روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    سوريا تهاجم جنازة الشهداء وانباء عن تغيير قريب

    مفيده عبد الرحمن
    مفيده عبد الرحمن
    مدير عام المنتدي
    مدير عام المنتدي


    عدد المساهمات : 3455
    نقاط : 9937
    السٌّمعَة : 9
    تاريخ التسجيل : 17/06/2009

    سوريا تهاجم جنازة الشهداء وانباء عن تغيير قريب  Empty سوريا تهاجم جنازة الشهداء وانباء عن تغيير قريب

    مُساهمة من طرف مفيده عبد الرحمن السبت مارس 19, 2011 8:09 pm

    هاجمت القوات السورية جنازة لتشييع شهداء أحداث الجمعة أمس . وإستخدمت الهروات والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين .
    وأدت المواجهة الي إصابات كثيرة بين المواطنين .
    وأدان البيت الأبيض أمس "بشدة" العنف الذي استعمله الأمن ضد احتجاجات في سوريا كانت الأعنف منذ سنوات، فيما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه لسقوط قتلى في درعا على الحدود الأردنية، في وقت تحدثت فيه مصادر حقوقية عن تهم وجهت إلى 30 ناشطا حقوقيا.
    ودعا متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أمس حكومة سوريا إلى أن تسمح لشعبها بالتظاهر بحرية، وحثها على محاسبة المسؤولين عن العنف ضد المتظاهرين وعن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا الخاضعة لقانون الطوارئ منذ 1963.
    كما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقه لتقارير عن سقوط قتلى أمس في محافظة درعا الجنوبية، وذكّر بأن على حكومة سوريا مسؤولية الإنصات إلى "طموحات شعبها المشروعة".
    وتحدث سكان وناشطون عن اشتباكات عنيفة في مظاهرة بمركز محافظة درعا، رفعت فيها لافتات تطالب بمحاربة الفساد في سوريا، وبفتح الحريات السياسية.
    وأظهرت لقطات فيديو على فيسبوك مئات يرددون هتافات ضد رجل الأعمال رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد، وتصفه باللص.
    واستعمل الأمن خراطيم المياه والعصي والأسلحة النارية لتفريق المحتجين في البلدة التي بدأ فيها الاحتجاج بتجمع كبير في المسجد العمري، تلته مسيرة.
    وتحدث ناشط حقوقي لأسوشيتد برس -دون كشف هويته- عن طوق ضرب حول مستشفى درعا الرئيسي لمنع العائلات من زيارة الجرحى.
    وأقرت وكالة الأنباء السورية (سانا) بوقوع اضطرابات في درعا، وبررت تدخل الأمن بـ"أعمال فوضى وشغب"، مارسها "مندسون" أحرقوا سيارات ومحلات عامة. وتحدثت عن تجمع آخر في بلدة بانياس الساحلية انتهى "دون حوادث تذكر".
    وأظهر شريط على يوتيوب قال صاحبه إنه صور في بانياس مئات يرددون شعارات تراوحت بين المطالبة بحرية التعبير والسماح للمنقبات بارتياد الجامعات.
    أما في العاصمة دمشق فردد عشرات في باحة المسجد الأموي بعد صلاة الجمعة هتافات "لا إله إلا الله"، قبل أن تقوم عناصر أمنية باللباس المدني بتفريقهم.
    ولم يعرف عدد المتجمعين لاكتظاظ ساحة المسكية المجاورة للمسجد بالمارة والمصلين، لكن شخصين أوقفا واقتيدا إلى جهة مجهولة.
    وسجل حضور كثيف لعناصر أمنية باللباس المدني قبل صلاة الجمعة جابوا سوق الحميدية وأحاطوا بساحة المسكية، بعد الإعلان في صفحة على فيسبوك -فاق أمس عدد موقعيها 50 ألفا- عن "جمعة الكرامة" للمطالبة بـ"بحقوقنا الإنسانية"، وبـ"الثورة حتى الحرية".
    وتناقلت مواقع إلكترونية لقطات فيديو بالهاتف الجوال، تظهر رجال أمن يضربون متظاهرين في قاعة المصلين التابعة للمسجد الأموي، وفي باحته.
    وما أن تجمع المحتجون في المسكية، حتى احتشد نحو 200 من مؤيدي الأسد في الساحة وساروا باتجاه سوق الحميدية.
    كما تناقلت المواقع شريطا لمظاهرة قرب جامع خالد بن الوليد في مدينة حمص شمال دمشق، شارك فيها عشراتٌ رددوا "الله، سوريا، حرية، وبس"، قبل أن يفرقهم الأمن.
