في خامس ظهور له منذ انطلاق "ثورة 17 فبراير"، جدد الزعيم الليبي، معمر
القذافي، تأكيده بأنه لا منصب له ليستقيل منه وأنه سلم زمام السلطة للشعب
بعد ثورة الفاتح من سبتمبر/أيلول، وأشار بأصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة
بالوقوف وراء احتجاجات شعبية تنادي برحيله بعد 42 عاماً في الحكم.
وقال القذافي في كلمة بمناسبة احتفالية الفعاليات الشعبية بالعيد الـ34
لإعلان قيام سلطة الشعب: "قمت بثورتي عام 1966 وسلمت السلطة للشعب وارتحت
في خيمتي.. أنا مجرد مرجعية.. مجرد رمز."
وتشهد ليبيا منذ 17 فبراير/شباط الفائت انتفاضة شعبية تدعو لتغيير النظام الحاكم، تمكن خلالها المحتجون من السيطرة على عدة مدن.
واتهم الزعيم الليبي قنوات التلفزة الخارجية بالانحياز إلى جانب المحتجين قائلاً: "لماذا لم تعرض الاحتجاجات المؤيدة لنا؟"
ووجه أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الاضطرابات قائلاً إن
عناصرها تسللت تدريجيا من العراق وأفغانستان وشكلت خلايا نائمة في عدد من
المدن منها "طبرق" و"بنغازي" وربما "مصراته"، قبيل انتفاضة 17 فبراير.
واتهم عناصر التنظيم بمهاجمة كتائب عسكرية في "البيضاء" و"بنغازي" قائلاً
إن معظم القتلى من الجنود الذين تمت مباغتتهم، وطلبت منهم القيادات لاحقاً
إخلاء تلك الثكنات.
وذكر الزعيم الليبي أن عائداً من معتقل "غوانتانامو" نحر جنوداً على غرار
عمليات قطع الرأس التي نفذها زعيم التنظيم السابق في العراق، أبو مصعب
الزرقاوي.
ونفى نفياً قاطعاً حدوث مظاهرات شعبية تنادي برحيله بل تظاهرات تأييد وأخرى لاستنكار "مذابح" القاعدة.
وبرر استخدام القوة بأن بلاده تتصدى لهجوم مسلحين "كما تفعل إسرائيل في غزة" والقوات الباكستانية في وادي "سوات."
وفسر سحب الغرب لمواطنيه على أنه دليل دامغ على أن ما تشهده ليبيا ليست
مظاهرات سلمية بل هجمات تنفذها عصابات مسلحة، وأن الخطوة اعتراف من تلك
الدول بذلك.
ودعا الزعيم الليبي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية
إيفاد لجنة تقصي حقائق بشأن أحداث ليبيا، وقال "سنقاتل حتى آخر رجل وامرأة"
دفاعاً عن ليبيا.
ووجه انتقادات حادة لمجلس الأمن الدولي لإصداره قرارا بالإجماع السبت بفرض
عقوبات على النظام الليبي، قائلاً "لا يجوز لمجلس الأمن بناء قرار على
وكالات أنباء خارجية."
والأسبوع الماضي توعد القذافي، في كلمته له أمام حشود في الساحة الخضراء،
"الأعداء"، وقال "سنهزم أي محاولة خارجية كما هزمنا إيطاليا"، طالباً من
الجماهير إلى الخروج والدفاع عن ليبيا، طالباً من الشباب، الذين خاطبهن
بوصفهم ثواراً على اعتبار أنه مازال قائداً للثورة، في الساحة بأن "ارقصوا
وغنوا وامرحوا واستعدوا."
وقال القذافي، واثقاً من حب الشعب له: "إذا كان الشعب الليبي أو العربي أو الأفريقي لا يحبني فأنا لا أستحق الحياة."
وفي كلمته هاتفية الخميس، كرر القذافي اتهامه للمحتجين في ليبيا بتعاطي
حبوب الهلوسة والمخدرات، وأن زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، يقف وراء
الاضطرابات التي تشهدها الدولة العربية الواقعة في شمال أفريقيا، والتي
أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى.
وشدد على أنه لن يتخلى عن السلطة، قائلاً، إنه لن يحدث أبداً في ليبيا ما
حدث في كل من تونس ومصر، في إشارة إلى تخلي كل من الرئيسين زين العابدين بن
علي، وحسني مبارك، عن السلطة، بعد احتجاجات شعبية حاشدة مناوئة لنظاميهما.
وكان القذافي قد ذكر في خطاب مطول وجهه إلى الشعب الليبي الثلاثاء، أن بعض
المناطق الليبية سقطت في أيدي من وصفهم بـ"المتشددين الإسلاميين من أتباع
تنظيم القاعدة"، وقال إن العالم وأمريكا لن "يسمحوا بإقامة إمارات إسلامية
هنا، و"سيجلبون الاستعمار مرة أخرى إلى ليبيا."