روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    ناجح إبراهيم : لسنا طلاب سلطة .. والعمل الدعوي مهمتنا الأولي

    رمضان الغندور
    رمضان الغندور
    مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني
    مؤسس ومصمم المنتدي والدعم الفني


    عدد المساهمات : 7758
    نقاط : 21567
    السٌّمعَة : 16
    تاريخ التسجيل : 31/05/2009
    العمر : 67
    العمل/الترفيه : محامي حر

    ناجح إبراهيم : لسنا طلاب سلطة .. والعمل الدعوي مهمتنا الأولي Empty ناجح إبراهيم : لسنا طلاب سلطة .. والعمل الدعوي مهمتنا الأولي

    مُساهمة من طرف رمضان الغندور الأحد أبريل 03, 2011 8:03 pm

    ناجح إبراهيم : لسنا طلاب سلطة .. والعمل الدعوي مهمتنا الأولي 015569260
    من رحم ثورة 25 يناير ولدت الجماعة الإسلامية من جديد.. بعد أن تعرضت لسنوات طويلة لمختلف وسائل القمع.. سواء بسبب مواقفها المتشددة من اللجوء للعنف أو الخروج علي الحاكم.. حتى أعلن قادتها مبادرة وقف العنف في منتصف التسعينات.. وخرجت هذه القيادات من ظلمة السجون إلي نور الحرية.

    "الأسبوعي" أجري حواراً مع د. ناجح إبراهيم.. وفتح معه الملفات الشائكة لأقوي الجماعات الدينية في مصر.. وموقفها من ثورة 25 يناير.. وعلاقتها بالإخوان المسلمين والأقباط.. والشريعة الإسلامية.. وتأسيس حزب سياسي لهم.. والانقسامات الأخيرة داخل الجماعة حول مستقبل مبادرة وقف العنف.
    الدكتور ناجح إبراهيم حاصل علي بكالوريوس الطب والجراحة بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف.. كما حصل علي ليسانس الآداب دراسات إسلامية جامعة المنيا وكذلك ليسانس الحقوق جامعة القاهرة.
    متزوج وله ثلاثة أبناء وبنتان.. حكم عليه في قضية السادات بالسجن المؤبد مكث في السجن 24 عاماً كاملة.
    وألف 25 كتاباً طبع منها 17 كتاباً آخرها كتاب "ذكريات مع الحبيب "صلي الله عليه وسلم".
    ومن أهم كتبه: "تجديد الخطاب الديني.. أهميته وضوابطه- هداية الخلائق بين الغايات والوسائل- دعوة للتصالح مع المجتمع- الحاكمية.. نظرة شرعية ورؤية واقعية- وذكريات مع الحبيب "صلي الله عليه وسلم"- نهر الذكريات- المراجعات الفقهية للجماعة الاسلامية.. نظرات في حقيقة الاستعلاء بالايمان- فتوي التتار- حتمية المواجهة".. مع كتب كثيرة في الدعوة إلي الله.
    شارك مجلس شوري الجماعة الإسلامية في عملية المراجعات الفقهية التي قامت بها الجماعة الإسلامية.. وتوجت بفكرة مبادرة وقف العنف.
    يعمل طبيباً للأمراض الجلدية.. ومشرفاً علي موقع الجماعة الإسلامية باللغات العربية والانجليزية والأوردية.
    كيف شاركت الجماعة الإسلامية في ثورة 25 يناير.. وهل سقط منها شهداء؟
    الجماعة الإسلامية لم تستطع أن تشارك بكيانها.. شأنها شأن كل الكيانات الموجودة في مصر حزبية كانت أم غير حزبية.. نظراً لتسارع الأحداث بصورة رهيبة.. وكونها كانت في البداية عبارة عن دعوة لتظاهرة احتجاجية يوم 25 يناير.. ثم تطورت إلى الثورة الشعبية التي رأيناها.
    شاركت الجماعة الإسلامية في الثورة منذ البداية بمبادرات فردية من أعضائها في مختلف محافظات مصر وفى ميدان التحرير.
    وأنا أرى أن مشاركة الإسلاميين بوجه عام بهذا الشكل ساهمت إلى حد كبير في نجاح الثورة واستمرارها، وفوتت الفرص على الكثيرين في الداخل والخارج للسعي في إجهاضها والتشويش عليها والتخويف من أهدافها وخلفياتها الفكرية أو الأيدلوجية.
    وأبناء الجماعة الإسلامية اندفعوا إلى ميدان التحرير وفي مظاهرات في معظم المدن يطالبون بالحرية.. كما طالب بها الشعب المصري بصفة عامة.. وأصيب منهم كثيرون بعضهم إصابته خطيرة.

