من طرف 
رصدت مجلة "فورين بوليسي" وبعض وسائل الاعلام الاميركية الاخري الاتصالات
التي جرت بين المسئولين العسكريين الامريكيين ونظرائهم المصريين منذ اندلاع
الثورة المصرية.
وقالت فورين بوليسي ان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ورئيس هيئة الاركان
المشتركة للقوات الاميركية الادميرال مايك مولن اتصلا على عجل بنظيريهما
في القوات المسلحة المصرية، عقب خطاب الرئيس مبارك الخميس بعد أن فوجئوا
باعلانه التمسك بالاستمرار.
وأضافت أنه بعد امساك الجيش المصري بزمام السيطرة على سلطات الحكومة
المصرية، واعلان نائب الرئيس السابق عمر سليمان ان مبارك قد تخلى عن
الرئاسة، أكد السكرتير الصحافي للبنتاغون جيف موريل ان "الوزير غيتس تحدث
الى وزير الدفاع المصري محمد حسين طنطاوي مرة اخرى الليلة الماضية". واوضح
ان "تلك كانت المحادثات الهاتفية الخامسة مع وزير الدفاع المصري منذ بداية
الاحداث في مصر".
وأكد النقيب جون كيربي، الناطق بلسان رؤساء الاركان الاميركيين من ناحيته
ان مولن اتصل برئيس الاركان المصري اللواء سامي عنان في اعقاب كلمة مبارك.
وكان مولن وعنان قد تبادلا الاحاديث الهاتفية اربع مرات منذ 25 يناير،
وكانت آخر مكالمة بينهما قبل الاتصال الهاتفي مساء الخميس، تلك التي قال
كيربي انها جرت يوم السبت 5 فبراير.
غير ان كلا موريل وكيربي رفضا الكشف عن مزيد من التفصيلات في ما يتعلق بفحوى تلك المكالمات.
وتعتبر محادثات غيتس ومولين الهاتفية رمزية بالنسبة الى الاتصالات المستمرة
والهادئة التي اجراها مسؤولون في البنتاغون طوال الازمة مع نظرائهم
العسكريين في مصر. وكانت تتسم باهمية خاصة في الايام الماضية، نظرا لان دور
الجيش قد تعاظم وولاءها يخضع لتدقيق قوي.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية ان البنتاغون ارسل بهدوء تعليمات
لعشرات من الضباط العسكرين الاميركيين الاسبوع الماضي يطلب منهم فيها
الاتصال باي عضو في القوات المسلحة المصرية قد تكون لهم به معرفة من خلال
الزمالة في كليات عسكرية اميركية.
ولم يُطلب من هؤلاء الضباط نقل اي رسالة معينة. ولكن الهدف كان الحصول على
معلومات من الجيش المصري والتاكد من المحافظة على متانة العلاقة بين
العسكريين في الجانبين، حسب قول مسؤول في البنتاغون، مضيفا ان اتصالات
اجريت بين البنتاغون والمشتركين في الحوار بدول اخرى، بما فيهم
الاسرائيليون.
وأشارت الصحيفة إلي أن البنتاغون وقف بقوة اكثر الى جانب الخارجية
الامريكية، بهدف توفير المزيد من الدعم للمؤسسات المصرية الحالية، وبخاصة
مؤسسة القوات المسلحة في مصر. ويعتقد عدد من المراقبين ان البنتاغون يميل
الى دعم الجيش المصري لاسباب تتعلق بمصالح البنتاغون وميوله المؤسساتية
الطبيعية.
وقال مسؤول اميركي سابق كان يتعامل مع البنتاغون في موضوع مصر ان
"البنتاغون ببساطة اعتاد على السماح للجيش المصري بالحصول على ما يريده،
والبنتاغون اراد الحفاظ على التواصل على مستوى العسكري فحسب، ولذا فانه
يتردد في ان يكون جزءا من دبلوماسية على اعلى مستوى، لكنه يظل مصرا على
الاستمرار في الاتصال ضمن دبلوماسيته التي تخدم مصالحه الخاصة".
وأوضحت الصحيفة انه لم يتضح ما اذا كانت دبلوماسية الهاتف التي استخدمها
غيتس ومولن الليلة الفائتة قد تركت اثرا بالفعل على الاحداث التي بدأت
تتكشف بعد ساعات منها، مشيرة إلي أن العلاقات بين البنتاغون والجيش المصري
هي الان من بين اهم مسارب الاتصالات والتأثير الحرج في مسيرة السياسة
الاميركية تجاه مصر.