رغم
أنه لم يمض سوي 40 يوما تقريبا علي اندلاع ثورة 25 يناير2011، وأسبوعين
فقط علي تنحي الرئيس مبارك عن الحكم (11 فبراير 2011)، وعدم وضع لجنة تعديل
الدستور والقوانين القواعد الجديدة
لعمل الأحزاب السياسية، فقد أعلن نشطاء سياسيون وإسلاميون وشباب من الثورة
تشكيل 14 حزبا سياسيا جديدا فيما لا يزال آخرون يدرسون تشكيل عدد أخر من
الأحزاب.
وحازت الأحزاب الإسلامية من توجهات مختلفة ( إخوان – وسط –
سلفيون – جماعة إسلامية – صوفية) علي نصيب الأسد من تشكيل هذه الأحزاب حتي
الآن رغم أن قانون الأحزاب القديم يمنع نشأة أحزاب علي أسس دينية، ولا
يتوقع خبراء قانون أن يجري تغيير هذه الصيغة، وكان نصيب الشباب من هذه
الأحزاب 3، بخلاف 3 أخري لحزبيون أو سياسيون سابقون في أحزاب قائمة قبل
الثورة، وحزب مسيحي بدأ أقباط يدعون له علي الإنترنت رغم رفض البابا شنوده،
وأخر للعمال .
الأحزاب الإسلامية
كان أول هذه الأحزاب الذي ظهرت عقب سقوط مبارك مباشرة هو "حزب الوسط"
الذي حصل على حكم قضائي بالسماح له بتأسيس حزب بعد مداولات استمرت قرابة
الأربعة عشر عاما، تلاه إعلان 18 جماعة صوفية أنها بصدد إنشاء حزب سياسي
يتوافق مع متطلبات المرحلة التي تمر بها مصر، أسمته "التسامح الاجتماعي" .
وكانت الجماعة الإسلامية – التي اصطدمت مع الدولة صداما مسلحا أكثر من
عشرة أعوام وأعلنت مراجعات فكرية وفقهية وعادت للأسلوب السلمي – هي ثالث
تيار يلمح لقرب إعلان حزب بعدما أعلن مفكرها وعضو مجلس الشورى بها ناجح
إبراهيم أن رفض الجماعة في السابق للعمل السياسي لم يكن من قبيل الحلال
والحرام، ولكن بفعل ضغوط سابقة، وأن الجماعة بصدد إنشاء حزب .
وبدأت الجماعة بالفعل عملية تصويت علي موقعها علي الإنترنت بين أنصارها
ومؤيدوها حول رأيهم في تأسيس حزب سياسي وكانت النتيجة حتي الان موافقة 70%
مقابل رفض 30%
ثم أعلن الإخوان المسلمون عن الحزب الرابع باسم "الحرية والعدالة"، قالت
أنه سيسمح للأقباط بالانضمام اليه ، كما أعلن التيار القريب من حركة
الجهاد أنه سيؤسس حزبا خامسا باسم "النهضة" بدلا من اسم "الشريعة الذي سبق
أن تقدم به المحامي ممدوح إسماعيل ،وبدأ حديث بين السلفيين ، لتشكيل حزب
سادس في ظل حديث بعض مشايخهم عن تجديد الاجتهاد الفقهي في مسألة العمل
السياسي والانتخابات.
حزب مسيحي
ورغم إعلان البابا شنوده بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية رفضه
لتأسيس حزب مسيحي، ومطالبته المسيحيين بسرعة القيد في الجداول الانتخابية
حتي يكون لهم دور ايجابي أمام صناديق الانتخابات، فقد بدأ أقباط علي مواقع
الإنترنت المختلفة الدعوة لتشكيل حزب مسيحي – هو السابع بين الأحزاب
الجديدة - أسموه (حزب البعث القبطي).
