أكد
الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل خلال الحوار الذى أجرته معه الإعلامية منى
الشادلى فى برنامج العاشرة مساء أن مستقبل مصر القادم أفضل بكثير من الذى
مضى ويكفى أن الشعب المصرى عادت له ثقته بنفسه وأدرك معنى الوطن الحقيقى
وطالب بكافة حقوقه هذا غير أنه صمد أمام النظام الفاسد وقام بتغييره
حيث
أنه كان متنبأ لهذه الثورة منذ فترة كبيرة ويعلم جيدا أنه سيأتى الوقت
الذى يفيق فيه الشعب المصرى من غيبوبته ويطالب بحقوقه المهدورة ويقول لا،
وهذه الثورة هى ثورة كاملة منذ بدايتها حتى النصر وكان لها مقومات عظيمة
أسهمت فى إنجاحها، كما أنه سعيد بأنه شاهد هذه الثورة منذ بدايتها حتى
نهايتها بالرغم من كبر سنه فكان لا يتوقع أنها ستحدث أثناء حياته إلا أنها
حدثت بالفعل وهو فخور بها للغاية
وأضاف
هيكل أن ثورة 25 يناير ثورة حقيقة كما أنها تعتبر أول ثورة تكنولوجية فى
تاريخ مصر حيث أنه قامت من خلال أشهر المواقع الإلكترونية وسيظل يتحدث عنها
التاريخ إلى الأبد
وعن
النظام الذى كان يتبعه الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك قال هيكل إن النظام
مثله مثل أى نظام ولكن هذا النظام كان به نقطتين ضعف ساعدوا على نجاح هذه
الثورة أولها أنه مكث فى الحكم لمدة 30 عام وهذا شئ غير عادى خاصة أنه نظام
واحد لايوجد به جديد ملئ بالفساد والظلم وكان لا بد له أن يتغير
وثانيا
هو تمهيد مبارك لنقل الحكم إلى نجله جمال فقد صدق مبارك عندما قال أنه
لاينوى لترشيح نفسه فى إنتخابات الرئاسة القادمة ولكنه كان سيرشح نجله جمال
وهذا خطأ ولكن لا أقصد أننى ضده بل بالعكس أنا مع الشباب وجمال يتميز
بجميع المقومات التى تجعله رئيسا عظيما ولكن جمال له ظروف خاصة فهو منذ
سنوات يختار ويعين الوزاء وكان يملك حزب السياسات إذا يعطى الفرصة لغيره من
الشباب كما أن هذا يعتبر توريث وهذا ضد النظام الجمهورى المصرى
وبالنسبة
لتشابه أحداث ثورة 25 يناير مع ثورة تونس قال هيكل لا يوجد تشابه فشعب مصر
تحرك عن طريق الفيس بوك وبدأ بقلة وظل يزداد حتى النصر بينما الشعب
التونسى سلك طريق آخر وبالنسبة لموقف الرئيس زين العابدين التونسى فهو
مختلف تماما عن موقف مبارك حيث أن زين العابدين خاطب الشعب التونسى وفر
بعدها مباشرة هاربا بينما الرئيس مبارك صمد أمام شعبه وحقق له بعض مطالبه
وبعد فترة من الصمود تنحى وسلم السلطة إلى القوات المسلحة أمانه إلى أن
تنتقل السلطة إلى الرئيس الجديد وهذا إن دل يدل على أنه رئيس قوى وعنيد
حيث
أوضح هيكل أن عناد حسنى مبارك هو الذى أنتج هذه الإرادة الشعبية التى صمدت
وناضلت من أجل الحرية والمطالبة بالحقوق المهدورة ومحاربة الفساد وتغيير
النظام كما أنه جعل الشعب المصرى يدا واحدة فهو وحد الشعب بأكمله ووحد
رغباته وأهدافه وأثبت أنه شعب عظيم بشهادة الجميع هذا بالإضافة أن بالرغم
من الخراب والدمار وعدم الإستقرار والأمن الذى حل بالبلاد إلا أنه لم يحدث
حادث سرقة واحد أو حادث إغتصاب أو تحرش وهذا يدل على أننا شعب عظيم ونقى
كما
أنه لأول مرة يمارس الشعب حقه الشرعى فى إختيار من يحكمه بعد أن كان
الإختيار إلى الحكومة فأصبح الشعب هو الذى يختار، وذكر هيكل موقف قديم جمع
بينه وبين حسنى مبارك فى عام 1982 أى بعد توليه الحكم بعد عام واحد حيث قال
هيكل أن مبارك قال له أنه لو شعر أن حكمه غير مرغوب فيه لدى المصريين
فسيتنحى على الفور ولكنه بعد مرور 30 عاما من حكمه أثبت عكس ذلك
وبالنسبة
لموقف أمريكا من تنحى مبارك قال هيكل إن أمريكا ليست غاضبة من تنحى مبارك
ولكنها غاضبة بسبب أنه لم يفوض شخص للقيام بمهامه وهو بذلك أتاح الفرصة إلى
الشعب كى يختار رئيسه الجديد وهنا أمريكا خائفة من أن المصالح الدولية
التى بينها وبين مصر تتأثر بوجود رئيس جديد فهى كانت ترغب فى عمر سليمان
لأنه كان سيسير على نهج مبارك