    وتظاهر عشرات الثلاثاء في سوق الحميدية، في احتجاج تلاه الأربعاء تجمع أمام وزارة الداخلية طالب بإطلاق سراح معتقلي الرأي، وانتهى باعتقال ناشطين وكتاب.
    وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 12 شخصا شاركوا الأيام الماضية في مظاهرات واعتصامات اعتقلوا، بينهم الصحفي صبر درويش نجل المعتقل السابق علي درويش من حزب العمل الشيوعي، ومروة حسان الغميان (17 عاما) وأختها راما والناشط نصر سعيد.
    كما تحدثت مجموعات حقوقية عن توجيه تهم إلى 32 ناشطا -بينهم أربعة من أقارب السجين السياسي كمال لبواني- اعتقلوا الأربعاء في دمشق، تشمل النيل من هيبة الدولة وإثارة النعرات العنصرية والمذهبية وتعكير العلاقة بين عناصر الأمة.
    واحتجاجاتُ أمس هي الأعنف منذ 2002 حين قتل نحو 25 شخصا في مظاهرات بين ناشطين أكراد وقوات الأمن في مدينة القامشلي.
    وقال الأسد في فبراير/شباط الماضي إن بلاده محصنة ضد الاحتجاجات لأن النظام "ينصت إلى الشعب، وقد وحّده في مواجهة إسرائيل
    قتل اربعة متظاهرين على ايدي قوات الامن السورية في منطقة درعا خلال محاولتهم الخروج في مسيرة مطالبة بتغيير الحكم والاصلاح السياسي.
    وافادت مصادر ان الاف المتظاهرين خرجوا الليلة في مسيرات مناهضة للحكم في كل من دمشق وحلب وقامشلي ودرعا وبانياس.
    وأفادت مصادر من مدينة درعا السورية اليوم بوقوع إطلاق رصاص على متظاهرين من مروحيات، حيث أكدت مصادر حقوقية مقتل 4 أشخاص على أيدي قوات الأمن السورية في درعا.
    وقالت وكالة الأنباء الفرنسية أن قوات الأمن السورية فرقت مظاهرة أمام المسجد الأموي في دمشق، فيما أكدت السلطات السورية وقوع أعمال "فوضى وشغب" في محافظة درعا، على بعد 100 كلم جنوب دمشق، أثناء تظاهرة تدخلت قوات الأمن لتفريقها.
    وأكد شاهد عيان أن قوات الأمن السورية قتلت متظاهرين اثنين في مدينة درعا الجنوبية بعد خروجهما ضمن احتجاج سلمي يطالب بالحرية السياسية وإنهاء الفساد.
    وخرج عشرات الاشخاص من الجامع الأموي حيث قام أفراد أمن باللباس المدني بتفريق عدد من المصلين وسط أنباء عن محاصرة نحو 250 شابا داخل المسجد، كما لم يعرف عدد الاشخاص الذين تم تفريقهم نظرا لاكتظاظ ساحة الجامع.
    وبحسب شهود عيان كان هناك حضور كثيف لعناصر الامن باللباس المدني قبل صلاة الجمعة يجوبون سوق الحميدية ويحيطون بساحة المسكية المجاورة للجامع الأموي وذلك بعد الاعلان عن التظاهر في "جمعة الكرامة" عبر صفحة موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وصل عدد موقعيها حتى صباح اليوم اكثر من 50 الف شخص.
    ودعت الصفحة السوريين الى التظاهر بعد صلاة الجمعة تحت شعار " كرامة سورية من كرامة السوريين" و"الثورة حتى الحرية".
    وكانت قوات الأمن السورية فرقت الاربعاء تجمعا ضم عشرات من اهالي معتقلين ومؤازرين لهم في ساحة المرجة قرب وزارة الداخلية في وسط دمشق، لتقديم رسالة الى وزير الداخلية السوري سعيد سمور يناشدونه فيها اخلاء سبيل ابنائهم قبل ان تعتقل عددا كبيرا منهم، وقد رفعوا صور معتقلين ولافتات تطالب بالحرية لمعتقلي الرأي في سوريا.
    ويأتي هذا في الوقت الذي بات فيه السوريون في حالة ترقب لكل تطورات الشرق الأوسط، في انتظار أن يصل إليهم قطار التغيير الذي اقتحم العديد من الدول العربية، كتونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين.
