لتعديل قانون الأحزاب لتكون بالإخطار، مشددا على اتفاق الجماعة مع ما جاء
فى المشروع فيما يتعلق بحظر إنشاء الأحزاب على أساس دينى.
وذكر دياب فى تصريح خاص "لليوم السابع" أن الجماعة تتمسك بالمرجعية
الإسلامية وهى الهوية والحضارة بعيدا عن المفهوم الدينى، مضيفا أن هدفهم
إنشاء حزب مدنى على أساس مرجعية إسلامية، معتبرا أن هذا لا يتعارض مع نص
القانون المزمع إعلانه بشأن تعديل قانون الأحزاب.
وأشار دياب إلى أن حزب"الحرية والعدالة"، الذى تعكف الجماعة على مراجعة
برنامجه ولائحته التنفيذية حاليا ينص على أنه حزب مدنى مفتوح لكل المصريين
بمرجعية إسلامية، مضيفا أن جميع نصوص البرنامج الذى كانت معدة فى 2007 تم
مراجعتها من جانب لجنة مختصة من أعضاء مكتب الإرشاد والقسم السياسى وكوادر
سياسية من أعضاء برلمان سابقين، وتخصصات فى مختلف التخصصات، مشيرا إلى أن
هناك مناقشات تدور حاليا فى نتائج استطلاعات الرأى والمقترحات المقدمة من
أعضاء الجماعة فيما يتعلق باللائحة التنفيذية والبرنامج والإطار العام.
يأتى هذا فى الوقت الذى أكد فيه د.أسامة سليمان القيادى الإخوانى فور
الإفراج عنه فى عفو صحى بقضية "التنظيم الدولى"، التى تم اعتقاله على
خلفيتها منذ يونيو 2009، أن فرحته الحقيقية ليس بخروجه من السجن الظالم فقط
بقدر فرحة شعب مصر بنسيم الحرية، واصفا ما حدث من سقوط للنظام بآية من
آيات الله سبحانه.
ووجه سليمان الشكر للمجلس العسكرى على قرار الإفراج الصحى عنه، معتبرا
الجيش حامى الثورة وخير داعم للشباب، مطالبا بضرورة إسقاط التهم الظالمة
التى ألصقها النظام البائد وأمن الدولة بالشرفاء، مشيرا إلى أنه يثق أن
الشعب الذى تذوَّق طعم الحرية لا يعود إلى الظلم والاستبداد أبدًا، داعيا
الشباب والثوار بالانطلاق إلى العمل والإنتاج، وتعويض ما فاتَ من البلاد
خلال العقود السابقة والسعى إلى رفع اسم مصر فى جميع المجالات.
عبد المنعم أبو الفتوح: لم أتخذ قرارى بشأن الترشح لرئاسة الجمهورية..
وعلى الحركات الإسلامية أن تراجع مواقفها لأن كلامها ليس مقدساً.. والإخوان
لن يحصلوا على أكثر من 20% من مقاعد البرلمان
المسلمين، عن وجود عروض من عدد من الأحزاب قيد التأسيس كى يرأسها، إلا أنه
مازال يفكر فى الأمر، كما أنه لم يتخذ قراراً بعد بشأن الترشح لرئاسة
الجمهورية، وفقا لما يطالبه البعض به من خلال إطلاقهم حملة على موقع
التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، منوّهاً إلى أنه لو ترشح من يقتنع به فسيدعمه
فوراً، ملمحاً إلى أنه سيستقيل من الإخوان فى حال قبوله رئاسة أحد الأحزاب
أو ترشحه لانتخابات الرئاسة، لأنه مع فصل العمل الدعوى عن الحزبى.
وانتقد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح قرار المرشد العام للإخوان المسلمين
القائل بأنه لا يمكن لعضو الجماعة الانضمام إلى أى حزب سوى ذلك الذى تنوى
الجماعة تأسيسه، مؤكداً أن التعددية الحزبية ليست مدعاة للتفتت، وأنه يحق
لعضو الجماعة الانضمام إلى أى حزب، باعتبار أن الجماعة دعوية وتربوية
وتناضل سياسياً فى إطار القيم الكلية، بينما لا يمكن لأى شخص الانضمام إلى
حزبين فى آن واحد مثلا.
وطالب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الحركات الإسلامية بمراجعة مواقفها
وما ينفر الجمهور منها أحيانا، مؤكداً أننا نعيش فى دولة مدنية حديثة، وأنه
يتعين احترام وتقدير ما تم الوصول إليه، والذى يعد نتاج تراث إنسانى
وبشرى، طالما لا يتعارض مع أصول الدين، ملمحاً إلى أن بعض الجماعات
الإسلامية تريد "إعادة تصنيع البشرية".
