كتب : محمد نصر
بعد الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية من ثورات واحتجاجات علي حكامها وملوكها بغية التحرر من الأنظمة الديكتاتورية المستبدة التي طالما ضيقت الخناق علي الشعب ...
وبعد نجاح ثورتين في إسقاط نظاميين طالما تشدقا بالاستقرار الذي يحظاه نظاميهما وأنهما وضعا شعبيهما في جيبهما الأصغر ،يتحكما كيفما شاءوا ،إلا أن الشعب كان له كلمته في هروب زين العابدين بن علي إلي جدة بالمملكة العربية السعودية فرارا من غضب شعبه عليه ،وكان أول من تبعه هو حسني مبارك الذي سافر أمس إلي المكان نفسه بحجة العلاج من سرطان البنكرياس .
لكن ربما لن تغلق (جدة) أحضانها وذراعيها المفتوحتان لاستقبال بقية الأنظمة الديكتاتورية الذين احتلوا رؤوس عروش البلدان العربية عقودا من الزمن حتي انتفضت الشعوب مللا من الفساد والاستبداد اللذان طبقا علي أعناقهم خنقا وكمدا وقهرا .
تستعد جدة لاستقبال ثمانية رؤساء وملوك آخرين بعد "بن علي "و"مبارك " وذلك ليس تكهنا منا ،ولا ضربا للودع ولا قراءة للطالع ،وإنما وفق ما قامت به شعوبهم من انتفاضات وثورات مازالت قائمة حتي كتابة تلك السطور للتخلص من حكاما طالما قبعوا علي أعناقهم .
أقرب المرشحين الآن هو العقيد معمر القذافي رئيس الجماهيرية الليبية الذي خرج عليه شعبه ،رافضا استمراره في الحكم يوما آخر بعد أن قبع علي أنفسهم 42عاما قهرا وظلما وفسادا ،ورغم ذلك يحاول توريث الحكم لابنه سيف الإسلام القذافي بعد وفاته كباقي حكام الأنظمة العربية وكأنها تركه ،فخرجت ثورة ليبيا في السابع عشر من فبراير تطالب بخروجه ك"بن علي "و"مبارك " ،وسيطروا علي الأغلبية العظمي من المدن الليبية إلا انه لم وكعادة كل ديكتاتور لم يتواني في قتل شعبه ليظل في الحكم .
كما أن الرئيس علي عبد الله صالح ليس بعيدا هو الآخر من زيارة جدة لتكون مستقر نهاية العمر ،بعد أن خرج الشعب اليمني في انتفاضة مازالت قائمة حتي الآن تطالب برحيله ،رافعين شعارا تكرر في مصر وتونس "الشعب يريد إسقاط النظام " ،وهو الأمر الذي دفعه لإعلان أنه لن يترشح للرئاسة مرة أخري بعد انتهاء رئاسته الحالية ،وأنه سوف يقوم بإصلاحات جديدة، إرضاءاً منه لمطالب المعارضة التي تطالب برحيله ،إلا أن المعارضة مازالت تصر علي مطالبها برحيله ،ومازالت أيضا تواجه القتل يوما بعد يوم .
عبد العزيز بوتفليقة ،الرئيس الجزائري هو الأخر ضمن المرشحين لقضاء نزهة نهاية العمر وختامه في جدة ،خاصة بعدما خرج عليه شعبه مرات ومرات بعد أن رؤوا نجاح الثورة التونسية بجوارهم وأيضا المصرية ،وهي الدولة التي تشبه كثيرا نظام الدولتين السابقتين ،من اقتناصا لكرسي العرش عقودا ،إلي حالة من الفساد ،وحالة من الطوارئ المفروضة ،والتي تم تعليقها أخيرا لتهدئة الشعب وامتصاص غضبه .
كما تظاهر المغربيون في مدينة الدار البيضاء ، للمطالبة بإصلاحات سياسية ووضع دستور جديد للبلاد،وهي التظاهرات التي استمرت اسبوعاً بعد الإعلان عن الثورة المغربية علي "الفيس بوك" في 20فبراير الحالي ،كل ذلك يضع ملك المغرب محمد السادس في مطب صناعي ربما يجعله ينقلب رأسا علي عقب ليجد نفسه بقدرة شعبة جالس علي كرسي هزاز بمنتجع بجدة .
وليس بعيدا ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة عن جدة ،لما تتمتع به آل خليفة من صداقة مع النظام السعودي، لذلك ربما يكون له بالطبع منتجعا خاصا له في جدة قد يفتح أبوابه المغلقة في الفترة المقبلة الغير معلومة بالضبط ،بعد أن خرج الشعب البحريني ثائرا للمطالبة بإصلاحات دستورية وسياسية بالبلاد ،وهي الاحتجاجات التي لم تخل من أحداث عنف وصلت لقتل محتجين ،نتجت عنها إقالة بعض الوزراء ،إلا أن الشعب مازال غير مقتنعا بحجم الارضاءات .