    هل حققت الثورة طموحات الجماعة؟

    الجماعة الإسلامية بصفة خاصة والتيار الإسلامي بصفة عامة أكثر من شعروا بالتغير بعد الثورة.. فقد كانوا محرومين من كل شيء وتمارس ضدهم كل ألوان الإقصاء والتهميش التي تتخيلها.

    لقد حققت الثورة الكثير من طموحات الجماعة الإسلامية التي تشارك فيها جميع المصريين.. فقد كنا نطمح كغيرنا من المصريين لإنهاء الاستبداد السياسي.. وبداية تداول السلطة وتطبيق الشورى واحترام الحريات والدستور والقانون .
    كما أنه سمح للجماعة الإسلامية بالدعوة العلنية السلمية .. وتكوين الجمعيات الخيرية.. كما أفرج عن الكثير من المعتقلين من أبنائها .. وكذلك المحكوم عليهم الذين خرجوا على نصف المدة .. وتحققت خيرات كثيرة أسأل الله أن يوفقنا لشكر الله عليها .
    وأرجو أن تعالج الآن مشاكل البلطجة والبطالة والفساد.
    والآن بدأنا نسترد حريتنا وحقنا في التعبير عن آرائنا.. وطموحات الجماعة الإسلامية هي عينها طموحات الشعب المصري.. ويمكن اختصارها في ثلاث كلمات.. "الحرية.. والعدالة .. والكرامة".

    لماذا لم تشاركوا في حوار عمر سليمان؟

    لم تدع إليه الجماعة الإسلامية.

    الجماعة دائما تلجأ للعنف منذ نشأتها.. فكيف تغير الموقف؟

    العنف لم يكن أبداً من أدبيات الجماعة الإسلامية.. وإنما لجأت إليه الجماعة الإسلامية للأسف الشديد عندما سدت في وجهها كل منافذ التعبير ومورس ضدها تنكيل شديد.
    وكان ينبغي للجماعة الإسلامية الصبر وعدم الانجرار إلى مستنقع الصدام.. وهذه قناعتنا منذ زمن طويل.. ولم نستطع إيصالها للمجتمع نظراً لسجننا لمدة طويلة.
    وعندما حانت الفرصة صرحنا بها وأخرجنا مجموعة من المراجعات الفكرية الهامة التي مثلت مصدراً مهما من مصادر الفكر الوسطى الرشيد داخل الحركة الإسلامية في مصر وغيرها.
    وقد جاءت المبادرة لوقف العنف من ناحية.. وإرساء الفكر الذي يدعو إليه.
    ففي أثناء هذه الفوضى العارمة وغياب الشرطة وانعدام الأمن تصدى أبناء الجماعة للمخربين والبلطجية ودافعوا عن المنشآت والمصالح العامة والبنوك.. ووقفوا في حماية الكنائس ودور العبادة.. وكانوا عونا وعاملا مهما في عودة الاستقرار واستتباب الأمن.
    وهذا أكبر دليل على أن أبناء الجماعة الإسلامية قد طلقوا العنف إلى غير رجعة.. ولو كان في نيتهم استخدام العنف بعد خروجهم من السجون لاستخدموه في تلك الأيام التي كانت الظروف فيها متاحة والمناخ مهيئا للثأر والانتقام دون مراجعة أو محاسبة.