    ففي الشهر الماضي كانت هناك دعوة للخروج في "يوم غضب"، دعت إليه جماعات المعارضة السورية في المنفى.. ولكن الدعوة لم تلق استجابة، ومؤخرا، صدرت على موقع فيسبوك دعوة أخرى للخروج في يوم غضب، وقد عزي فشل الدعوتين إلى غياب أي معارضة حقيقية داخل البلاد وكذلك الخوف من سلطات الأمن.
    وكان الرئيس السوري الشاب بشار الأسد - البالغ من العمر 46 عاما والذي تولى السلطة عقب وفاة والده في عام 2000 وحتى الآن، وينتظر أن تنتهي ولايته الثانية في 2014 - قد بادر باتخاذ سلسلة من الإجراءات الإصلاحية عقب نجاح ثورتي تونس ومصر، منها تخفيض أسعار السلع الأساسية وخاصة الطعام، وتقديم مساعدات للفقراء، وتوجيه تعليمات لموظفي الحكومة بحسن معاملة المواطنين.
    إلا أن سوريا كغيرها من دول العربية ترزح تحت وطأة الفساد المستشري في كافة قطاعاتها الحكومية، خاصة في مؤسسة الرئاسة، ورغم تصاعد ادعاءات الحكومة السورية بمكافحة الفساد، إلأ أن بعض المقربين من النظام لا يزالون بمنأي عن المحاسبة.
    ففي عام 2010 صنفت منظمة الشفافية الدولية سوريا في تقريرها السنوي في ترتيب متقدم بين أكثر دول العالم فسادا وتراجعا في الشفافية المالية والاقتصادية.
    واحتلت سوريا المرتبة الـ127 عالميا من أصل 180 دولة، والمرتبة الـ15 عربيا في قائمة المنظمة لعام 2010، ولم يتحسن ترتيبها إلا بمقدار درجة واحدة عن المرتبة الـ126 التي احتلتها عام 2009.




    نشر موقع مجلة "فورين بوليسي" الاميركية على الانترنت اليوم السبت تحقيقاً عن مظاهر الاحتجاجات التي شهدتها سوريا في الآونة الاخيرة في محاولة لمعرفة ما اذا كان الشعب السوري سيحذو حذو شعوب مصر وتونس وليبيا ويطالب باسقاط النظام الحاكم في بلده. وهنا نص المقال الذي لم يذكر الموقع اسم كاتبه مكتفياً بعبارة "من فورين بوليسي":
    "حتى هذا الاسبوع بدا ان سوريا قد تكون محصنة ضد الغليان الذي يعم الشرق الاوسط. ولكن ربما كانت درجة حرارة المتاعب قد بدأت في الارتفاع الآن.
    في الثامن عشر من آذار (مارس)، تصاعدت المظاهرات الشعبية الى درجة جعلتها اخطر عمل مناهض للحكومة خلال عهد الرئيس السوري بشار الاسد الذي مضى عليه عقد من الزمن حتى الآن. اذ اطلقت قوات الامن النار على مظاهرة في مدينة درعا في جنوب البلاد وقتلت اثنين من المتظاهرين على الاقل (رجحت انباء في وقت لاحق ان عدد القتلى ما بين 4 و6). ولا يبدو ان القلاقل مقتصرة على أي منطقة جغرافية دون غيرها: اذ تحدثت الانباء عن احتجاجات في مدينة بانياس في شمال غربي البلاد وفي مدينة حمص في الغرب ومدينة دير الزور في شرق سوريا وكذلك في العاصمة دمشق.
    بدأت المظاهرات يوم 15 آذار (مارس) عندما احتشدت مجموعة صغيرة من الناس في سوق الحميدية، السوق التاريخي المغطاة في دمشق، وعكست شعارات حزب البعث وجعلتها ضده. وهتف المتظاهرون "الله، سوريا، الحرية وبس". وهذا الهتاف لعب على كلمات الشعار البعثي: "الله، سوريا، بشار وبس". وفي اليوم التالي احتشد حوالي 100 من النشطاء واقارب السجناء السياسيين أمام وزارة الداخلية في ساحة المرجة في دمشق ليطالبوا بإطلاق المنشقين المسجونين.
    وقد تكون الاحتجاجات صغيرة بالمعايير الاقليمية، ولكن في سوريا – التي تحكم بقمع في ظل حالة طوارىء مفروضة منذ ان وصل حزب البعث الى الحكم في 1963 – فإن هذه الاحتجاجات تعتبر غير مسبوقة. ويجعل جو الخوف والسرية من الصعب التحقق من مدى السخط. وقالت مصادر خارج البلاد ان المظاهرات حصلت في ست من محافظات سوريا الـ14 يوم الثلاثاء الماضي. وكان من الصعب التحقق من تلك الادعاءات لكن من الواضح ان الحكومة قد صدمت بها: فقد عززت انتشار رجال الأمن وهم مجموعة ممن يرتدون جاكيتات جلدية في مختلف انحاء البلاد خصوصا في شمالها الشرقي وهي منطقة تقطنها غالبية اعداد كبيرة من الاكراد الذين كثيرا ما يتململون، وفي حلب.