وأكد الدكتور أبو الفتوح، خلال اللقاء المفتوح الذى نظمته وحدة الدراسات
المستقبلية بمكتبة الإسكندرية، على أن ثورة يوليو 1952 استطاعت أن تخلق
حالة من العداء لدى الأجهزة البيروقراطية ضد التدين، وأن النظام السابق
استخدم الإسلاميين "فزّاعة" لتخويف الغرب من أجل تحقيق مكاسب له وتخفيف
الضغوط عنه.
وأضاف أنه لا يمكن لأى حركة إسلامية أن تعتبر نفسها المتحدثة باسم الدين،
أو أن "تختطف" العنوان الرئيسى لمصر، حتى لو كانت جماعة الإخوان المسلمين،
لأنها مجرد فصيل من الشعب المصرى، وأن عدد أعضائها - رغم صعوبة تحديده بدقة
- يقدره البعض ما بين 250 ألفاً إلى 750 ألف شخص.
وقال أبو الفتوح، الحركات الإسلامية تقدم فهمها البشرى للدين، وبالتالى
كلامها ليس مقدساً، ويمكن قبوله أو رفضه، دون أن يكون الرفض بالضرورة
إنكاراً للعنوان الرئيسى لمصر، وهو الحضارة الإسلامية.
ودعا أبو الفتوح الحركات الإسلامية ألا تخلط الجانب الدعوى بالعمل الحزبى،
وأن تظل تناضل من أجل القيم الكلية، وأن تكون بمثابة جماعات ضغط مدنية، إلى
جانب دورها التربوى والدعوى والاجتماعى، حيث إن رسالتها أسمى من العمل
الحزبى الذى يدخلها فى تفاصيل القيم الكلية، بما يؤدى إلى التشتت، وهو ما
أثبتته التجربة الأردنية والجزائرية.
ولفت أبو الفتوح إلى أن ذلك هو سبب معارضته لتشكيل جماعة الإخوان المسلمين
حزبا يكون بمثابة ذراع سياسى لها، وإنما يمكن لعدد من أعضاء الجماعة - إذا
أرادوا - تشكيل حزب، على ألا يكون منسوباً إليها أو مرتبطاً بها تنظيمياً،
معرباً عن رفضه للانتهازية السياسية، وأن تكون المنافسة السياسية القادمة
فى الانتخابات البرلمانية شريفة، بحيث تنطلق الأحزاب من نفس النقطة تقريبا.
وأبرز اعتقاده بأن الإخوان لن يحصلوا على أكثر من 20% من مقاعد البرلمان
القادم، حتى وإن شارك كافة مرشحيهم فى التنافس على المقاعد فى جو ديمقراطى
نزيه.
ورد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح على من يقولون بأنه لا يمثل جماعة
الإخوان المسلمين بالقول، إنه يتحدث بلسان الكثير من شبابها، حتى وإن خالفت
آراؤه الإدارة التنفيذية للجماعة، لأنه يعايش الشباب ويعرف أفكارهم
ورؤاهم، مؤكداً أن الإخوان جماعة علنية، وأن ظروف الحظر السابقة أدت إلى
وجود بعض السرية فى عملها للجمهور، إلا أن الأمن المصرى كان يعلم كل كبيرة
وصغيرة تدور بالجماعة.
وطالب أبو الفتوح الجماعة، فى أعقاب ثورة 25 يناير، بتبنى مبدأ الشفافية
والعلنية، وأن تجرى انتخابات علنية يراقبها الجمهور والإعلام بدءًا من أصغر
وحدة إدارية إلى أكبرها، وأن تقنن وضعها كجمعية أو حزب - وفقا لاتفاق
أعضائها على الإطار الملائم - وأن يكون لها بالتالى حسابات تخضع لرقابة
الجهاز المركزى للمحاسبات، وغيرها من الإجراءات المترتبة على ذلك، للقضاء
على تخوفات الجمهور.
ونبّه د. عبد المنعم أبو الفتوح إلى أن جزءاً من مسألة القلق من الإسلاميين
ناتج عن قوى كارهة للإسلام، إلا أن جزءاً منه أيضا نابع من ممارسات حركات
إسلامية خارج وداخل مصر، كفرض الحجاب على المرأة بالإكراه، أو عدم تحمّل
البعض للاختلاف، حتى داخل حركاتهم نفسها، وهذا بالتالى يخيف الجمهور، وهو
ما يجب مراجعته والكف عما يقلق المجال العام.
