أن الأسباب التي أشعلت النار في النظام التونسي ورئيسه زين " الظالمين " بن
علي هي أسباب مشتركة لتفاعلات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
في كل البلاد العربية وإذا كانت الأحداث التي شهدتها تونس خاصة فقط بتونس
اليوم فأن الدول العربية الأخرى ليست بمنأى عنها وقد تختلف مظاهر التعبير
وحدته وهكذا بدأت الآن الاحتجاجات في الجزائر وليبيا والأردن وغيرها
وتلك توقعات أكيدة لانتقال عدوى الثورة إلى الجيران وأبعد من ذلك, على
خلفية نفس الأسباب وكما يقال في المثل الصيني " رب شرارة أحرقت السهل كله
".
إن الثورة ليست عمل عشوائي يقوم به حشد قطيعي لا عقل فردي له أو تحركه
غرائزه أو هي ابعد ما تكون عن التفكير العقلاني المنطقي كما يقول غوستاف
لوبون بل هو خروج للمشاعر المكبوتة بعد إزالة عوامل الكبت والقمع والتي
اقدح شرارتها الأولى الشهيد سالم البو عزيز والتي سهلت إحساس الثائرين
أنهم يسيرون وسط جموع آمنة توحدها شعارات محاربة الفقر والبطالة
والدكتاتورية صحيح إن الغضب العام يطغي على بعض الممارسات في الشارع
التونسي كالسرقة والنهب وبعض من الأضرار في الممتلكات العامة حيث تختلط
الأوراق بين الثائرين ومن أنضموا إلى الثورة في لحظاتها الأخيرة " وخاصة من
أعوان السلطة " ولكن دوافع الغضب المنفلت بانفعالات جماعية تؤطره حالات
الجوع والحرمان وانعدام الأمن الحقيقي يزداد حدة في التعبير عندما تفتقد
الجماهير إلى القيادة الميدانية الموجهة للأعمال الثورية !!!.
لقد عملت الأنظمة الاستبدادية عبر عقود من منع تشكيل أي كتلة حرجة ثورية
منظمة و مقاومة عبر ممارسات التفتيت والإجهاض والترغيب والترهيب والرقابة
الأمنية والبوليسية المشددة وأبعاد وقتل أي بادرة للتفكير البديل دون
معالجة الأسباب الحقيقية للفقر وأسبابه واعتبار الأوضاع القائمة صناعة
إلهية وقدر محتوم على الناس فلا يمكن العبث بالأقدار إلا بإذن من مسببه
!!!.
أن الثورة في التفسير المادي للتأريخ تحدث نتيجة وجود مقدمات وشروط محددة
تبرز في إطار تطور المجتمع تؤدي إلى وجود تناقضات أساسية تتحدد في التناقض
بين الطابع الاجتماعي للإنتاج, وشكل التملك الخاص ويؤدي ذلك إلى اتساع
الشعور بالظلم والاستغلال الذي يمارس من قبل فئة قليلة مالكة ضد فئات الشعب وتؤدي هذه التناقضات إلى "
أزمة سياسية " عميقة تحمل معها نشوء حالة " ثورية " تتجسد بنشاط الجماهير
السياسي الواسع من خلال التمرد على الواقع بأشكال ومظاهر متعددة مثل
الاضطرابات والمظاهرات والاجتماعات والاعتصام وان الحالة الثورية هي تعبير
عن التناقضات الموجودة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وهي
تمثل ذروة تفاقمها وليست كما يرى غوستاف لوبون وغيره من الذين يرون أن
الثورات هي انفجارات طارئة خارجة عن السيطرة تحدث نتيجة انفعالات جماهيرية
مدمرة متناقضة وغير واعية لما يحدث ويشارك فيها اللاشعور الجمعي لشعب من
الشعوب بكل ما يحتويه من مظاهر تقدمية ورجعية !!!!.
