روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    محاماه الزمن الجميل

    رمضان الغندور
    رمضان الغندور
    مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني
    مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني


    عدد المساهمات : 7758
    نقاط : 21567
    السٌّمعَة : 16
    تاريخ التسجيل : 31/05/2009
    العمر : 67
    العمل/الترفيه : محامي حر

    محاماه الزمن الجميل Empty محاماه الزمن الجميل

    مُساهمة من طرف رمضان الغندور الأحد أكتوبر 30, 2011 8:06 pm

    محاماه الزمن الجميل Ouuoou11
    كانت
    ممارسة مهنة المحاماة تنبع من الأخلاق الحميدة أى بمعنى أنه لا يكفى أن
    يكون المحامى دارسا للقانون بل لابد أن يكون على خلق عظيم لذلك فإن
    الاشتغال بمهنة المحاماة لابد أن يكون محرما على من تنحى عن الدفاع عن الحق
    أو تنصل من القيام بأى خدمة وطنية أو عرف بفساد الخلق أو علقت به ريبة أو
    شبهة لأن ذلك يستبعد المحامى من مشاركة السلطة القضائية فى تحقيق العدالة
    وتأكيد سيادة القانون التى هى من صميم
    أعمال مهنة المحاماة والتى نتجت بكثر من رجالها الأقوياء الذين وقفوا فى
    الماضى للدفاع عن الوطن والمواطنين فى مواجهة المستعمر ومحاولة تغيير أوضاع
    البلاد إلى الأحسن لأن المحاماة شمس لا تغيب.
    ومن صحيح القول أن
    المحاماة منذ عرفت هى ضمانة للحق وسياج للحرية وبدونها تكون هذه القيم منا
    مقطوعة وممنوعة ومنحا يستردها الطغاة والبغاة وقتما يشاءون فكما أنه لا وطن
    بغير جيش يذود عنه وإلا صار مستعمرة للغاصبين فكذلك المحاماة اليقظة
    الواعية هى جيش الحق وسياج الحرية والذين يحسبون المحاماة ترفا يمكن
    الاستغناء عنها أو يتأخر فى ترتيب الأولويات يخطئون ومثلهم الذين يقفون من
    المحاماة موقف الناصح بالمهادنة تلويحا بالمغانم وقضاء المصالح لأنهم لا
    يدركون أن المحاماة بطبيعتها تستعصى على القهر سواء بسواء فالإغراء والقهر
    لا ينفذ أيهما إلا من مواطن الضعف.
    والمحاماة صلبة شديدة البأس لم يجرب
    عليها أحد فى الحق مسالمة أو مساومة وتركب إلى الحقيقة أصعب المراكب وتبحر
    فى العمق لا تبالى أن تتمزق الشراع بريح الطغيان والعسف لأنها فى النهاية
    تحقق الانتصار بالصدق والإصرار وأن المحاماة تستجيب للنجدة بغير إبطاء لا
    تتعلل لا تخلق الأعذار تهربا من الإقدام ولا يصدها عن بلوغ الغاية أن تكون
    الأرض حقول ألغام ومصائد مكر أو أن تترصدها الأخطار فى كل اتجاه فمعدن
    المحاماة ماس لا يتحطم ويظل يتوهج وأشد ما يكون توهجه فى الظلام والمحاماة
    لا ترهب فالسلطة فى مفهومها وهم تبدده النجدة والشجاعة ولا يستهويها مال
    لأن المال فى تقديرها عرض بهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما تذروه الرياح،
    المحاماة لاتصارع ولا تضارع ولا تتبع المطامع لذلك يقال بحق أن المحاماة
    تخسر كل الحكومات فدستورها أن الخسارة فى سبيل الحقيقة راحة للضمير وأن من
    عرف الحق يعز عليه أن يراه مهضوما وأن من يفرط فى الحقيقة أشد جرما من الذى
    ينكرها.. ومن عجيب الطبع فى المحاماة أنه لا تتخلى أبدا ولا تتخفى وأنها
    تنتصر للحق حتى ولو كان صاحبه ممن ناصبوها العداء وحاصروها بالكيد والمكر
    قبل أن يهلك عنهم السلطان.. ومن جميل الطبع فى المحاماة أنها عندما تستجيب
    لنجدة هؤلاء تتناسى إساءتهم لها ومواقفهم منها وتقدم أبناءها فرسانا للدفاع
    عنهم دون من منها أو استعلاء عليهم لأن النجدة والنخوة طبع فى المحاماة
    بالخلقة والمروءة فى بنيانها ركن ركين والتضحية عندها أصل وثمر وظل ومحام
    هو الذى قال «ما كنت لأغير مصيرى لقاء كنوز الدنيا لو قدر لحياتى أن تبدأ
    من جديد» ومحام هو الذى خاطب قاضيه فى معرض دفاعه عن موكله فى محكمة الثورة
    الفرنسية فقال «إنى أتقدم إليكم بالحقيقة وبرأسين تصرفوا فى أحدهما بعد أن
    تستمعوا إلى الآخر» إن المحاماة هى احتياج الناس جميعا السلطان القوى
    يطلبها عن تظاهر بالاستغناء والضعيف يلتمسها من باب أولى والكل ينال
    حمايتها ويحظى برعايتها والأولوية عندها للضعفاء والمقهورين.



      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 7:54 am