أكد الدكتور أحمد شفيق رئيس مجلس
الوزراء أن المتظاهرين في ميدان التحرير الآن باتوا أقل من حيث العدد، كما
أنهم أصبحوا أكثرا تباينا في وجهات النظر، مشيرا الى أنه أجرى اتصالات
مباشرة مع نحو 75 % من ممثلى الحركات المتظاهرة في الميدان .
وقال شفيق - في مقابلة مع قناة بي بي سي
بثتها اليوم السبت إن عناصر من المتظاهرين تحضر الى مكتبي لعرض مطالبهم ..
ليست هناك مشكلة محتدمة الآن، ومن الممكن أن نفتح الميدان ونعيد فتح
المحلات والمواصلات ويبقى المتظاهرون موجودون وأرسل اليهم الطعام أيضا، لا
توجد مشكلة أبدا لدينا.
وأوضح رئيس الوزراء أنه عند الحديدث عن
تلك الأعداد الموجودة في الميدان يتعين أن نضع في الاعتبار أيضا عدد سكان
مصر، فنحن الآن 84 مليون نسمة، ومصر ليست دولة عربية صغيرة.
وقال إن مطالب المتظاهرين تم تلبيتها
بالفعل، وشباب 25 يناير الذين قدموا طلبات وجدت صدى طيبا لدى معظم المصريين
وهنا استجاب النظام على الفور وبلا تردد، وحتى الجزء الذي لم يستجب له قيل
لهم أن ذلك يخضع للحوار بهدف اقناعهم بوجهة النظر.
وشدد رئيس الوزراء الدكتور أحمد شفيق
على أن الحكومة استجابت على الفور للمتظاهرين لأن المطالب تتفق مع رؤية
المصريين والجزء الذي تم التحفظ عليه ويتعلق بتنحي مباشر وفوري للرئيس
مبارك، فهو لا يتناسب مع الثقافة المصرية، فالرئيس بالفعل اعلن نيته التنحي
في سبتمبر من العام الحالي، ونحن في حاجة اليه خلال التسعة أشهر المقبلة.
وأكد شفيق أن الرئيس مبارك مؤتمن جدا
على الشعب المصري وهو أب حقيقي، فالرئيس قال إنني لن أترشح في الانتخابات
المقبلة وهو ما كان له أثرا على المصريين، فنحن
شعب عاطفي ولدينا ارتباط مع الرئيس، ربما رأى الرئيس أن آداء الحكومة شابه أخطاء ويمكن إصلاحها.
وأوضح شفيق أن الشعب المصري له طبيعة
خاصة تجعله يجل الأب ورب العائلة والمسئول، ونتمنى من العالم أن يتفهم ذلك،
مستنكرا مطالبة البعض بأمور لا تناسب طبيعة الشخصية المصرية، وفي معظمنا
كمصريين نشعر بنوع من الارتياح بتسليم السلطة على الطريقة المصرية.
وفيما يتعلق بالمطلب الثاني للمتظاهرين
بتعديل المادة 88 من الدستور، قال رئيس الوزراء إنه كمسئول كان بالفعل
يتمنى تعديلها لكن من الناحية العملية وجود قاض على كل صندوق يعني إجراء
الانتخابات خلال شهر كامل في ثلاث جولات أو أربع جولات، لكن في الوقت نفسه
هناك حلولا وسطية كأن يشرف اثنين من القضاة على 10 صناديق مثلا وهذا يمنح
دقة أعلى ووقت أقل، والحوار هو الذي سيؤدي في النهاية الى اقتناع أحد
الطرفين.