المنتشرة فى مختلف المحافظات، لدفع عجلة التنمية، قائلاً إنه من سنن الله
التدرج، ولابد من الانتظار لتحقيق الإصلاح.
وأبدى حسان فى خطبة امتدت منذ ما بعد صلاة المغرب حتى العشاء، مساء أمس
الثلاثاء بمحافظة كفر الشيخ فى الجمعية الشرعية، استعداده والشيخ حافظ
سلامة قائد المقاومة الشعبية فى السويس لعقد صلح بين وزارة الداخلية وقبائل
سيناء، مطالباً بالإفراج الفورى عن كافة المعتقلين، كما طالب بعودة الجيش
إلى ثكناته، لأن مصر ـ على حد قوله ـ مستهدفة والجيش ليس مكانه الشارع،
ولكن على الحدود.
وحذر حسان من المساس بالمادة الثانية من الدستور، قائلاً إن الشعب والجيش
لن يسمحا أن "تمس بأذى"، مطالباً بتفعيلها، داعياً الله أن يرزق مصر بمن
يحكم بكتاب الله وسنة رسوله، وأضاف: ليطمئن النصارى فالإسلام هو الذى حمى
كنائسهم وأطفالهم فهو دين العدل والأمان والتسامح والسماحة، ولا ينبغى أن
نجعل الإسلام فزاعة للغرب والآخرين فهو دين العدل والحق، وأكد أنه لابد أن
نضحى بأنفسنا إذا طال هذه المادة أى تغيير.
وانتقد حسان انقسام "الإسلاميين"، ودعا شباب الجماعات الإسلامية للتوحد،
قائلاً: "لا يجوز أن يحدث أى انقسامات فى صفوفنا، وأخاطب شباب الجماعات
الإسلامية المتعددة أنه آن الأوان أن نتخلى عن هذه الحزبيات والتشرذم
والاختلاف فى مسائل الأحكام، فكل له أجندته فلا يشكك أحد فى أحد فيجب أن
نغض الطرف عن تصفية الحسابات الشخصية".
وأمام آلاف من أهالى كفر الشيخ، أكد حسان نفى نيته تولى أى منصب، موضحاً انه لا يرغب إلا فى جمع علماء المسلمين وأهل السنة للتشاور.
وأكد أنه لا يجوز سب الآخرين حتى ولو كان من النظام السابق ولكن يمكن
النقد فقط وأن أحداً لم يُذكرنا فى تلك الأحداث أن إرادة الله فوق إرادة
الشعب، واكتفينا بترديد أنها إرادة الشعب والشباب، ولم يذكرنا أحد فى هذه
الأزمة بالله، لكن يجب أن تكون بعد إرادة الله الملك الحق، فالملك ملكه فلا
يقع شىء فى الكون إلا بإذن الله".
مضيفا: "يا شباب مصر إن أعظم نصر فى هذه المرحلة أن تعرفوا ربنا وأن تمتلئ
قلوبنا بعظمة الله وجلاله والثقة والاعتصام به، فمصر بلد الكنانة ما هانت
على أحد، الله يحرسها عطفا ويرعاها، فمصر شرفها الله فهى من البلدان
القليلة التى ذكرها الله فى قرآنه، فهى أرض الأنبياء والصالحين والشهداء
والأطهار والأخيار فهى بلد الأمن والأمان والرخاء والسلام".
وأضاف إن مصر نامت ومرضت وطال مرضها، لكن ما ماتت بتقدير الله، فالأشخاص
المفسدون إلى زوال وفناء، ويبقى هذا البلد والشعب التقى"، مضيفا: "فمصر مشى
على أرضها نبى الله إبراهيم وإسماعيل وإدريس ويعقوب ويوسف والكثير من
أصحاب رسول الله، وعاش على أرضها أم موسى ومريم أم عيسى عليهم جميعا
السلام، وقال عنها عمرو بن العاص "ولاية مصر تعدل الخلافة"، لأنها القلب
النابض والبوابة الرئيسية لأمة التوحيد.
وشدد الشيخ على ضرورة معاقبة رءوس الفساد فى النظام البائد قائلا: "لابد أن
يحاسب المفسدون والظالمون محاسبة عادلة، ولا ينبغى أن تضيع دماء الشهداء
ولا أموال المصريين"، مضيفا: "أنه ليس من الحق والعدل والحكمة أن نعطل كل
شىء فى بلدنا، وعلينا أن ننتظر حتى يتغير كل شىء، فهذه سنة من سنن الله وهى
التدرج، وأناشد المصريين أن يفضوا اعتصماتهم فى المصانع والشركات
والمؤسسات، فعلينا جميعا أن ندفع عجلة التنمية فلا تجعلوا المصالح الشخصية
فوق المصلحة العليا للبلد حتى تخرج من عنق الزجاجة المظلم".
وأضاف "هناك فساد، فرموز الفساد يجب أن نتخلص منهم، لكن أن يطال الشك فى
كافة المؤسسات فهذا لا يجوز، فعلينا أن نمد جسور الثقة بين الشعب وكافة
مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية والأمنية، ويجب أن ينزل أفراد
الشرطة لتحقيق الأمن وتطبيق شعار الشرطة فى خدمة الشعب، لأنه لو لم تعد
الثقة بين الأمن والمواطنين فسينتج عنها فوضى لا يعلم مداها إلا الله".
من جهه أخرى، دعاً حسان الله أن يرفع البلاء عن شعب ليبيا ويخلصه من الطاغى
الظالم، وأكد أنه يجب أن نعطى ولا نطالب لأن الشرفاء يعطون وقت الشدة ولا
يطالبون بميزات لهم.
وفى نهاية كلمته تدافع الحاضرون تجاه الشيخ للسلام عليه، وقام المنظمون
بعمل حلقة حوله حتى استقل سيارته وعلى هامش المحاضرة تم جمع تبرعات لإغاثة
الليبيين.