قال الله تعالى فى كتابه العزيز
(( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ))
آية رقم 58 سورة النساء
عندما وجه عمر بن هبيرة مسلم بن سعيد إلى خراسان قال له أوصيك بثلاثة يعاونوك على عملك قال من هم قال حاجبك فإنه وجهك الذى به تلقى الناس إن أحسن فأنت المٌحسن وإن أساء فأنت المٌسىء وصاحب شٌرطتك فإنه سوطك وسيفك حيث وضعتهما فقدر ضعتهما وعمال القدر قال وما عمال القدر قال أن تختار من كل كُورة رجالاً لعملك فإن أصابوا فهو الذى أردت وإن أخطأوا فهم المُخطئون وأنت المُصيب
وكتب عُمر بن عبد العزيز إلى عدى بن أرطاة أن أجمع بين إياس بن معاوية والقاسم بن ربيعة الجوشنى فولٍ القضاء أنقذهما فجمع بينهما فقال إياس أيها الرجل سل عنى وعن القاسم فقيهى البصرة الحسن وابن سيرين وكان القاسم يأتى الحسن وابن سيرين وكان إياس لا يأتيهما فعلم القاسم أنه إن سألهما عنه أشارا به فقال القاسم لا تسأل عنى ولا عنه فو الله الذى لا إله إلا هو إن إياس بن معاوية أفقه منى وأعلم بالقضاء فإن كنت كاذباً فما ينبغى أن تولينى وإن كنت صادقاً فينبغى لك أن تقبل قولى فقال له إياس إنك جئت برجل فوقفته على شفير جهنم فنجى نفسه منها بيمين كاذبة يستغفر الله منها وينجو مما يخاف فقال له عدى أما إذ فهمتها فأنت لها فاستقضاه ... فقال عدى بن أرطاة لإياس بن معاوية دلنى على قوم من القراء أُولهم القضاء فقال له القراء فريقان فريق يعملون للآخرة ولا يعملون لك وفريق يعملون للدنيا فما ظنك بهم إذا أمكنتهم منها؟ ولكن عليك بأهل البُيوتات الذين يستحيون لأحسابهم فولهم
وقال أيوب السختيانى طُلب أبو قلابة لقضاء البصرة فهرب إلى الشام فأقام حينا ثم رجع
فقلت له لو وليت القضاء وعدلت كان لك أجران فقال لى يا أيوب إذا وقع السابح فى البحر كم عسى أن يسبح
وقال عبد الملك بن مروان لجُلسائه دُلونى على رجل أستعمله فقال له روح بن زنباع أدلك يا أمير المؤمنين على رجل إن دعوتموه أجابكم وإن تركتموه لم يأتكم
ليس بالمُلحف طلباً ولا بالممعن هرباً عامر الشعبى فولاه قضاء البصرة
وسأل عُمر بن عبد العزيز أبا مجلز عن رجل يوليه خراسان
فقال له ما تقول فى فلان
قال مصنوع له وليس له بصاحبها
قال ففلان
قال سريع الغضب بعيد الرضا يسأل الكثير ويمنع القليل ويحسد أمه وينافس أباه ويحقر مولاه
قال ففلان
قال يُكافى الأكفاء ويعادى الأعداء ويفعل ما يشاء
قال ما فى واحد من هؤلاء خير
وأراد عمر بن الخطاب أن يستعمل رجلاً فبدر الرجل فطلب منه العمل
فقال عمر والله لقد كنت أردتك لذلك ولكن من طلب هذا الأمر لم يعن عليه
وطلب رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم أن يستعمله
فقال له إنا لا نستعمل على عملنا من يريده
وطلب العباس عم النبى صلى الله عليه وسلم إلى النبى ولاية
فقال يا عم نفس تحييها خير من ولاية لا تحصيها
وقال أبو بكر الصديق لخالد بن الوليد فر من الشرف يتبعك الشرف واحرص على الموت تُوهب لك الحياة
وتقول النصارى لا يختار للجثلقة إلا زاهد فيها غير طالب لها
وقال إياس بن معاوية أرسل إلى عمر بن هبيرة فأتيته فساكتنى فسكت فلما أطلت قال هيه قلت سل عما بدالك
قال أتقرأ القرآن ؟
قلت نعم
قال أتفرض الفرائض ؟
قلت نعم
قال أتعرف من أيام العرب شيئاً ؟
قلت نعم
قال أتعرف من أيام العجم شيئاً؟
قلت أنا بها أعرف
قال إنى أريد أن أستعين بك على عملى
قلت إن فى خلالاً ثلاثاً لا أصلح معها للعمل
قال وما هى ؟
قلت أنا دميم كما ترى وأنا حديد وأنا عى
قال أما دمامتك فإنى لا أريد أن أُحاسن الناس بك وأما العى فإنى أراك تُعرب عن نفسك وأما الحدة فإن السوط يُقومك قم قد وليتك
وأراد عمر بن عبد العزيز مكحولاً على القضاء فأبى عليه
قال له وما يمنعك ؟
قال مكحول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقض بين الناس إلا ذو شرف فى قومه
هكذا كانت تولية القضاة فى عهد الخلافة ومن يتولى يتحايل للهروب منها لحملها الثقيل عليه وخوفه من الله وهو جدير بالعمل فيها ومن يطلبها كان يمنع منها
فأين نحن هذه الأيام فى اختيار قضاتنا؟؟؟
وكل شخص يريد ويتصارع الى الوصول إليه بأى طريقة كانت ولا يهمه إلا أن يكون فى هذا النصب دون درايته بما فيه وعواقبه والجزاء عليه فى آخرته
(( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ))
آية رقم 58 سورة النساء
عندما وجه عمر بن هبيرة مسلم بن سعيد إلى خراسان قال له أوصيك بثلاثة يعاونوك على عملك قال من هم قال حاجبك فإنه وجهك الذى به تلقى الناس إن أحسن فأنت المٌحسن وإن أساء فأنت المٌسىء وصاحب شٌرطتك فإنه سوطك وسيفك حيث وضعتهما فقدر ضعتهما وعمال القدر قال وما عمال القدر قال أن تختار من كل كُورة رجالاً لعملك فإن أصابوا فهو الذى أردت وإن أخطأوا فهم المُخطئون وأنت المُصيب
وكتب عُمر بن عبد العزيز إلى عدى بن أرطاة أن أجمع بين إياس بن معاوية والقاسم بن ربيعة الجوشنى فولٍ القضاء أنقذهما فجمع بينهما فقال إياس أيها الرجل سل عنى وعن القاسم فقيهى البصرة الحسن وابن سيرين وكان القاسم يأتى الحسن وابن سيرين وكان إياس لا يأتيهما فعلم القاسم أنه إن سألهما عنه أشارا به فقال القاسم لا تسأل عنى ولا عنه فو الله الذى لا إله إلا هو إن إياس بن معاوية أفقه منى وأعلم بالقضاء فإن كنت كاذباً فما ينبغى أن تولينى وإن كنت صادقاً فينبغى لك أن تقبل قولى فقال له إياس إنك جئت برجل فوقفته على شفير جهنم فنجى نفسه منها بيمين كاذبة يستغفر الله منها وينجو مما يخاف فقال له عدى أما إذ فهمتها فأنت لها فاستقضاه ... فقال عدى بن أرطاة لإياس بن معاوية دلنى على قوم من القراء أُولهم القضاء فقال له القراء فريقان فريق يعملون للآخرة ولا يعملون لك وفريق يعملون للدنيا فما ظنك بهم إذا أمكنتهم منها؟ ولكن عليك بأهل البُيوتات الذين يستحيون لأحسابهم فولهم
وقال أيوب السختيانى طُلب أبو قلابة لقضاء البصرة فهرب إلى الشام فأقام حينا ثم رجع
فقلت له لو وليت القضاء وعدلت كان لك أجران فقال لى يا أيوب إذا وقع السابح فى البحر كم عسى أن يسبح
وقال عبد الملك بن مروان لجُلسائه دُلونى على رجل أستعمله فقال له روح بن زنباع أدلك يا أمير المؤمنين على رجل إن دعوتموه أجابكم وإن تركتموه لم يأتكم
ليس بالمُلحف طلباً ولا بالممعن هرباً عامر الشعبى فولاه قضاء البصرة
وسأل عُمر بن عبد العزيز أبا مجلز عن رجل يوليه خراسان
فقال له ما تقول فى فلان
قال مصنوع له وليس له بصاحبها
قال ففلان
قال سريع الغضب بعيد الرضا يسأل الكثير ويمنع القليل ويحسد أمه وينافس أباه ويحقر مولاه
قال ففلان
قال يُكافى الأكفاء ويعادى الأعداء ويفعل ما يشاء
قال ما فى واحد من هؤلاء خير
وأراد عمر بن الخطاب أن يستعمل رجلاً فبدر الرجل فطلب منه العمل
فقال عمر والله لقد كنت أردتك لذلك ولكن من طلب هذا الأمر لم يعن عليه
وطلب رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم أن يستعمله
فقال له إنا لا نستعمل على عملنا من يريده
وطلب العباس عم النبى صلى الله عليه وسلم إلى النبى ولاية
فقال يا عم نفس تحييها خير من ولاية لا تحصيها
وقال أبو بكر الصديق لخالد بن الوليد فر من الشرف يتبعك الشرف واحرص على الموت تُوهب لك الحياة
وتقول النصارى لا يختار للجثلقة إلا زاهد فيها غير طالب لها
وقال إياس بن معاوية أرسل إلى عمر بن هبيرة فأتيته فساكتنى فسكت فلما أطلت قال هيه قلت سل عما بدالك
قال أتقرأ القرآن ؟
قلت نعم
قال أتفرض الفرائض ؟
قلت نعم
قال أتعرف من أيام العرب شيئاً ؟
قلت نعم
قال أتعرف من أيام العجم شيئاً؟
قلت أنا بها أعرف
قال إنى أريد أن أستعين بك على عملى
قلت إن فى خلالاً ثلاثاً لا أصلح معها للعمل
قال وما هى ؟
قلت أنا دميم كما ترى وأنا حديد وأنا عى
قال أما دمامتك فإنى لا أريد أن أُحاسن الناس بك وأما العى فإنى أراك تُعرب عن نفسك وأما الحدة فإن السوط يُقومك قم قد وليتك
وأراد عمر بن عبد العزيز مكحولاً على القضاء فأبى عليه
قال له وما يمنعك ؟
قال مكحول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقض بين الناس إلا ذو شرف فى قومه
هكذا كانت تولية القضاة فى عهد الخلافة ومن يتولى يتحايل للهروب منها لحملها الثقيل عليه وخوفه من الله وهو جدير بالعمل فيها ومن يطلبها كان يمنع منها
فأين نحن هذه الأيام فى اختيار قضاتنا؟؟؟
وكل شخص يريد ويتصارع الى الوصول إليه بأى طريقة كانت ولا يهمه إلا أن يكون فى هذا النصب دون درايته بما فيه وعواقبه والجزاء عليه فى آخرته