وكتب بعضهم تحت عنوان (ثورة 25 يناير وحتمية الحزب القبطي) يقول أن
الهدف من وراء تشكيل هذا الحزب الذي تبلورت فكرته قبل 40 عاما من الان ، هو
بعث الانتماء الوطني المصري والتصدي لحمله سلب مقومات الشخصية المصرية
بالتعريب التي ابتدعها مجموعه من الملوك في أواخر القرن التاسع عشر لسد
الفجوة التي نتجت عن سقوط الامبراطوريه العثمانية
وقالوا إن حزب البعث القبطي يرفض رفضا قاطعا استخدام لفظ قبطي بمفهومه
الطائفي للدلالة علي مسيحيون مصر لما يتضمن ذالك ضمنيا من تفرقه عرقيه و
طائفيه دينيه ولذلك يستخدم الحزب لفظ قبطي ويقر استخدام لفظ قبطي فقط
بمفهومه العرقي فالأقباط جميعا مسيحيون و مسلمين هم أحفاد بناه الأهرامات و
مؤسسي الحضارة الإنسانية .
والملفت هنا أن هذا الإقبال من قبل أحزاب إسلامية ومسيحية علي تدشين هذه
الأحزاب يأتي في وقت يجري فيه نقاش حاد حول هوية الدولة المصرية ويتصاعد
الجدل حول المادة الثانية من الدستور التي تنص علي أن الشريعة الإسلامية هي
المصدر الرئيس للتشريع ، حيث يطالب مسيحيون ومثقفون علمانيون بإلغاء هذه
المادة فيما يصر عليها الأزهر والتيارات الإسلامية المختلفة .
كما أعلن ممدوح إسماعيل المحامي، القريب من التيار الجهادي، والذي سبق
وتقدم في التسعينيات بطلب ترخيص حزب سياسي هو حزب "الشريعة" وتم رفضه ، أنه
يجمع عدة آلاف من التوقيعات لإنشاء حزب سياسي أسماه "حزب النهضة" - كتاسع
حزب مصري - ذو مرجعية حضارية إسلامية، وتوجه وطني مصري، وأن عضويته مفتوحة
للجميع من المصريين، وأن له عشرة أهداف منها تحقيق الاستقرار السياسي
والاقتصادي، ومكافحة الفساد وتحقيق العدالة، والنهضة الصناعية.
وهناك توقعات أن يشكل السلفيون الحزب العاشر بعدما ظهرت بوارد لذلك في
مؤتمرهم بالمنصورة يوم 18 فبراير الجاري حينما طالب الشيخ محمد حسان في
كلمته بإعادة النظر في كثير من المسلمات التي كان يتبناها السلفيون في
العمل السياسي مثل: مسألة الترشح للمجالس النيابية كالشعب والشورى،
والمناصب السياسية كالرئاسة، والحكومة.
وقال: "لا ينبغي أن نكون سلبيين... أطالب شيوخنا أن يجتمعوا وأن يؤصلوا
ليخرجوا شبابنا من الفتنة ومن البلبلة التي عاشوا فيها طيلة الأيام
الماضية".. وحذر من إهمال العمل السياسي في تلك الفترة قائلا: "إن لم نوجد
الآن على أرض الساحة لنوجه شبابنا وأولادنا، فمتى سنخرج؟".
أحزاب سياسية
وكان أبرز حزب سياسي يعلن عن تشكيله – ليحظي بالمرتبة الحادية عشر - حتي
الأن هو حزب (مصر الحرة) في 23 فبراير 2011 للدكتور عبد الله الأشعل مساعد
وزير الخارجية المصري الأسبق الذي قال إنه يعبر عن شباب الثورة .
يليه حزب (العمال المصري) في المركز الثاني عشر ، بعدما أعلنت مجموعة من
القيادات العمالية، بقيادة "عبد الرحمن خير"، عن عزمهم تأسيس حزب يضم فى
عضويته جميع أبناء الطبقة العاملة المصرية.
