كشفت أوساط ليبية عن مغادرة الزعيم الليبي معمر القذافي العاصمة الليبية
طرابلس فجر اليوم "الاربعاء" على وجه السرعة تحت حراسة أمنية مشددة، كإجراء
أمني احترازي خوفا من انتقال انتفاضة بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا إلى
العاصمة.
وقالت مصادر أن القذافي توجه إلى مدينة سبها الواقعة في عمق الصحراء
الليبية للإقامة مؤقتا هناك بين قبيلة القذاذفة، بعد أن بث التلفزيون صورا
مباشرة لما قيل إنهم أنصار للزعيم الليبي خرجوا في مظاهرة مضادة مساندة له
في المدينة.
ورفع المتظاهرون في مدينة سبها الأعلام الليبية و صور القذافي وشعارات
منددة بقناة الجزيرة القطرية التي بثت صورا مباشرة لانتفاضة الغضب في
بنغازي، وردد المؤيدون للقذافي في سبها "ياجزيرة ياحقيرة قائدنا..مانريد
غيره".
وأشارت المصادر إلي أن معمر القذافي تحرك وسط موكب كبير من السيارات وفي
حراسة أمنية مشددة، وجرى غلق كل شوارع العاصمة الرئيسية إلى حين مروره.
وترددت انباء عن انتقال مظاهرات المناوهضين لحكم القذافي من بنغازي إلى مدن
ليبية أخرى مثل كيفرن والزلتين والكفرة، وجرى إحراق صور القذافي واقتحام
مراكز شرطة بعد اشتباكات دامية مع شرطة اللجان الثورية لمكافحة الشغب.
وأشارت المصادر إلي إن الشرطة الليبية اعتقلت الكاتب والروائي الليبي إدريس
المسماري بعد اقتحام بيته بحي المنارة في مدينة بنغازي واقتادته نحو وجهة
مجهولة، بعد مقابلة له عبر الهاتف مع قناتي الجزيرة و بي بي سي باللغة
العربية حول تطورات الأمور وما يجري و يدور في المدينة.
وقال موقع المنارة الالكتروني المستقل أن قوات الأمن اعتقلت أيضا فرج
الشراني وهو احد أعضاء لجنة أهالي ضحايا مذبحة سجن بوسليم بمدينة بنغازي,
مشيرا إلى أن الناشط والمدون علاء الدرسي مطلوب القبض عليه في ليبيا وهو
الآن خارج البلاد.
كما اعتقلت السلطات الليبية مؤخرا الناشط السياسي والحقوقي جمال الحاجي
بالعاصمة الليبية طرابلس والمدون ونيس المنصوري بمدينة طبرق والمدون جلال
الكوافي بمدينة بنغازي
وذكرت المصادر أن الحكومة الليبية تفرض حالة من الطوارئ والاستنفار الأمني
منذ اندلاع ثورة تونس، خوفا من حدوث مظاهرات واحتشادات مماثلة في المدن
الليبية.
ويخشى النظام الليبي من امتداد العدوى التونسية والمصرية إلى داخل ليبيا،
خاصة في ظل تشابه الظروف والمشاكل مثل سوء الظروف المعيشية وغياب الحريات.