حناجرنا تردّ أذى خناجركم
فليس لنا سوى الآهات نُطلقها صواريخاً
نفجّر من قصائدنا براكيناً فتنفث من قوافيها
ومن أوزانها حمماً لتُرديكم
*
حناجرنا تصدّ ردى خناجركم
وليس لنا سوى الأحلام ، نرسمها ،
ونبعثها سهاماً في مآقيكمْ ..
لتُعميكم ، وتجعلكم حيارى بل سُكارى في لياليكم
وما أحلامنا إلا دخانٌ ساقها الوهمُ
إذا كنا تعمّدنا بليل الخوف والخذلانِ ..
ماذا ينفع الحلمُ ..؟
كقطعانٍ بلا راعٍ نتوه ،
تلفّنا الصحراء من عصفٍ تُضيّعنا ..
وبعدُ تهاجم الكثبان تبلعنا
ووسْط مراكب الأيام لا ربّان ..
في بحرٍ يهيج ، يموج لا منقذْ
رياح الشؤم تلفحنا ..تُدحرجنا كرمل
في شواطي العمر ، ترمينا إلى المجهولْ
كيف نقولْ : إله العرش يحرسنا ويحمينا ..
إله العرش يُنقذنا ..
وهل عدنا له يوماً ؟ توضّأنا بماء الطهرْ ؟
صلّينا بإيمانٍ .. وجسّدنا بأفعالٍ صلاةَ الفجرْ ؟
بدأنا الخطوة الأولى ..
نذرنا الروح للأوطانْ ..
تذكّرنا الذي قد كانْ..
*
حناجرنا تردّ أذى خناجركم
وليس لنا برغم الخوف ،
رغم الظلم ، إلا الصبرْ ..!
شربنا الصبر حتى ملّ منا الصبرْ
شربنا الصبر تكراراً فلم يُجدِ ..
وهل تدرون معنى الصبرْ ؟
هل ذقتم مرارتهُ ..؟ وهل عشتم قساوتهُ ؟
وهل نمتم على أوجاعكم يوماً وكاد الجوع يقتلكمْ ؟
وماذا يصنع الحلمُ ؟ إذا ما كان في ثوبٍ
من الوهمِ ..! فلا حلمُ
وماذا يفعل الظلمُ ؟ إذا ما كان من أهلٍ
لهم في المرتجى علمُ ..! هو الظلمُ
*
حناجرنا تقاومهم : تردّ ، تصدْ ..
فكيف إذا خناجرنا ..؟
فلسطين الجريحة تُستباح أمام أعيننا ..!
وفي رفحٍ : يقاوم أهلنا العزّلْ ..
بيوتٌ أصبحت أثراً ..
ولا من ينتخي منا ، ألا نخجلْ ؟!
وفي بغداد يُسحق حلمُنا العربي ..
وفي الفلّوجة الثوار
ينتظرون خيل العُرْب تأتيهمْ..
تشقّ سيوفها الآفاقْ ..
فوارسها على صهواتها تمضي ..
يسدّ غبارها الطرقاتْ..
وفي النجف التي صمدت تقاومهمْ ،
تصدّ هجومهمْ .. وماذا عنْ .. ؟! وهلاّ مَنْ ..؟!
ولا حتى مظاهرة .. فلا أجبنْ ، ولا أكسلْ ..
نُعزّي بعضنا بالصمتِ أو بالآه ، أو بالشعرْ
نقول وقولنا كذبٌ : بهذا العصر ما نفعلْ ..؟!
*
حناجرنا تقاومهم .. فكيف إذا خناجرنا ..؟!
" على هامان يا فرعونْ .." ، "
على فرعون يا هامانْ " دعونا نكتفي بالقولْ :
مشيئة ربنا كانتْ .. فلا كنا ولا كانتْ ..
فناموا مثل أهل الكهف ، لا تستيقظوا أبداً ..
ففي أبصاركم سحرٌ ، وفي آذانكم وقرٌ ..
وفوق قلوبكم صخرٌ ، ولا فخرُ ..!
إذا أسمعتكم صوتاً تأذّيتمْ ..
وإن أشهدتكم يوماً تجاهلتمْ ..
وإن ناشدتكم عطفاً تثاقلتمْ..
كأهل الكهف تحسبهم وهم في غفلة الأمواتْ
ولو حُرقت جوامعكمْ .. ولو هُدمت كنائسكمْ .. ولو ديست كرامتكمْ ..ولو أقصاكمُ حرقوه
أو هدموهُ ، لا يعني لكم شيئاٍ ..
بروج الظلّ تكفيكمْ .. ودرع الذلّ يحميكمْ ..
*
حناجرنا تقاومهمْ .. فكيف إذا خناجرنا ..؟!
فهيا يا أخي العربيّ .. هيا يا أخي الإنسانْ..
وهيا قم وفتّش عن ظلالك ، عن مكانك ، في القممْ
فعند القمة الشماء تلقى المجد أنشودةْ
فغني المجد ألحاناًَ ، وخلّي اللحن زغرودةْ
وعند القمة الشماء ، في العلياء ،
تعرف أنك البركانْ ..
تعرف أنك العربيَّ .. تُدرك أنك الإنسانْ .