أما السوداني عمر البشير،الذي تولي الرئاسة بعد انقلاب عسكري في 30 يونيو 1989،قاده لأن يكون رئيسا للحكومة ورئيسا للدولة شرفيا حتي تم انتخابه في 26ابريل 2010هو صاحب رابع أطول فترة حكم من بين الحكام العرب ،أصبح ضمن المرشحين لزيارة جدة أيضا بعد أن خرجت عليه المعارضة تطالبه بإصلاحات جوهرية ،وبعد أن انقلب عليه صديقه الصادق المهدي ،خاصة بعد أن أثارت فترة حكمه جدلا واسعا بسبب اشتراك مجندين تابعين لحكومته أو موالين لها في جرائم الحرب في البلاد سواء في دارفور أو في جنوب السودان.
وعلي الطريقة المصرية جمعت صفحة على موقع فيسبوك تحمل عنوان "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" حوالى 25 ألف مشارك بعد ظهر أمس السبت، للدعوة إلى تظاهرات "فى كل المدن السورية" ،لإنهاء حكم الفرد الدكتاتور المتمثل في بشار الأسد الذي حكم سوريا خلفا لأبيه حافظ الأسد ،وتم تحديد موعد الثورة في "انتفاضة 15/3" ،وهو الأمر الذي جعله من المرشحين العشرة للإقامة في جدة .
وأصبح عاشر المبشرين للإقامة في جدة الملك عبد الله الثاني بن حسن الذي تولى الحكم في 7 فبراير 1999 بعد وفاة أبيه الملك الحسين بن طلال ،خاصة بعد أن انطلقت موجة لاحتجاجات الأردنية في بداية العام الحالي وبالضبط في الرابع عشر من يناير ،التي انطلقت في أنحاء الأردن ،متأثرة بالانتفاضة التونسية الشعبية كجزء من موجة الاحتجاجات العربية العارمة، بعد تردي الأحوال الاقتصادية وغلاء الأسعار وانتشار البطالة ،وانتهت بإقالة حكومة سمير الرفاعي.
بعد الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية من ثورات واحتجاجات علي حكامها وملوكها بغية التحرر من الأنظمة الديكتاتورية المستبدة التي طالما ضيقت الخناق علي الشعب ...
وبعد نجاح ثورتين في إسقاط نظاميين طالما تشدقا بالاستقرار الذي يحظاه نظاميهما وأنهما وضعا شعبيهما في جيبهما الأصغر ،يتحكما كيفما شاءوا ،إلا أن الشعب كان له كلمته في هروب زين العابدين بن علي إلي جدة بالمملكة العربية السعودية فرارا من غضب شعبه عليه ،وكان أول من تبعه هو حسني مبارك الذي سافر أمس إلي المكان نفسه بحجة العلاج من سرطان البنكرياس .
لكن ربما لن تغلق (جدة) أحضانها وذراعيها المفتوحتان لاستقبال بقية الأنظمة الديكتاتورية الذين احتلوا رؤوس عروش البلدان العربية عقودا من الزمن حتي انتفضت الشعوب مللا من الفساد والاستبداد اللذان طبقا علي أعناقهم خنقا وكمدا وقهرا .
تستعد جدة لاستقبال ثمانية رؤساء وملوك آخرين بعد "بن علي "و"مبارك " وذلك ليس تكهنا منا ،ولا ضربا للودع ولا قراءة للطالع ،وإنما وفق ما قامت به شعوبهم من انتفاضات وثورات مازالت قائمة حتي كتابة تلك السطور للتخلص من حكاما طالما قبعوا علي أعناقهم .
أقرب المرشحين الآن هو العقيد معمر القذافي رئيس الجماهيرية الليبية الذي خرج عليه شعبه ،رافضا استمراره في الحكم يوما آخر بعد أن قبع علي أنفسهم 42عاما قهرا وظلما وفسادا ،ورغم ذلك يحاول توريث الحكم لابنه سيف الإسلام القذافي بعد وفاته كباقي حكام الأنظمة العربية وكأنها تركه ،فخرجت ثورة ليبيا في السابع عشر من فبراير تطالب بخروجه ك"بن علي "و"مبارك " ،وسيطروا علي الأغلبية العظمي من المدن الليبية إلا انه لم وكعادة كل ديكتاتور لم يتواني في قتل شعبه ليظل في الحكم .