وأرجع الاستقطاب الدينى الذى شهده الاستفتاء على التعديلات الدستورية إلى
حالة التسطيح الدينى الذى مرت به مصر خلال السنوات الماضية، والذى أدى إلى
إحداث نوع من "الحمّى الدينية"، معرباً عن أسفه لتوجيه قيادات دينية مسيحية
وإسلامية الناس إلى التصويت إلى جانب معين، إلا أنه رحّب بحجم المشاركة
الشعبية فى الاستفتاء، والتى اعتبرها مبشرة وتدعو إلى التفاؤل.
وشدد أبو الفتوح على أن الدولة الحديثة أساسها الحقوق والواجبات والمواطنة،
وأنه لا يمكن لأى شخص أن يقصى الأقباط أو المرأة من الترشح لمناصب معينة،
حيث إن من يتخذ القرار هو الشعب الذى يرتضى الجميع من يختاره.
وأجاب عن سؤال أحد الحضور حول النظام الذى قد تتبعه مصر فى حال سيطرة
الإسلاميين على البرلمان القادم بين أن يكون إيرانياً أو تركياًًَ أو غيره،
قائلا، إنه فى حال حدوث ذلك، فإن مصر سيكون لها نظامها الخاص لتفردها
وخصوصيتها، وأكد أن الشعب الذى ثار على الطغيان قادر على اختيار ممثليه فى
البرلمان، وأن من يدفع بغير ذلك فهو يهين الثورة.
وحذر أبو الفتوح من غياب الحركات الإسلامية عن الساحة المصرية، كما أعرب عن
أمله فى عودة الأزهر للاضطلاع بدوره الوسطى الريادى، ملمحاً إلى اعتزازه
بالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ومديناً محاولة البعض الإساءة إليه.
محمد حسان فى ندوة بـ"عين شمس": مصر إذا أصيبت بسوء يتوقف بدن العالم
الإسلامى والعربى.. "وولايتها تعدل الخلافة".. ولا يجوز تعطيل المصانع
والجامعات والمدارس.. وعلى الجماعات الإسلامية و"الإخوان" التوحد
قال الشيخ محمد حسان إن ما وقع فى مصر الأيام الماضية وقع بإرادة الله ووفق
مشيئته، وتوفيقه، ثم بإرادة الشباب الصاعد الواعد، مضيفا أنه لو اجتمع
شباب مصر، والعالم بأجمعه ليحدثوا أمرا، ما استطاعوا إلا بتوفيق الله، لأنه
لا يزول حكم حاكم إلا بحكم أحكم الحاكمين.
وأكد حسان فى الندوة التى عقدت بجامعة عين شمس، أن الله استجاب لدعوات
المقهورين والمظلومين، وأن الظلم والفساد والاستبداد قلل من قدر مصر
العظيمة بعض الشىء لدى شبابها، ولكن الثورة أكدت لهم قيمة ومكانة هذا
البلد، مشددا على أن مصر قلب العالم العربى والإسلامى، وأنها قلب الأمتين
العربية والإسلامية إذا أصيبت بسوء يتوقف البدن العربى والإسلامى بأكمله،
وأن من أرادها بسوء "كبه الله على وجهه".
واستدل حسان فى الندوة التى حضرها نحو 10 آلاف طالب بالجامعة، بمقولة عمرو
بن العاص والى مصر الذى قال "ولاية مصر تعدل الخلافة"، مشيرا إلى أن هذا
البلد سيظل آمنا، وحث الشباب على ضرورة التعاون من أجل بناء الوطن مع
شيوخهم وعلمائهم وأساتذتهم وحكمائهم، مؤكدا أنه لا يمكن أن يتم الاستغناء
عنهم.
وحذر من أن مصر فى مفترق الطرق وتمر بمرحلة حرجة، وأنه لا يجوز تعطيل
المصانع والجامعات والمدارس والوزارات، وطالب الجميع بأن يكونوا عقلاء،
وببدء الإنتاج.
وأكد حسان، على ضرورة معاقبة المفسدين، وقال "تعالوا نحاسب المفسدين الذين
أفسدوا محاسبة عادلة بلا ظلم أو تشف، أو حقد، وتعالوا نمد أيدينا للشرفاء،
وعلينا أن نبنى بلدنا بناء جيدا، لأن مصر ليست ملكا للرئيس أو الحكومة،
وإنما هى ملك للشعب بأكمله، ولأبنائنا وأطفالنا".
