الذي يحكم البلاد، من أجل الاستجابة لبقية مطالب الثورة، تقديرا لدور
المجلس في إقالة حكومة أحمد شفيق، مطالبين بالبدء الفوري في استئناف عجلة
الإنتاج المتعطلة في مصر.
وحسب الدكتور شادي الغزالي حرب عضو ائتلاف
الثورة فإن القوى السياسية ستكتفي بالضغط السياسي والإعلامي لاستعجال
المجلس في تنفيذ بقية المطالب، وإنهاء الاحتجاجات والاعتصامات في الشارع
لمساعدة الحكومة الجديدة على العمل بعيدا عن الضغوط التي لازمت الحكومة
السابقة وأجبرتها على الاستقالة.
وتتمسك المعارضة منذ رحيل الرئيس
المخلوع حسني مبارك بعدة مطالب، على رأسها حل جهاز أمن الدولة الذي يتهمونه
بقيادة ثورة مضادة لإجهاض ثورة 25 يناير.
كما يطالبون بإلغاء حالة
الطوارئ، وإطلاق حرية تشكيل الأحزاب، وإطلاق المعتقلين السياسيين، وإعادة
صياغة المرحلة الانتقالية بما يحفظ مكتسبات الثورة.
وبين حرب أن
شباب الثورة يبحثون مع الجيش تأجيل الانتخابات البرلمانية حتى استتباب
الأمن، وإعطاء مهلة كافية للقوى الناشئة للتعريف بنفسها، على أن تجرى
الانتخابات الرئاسية في موعدها، مشيرا إلى أن تعيين الدكتور عصام شرف على
رأس الحكومة الجديدة سيزيد من فرص التواصل مع الجيش حول هذه المسألة.
ويخشى
مراقبون أنه في ظل الغياب الأمني النسبي واستمرار الأدوات القديمة للعملية
الانتخابية، قد يكون من شأن إجراء انتخابات ستعيد رجال النظام السابق
للبرلمان، وستحرم الأحزاب والحركات الجديدة التي لم يتسن لها بعد أخذ
فرصتها الكافية لتقديم نفسها وبرامجها للجمهور المصري.
وفيما يتعلق
ببقية المطالبات خاصة إلغاء الطوارئ وجهاز أمن الدولة، لفت حرب إلى أن شباب
الثورة سيواصلون الإلحاح لتحقيقها، "لكن ليس في الشارع أو الميادين".
وطالب
شباب الثورة والقوى الوطنية بالتعاون مع الحكومة الجديدة في البناء
والتنمية، وتفعيل البرامج والمبادرات التنموية التي تأخرت بسبب الانشغال
بالمطالبة بإسقاط الحكومة السابقة.
ونفى حرب أن يكون ائتلاف الثورة طالب بوجود وزراء شباب ضمن التشكيلة الحكومية الجديدة التي يعكف عليها عصام شرف حاليا.
من
جهته أثنى جورج إسحاق القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير التي يقودها محمد
البرادعي على استجابة الجيش في إقالة الحكومة، وقال إنها جاءت في اللحظات
الأخيرة "قبل جمعة إسقاط حكومة شفيق، لفض الاشتباك بين الشارع والحكومة".
ووصف في حديث للجزيرة نت رئيس الحكومة الجديد بالوطنية والمهنية، وأضاف أن مصر تنتظر منه تشكيلة حكومية جديدة من الكفاءات الوطنية.
واتفق
إسحاق مع الرأي السابق بأن وجود شرف على رأس الحكومة سيسهل إقناع قادة
الجيش بتأجيل الانتخابات البرلمانية والاكتفاء بالانتخابات الرئاسية في هذه
المرحلة، لحين تهيئة الظروف المناسبة وإعطاء الفرصة الكاملة للكيانات
الشبابية الصاعدة لتكون ممثلة في البرلمان الجديد".
أما المنسق
الإعلامي لحركة شباب 6 أبريل محمد عادل فأكد تمسك المجموعات السياسية خاصة
الشبابية ببقية المطالب، خاصة ما يتعلق بإطلاق الحريات العامة، وأوضح أن
ثمة إجماعا بين الحركات الشبابية على تهدئة الشارع والتحول إلى الضغط
الإعلامي لتحقيق المطالب بالتوازي مع إطلاق حملات توعية سياسية وتنموية
لمساعدة الحكومة الجديدة.
وأضاف أن الجيش وإن كان يتحرك بوتيرة
بطيئة، لكنه ملتزم في وعوده التي أبلغ بها الشباب، وأعرب عن أمله بعدم
الاضطرار للعودة مجددا للشارع.
وعن الحوار مع الجيش أشار إلى أنه
سيكون مركزا في المرحلة المقبلة على صوغ المرحلة الانتقالية، وعدم التسرع
في إجراء الانتخابات البرلمانية، ومنح الفرصة لجميع القوى السياسية لتقديم
برامجهم، بالتوازي مع عودة الأمن وتحرك عجلة الإنتاج.
الجزيرة نت