القاهرة - الهدف
بالتزامن مع انطلاق مظاهرات مليونية جديدة يوم الثلاثاء الموافق 8 فبراير
في إطار "أسبوع الصمود" ، فاجأ العالم المصري الدكتور أحمد زويل الجميع
بزيارة لميدان التحرير ألقى خلالها كلمة عبر فيها عن سعادته البالغة بما
وصل إليه الشباب من رقي ووعي وقدرة على الصمود والجرأة بالإعلان عن
مطالبهم.
واللافت للانتباه أنه ما أن وصل زويل إلى الميدان إلا وقوبل بما يشبه
استقبال الأبطال وهو الأمر ذاته الذي حدث مع الناشط المصري وائل غنيم ، حيث
تدافع آلاف المتظاهرين لتحية وائل بمجرد علمهم بوجوده في الميدان وأخذوا
يصفقون والدموع في أعينهم ويهتفون "تحيا مصر تحيا مصر".
ومن جانبه ، تحدث وائل إلى المتظاهرين قائلا: "لست بطلا , أنتم الابطال ،
أنتم الذين بقيتم هنا في الميدان ، لازم تفضلوا مصرين على مطالبنا علشان
خاطر شهدائنا ، لازم نفضل مصرين على مطالبنا" .
وكان تم الإفراج عن وائل غنيم مدير التسويق الإقليمي لشركة جوجل في الشرق
الاوسط وشمال افريقيا مساء الإثنين الموافق 7 فبراير بعد أن احتجز 12 يوما
على خلفية دعوته إلى تظاهرات 25 كانون الثاني/يناير على صفحة "كلنا خالد
سعيد" التي أسسها على "الفيس بوك ".
ويبدو أن إطلاق سراح غنيم أعطى دفعة إضافية للمحتجين بل إنه كان فيما يبدو
كلمة السر في فضح مزاعم الإعلام الرسمي حول شباب ثورة 25 يناير ، فهو أكد
في مقابلات تيلفزيونية بعد الإفراج عنه أنه اختطف من الشارع مساء السابع
والعشرين من كانون الثاني/يناير وظل معصوب العينين لمدة 11 يوما كاملة
وسرعان ما أبكى ملايين المصريين عندما انهار في البكاء لحظة عرض صور "شهداء
الانتفاضة" من الشباب ، قائلا والدموع تنهمر من عينيه وقد خفض رأسه :"إلى
كل أم وأب فقد ابنا أو ابنة ، أقول أنا آسف ، لسنا مسئولين ، المسئول هو كل
من يتشبث في كرسي ولا يريد أن يتركه" .
مواقف سلبية
وجاءت المظاهرات المليونية والاستقبال الحافل الذي قوبل به في ميدان
التحرير ليؤكد أن هناك فئات واسعة من الشعب المصري باتت على ثقة بأن شباب
ميدان التحرير هم أشرف وأنبل ما أنجبت مصر ، ولعل مسارعة بعض الإعلاميين
للتحرك باتجاه الميدان قد يرجح صحة ما سبق ، إلا أن خطوتهم تأخرت فيما يبدو
بعض الشيء ، حيث أنه فيما ردد المتظاهرون الهتافات التي تعبر عن فرحتهم
العارمة بوصول العالم أحمد زويل والناشط وائل غنيم إلى أرض الميدان ، إلا
أن الأمر كان مختلفا تماما مع الإعلامي عمرو أديب والإعلامية منى الشاذلي
ونقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد ، حيث قوبلوا بانتقادات لاذعة بل ورفض
المحتجون أيضا استقبالهم فيما بينهم بسبب "مواقفهم السلبية من الثورة" في
بدايتها.
ووفقا لشهود عيان ، فإن منى الشاذلي قامت وبعد ساعات من استضافتها الناشط
وائل غنيم في برنامج "العاشرة مساء" على قناة "دريم" بزيارة إلى ميدان
التحرير وحاولت تصوير خيام المعتصمين إلا أنهم رفضوا ذلك قبل اعتذارها عن
موقفها من ثورتهم في أيامها الأولى وهو ما رفضته وحينها أصر المعتصمون على
عدم الحوار معها وطلبوا منها أن ترحل.
كما قام المتظاهرون بطرد الإعلامي عمرو أديب احتجاجا على الاتهامات التي
أطلقها عبر برنامج "مباشر "على قناة الحياة بأنهم يتلقون دعما من الخارج
ويتناولون وجبات غذائية من "كنتاكي ".
وتكرر المشهد ذاته مع نقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد الذي وجهت له اتهامات
كثيرة بالانحياز للنظام الحاكم ومهاجمة ثورة شباب 25 يناير ولعل هذا ما ظهر
بوضوح في المظاهرة التي خرجت الإثنين الموافق 7 فبراير أمام مقر نقابة
الصحفيين وردد خلالها عشرات الصحفيين الغاضبين " مكرم بيه .. يا مكرم بيه
.. دم الصحفي بكم جنيه" و"يسقط النقيب الحكومى والإعلام الحكومي الكذاب" ،
بل وحمل الصحفيون أيضا نعشا رمزيا ضمن جنازة نددت بقتل زميلهم الصحفي
بالأهرام أحمد محمد محمود والذي اغتالته يد قناص شرطة في 29 يناير أثناء
قيامه بتصوير التظاهرات من مكتبه بالجريدة .
ويبدو أن الأمر لن يقف عند حدود الانتقادات والطرد من ميدان التحرير وتنظيم
المظاهرات الغاضبة أمام نقابة الصحفيين ، فقد أعد صحفيون وناشطون قائمة
سوداء بأسماء مقدمي البرامج ورؤساء التحرير والصحفيين الذين "خانوا أمانة
المهنة" وزيفوا حقيقة التظاهرات أمام الرأي العام المصري بتكليف من وزير
الإعلام أنس الفقي ، بل إن هناك أنباء ترددت حول قيام عشرات العاملين داخل
التليفزيون المصري بالإعلان عن حركة جديدة أطلق عليها " ماسبيرو 2011 "
للمطالبة بإقالة الفقي بسبب التزييف الواسع للحقائق منذ تفجر ثورة شباب 25
يناير .