من طرف 
قالت مصادر امنية ان ثلاثة اشخاص قتلوا بينهم ضابط شرطة واصيب العشرات في
اشتباكات بين الشرطة والوف المحتجين في احتجاجات غير مسبوقة .
وذكر التلفزيون ان ضابط شرطة لقي حتفه في اشتباكات بين الشرطة
والمحتجين بوسط القاهرة في حين قالت مصادر امنية ان قتيلين سقطا في مدينة
السويس في شرق البلاد. واضافوا ان 46 شخصا اصيبوا في مظاهرات في انحاء
البلاد دعا إليها نشطاء عبر الانترنت.
وهتف المحتجون في القاهرة هتافات ضد بعض الوزراء.
واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع ومدفع مياه في حين قذفها
المحتجون بالزجاجات والحجارة.
وضربت الشرطة بعض المتظاهرين بالعصي. وأظهر محتجون اخرون صمودا نادرا
في مواجهة عملية امنية ضخمة وطاردوا بعض افراد الشرطة في شوارع جانبية.
وأدي تصاعد توتر المتظاهرين إلي وفاة مجند أمن مركزي اسمه أحمد عزيز، ضربه متظاهرون علي رأسه في ميدان التحرير.
وكان أبرز تجمع الذي تحرك من أمام دار القضاء العالي بمنطقة الاسعاف
مخترقًا الأمن الذي رافقه إلي وسط العاصمة ومنه إلي مجلسي الشعب والشوري،
وأكد اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية في تصريح للتليفزيون المصري أن
الأمن ملتزم بحماية المتظاهرين طالما تصرفوا بشكل سلمي، وقال مصدر أمني إنه
لم يتم القبض علي أية محتجات.
ورغم أن الأمن حذر من المظاهرات غير المرخصة لكنه سمح بها وأعطي فرصة
للتعبير السلمي عن مطالب المتظاهرين التي بدأت بالدعوة لمحاصرة الغلاء
وتوسعت إلي المطالبة بإلغاء الطوارئ وتداول السلطة.
وقدرت الاعداد إجمالاً بنحو 6 آلاف توزعوا علي مناطق مختلفة في
القاهرة: المطرية، دار السلام، دار القضاء العالي ووسط البلد، ومن ثم في
ناهيا بالجيزة وأمام مسجد مصطفي محمود. فيما رصد نحو 20 متظاهراً في أسيوط
ومثلهم في المحلة، وما يزيد عن ذلك في السويس.
وكان عدة الاف قد طافوا فى شوارع الجلاء ورمسيس و26 يوليو وشبرا وميدان
التحرير والقى بعضهم الطوب على قوات الامن , التى ردت باطلاق خراطيم المياه
والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.
كما انطلقت بعد ظهر أمس تظاهرات سلمية في منطقة وسط القاهرة من شباب6
أبريل ونشطاء حقوق الإنسان وبعض أحزاب المعارضة وعدد من جماعة الإخوان
المحظورة, خاصة نواب البرلمان السابقين, حيث طافت التظاهرات قلب
القاهرة ورددت الشعارات المناهضة للدولة, طالب خلالها المتظاهرون بمزيد
من الحرية والديمقراطية, وتوفير فرص العمل, والإشراف القضائي علي
الانتخابات, وتغيير الدستور.. وسط محاولات للاشتباك مع قوات الشرطة
التي اقتصر دورها علي تأمين المتظاهرين للتعبير عن آرائهم بمنتهي الحرية,
ولكن دون تحويل التظاهرات لأحداث شغب وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة,
حيث كانت تعليمات السيد حبيب العادلي وزير الداخلية واضحة بعدم التعرض
للمتظاهرين سلميا, مع الحسم والحزم لمواجهة الخروج علي القانون.
