارعين .. تضمن لهم الحصول على عائد مجز من
المحاصيل الأساسية .. بالإضافة إلى حسم المشكلات المتراكمة والمتعلقة
بمديونيات المزارعين.
كان شاغلنا الشاغل - وسيظل - هو تحسين نوعية الحياة .. ورفع مستوى معيشة
الإنسان المصرى .. وتطوير ما يقدم له من خدمات التعليم .. والرعاية الصحية
.. والإسكان والمرافق .. وغيرها .
وقد حققنا الكثير فى إتاحة وتطوير هذه الخدمات خلال المرحلة الماضية ..
وحققنا طفرة غير مسبوقة .. بمشروعات مترامية لشبكات مياه الشرب والصرف
الصحى .. كما واجهنا الزيادة السكانية ببرامج طموحة للتوسع العمرانى ..
وقرى الظهير الصحراوى.
ذلك بعض ما حققنا لأبناء الشعب ..خلال المرحلة الماضية .. وذلك ما نعتزم
مواصلته والبناء عليه خلال المرحلة المقبلة .. نتعهد ونلتزم به حزبا وحكومة
.. ونمضى فى الوفاء به بعزم لا يلين .
- الإخوة والأخوات ..
إن الأولويات الثلاث الرئيسية للمرحلة المقبلة .. هى المزيد من الإستثمار
والنمو وإتاحة فرص العمل .. والمزيد من توسيع قاعدة العدل الإجتماعى بين
أبناء الوطن ومحافظاته ..والمزيد من تدعيم المشاركة الشعبية .. بالتوسع فى
اللامركزية على مستوى المحليات.
أعلم أنه لا تزال أمامنا تحديات وصعاب .. لكن الحزب يدرك تماما المسئولية
الكبيرة التى تقع على عاتقه .. للمضى فى سياسات الإصلاح .. كما يتحمل مع
الحكومة وأعضاء هيئته البرلمانية .. مسئولية تنفيذ البرنامج الذى طرحه
للسنوات الخمس المقبلة .. بخطوات ملموسة وتوقيتات واضحة ومحددة .. تنعكس
على حياة المواطنين .. ويشعرون بآثارها ونتائجها وثمارها.
وتحقيقا لذلك .. فإننى أحدد مهاما وتكليفات واضحة للحزب وحكومته وهيئته
البرلمانية لتنفيذ ما تعهد به الحزب فى برنامجه للانتخابات الأخيرة لمجلس
الشعب , تكليفات .. أوجز أهم محاورها فيما يلى :
أولا : المضى فى سياسات الإصلاح الإقتصادى وبرامجه والعمل على الإرتفاع
بمتوسط معدلات النمو (8%) خلال السنوات الخمس المقبلة ووضع قضية الإستثمار
والتشغيل على
رأس أولوياتنا بما لذلك من مردود إيجابى على دخول المواطنين .. وإتاحة فرص العمل وفتح أبواب الرزق للشباب .
ثانيا : الإرتقاء بأداء الجهاز الإدارى للدولة والتصدى لجرائم إساءة
استخدام السلطة والتعدى على المال العام .. مع مواصلة سياسات تحسين الأجور
والسيطرة على الأسعار وخفض معدلات التضخم .
ثالثا : النهوض بأوضاع الفلاح المصرى والعمل على زيادة دخله وإنتاجيته ..
بالمزيد من تطوير سياسات الزراعة والرى والمزيد من الأخذ بأساليب حديثة
للتصنيع الزراعى والمزيد من الجهود لمضاعفة الصادرات الزراعية.
رابعا : التوسع فى المناطق والإستثمارات الصناعية لإرساء قاعدة جديدة
للصناعة على مستوى المحافظات تتيح فرصا جديدة للاستثمارات الوطنية
والأجنبية وتفتح مجالات جديدة للعمل .
خامسا : مواصلة تطوير منظومة التعليم والتوسع فى إتاحة فرص التعليم المتطور
بمختلف مستوياته وتخصصاته بما يحقق نقلة نوعية فى التعليم وجودته . كما
أشدد على إيلاء الإهتمام الواجب بالتعليم الفنى .. وتطبيق النظام الجديد
للثانوية العامة بما يخفف من أعباء الأسرة المصرية ويسهم فى تطوير التعليم
الجامعى وقبل الجامعى.
سادسا: تحقيق معدلات أعلى .. فى تنفذ برنامج الإستهداف الجغرافى للفقر ..
والعمل على مضاعفة عدد الأسر المستفيدة من مساعدات الضمان الاجتماعى ..
للمرة الثانية .. وتوفير معاش لمن لا معاش له .. هذا .. مع إضافة الملايين
من الأسر المصرية للتأمين الصحى .. من خلال الاستمرار فى تطوير النظام
الحالى .. وبدء العمل بنظام التأمين الصحى الجديد.
سابعا: تحسين مستوى ما يقدم للمواطنين من خدمات .. وطرح حلول غير تقليدية
ومبتكرة.. للمشكلات المزمنة التى تواجه المواطنين فى حياتهم اليومية.
ثامنا: المضى فى تطوير الإطار التشريعى والتنفيذى للتوسع فى اللامركزية ..
بما يعزز نطاق المشاركة والرقابة الشعبية للمحليات .. وبما يحقق الاستخدام
الأمثل للموارد .. ويلبى إحتياجات المواطنين واولوياتهم.
تلك هى تكليفاتى للحزب .. وحكومته.. وهيئته البرلمانية .. وتلك هى رسالتى
لكم خلال هذا المؤتمر السنوى . إن العمل لتنفيذ برنامج الحزب لابد أن يبدأ
من اليوم .. وأن ينطلق من هذا المؤتمر . إننى أطالب الحكومة بأن تبدأ على
الفور فى وضع البرنامج التنفيذى للنهوض بهذه التكليفات .. وتنفيذ تعهدات
البرنامج فى عامه الأول .. وفق إطار زمنى محدد .. وتوقيتات واضحة .. سوف
أتابعها أولا بأول .. وأحاسب على الالتزام بها .
الأخوة والأخوات ..
إن شيئا لاينجح أكثر من النجاح ذاته .. ولقد حقق الحزب من النجاح خلال
السنوات الماضية .. ما يلهمنا خلال المرحلة المقبلة . وأقول لكم جميعا ..
إن تحرككم لابد أن يظل فى الشارع المصرى .. ومع الناس .. اعملوا من أجلهم
.. اشرحوا لهم برنامج الحزب وتوقيتات تنفيذه .. قولوا لمن لم تصلهم بعد
ثمار النمو والتنمية .. إنها فى الطريق اليهم .. انشروا الأمل وتصدوا
للمشككين .. فبالأمل والعزيمة تبنى الشعوب مجتمعاتها .. وتصنع الأمم
مستقبلها