لقد أكدت التجربة التونسية في الثورة أن اللجوء إلى تشكيل الأوضاع عبر
ديمقراطيات مزيفة تكرس سلطة وسيطرة الحزب الحاكم ورئيسه الأبدي لا تجدي
نفعا حيث سيادة المنطق الشاذ قي فهم أسباب الصراع وإخفائه وان هذه
الأوضاع تنتج برلمانات بدون معارضة حقيقية, كما أكدت التجربة أن اختزال
"الديمقراطية " بالانتخابات فقط في ظروف الفاقة والفقر والفتنة والفوضى
وتجيش الجماهير واستلاب وعيها كثيرا ما يؤدي إلى استنهاض وإعادة توليد
الطائفية والعرقية والمذهبية والتطرف والإرهاب وتكريس بؤس ومعاناة الناس,
حتى وان كانت الديمقراطية بقوة التدخل الخارجي ـ كما هو الحال في الحالة
العراقية ـ وتتحول الديمقراطية إلى أداة لشل الديمقراطية الحقيقية وتهميش
رجالاتها الحقيقيين !!!.
أن الثورة التونسية " وفي بلد مستقر نسبيا " جسدت المفهوم الصائب انه لا
جدوى من شكليات التداول السلمي للسلطة ولا جدوى من دستور مكتوب ولا جدوى
من تعددية حزبية ذات مكونات هشة أن الصراع الحقيقي يجري على تحسين ظروف
العيش الحر والكريم للشعب فالتنافس قي الانتخابات في الديمقراطيات
الحقيقية ليست تنافسا بين أحزاب بل هو تنافس حول البرامج الاقتصادية
والاجتماعية التي يفترض أن تقدم لخدمة الشعب وانتشال البلاد من التخلف
الأمر الذي كان مفقودا في تونس كما في غيره من البلاد العربية.....فحذار من
الثورة التونسية العارمة أن تتحول إلى انقلاب على شخص الرئيس فقط دون تغير
للنظام بكامله... وحذار من امتصاص نقمة الثوار عبر عمليات لترقيع وتجميل
النظام, وهذا ما نلاحظ بوادره الآن في الشارع التونسي حيث إنزال صور
وملصقات الرئيس السابق من الشوارع من قبل رجالاته بكل لطف وعناية, وهي تعبر
عن انفعالات المصالحة مع أزلام النظام السابق ورموزه كما بدأ الحزب
الحاكم باستجماع قواه الهادئة لإفراغ الثورة من محتواها الحقيقي والتقدمي
.... وان الشعب التونسي قدم التضحيات الجسام لإزالة الرئيس السابق كخطوة
ضرورية لتغير النظام بالكامل عبر انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة تساوي حجم
تضحياته وجرأته في اختراق حاجز الخوف وإعلانه الثورة
علي هي أسباب مشتركة لتفاعلات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
في كل البلاد العربية وإذا كانت الأحداث التي شهدتها تونس خاصة فقط بتونس
اليوم فأن الدول العربية الأخرى ليست بمنأى عنها وقد تختلف مظاهر التعبير
وحدته وهكذا بدأت الآن الاحتجاجات في الجزائر وليبيا والأردن وغيرها
وتلك توقعات أكيدة لانتقال عدوى الثورة إلى الجيران وأبعد من ذلك, على
خلفية نفس الأسباب وكما يقال في المثل الصيني " رب شرارة أحرقت السهل كله
".
إن الثورة ليست عمل عشوائي يقوم به حشد قطيعي لا عقل فردي له أو تحركه
غرائزه أو هي ابعد ما تكون عن التفكير العقلاني المنطقي كما يقول غوستاف
لوبون بل هو خروج للمشاعر المكبوتة بعد إزالة عوامل الكبت والقمع والتي
اقدح شرارتها الأولى الشهيد سالم البو عزيز والتي سهلت إحساس الثائرين
أنهم يسيرون وسط جموع آمنة توحدها شعارات محاربة الفقر والبطالة
والدكتاتورية صحيح إن الغضب العام يطغي على بعض الممارسات في الشارع
التونسي كالسرقة والنهب وبعض من الأضرار في الممتلكات العامة حيث تختلط
الأوراق بين الثائرين ومن أنضموا إلى الثورة في لحظاتها الأخيرة " وخاصة من
أعوان السلطة " ولكن دوافع الغضب المنفلت بانفعالات جماعية تؤطره حالات
الجوع والحرمان وانعدام الأمن الحقيقي يزداد حدة في التعبير عندما تفتقد
الجماهير إلى القيادة الميدانية الموجهة للأعمال الثورية !!!.
لقد عملت الأنظمة الاستبدادية عبر عقود من منع تشكيل أي كتلة حرجة ثورية
منظمة و مقاومة عبر ممارسات التفتيت والإجهاض والترغيب والترهيب والرقابة
الأمنية والبوليسية المشددة وأبعاد وقتل أي بادرة للتفكير البديل دون
معالجة الأسباب الحقيقية للفقر وأسبابه واعتبار الأوضاع القائمة صناعة
إلهية وقدر محتوم على الناس فلا يمكن العبث بالأقدار إلا بإذن من مسببه
!!!.