كما أن الرئيس علي عبد الله صالح ليس بعيدا هو الآخر من زيارة جدة لتكون مستقر نهاية العمر ،بعد أن خرج الشعب اليمني في انتفاضة مازالت قائمة حتي الآن تطالب برحيله ،رافعين شعارا تكرر في مصر وتونس "الشعب يريد إسقاط النظام " ،وهو الأمر الذي دفعه لإعلان أنه لن يترشح للرئاسة مرة أخري بعد انتهاء رئاسته الحالية ،وأنه سوف يقوم بإصلاحات جديدة، إرضاءاً منه لمطالب المعارضة التي تطالب برحيله ،إلا أن المعارضة مازالت تصر علي مطالبها برحيله ،ومازالت أيضا تواجه القتل يوما بعد يوم .
عبد العزيز بوتفليقة ،الرئيس الجزائري هو الأخر ضمن المرشحين لقضاء نزهة نهاية العمر وختامه في جدة ،خاصة بعدما خرج عليه شعبه مرات ومرات بعد أن رؤوا نجاح الثورة التونسية بجوارهم وأيضا المصرية ،وهي الدولة التي تشبه كثيرا نظام الدولتين السابقتين ،من اقتناصا لكرسي العرش عقودا ،إلي حالة من الفساد ،وحالة من الطوارئ المفروضة ،والتي تم تعليقها أخيرا لتهدئة الشعب وامتصاص غضبه .
كما تظاهر المغربيون في مدينة الدار البيضاء ، للمطالبة بإصلاحات سياسية ووضع دستور جديد للبلاد،وهي التظاهرات التي استمرت اسبوعاً بعد الإعلان عن الثورة المغربية علي "الفيس بوك" في 20فبراير الحالي ،كل ذلك يضع ملك المغرب محمد السادس في مطب صناعي ربما يجعله ينقلب رأسا علي عقب ليجد نفسه بقدرة شعبة جالس علي كرسي هزاز بمنتجع بجدة .
وليس بعيدا ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة عن جدة ،لما تتمتع به آل خليفة من صداقة مع النظام السعودي، لذلك ربما يكون له بالطبع منتجعا خاصا له في جدة قد يفتح أبوابه المغلقة في الفترة المقبلة الغير معلومة بالضبط ،بعد أن خرج الشعب البحريني ثائرا للمطالبة بإصلاحات دستورية وسياسية بالبلاد ،وهي الاحتجاجات التي لم تخل من أحداث عنف وصلت لقتل محتجين ،نتجت عنها إقالة بعض الوزراء ،إلا أن الشعب مازال غير مقتنعا بحجم الارضاءات .
أما السوداني عمر البشير،الذي تولي الرئاسة بعد انقلاب عسكري في 30 يونيو 1989،قاده لأن يكون رئيسا للحكومة ورئيسا للدولة شرفيا حتي تم انتخابه في 26ابريل 2010هو صاحب رابع أطول فترة حكم من بين الحكام العرب ،أصبح ضمن المرشحين لزيارة جدة أيضا بعد أن خرجت عليه المعارضة تطالبه بإصلاحات جوهرية ،وبعد أن انقلب عليه صديقه الصادق المهدي ،خاصة بعد أن أثارت فترة حكمه جدلا واسعا بسبب اشتراك مجندين تابعين لحكومته أو موالين لها في جرائم الحرب في البلاد سواء في دارفور أو في جنوب السودان.
وعلي الطريقة المصرية جمعت صفحة على موقع فيسبوك تحمل عنوان "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" حوالى 25 ألف مشارك بعد ظهر أمس السبت، للدعوة إلى تظاهرات "فى كل المدن السورية" ،لإنهاء حكم الفرد الدكتاتور المتمثل في بشار الأسد الذي حكم سوريا خلفا لأبيه حافظ الأسد ،وتم تحديد موعد الثورة في "انتفاضة 15/3" ،وهو الأمر الذي جعله من المرشحين العشرة للإقامة في جدة .
وأصبح عاشر المبشرين للإقامة في جدة الملك عبد الله الثاني بن حسن الذي تولى الحكم في 7 فبراير 1999 بعد وفاة أبيه الملك الحسين بن طلال ،خاصة بعد أن انطلقت موجة لاحتجاجات الأردنية في بداية العام الحالي وبالضبط في الرابع عشر من يناير ،التي انطلقت في أنحاء الأردن ،متأثرة بالانتفاضة التونسية الشعبية كجزء من موجة الاحتجاجات العربية العارمة، بعد تردي الأحوال الاقتصادية وغلاء الأسعار وانتشار البطالة ،وانتهت بإقالة حكومة سمير الرفاعي.