أدانت "الدعوة السلفية" في الإسكندرية التفجير الذي استهدف كنيسة
"القديسين" في منطقة "سيدي بشر"، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الأقباط.
واعتبرته "مفتاح شر على البلاد والعباد" يعود بالمفاسد على المجتمع كله،
ويفتح الباب لاتهام المسلمين والإسلام نفسه بما هو برئ منه.
وفي بيان رسمي هو الأول من نوعه، قالت "الدعوة السلفية": إن المنهج
الإسلامي الذي تتبناه - والقائم على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة
الحسنة- يرفض هذه الأساليب التي تخدم فقط أهداف من لا يريدون بمصرنا خيرًا.
ويعد هذا البيان غير المسبوق الرسمي الأول في تاريخ الدعوة السلفية
تقريبا، حملها عليه ـ على ما يبدو ـ كون الإسكندرية دائما ما توصف إعلاميا
بأنها معقل السلفية في مصر، وهي المدينة التي شهدت تفجيرا دمويا لم تشهد
المدن المصرية مثيله منذ عقود، باستثناء تفجيرات سيناء التي استهدفت مواقع
سياحية.
وذكر السلفيون بالتعايش الذي وجد منذ قرون بعيدة بين المصريين، مسلمين
وأقباطًا، فـ "تعايشوا في تسامح وأمان - رغم اختلاف عقائدهم- خلال القرون
الطويلة باستثناء حوادث نادرة، لا تكسر القاعدة بل تؤيدها". مشيرين إلى
وتيرة هذه الأحداث التي أخذت في التزايد منذ أربعة عقود، لأسباب "يسهل
تتبعها لمن أراد أن يعالج الأزمة بطريقة علمية وموضوعية وعادلة"، على حد
قول البيان.
ومن جهة أخرى، أدان السلفيون "المطالبات بالتدخل الخارجي في شئون
البلاد"، في إشارة منهم إلى بعض أصوات المهجر التي نادت بتدخل قوى خارجية
كأمريكا وإسرائيل لحماية الأقباط في مصر. كما أدان البيان "اتخاذ هذا
الحادث مبررًا للاعتداء على المسلمين في أنفسهم أو أموالهم أو مساجدهم".
نص البيان
بيان من الدعوة السلفية بشأن أحداث تفجير كنيسة الإسكندرية
26-محرم-1432هـ 1-يناير-2011
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
- تدين "الدعوة السلفية" بالإسكندرية حادثة تفجير الكنيسة التي وقعت
بالإسكندرية باعتبارها مفتاح شر على البلاد والعباد. وتعود بالمفاسد على
المجتمع كله، وتفتح الباب لاتهام المسلمين بل والإسلام نفسه بما هو برئ منه
من سفك الدماء بغير حق واعتداء على الأنفس والأموال بغير حق.
وتعلن أن المنهج الإسلامي الذي تتبناه - والقائم على الدعوة إلى الله
بالحكمة والموعظة الحسنة- يرفض هذه الأساليب التي تخدم فقط أهداف من لا
يريدون بمصرنا خيرًا.
- وتذكِّر بأن المصريين مسلمين وأقباطًا قد تعايشوا في تسامح وأمان
-رغم اختلاف عقائدهم- خلال القرون الطويلة باستثناء حوادث نادرة -لا تكسر
القاعدة بل تؤيدها- بيد أن وتيرتها ارتفعت منذ أربعة عقود، لأسباب يسهل
تتبعها لمن أراد أن يعالج الأزمة بطريقة علمية وموضوعية وعادلة.
- كما ندين المطالبات بالتدخل الخارجي في شئون البلاد واتخاذ هذا
الحادث مبررًا للاعتداء على المسلمين في أنفسهم أو أموالهم أو مساجدهم.
- ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يحفظ مصرنا الحبيبة آمنة مطمئنة، وأن
يقيها شر الفتن التي تكدر أمنها، وتزعزع استقرارها، وتجعلها محطَّ أطماع
المتربصين بمستقبلها.