وتجمع المتظاهرون في ميدان التحرير مساء أمس بأعداد كبيرة وأحتلوا الميدان
مما دفع قوات الشرطة لأغلاق كافة المنافذ المؤدية للميدان, وقذف
المتظاهرون القوات بالطوب والحجارة فتعاملت معهم الشرطة بالقاء القنابل
المسيلة للدموع لتفريقهم مما أسفر عن وقوع إصابات من الجانبين, وحرصا علي
عدم إراقة الدماء تم ضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين من الذين ظلوا
يرددون الهتافات ضد الدولة ورموزها حتي ساعة متأخرة من مساء أمس. وشارك
مجموعة كبيرة من جماعة الاخوان المحظورة وقاموا بتقليب المتظاهرين ضد قوات
الشرطة وحثهم علي الاشتباك معهم وقذفهم بالحجارة والطوب, إلا ان اجهزة
الأمن التزمت بضبط النفس.
ففي القاهرة, شهدت منطقة وسط العاصمة مظاهرات بعد ظهر أمس بدأت من أمام
مبني دار القضاء العالي من بعض النشطاء ومجموعة من أعضاء جماعة الإخوان
المحظورة, وكانوا عددا قليلا أمام مبني نقابة المحامين.. وفي الواحدة
ظهرا, ظهر أيمن نور ورامي لكح ومعهم مجموعة من الناشطين أمام مبني دار
القضاء العالي واتجهوا إلي ميدان التحرير وتبعهم أعداد من المتظاهرين إلي
ميدان التحرير ثم اتجهوا إلي مبني الأمانة العامة للحزب الوطني وكوبري قصر
النيل, وهناك تلاقوا مع مجموعة أخري يقودها محمد مصطفي شردي, رافعين
أعلام حزب الوفد, مرددين هتافات معادية للدولة ووزارة الداخلية, وقد
تعامل رجال الأمن مع المظاهرات بحيادية حفاظا علي الممتلكات العامة, وقد
استمرت التظاهرة بمنطقة وسط القاهرة ثم أمام مبني الإذاعة والتليفزيون
واتجهت إلي مبني وزارة الخارجية, مرورا بمنطقة كورنيش النيل ومنها إلي
شارع 26يوليو بوكالة البلح, وقد سببت المظاهرات حالة من القلق جعلت أصحاب
المحلات بمنطقة وسط القاهرة و شارع 26يوليو يغلقون محالهم خوفا من تعرضها
للإتلاف من جانب المتظاهرين.
وبدا واضحا أن هناك تخطيطا معينا تدار به المظاهرات عندما انطلق أيمن نور
ورامي لكح من منطقة شارع 26يوليو مرورا بدار القضاء العالي متجهين إلي
ميدان التحرير, وهناك تلاقوا مع مصطفي شردي ومعه عدد كبير من
المتظاهرين.. بينما حافظ الأمن علي الهدوء واقتصر دوره علي الحفاظ علي
الممتلكات العامة, خاصة أن المتظاهرين توقفوا أمام مبني الأمانة العامة
للحزب الوطني وأخذوا يرددون هتافات معادية للحزب الوطني, ثم أكملوا
مسيرتهم إلي مبني الإذاعة والتليفزيون وتوقفوا أمامه لعدة دقائق ثم أكملوا
مسيرتهم بشارع62 يوليو من منطقة الكورنيش إلي منطقة وكالة البلح.
ودعت الولايات المتحدة كل الاطراف الى التحلي بضبط النفس لتجنب العنف.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون "تقديرنا هو ان الحكومة
المصرية مستقرة وتبحث عن سبل للاستجابة لحاجات الشعب المصري ومصالحه
المشروعة."
وقال شهود عيان ان الاحتجاجات في القاهرة والمدن الاخرى ربما اجتذبت 20 الف
شخص او اكثر. وقال بيان لوزارة الداخلية ان اكثر من عشرة الاف شخص تجمعوا
في ميدان التحرير وحده بوسط القاهرة لكنها لم تعط تقديرا لاجمالي
المتظاهرين في باقي الاماكن.
ويصعب اعطاء تقدير دقيق بسبب انتشار المظاهرات كما أن وسائل الاعلام الحكومية لا تعطي سوى اشارة خاطفة لمثل هذه الاحداث.