    ما هو الفارق بين الجماعة الإسلامية والإخوان المسلمين؟

    الحركة الإسلامية بما فيها الجماعة الإسلامية والإخوان تنطلق من أرضية مشتركة ويجمعها ثوابت الدين وأصوله.. ثم يأتي الخلاف في الآليات والوسائل.
    وهذه مناطق خلاف مقبولة.. بل لابد منها لإثراء الحركة الإسلامية بما يفتح الباب واسعاً للاجتهادات المختلفة التي تدفع مسيرة العمل السياسي للأمام.
    لا نختلف مع إخواننا في جماعة الإخوان المسلمين سوى في بعض الفروع والاجتهادات والآليات.. ونتفق معهم في المنهج والأصول والثوابت.
    وجميع الحركات الإسلامية بمصر والحمد الله تحمل عقيدة أهل السنة والجماعة.. وليس بينها من يعتنق الفكر الشيعي أو الباطني.

    هل تستعدون لتأسيس حزب سياسي؟ ما هي برامجه وأهدافه؟

    نعم .. سنسعى لذلك .. وتفاصيل إنشاء الحزب قيد البحث والدراسة بين أبناء الجماعة الإسلامية.. وسيتم الإعلان عن برامج وأهدافه فور الاتفاق على تشكيله والإعلان عن ذلك.

    بماذا تفسر اتجاه الجماعات الإسلامية للعمل تحت الغطاء الحزبي؟

    هي تمارس حقها المكفول لها بالدستور كبقية الشعب المصري.. وأرى أن السؤال الأنسب هنا: لماذا منعت الحركة الإسلامية من ممارسة العمل الحزبي طيلة العقود الماضية؟!!

    هل لديكم أفكار لتطبيق الشريعة الإسلامية؟

    ما لا يعرفه كثيرون أن هناك الكثير من أحكام الشريعة مطبق في مصر خاصة في الأحوال الشخصية والمواريث والقانون المدني.
    أما المفقود من أحكام الشريعة الغراء والذي يمثل أحكاما قطعية.. فهو يحتاج إلى تهيئة المجتمع المصري له.
    فعلينا أن نسعى بحكمة وتؤدة لإيجاد المفقود من الشريعة والحفاظ على الموجود منها.. وذلك يحتاج إلي تدرج وروية .. وتهيئة للمجتمع المصري كله.

    أثيرت أقاويل حول المطالبة بتعديل المادة الثانية من الدستور.. فما هو موقفكم؟

    المادة الثانية من الدستور تعبر عن هوية الشعب المصري الذي يمثل المسلمون فيه حوالي 95% من عدد سكانه.. كما أنها لا تجور على أقباط مصر بل تضمن لهم حقهم.
    فالشريعة الإسلامية هي الضامن الحقيقي لهوية الأقباط.. فهي تعطيهم حقهم في الحكم فيما بينهم في أمور الزواج والطلاق والمواريث.. بل وتعطيهم الحق في إنشاء المجالس الملية لذلك.
    والشعب المصري من جهته لن يقبل العبث بهويته.. والمادة الثانية لم تطرح للنقاش إلا عبر قلة من أصحاب الاتجاهات الفكرية المعروفة.. والذين يريدون فرض أجندتهم علي الشعب المصري.

    ما هي مطالبكم من الرئيس الجديد؟.. وما هي مواصفاته؟

    الرئيس الجديد عليه أعباء عظيمة فلابد وأن يقود حملة على الفساد لاجتثاثه من جذوره.. كما أنه عليه أن يؤصل قيم الحرية والديمقراطية في البلاد ويقود ثورة حقيقية لإصلاح التعليم والصحة.. فهما مفتاح تقدم مصر ونهضتها.
    هل تريدون دولة رئاسية.. أم برلمانية؟

    الشكل لا يهم والمضمون هو الأهم.. فسواء كان النظام رئاسياً.. أم برلمانياً فعليه أن يكون ديمقراطياً محققا لقيم العدالة والحرية والكرامة.
    ومادامت هناك فرصة للتداول السلمي للسلطة ومدد محددة للرئاسة .. فلن يكون هناك فرعون في مصر .. لأن الفرعون في مصر يبدأ الفرعنة بعد سبع سنوات.

