من طرف 
تواصل الصحف العالمية، السبت، التركيز على انتفاضة مصر، ويعكف
مسؤولون أمريكيون ومصريون على سيناريوهات تحقيق مطالب رحيل الرئيس حسني
مبارك، بعرض انتقاله لمقره في "شرم الشيخ" أو سفره الي المنيا لمتابعة فحوصاته الطبية لضمان خروج مشرف له، بالإضافة إلى تحريك البنتاغون لقطع بحرية قبالة سواحل مصر لإجلاء المواطنيين الأمريكيين ونفي احتمالات التدخل العسكري.
نيويورك تايمز
الجمعة، بدت عزلة الرئيس المصري، حسني مبارك، في تزايد، فمئات الآلاف من
المتظاهرين عادوا إلى ميدان التحرير وإدارة أوباما وبعض أعضاء النخب
المصرية العسكرية والمدنية تعمل على خطط لدفعه خارج السلطة.
وقال مسؤولون أمريكيون ومصريون إن نائب الرئيس المصري الجديد، عمر
سليمان، وآخرون من كبار قيادات الجيش يناقش تدابير لتقليص سلطات مبارك
الرئياسية واحتمال إخراجه من القصر الرئاسي في القاهرة، دون تجريده من
الرئاسة مباشرة، وتبدأ عندها حكومة انتقالية برئاسة سليمان التفاوض مع رموز
المعارضة لإصلاح الدستور وبدء مرحلة تغييرات ديقراطية.
وأوضح مسؤولون أمريكون أن من بين الأفكار المطروحة للنقاش الاقتراح على
مبارك للانتقال إلى مقره في منتجع شرم الشيخ، أو أن يبدأ عطلة طبية سنوية
يتجه فيها إلى ألمانيا لمتابعة الفحوص الطبية، وهي خطوة من شأنها أن توفر
خروجاً مشرفاً وإزاحته بفعالية كلاعب سياسي مركزي، وهو ما قد يلبي مطالب
الرئيسية للمتظاهرين في شوارع القاهرة.
واشنطن بوست
انضم عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي يتمتع بقاعدة
شعبية عريضة، الجمعة، إلى حشود المتظاهرين في وسط القاهرة المطالبين برحيل
الرئيس حسني مبارك بعد التلميح لإمكانية ترشحه للمنصب الرئاسي.
واندفعت الحشود نحو موسى، وزير الخارجية المصري الأسبق، محاولين التقاط صور معه فيما هتف آخرون مطالبين ترشحه لمنصب الرئيس.
وكان موسى قد ترك الباب موارباً في هذا الشأن في مقابلة أدلى بها الجمعة
لإذاعة "أوروبا واحد" الفرنسية: " قائلاً "أنا جاهز لخدمة بلدي كمواطن له
حق الترشح."
وموسى من بين قلة من الشخصيات طرحت أسمائهم كمرشحين محتملين لخلافة
مبارك وجرى تداولها على نحو واسع لتولي أول فترة انتقالية للسلطة في مصر
منذ ثلاثة عود، وربما تكون بمثابة فجر للديمقراطية.
وبعد أيام من الاحتجاجات الضخمة الدامية التي حولت أجزاء من مصر الى
منطقة حرب، أعلن مبارك هذا الأسبوع انه لن يترشح لإعادة انتخابه في
الانتخابات المقرر إجراؤها في سبتمبر/ أيلول، وعاد لاحقاً ليستبعد دخول
أبنه جمال في السباق الرئاسي.
لوس أنجلوس تايمز
ذكر مسؤولون أمريكيون، الجمعة أن وزارة الدفاع (بنتاغون) بدأت تحريك
سفناً حربية وبعض عتادها العسكري للتأكد من جهوزيتها حال اقتضت الضرورة
إجلاء رعايا أمريكيين من مصر.
ووصلت "كيرسارج" ، وهي سفينة هجومية برمائية على متنها ما بين 700 إلى
800 من المارينز من وحدة الاستطلاع 26 التابعة لمشاة البحرية "مارينز"
بالإضافة إلى السفينة "بونس" إلى البحر الأحمر، ورابضتا قبالة سواحل مصر
حال تدهورت الأوضاع هناك.
واستبعد مسؤولون في البنتاغون كلياً احتمالات التدخل العسكري في مصر،
جازمين بأن تحريك القطع البحرية لأغراض الطوارئ حال استدعت الضرورة عمليات
إجلاء من هناك.
وبالإضافة إلى قوات مشاة البحرية، تضم ترسانة "كيرسارج" عادة عشرات
المروحيات وطائرات مقاتلة من طراز "هارير" قد تستخدم في مهام الإجلاء
وعمليات إنسانية وفق مسؤولين، علماً أن أكثر من ألف من طاقم السفينة
الحربية كانوا قد أوفدوا إلى أفغانستان الشهر الماضي في عملية نشر مؤقتة،
ما يترك القطعة البحرية بثلث طاقمها المعتاد حالياً.