    وجوبهت الاحتجاجات في اليوم التالي برد فعل وحشي من جانب عملاء الامن السوري الذين فاق عددهم عدد المحتجين، اذ انقض رجال أمن بملابس مدنية حاملين هراوت على المحتجين الصامتين وضربوا كبارهم وصغارهم وذكورهم واناثهم على حد سواء.
    قال احد الشهود: "كانوا بلطجية وبالغوا في الضرب". وقد اعتقل 38 شخصاً بمن فيهم ابن احد السجناء السياسيين وهو في العاشرة من العمر. كما اعتقل عدد من النشطاء بمن في ذلك مازن درويش الرئيس السابق لمركز الاعلام وحرية التعبير السوري الذي اغلقته السطات رسمياً في 2009، وسهير الاتاسي وهي شخصية صارت شوكة في خاصرة الحكومة.
    ولم تكن الاحتجاجات هذا الاسبوع الارهاصات الضعيفة الاولى للسخط الكامن في سوريا، اذ ان "يومي غضب" فاشلين في 4 و5 شباط (فبراير) اخفقا وهي حقيقة القى البعض اللوم فيها على حالة الطقس، غير ان السبب الارجح هي انهما نظما على موقع الـ"فيسبوك" من جانب سوريين من خارج البلاد – ولكن ظهرت تعبيرات أخرى غير مباشرة عن الغضب. ففي 16 شباط (فبراير) خرجت مجموعة من رجال الاعمال في حي الحريقة في دمشق، وهو منطقة اسواق في البلدة القديمة الى الشوارع ليحتجوا على قيام الشرطة بضربهم وفي 22 شباط (فبراير) و23 منه وقفت مجموعات من المعتصمين خارج السفارة الليبية تضامنا مع الثوار المناوئين للقذافي وقد تم تفريقهم بعنف.
    ومازالت هويات منظمي هذه الموجة من المظاهرات غير معروفة ذلك ان مجموعة المنشقين السوريين صغيرة وغير متجانسة وصاخبة . ولكن يبدو ان الاحتجاج يأتي من مصادر متنوعة – اذ لم يكن احتجاج يوم الثلاثاء من تنظيم النشطاء والسجناء السياسيين السابقين المعهودين. وربما
    كانت تلك من علائم عدم التنظيم ولكنها ايضاً اشارة الى ان السخط ليس مقتصراً على مجموعة بعينها وانما ان ثمة امتعاضا متزايدا على مستوى القواعد الشعبية.
    وقال ايمن عبد النور وهو منشق سوري يرأس تحرير موقع "كلنا شركاء" (All4SYRIA) من الخارج: "الناس غاضبون لانهم لا يعاملون باحترام ولا توجد اشغال والتعليم والرعاية الصحية بائسان، والفساد ينهب اموالهم، ولا يتمتعون بحرية حقيقية، ووسائل الاعلام لا تعكس مشكلاتنا، وليس هناك نظام لان كل شيء يحصل بناء على مراسيم رئاسية مبهمة. السوريون يريدون ببساطة ان يعاملوا بإحترام كمواطنين وهم غاضبون لانهم يعاملون كالاغنام". ويبدو نظام الحكم السوري وهو لاعب ذكي اعتياديا، مضطربا بشأن كيفية مواجهة علائم القلاقل هذه. فقد تقلب ما بين عروض للاصلاح وانكار ما يجري وبين الاعتقالات وحملات التخويف والضرب. وادعى الاسد في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جيرنال" نشرت في 31 كانون الثاني (يناير) الماضي ان "سورية مستقرة"، مشيراً الى ان سياسته الخارجية المناوئة للولايات المتحدة واسرائيل متطابقة مع معتقدات ما يؤمن به شعبه". ووعد الرئيس ايضا بأن اصلاحات سياسية ستتم هذه السنة – ولكن، بالتزامن مع ذلك، اتهمت وسائل الاعلام التي تديرها الدولة او من لهم صلات وثيقة بها متسللين واسرائيل بالوقوف وراء الاحتجاجات.