كذلك ألمح د.حسام بدراوي الأمين العام السابق للحزب الوطني إنه يدرس
حاليا عشرات الطلبات التي قدمت له من فئات عديدة في المجتمع المصري،
غالبيتهم من ثوار التحرير، "لتأسيس حزب سياسي جديد – هو رقم 13 مستوحى من
روح 25 يناير
وأضاف بدراوي "أعتقد أنه من الطبيعي أن تنشأ مثل هذه التجمعات والفصائل
السياسية لأن باب الديمقراطية فتح في مصر على مصراعيه، ومن المفترض على هذه
الحركات والجبهات وحتى الأحزاب التي في طور التأسيس أن تعبر إلى مصر
الجديدة .
وهناك تيار اسلامي في حزب العمل (المجمد نشاطه في العهد السابق) أنهم
يفكرون في إنشاء حزب أخر علي غرار حزب العدالة والتنمية التركي يكون بديلا
للحزب القديم الذي عاني طوال عشر سنوات من تجميده من سياسات أمنية لإفساده
عبر عملاء أو بجواره ليصبح هو الحزب رقم 14 بعد ثورة 25 يناير .
ثم جري الإعلان عن حزبين للشباب حتي الأن ، حيث تم الإعلان يوم
17-2-2011، عن تأسيس أول حزب سياسي ولد من رحم ثورة 25 يناير باسم حزب
"ثوار التحرير"
أحزاب الشباب
وشهدت الخريطة السياسية الجديدة بمصر ولادة أحزاب شبابية مثل حزب
"المستقبل الديمقراطي" تحت التأسيس 17-2-2011 – وهو رقم 15 – الذي يضم
مجموعة من شباب التحرير، وقال مؤسسو الحزب " أنهم لا يمثلون كافة القطاعات
والفصائل السياسية التي شاركت أو قادت مظاهرات 25 يناير ، وقال إبراهيم
الدراوي (صحفي) وكيل مؤسسي الحزب "أن المؤسسين للحزب يعتزمون التقدم
بأوراقه فور وضوح الصورة السياسية في مصر والجهة المنوطة بهذا".
ويؤكد الدراوي "أن جزءا من مبادرتنا في الحزب الجديد تنطلق من رغبة
صادقة لحماية مكتسبات الثورة، وتأسيس تنظيم يسعى للمشاركة الإيجابية في
بناء الدولة الجديدة ونظامها التعددي الذي يقدس ويحترم التنوع السياسي
والعقائدي والثقافي".
وحول هوية هذا الحزب، يقول محمد ماهر عضو مؤسس "نحن ليبراليون فيما يخص
الشأن السياسي والاقتصادي، واشتراكيون فيما يخص بناء التكافل الاجتماعي
وتحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر وتقليل الفجوات الطبقية بين أبناء
الوطن جميعا وأهمية دور الدولة، كما نحسب أنفسنا محافظون فيما يخص القضايا
الاجتماعية ووضع الدين في الدولة، منطلقين من دعم التدين الحميد ليبقى
انعكاسا ايجابيا على الأخلاق في إطار مدني وليبرالي لا يحارب الدين ولا
يفرط في منحه حضورا رسميا يجعل الدولة ظل الله في الأرض، بما يحد من طبائع
المنافسة الديمقراطية ويعطي البعض فرصة احتكار الحديث باسم الدين".
ولا تزال هناك قوي اخري كانت محجوبة عن الشرعية يتوقع أن تبادر بتشكيل
أحزاب سياسية أخري مثل الحزب الشيوعي المصري - حزب الاشتراكيين الثوريين
حزب الكرامة ويرأسه حمدين صباحي - حزب الإصلاح والتنمية ويرأسه محمد
أنور عصمت السادات - جبهة انقاذ مصر تنظيم اسلامي يعمل من لندن والمتحدث
باسمه هو أسامة رشدي - الحزب الليبرالي الذي يرأسه دكتور عماد سعد الله
ويعمل من لندن خارج مصر .
تقرير – محمد جمال عرفة