وتجتذب الاحتجاجات المصرية عادة بضع مئات من الناس.
وقال المحلل نبيل عبد الفتاح ان ما يحدث يوم الثلاثاء تحذير مهم للنظام.
واضاف انها امتداد للاحباط المكبوت والاحتجاجات المستمرة. وقال ان الامر
الجديد ايضا انه توجد اجيال جديدة تستخدم ادوات جديدة.
واضاف ان الاحتجاج يمكن ان يكتسب قوة دفع ما لم تتحرك الدولة سريعا للتعامل مع مطالب الاصلاح.
وفي ظل تفكك أغلب جماعات المعارضة الرسمية وضعفها قاد نشطاء الانترنت
الدعوات لمظاهرات الثلاثاء التي وصفت بأنها "يوم غضب" ضد الفقر والقمع.
وأظهر نشطاء الانترنت من خلال اجتذاب متظاهرين بهذه الاعداد ان دعواتهم
للتغيير السياسي يمكن ان تصل لجمهور واسع. وحتى الان كان التعبير عن معظم
الغضب يقتصر على صفحات الانترنت.
ومع دخول الليل اختلط افراد الشرطة والمحتجون في ميدان التحرير وتقاسم
بعضهم الطعام. ولم يظهر بعض المحتجين علامة على الرحيل اثناء الليل.
وصدرت بعض الدعوات عبر الانترنت لمزيد من الاحتجاجات في الايام القادمة.
وخرجت مظاهرات اخرى في الاسماعيلية والسويس في شرق البلاد وفي مدن اخرى في
دلتا النيل مثل المنصورة وطنطا. وتجمع محتجون ايضا في شمال سيناء.
وهتف المحتجون في الاسماعيلية "يا حرية فينك فينك".
ومع اندلاع مصادمات في القاهرة هتف بعض المحتجين "سلمية.. سلمية." ودعوا المتظاهرين الى عدم القاء شيء على الشرطة او الممتلكات.
وقال مصدر امني ان 15 شخصا اعتقلوا في القاهرة. وقالت جماعة للمحامين ان
حوالي 50 شخصا اعتقلوا في انحاء مصر. وقال مصدر اخر ان ضابطي شرطة اصيبا في
السويس بحجارة المحتجين.
وفي شمال سيناء قال شهود ومصدر امني ان عشرات المحتجين اضرموا النار في
اطارات وأغلقوا طريقا ساحليا الى رفح على الحدود مع قطاع غزة ودعوا لاطلاق
سراح سجناء. وشهدت المنطقة توترات بين البدو والشرطة.
والقى بيان لوزارة الداخلية على جماعة الاخوان المسلمين بمسؤولية قيادة
الاحتجاجات وقال انه "بالرغم من النهج الاثارى الذى تبناه المحرضون على
التجمع... بدعوى تصعيد مطالبهم وفى مقدمتهم جماعة الاخوان وما يسمى بحركتى 6
ابريل وكفاية وكذا الجمعية الوطنية للتغييرـ فقد تم السماح لهم بتنظيم
الوقفات الاحتجاجية."
واضاف "التزمت قوات الشرطة منذ بداية هذا التحرك فى حوالى الحادية عشر صباحا بتأمين تلك الوقفات وعدم التعرض لها."
ودعا البيان الى "ضرورة انهاء تلك التجمعات تفادياً لتداعيها على نحو يخل بالامن العام."
وتعاني احزاب المعارضة المسجلة في مصر من الضعف والتفكك. ولم توجه جماعة
الاخوان المسلمين المحظورة التي تعتبر صاحبة اكبر شبكة شعبية في مصر نداءات
لاعضائها للمشاركة في المظاهرات لكن قالت ان البعض سيشارك بصورة شخصية الا انه تلاحظ وصول حشود كبيره من الاخوان بعد الساعه الثانيه ظهرا وعملوا علي اثاره الشباب وتوجههم واستفزاز الامن والقاء الحجاره علي الشرطه .