    وقد تكون عمليات الضرب التي حصلت في آذار (مارس)، والتي كانت اشد قسوة من تلك التي استخدمت لتفريق اعتصام 23 شباط (فبراير)، اشارة الى نهج حكومي قائم على عدم التسامح التام وسيكون هذا نهجا خطيراً من جانب نظام الحكم.
    قال ناشط من نشطاء المجتمع المدني: "مثل رد الفعل هذا يجعلنا اكثر غضباً"، واضاف الناشط الذي طلب عدم ذكر اسمه: "هذه زيادة في اذلال شعب مستذل اصلاً. كيف يمكنك ان تتحدث عن اصلاحات وتضربنا في الوقت نفسه وتعاملنا على اننا لو كنا اغبياء؟".
    وقد تكون الاصلاحات هي الطريق القويم الذي يجب سلوكه، غير ان نظام الأسد يواجه مهمة شاقة في تهدئة شكاوى المواطنين الاقتصادية، ناهيك عن مظالمهم السياسية. وتعاني البلاد من بطالة مرتفعة، ويبدو ان الناتج المحلي الاجمالي يعجز عن تحسين احوال الكثير من النمو السكاني السريع. وقد تسبب القحط الذي امتد لسنوات في الشمال في زيادة الطين بلة اذ انه كان كارثة بالنسبة الى المزارعين السوريين المنكوبين.
    وليس في سوريا من يدرك تماما ما الذي سيحدث مستقبلا. وهناك اسباب معقولة للاعتقاد بان الاحتجاجات هي حوادث عابرة. فالاسباب الرئيسة التي جعلت السوريين يركنون الى الهدوء تعود الى سيطرة قوات الامن المتشددة، والخشية من التشاحن الطائفي في غياب رجل قوي يشكمها، وفي الكثير من المواقع ما يتمتع به الأسد من محبة حيث ان هناك الكثيرين لا يزالون يرون انه رجل اصلاح.
    لقد تركت احداث ليبيا الدموية جراحا لدى المواطنين. فهم يتذكرون ما حدث لمدينة حماة في العام 1982 عندما استخدم والد بشار اساليب وحشية لكبح انتفاضة قام بها الاخوان المسلمون، ويخشى السوريون من ان يكون رد الفعل على اي اضطرابات هنا مثل رد فعل الزعيم الليبي معمر القذافي: تعلق عنيف ومتواصل بالسلطة.
    ويقول نور: "ليس هناك من شك في ان النظام سيلجأ الى اي شيء يمكن ان يبقيه في السلطة. فعندما توفي حافظ الاسد انتشرت الدبابات في الطرقات، وذاعت الاشاعات ان الامر سيتكرر. ولن تمر اي انتفاضة بهدوء".
    اما على الارض فان هناك شعورا بان حاجز الخوف قد انكسر. وخرجت اصوات النشطاء الذين لم تكن لديهم الجرأة للكشف عن اسمائهم. بينما اخذ اخرون علنا في لقاء دبلوماسيين لم تكن لديهم الجرأة على ذلك من قبل. وفي الوقت الذي يشعر كثير من السوريين بالقلق، فان اخرين يناقشون في مقاهي دمشق الانيقة وشوارعها ما تحمله الايام معها باسلوب اكثر جرأة. ومساء الثلاثاء حولت احدى المقاهي جهاز التلفزيون لالتقاط بث "تلفزيون الشرق"، الذي يتسم بانه مستقل ويبث من دبي، لمتابعة تغطية الاحتجاجات قبل ان يعود على عجل الى "تلفزيون روتانا" للموسيقى والاغاني.
    وسيحمل المزيد من التظاهرات، والاكثر حجما وتنوعا، دليلا اساسيا على ان قوة الاحتجاج ما تزال باقية. وحتى الان فان الاقليات السورية ظلت مترددة: فالمسيحون يخشون الانقلابات بصورة تقليدية، بينما يركز الاكراد انظارهم على امالهم الخاصة بالاستقلال. وقد تعهد عدد من الاحزاب الكردية في احتفالات راس السنة الكردية التي يطلق عليها عيد النوروز الذي يقع في اليوم الحادي والعشرين من اذار (مارس) برفع العلم الوطني بدلا من الشعار الكردي.
    لقد ترسخت في دمشق عقلية "انت اولاً". واذا لم يتحرك احد فان سويا يمكن ان تظل هادئة. ولكن اذا كان لدى قلة من الشجعان استعداد للمخاطرة بالتعرض للانتقام الحكومي الحتمي، فان ذلك سيكشف بوضوح عن مدى عمق الرغبة في التغيير في سوريا".

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 11:09 pm