وشدد على ضرورة أن نبدأ بالبناء الداخلى، وتطهير أنفسنا من الكذب والغش
والنميمة، وعلى أن أعظم خدمة يقدمها الشباب للدين ومجتمعه على أرض الواقع
هى تفوقهم فى الدراسة، وسمو سلوكهم وأخلاقهم.
وأنهى حسان الذى حضر متأخرا لمدة 40 دقيقة، كلمته فى نصف ساعة، وأجاب فى 20
دقيقة على ثلاثة أسئلة فقط، قبل أن ينصرف وسط تزاحم مئات الطلاب
والطالبات.
وكان منظمو الندوة قد اتخذوا قرارا بنقلها من مدرج كلية الحقوق إلى جراج
كلية التجارة، بعد أن شهد المدرج أمس أثناء ندوة الداعية الإسلامى الدكتور
عمرو خالد، مظاهرة طالبت بإقالة رئيس الجامعة، كما شهدت ندوة اليوم منع
الطلاب الذين نظموا المظاهرة من الدخول نهائيا، وسط مشادات بينهم والطلاب.
وفى إجابته على سؤال حول حكم الشرع فى مهنة المحاماة أكد أن المسلم يستطيع
أن يخدم دينه حيثما كان، وقال "تستطيع بوسائل القانون الذى يحكمنا سواء
شئنا أم أبينا، أن تخدم دينك"، مؤكدا أن الأطهار فى مصر كانوا فى السنوات
الماضية يتنحون جانبا خشية الظلم، وأنه يتمنى أن تخرج مصر من يستحق أن
تقدمه الأمة ليقودها إلى بر الإيمان والأمان.
واعتبر حسان أن هناك حملة إعلامية فيها تخويف من الإسلام والشرع، وقال
"أقول لشبابنا لا تخافوا من الإسلام، فمصر ليست ملكا للمسلمين فقط، وإنما
هى ملك لأهلها من المسلمين والأقباط"، مضيفا أن إجماع علماء الأمة
الإسلامية على أن حماية أهل الذمة من الأقباط بين المسلمين واجبة، وأن
المسلمين هم الذين سيحمون دور عبادات الأقباط وأموالهم ونساءهم وبناتهم
وبيوتهم.
وتابع "عايز أطمن الأقباط وأقول لا تخافوا من الإسلام والشريعة، لأنه دين
الحق والعدل"، لافتا إلى أن هناك حملات إعلانية فيها تخويف من الإسلام
والشرع رغم عدم صحة ذلك.
وذكر حسان فى كلمته عددا من المشايخ كلهم ينتمون إلى التيار السلفى، حيث
قال "ابن القيم يقول إن سألوك عن شيخك فقل شيخى محمد بن عبد الله، وبلاش
تتعصب لمحمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، وأبو إسحاق الحوينى، ومصطفى العدوى،
بل تعصبوا للحق بدليله".
كما ناشد حسان الجامعات الإسلامية الموجودة على الساحة مثل الإخوان
المسلمين والجامعات السلفية وأنصار السنة والجمعية الشرعية، بالوحدة، طالما
أنهم يتفقون على الأصول، معتبرا أن المصيبة فى "الصنف الخنفشارى" الذى
يتكلم فى كل شىء بما لا يعلم، ويوسع دائرة الخلاف بين الجماعات الموجودة
على الساحة.
وقال حسان ردا على سؤال حول الفرق بين السنة والسلفية والشيعة، "أرجوا من
شبابنا الليبرالى الذين أقدرهم أن يسمعوا الحق عن الله ورسوله، والسلفية
ليست حزبا أو جماعة، وليس من حق محمد حسان أو أى حد أتخن من محمد حسان أن
يجعل نفسه حارسا على بوابة السلفية يدخل فيها من شاء، ويخرج منها من شاء".
وأضاف أن من العلماء والمفكرين مثل فهمى هويدى ومحمد عمارة من يرى أن
السلفية تعنى القرون الخيرة الأولى، ولكن هناك فريق آخر يرى أن السلفية
تعنى فهم القرآن والسنة، وتساءل "أى شرف أعظم من أن تنتمى إلى المنهج
الربانى النبوى"، مشددا على أنه لا ينبغى أن نحاكم هذا المنهج الربانى ببعض
أخطاء بعض السلفيين، وبعض المنتسبين إلى المنهج السلفى، لأن هذا المنهج
أوسع من كل أخطائنا، فيما لم يستكمل حسان الإجابة على الجزئية المتعلقة
بالشيعة.