شاعر سوريا أبو حسام محمد الزينو
فليس لنا سوى الآهات نُطلقها صواريخاً
نفجّر من قصائدنا براكيناً فتنفث من قوافيها
ومن أوزانها حمماً لتُرديكم
*
حناجرنا تصدّ ردى خناجركم
وليس لنا سوى الأحلام ، نرسمها ،
ونبعثها سهاماً في مآقيكمْ ..
لتُعميكم ، وتجعلكم حيارى بل سُكارى في لياليكم
وما أحلامنا إلا دخانٌ ساقها الوهمُ
إذا كنا تعمّدنا بليل الخوف والخذلانِ ..
ماذا ينفع الحلمُ ..؟
كقطعانٍ بلا راعٍ نتوه ،
تلفّنا الصحراء من عصفٍ تُضيّعنا ..
وبعدُ تهاجم الكثبان تبلعنا
ووسْط مراكب الأيام لا ربّان ..
في بحرٍ يهيج ، يموج لا منقذْ
رياح الشؤم تلفحنا ..تُدحرجنا كرمل
في شواطي العمر ، ترمينا إلى المجهولْ
كيف نقولْ : إله العرش يحرسنا ويحمينا ..
إله العرش يُنقذنا ..
وهل عدنا له يوماً ؟ توضّأنا بماء الطهرْ ؟
صلّينا بإيمانٍ .. وجسّدنا بأفعالٍ صلاةَ الفجرْ ؟
بدأنا الخطوة الأولى ..
نذرنا الروح للأوطانْ ..
تذكّرنا الذي قد كانْ..
*
حناجرنا تردّ أذى خناجركم
وليس لنا برغم الخوف ،
رغم الظلم ، إلا الصبرْ ..!
شربنا الصبر حتى ملّ منا الصبرْ
شربنا الصبر تكراراً فلم يُجدِ ..
وهل تدرون معنى الصبرْ ؟
هل ذقتم مرارتهُ ..؟ وهل عشتم قساوتهُ ؟
وهل نمتم على أوجاعكم يوماً وكاد الجوع يقتلكمْ ؟
وماذا يصنع الحلمُ ؟ إذا ما كان في ثوبٍ
من الوهمِ ..! فلا حلمُ
وماذا يفعل الظلمُ ؟ إذا ما كان من أهلٍ
لهم في المرتجى علمُ ..! هو الظلمُ
*
حناجرنا تقاومهم : تردّ ، تصدْ ..
فكيف إذا خناجرنا ..؟
فلسطين الجريحة تُستباح أمام أعيننا ..!
وفي رفحٍ : يقاوم أهلنا العزّلْ ..
بيوتٌ أصبحت أثراً ..
ولا من ينتخي منا ، ألا نخجلْ ؟!
وفي بغداد يُسحق حلمُنا العربي ..
وفي الفلّوجة الثوار
ينتظرون خيل العُرْب تأتيهمْ..
تشقّ سيوفها الآفاقْ ..
فوارسها على صهواتها تمضي ..
يسدّ غبارها الطرقاتْ..
وفي النجف التي صمدت تقاومهمْ ،
تصدّ هجومهمْ .. وماذا عنْ .. ؟! وهلاّ مَنْ ..؟!
ولا حتى مظاهرة .. فلا أجبنْ ، ولا أكسلْ ..
نُعزّي بعضنا بالصمتِ أو بالآه ، أو بالشعرْ
نقول وقولنا كذبٌ : بهذا العصر ما نفعلْ ..؟!
*
حناجرنا تقاومهم .. فكيف إذا خناجرنا ..؟!
" على هامان يا فرعونْ .." ، "
على فرعون يا هامانْ " دعونا نكتفي بالقولْ :
مشيئة ربنا كانتْ .. فلا كنا ولا كانتْ ..
فناموا مثل أهل الكهف ، لا تستيقظوا أبداً ..
ففي أبصاركم سحرٌ ، وفي آذانكم وقرٌ ..
وفوق قلوبكم صخرٌ ، ولا فخرُ ..!
إذا أسمعتكم صوتاً تأذّيتمْ ..
وإن أشهدتكم يوماً تجاهلتمْ ..
وإن ناشدتكم عطفاً تثاقلتمْ..
كأهل الكهف تحسبهم وهم في غفلة الأمواتْ
ولو حُرقت جوامعكمْ .. ولو هُدمت كنائسكمْ .. ولو ديست كرامتكمْ ..ولو أقصاكمُ حرقوه
أو هدموهُ ، لا يعني لكم شيئاٍ ..
بروج الظلّ تكفيكمْ .. ودرع الذلّ يحميكمْ ..
*
حناجرنا تقاومهمْ .. فكيف إذا خناجرنا ..؟!
فهيا يا أخي العربيّ .. هيا يا أخي الإنسانْ..
وهيا قم وفتّش عن ظلالك ، عن مكانك ، في القممْ
فعند القمة الشماء تلقى المجد أنشودةْ
فغني المجد ألحاناًَ ، وخلّي اللحن زغرودةْ
وعند القمة الشماء ، في العلياء ،
تعرف أنك البركانْ ..
تعرف أنك العربيَّ .. تُدرك أنك الإنسانْ .
شاعر سوريا أبو حسام محمد الزينو