أن الثورة في التفسير المادي للتأريخ تحدث نتيجة وجود مقدمات وشروط محددة
تبرز في إطار تطور المجتمع تؤدي إلى وجود تناقضات أساسية تتحدد في التناقض
بين الطابع الاجتماعي للإنتاج, وشكل التملك الخاص ويؤدي ذلك إلى اتساع
الشعور بالظلم والاستغلال الذي يمارس من قبل فئة قليلة مالكة ضد فئات الشعب وتؤدي هذه التناقضات إلى "
أزمة سياسية " عميقة تحمل معها نشوء حالة " ثورية " تتجسد بنشاط الجماهير
السياسي الواسع من خلال التمرد على الواقع بأشكال ومظاهر متعددة مثل
الاضطرابات والمظاهرات والاجتماعات والاعتصام وان الحالة الثورية هي تعبير
عن التناقضات الموجودة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وهي
تمثل ذروة تفاقمها وليست كما يرى غوستاف لوبون وغيره من الذين يرون أن
الثورات هي انفجارات طارئة خارجة عن السيطرة تحدث نتيجة انفعالات جماهيرية
مدمرة متناقضة وغير واعية لما يحدث ويشارك فيها اللاشعور الجمعي لشعب من
الشعوب بكل ما يحتويه من مظاهر تقدمية ورجعية !!!!.
لقد أكدت التجربة التونسية في الثورة أن اللجوء إلى تشكيل الأوضاع عبر
ديمقراطيات مزيفة تكرس سلطة وسيطرة الحزب الحاكم ورئيسه الأبدي لا تجدي
نفعا حيث سيادة المنطق الشاذ قي فهم أسباب الصراع وإخفائه وان هذه
الأوضاع تنتج برلمانات بدون معارضة حقيقية, كما أكدت التجربة أن اختزال
"الديمقراطية " بالانتخابات فقط في ظروف الفاقة والفقر والفتنة والفوضى
وتجيش الجماهير واستلاب وعيها كثيرا ما يؤدي إلى استنهاض وإعادة توليد
الطائفية والعرقية والمذهبية والتطرف والإرهاب وتكريس بؤس ومعاناة الناس,
حتى وان كانت الديمقراطية بقوة التدخل الخارجي ـ كما هو الحال في الحالة
العراقية ـ وتتحول الديمقراطية إلى أداة لشل الديمقراطية الحقيقية وتهميش
رجالاتها الحقيقيين !!!.
أن الثورة التونسية " وفي بلد مستقر نسبيا " جسدت المفهوم الصائب انه لا
جدوى من شكليات التداول السلمي للسلطة ولا جدوى من دستور مكتوب ولا جدوى
من تعددية حزبية ذات مكونات هشة أن الصراع الحقيقي يجري على تحسين ظروف
العيش الحر والكريم للشعب فالتنافس قي الانتخابات في الديمقراطيات
الحقيقية ليست تنافسا بين أحزاب بل هو تنافس حول البرامج الاقتصادية
والاجتماعية التي يفترض أن تقدم لخدمة الشعب وانتشال البلاد من التخلف
الأمر الذي كان مفقودا في تونس كما في غيره من البلاد العربية.....فحذار من
الثورة التونسية العارمة أن تتحول إلى انقلاب على شخص الرئيس فقط دون تغير
للنظام بكامله... وحذار من امتصاص نقمة الثوار عبر عمليات لترقيع وتجميل
النظام, وهذا ما نلاحظ بوادره الآن في الشارع التونسي حيث إنزال صور
وملصقات الرئيس السابق من الشوارع من قبل رجالاته بكل لطف وعناية, وهي تعبر
عن انفعالات المصالحة مع أزلام النظام السابق ورموزه كما بدأ الحزب
الحاكم باستجماع قواه الهادئة لإفراغ الثورة من محتواها الحقيقي والتقدمي
.... وان الشعب التونسي قدم التضحيات الجسام لإزالة الرئيس السابق كخطوة
ضرورية لتغير النظام بالكامل عبر انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة تساوي حجم
تضحياته وجرأته في اختراق حاجز الخوف وإعلانه الثورة