من طرف 
الكنيسة ستحتفل بعيد الميلاد مهما كانت الأزمات، وقال خلال استقباله د.أحمد
الطيب شيخ الأزهر ود.محمود زقزوق وزير الأوقاف ود.علي جمعة مفتي الجمهورية
بالمقر البابوي أمس إننا لا نريد تصعيد الأجواء والشحن الطائفي وأننا نريد
أن نحل المشاكل بحكمة وتعقل.
وأضاف البابا «أن إلغاء الاحتفالات
بعيد الميلاد يزيد من الأمر سخونة ويزيد الأمور خطورة وتوتراً وهذا لا يفيد
بشيء بل يجب التصرف بحكمة وحرص علي أولادنا.. وأقول لكل الأقباط: الموت في
حادث مثل هذا شرف كبير و«يا ريت كلنا نموت زي كده».
ووجه البابا
عزاءه لأسر الضحايا: وقال: ينبغي أن تفرحوا أن أولادكم وصلوا إلي السماء
وكل الناس في مصر متعاطفون معكم، مقدماً شكره لوزارة الصحة علي جهدها الذي
وصفه بـ«الجبار».
وحول تعليقه عن الجهة المسئولة المرتكبة للحادث
قال البابا شنودة: أنا معرفش مين اللي عمل كده ولكن ده موضوع سياسي مش بفهم
فيه أما الدولة فهي المختصة بمعرفة مرتكب الحادث، مشيراً إلي أن الرئيس
مبارك تعهد بمعاقبة وتعقب هؤلاء الجبناء، طالباً من رجال الدين أن يفكروا
في المستقبل وأن يكون أبناء هذا الوطن دون شحن طائفي.
من ناحيته
أكد د.أحمد الطيب شيخ الأزهر أن حادث كنيسة الإسكندرية ليس موجهاً
للمسيحيين بل لمصر كلها، وقال: إن المستهدف من هذا الفعل الشنيع ضرب مصر
وتحويلها إلي عراق أخري وأعتقد أن هناك جهات قامت بتدريب وتسليح أشخاص هم
في الأساس لا يعرفون شيئاً عن الإسلام. ودعا شيخ الأزهر جميع المصريين
للتكاتف والتضامن من أجل القضاء علي الإرهاب، وقال: إن الإرهاب لا يفرق بين
مسلم ومسيحيي، ومصر قادرة علي أن تحارب الإرهاب وسنقطع أياديه، مشيراً إلي
أن الحادث مجرد مخطط خارجي.
فيما أصدر المجلس الملي العام ومجمع
كهنته الأقباط الأرثوذكس بياناً أمس قال فيه: نحن نشكر متابعة الرئيس
لتفاصيل الحادث وحرصه علي حفظ الوحدة الوطنية وتعهده بتعقب كل المتورطين.
وكان
شيخ الأزهر د.أحمد الطيب قد أعلن قبل زيارته للبابا شننودة إطلاق مشروع
«بيت العائلة» الإسلامي - المسيحي لتوثيق روابط الأخوة والمحبة بين
المصريين، مشيرًا إلي أن المشروع سيبدأ بلجنة إسلامية - مسيحية تضم كبار
رجال الدين وقادة الفكر وشخصيات عامة مسلمين وأقباطًا للحوار بموضوعية
وصراحة لمواجهة أزمات في المجتمع المصري.
وأضاف شيخ الأزهر في
مؤتمر صحفي عقده أمس بمقر المشيخة، إن الذين قتلوا الناس باسم الإسلام،
يهدمون الإسلام، مؤكدا أن حادث الإسكندرية «هدم للإسلام قبل أن يكون قتلاً
للآخرين. وحول مطالبات بابا الفاتيكان بحماية المسيحيين في مصر قال شيخ
الأزهر: مع أننا لا نريد أن نعقب علي رأي بابا الفاتيكان لكن من حقنا أن
نختلف معه تماما، فلقد سبق أن طلب ذلك من قبل عندما قتل بعض المسيحيين في
العراق بيد الإرهاب هناك، وقال إن المسيحيين مضطهدون في الشرق وأنه لا بد
أن تكون هناك حماية أو يهاجروا للغرب، لكنه لم يتحرك لدماء آلاف المسلمين
الذين قتلوا في العراق وكنا نتمني أن يسوي بين قتلي المسلمين والمسيحيين
حتي تكون نظرته للسلام العالمي نظرة متوازنة وليست نظرة جزئية موجهة.
وشيع
أهالي الإسكندرية مساء أمس الأول ضحايا الحادث الإرهابي الغادر الذي وقع
ليلة رأس السنة أمام كنيسة القديسين بسيدي بشر حيث تم دفن 12 جثة في دير
مار مينا ببرج العرب كما تم دفن جثتين في المنوفية والإسماعيلية وآخريين في
البحيرة وهناك 3 أكياس بها أشلاء بشرية لم يتم التعرف عليها حتي الآن.
وأكد
د.سلامة عبدالمنعم وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية أن العدد الأخير للمصابين
97 مصابا دخلوا 8 مستشفيات عامة وخاصة خرج منهم مساء أمس الأول 45 مصابا
بعد علاجهم وهناك 47 آخرون مازالوا في المستشفيات منهم 4 سافروا للقاهرة
للعلاج.
وللمرة الثانية انتقل فريق من المعمل الجنائي في الساعة
الثانية عشرة من مساء أمس الأول وقاموا برفع البصمات والتجول داخل مسجد شرق
المدينة أمام كنيسة القديسين بشارع خليل حمادة وقامت إدارة المسجد بإعادة
فرشه.
وفرضت أجهزة الأمن إجراءات أمنية مشددة حول الكنائس في الإسكندرية حيث أغلقت الشوارع المحيطة بها أمام السيارات.
وقامت أجهزة الأمن بتمشيط المنطقة التي وقع فيها الحادث خاصة وأن بها عددًا كبيرًا من الشقق المفروشة التي يتم تأجيرها.
وشهدت
المنطقة مساء أمس الأول مظاهرة من الشباب المسيحي قاموا بإلقاء الحجارة
علي رجال الشرطة مما اضطرهم لاستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم وبعد
ذلك ظهر شباب يهتف «يحيا الهلال مع الصليب» وانضم إليهم عدد كبير من
الشباب المسلم.
كما نظم العشرات من الأقباط والمسلمين مظاهرة
احتجاجية ضد أحداث الإرهاب التي وقعت بالإسكندرية استمرت لما يزيد علي
الساعتين بدوران شبرا عدد من القوي السياسية والحركات وكان أبرزها حزب
الوفد.
وردد المتظاهرون مجموعة من الهتافات أبرزها «مصر بلدنا مش
هنسيبها.. علي الكنيسة رايح أصلي مهما جري لي ومهما حصل لي». رافعين شعارات
تؤكد وحدة الشعب المصري ونبز العنف ووحدة المسلمين والأقباط.