"شر البلية ما يضحك" ، فمن خلال المتابعة اليومية لبرامج التوك شو المصرية
الفترة الأخيرة يجد من شاهدها أن أغلبها أنقلب إلى أستوديو تحليلي لنفسية
الشعب المصري المضغوط والمقهور والمحروق مؤخرا، وكان من أبرز تلك التغطيات
تغطية برنامج "العاشرة مساء" على قناة دريم2، عندما أستضافت الإعلامية منى
الشاذلي الكاتب الصحفي مصطفى بكري ورئيس تحرير جريدة الأسبوع مع عضو مجلس
الشعب فادي حبشي.
حيث تناول بكري حوادث الأنتحار بالحرق التي حدثت مؤخرا بمصر، قائلا إذا
كانت الحكومة لا تنظر إلا لمن يقوم بحرق نفسه فنحن مستعدون ل"حرق" 15 % منا
لكي نحقق مطالبنا ، مما جعل حبشي يعلق هو الأخر قائلا أن الأنتحار له
أسباب عديدة من بينها أن يكون الشخص سقط في أنتخابات مجلس الشعب فيقدم على
الأنتحار، ولم تفوت الشاذلي الفرصة لتشير إلى الكاتب مصطفى بكري الذي خاض
هو الأخر تلك الأنتخابات وسقط قائلة "مصطفى بكري لم ينتحر رغم سقوطه في
الأنتخابات".
وفي أطار ذات السياق تحدث بكري عن ظاهرة الأنتحار حرقا التي حدثت بمصر
مؤخرا بعد ثورة الياسمين التونسية ، بأنها بدأت في الأنتشار بسبب تراجع
الحلم عند المواطن المصري ولم يعد مثلما كان في عهد الرئيس جمال عبد
الناصر، عندما كانت مصر تقود المنطقة العربية كلها ، مشيرا إلى أن ظاهرة
الأنتحار في مصر بدأت منذ عدة سنوات بطرق مختلفة والقاسم المشترك هو تردي
الأوضاع ،مستشهدا بتقرير وزارة التنمية الإدراية بأن الجهاز الأداري للدولة
فاسد وأن 55 % من الموظفين العموميين مرتشون و49 % من المصريين يفقدون
الثقة في حكومتهم ،و85 % من المصريين لا يستطيعون قضاء مصالحهم إلا بالرشوة
والواسطة والمحسوبية، وأن هناك 25 % فقر و أكثر من 12 % بطالة.