    كيف ترون مستقبل ثورة 25 يناير؟.. وهل حققت أهدافها؟

    ثورة 25 يناير ليست حدثاً صغيراً حتى تحقق أهدافها بين يوم وليلة أو حتى شهر وآخر.. بل إن تحقيق أهداف الثورة ورؤية آثارها عملية مستمرة وستأخذ وقتاً حتى تنضج.
    ولكنى أرى أنها أنجزت الكثير على المستوى القريب.. واستطاعت أن تحقق تقدما هاماً.. فقد أزاحت مبارك بعد ثلاثين سنة في الحكم وتمكنت من تفكيك العديد من مؤسسات الفساد.. وأجهضت توريث الحكم.. وأظن أن المستقبل سيشهد تطوراً كبيرا نحو تحقيق باقي أهدافها بإذن الله.

    ولكن هناك ثلاثة مشاكل أساسية تواجه الثورة الآن :

    أولها: ضعف الاقتصاد القومي المصري .

    ثانيا ً: وكثرة البلطجة وغياب الأمن والأمان.

    ثالثا ً: بروز الفتنة الطائفية هذه الفترة.

    ما علاقة الجماعة الإسلامية بالجهاد والتكفير والهجرة؟

    ليست لنا أي علاقة بجماعة التكفير .. وجماعة التكفير والهجرة تكاد تكون اندثرت من مصر ولم يعد لها وجود حقيقي.
    أما جماعة الجهاد فيربطنا بكثير من قادتها علاقات أخوية وثيقة .. وعشنا سويا ً فترات طويلة في تواد وتحاب .
    ولكن هناك خلافات ورؤى فكرية متباينة بيننا وبينهم .. وكذلك في طريقة العمل والدعوة .. ولكن ما يجمعنا معهم أكثر مما يفرقنا .

    هل ستخوض الجماعة الانتخابات البرلمانية؟

    هذا أمر سابق لأوانه ويحتاج لتجهيزات كبرى .. وسنعلن ذلك في وقت لاحق.

    هل للجماعة أفرع خارج مصر؟

    ليس للجماعة الإسلامية فروع تنظيمية خارج مصر .

    هل من الممكن عودة الجماعة إلى العنف مرة أخرى؟

    العودة للعنف أمر غير وارد تماماً.. فقد أعلنت الجماعة الإسلامية مراراً وتكراراً أن مبادرة منع العنف خيارها الإستراتيجي الذي لا محيد عنه.. وهذا القرار غير مرتبط بمبارك ولا بوجود أمن الدولة.
    فقد ذهب مبارك وتم حل أمن الدولة.. وبالرغم من كل هذا فإننا نقرر أن قرار منع العنف قرار إستراتيجي.. لأننا بنيناه على رؤية شرعية وواقعية.. وليس بناء على اتفاقيات بينية مع نظام حكم أو جهاز أمن .
    والمبادرة هي إصلاح داخلي في الجماعة الإسلامية .. وهي دوران حول الشريعة .. وليس حول نظام حكم .. وهي تجارة مع الله .. وليست صفقة مع حكومة .. وهي تغير شرعي وفقهي ليس للحكومات دخل فيه.

    كيف ستعيد الجماعة صفوفها للانخراط في المجتمع والدعوة؟

    الدعوة إلى الله تعالى لها وسائلها المتجددة والمتطورة.. وهذه تختلف باختلاف الزمان والمكان.
    ولكن الأهم الإطار الذي ستتحرك فيه هذه الدعوة وهو إطار الحكمة والموعظة الحسنة والرفق بالخلق وعدم التشديد عليهم.. واختيار الأيسر من الأقوال الفقهية وليس الأحوط أو الأشد.. وذلك عملا ً بالحديث "ما خير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما ً".. وإصلاح الخطاب الديني بما لا يخل بثوابت الإسلام.. وبحيث يكون خطاباً متمشياً مع سماحة الإسلام ووسطيته واعتداله وواقعيته .. وأن يطمئن الآخر الغير الإسلامي على كل حقوقه .. وأن لهم ما لنا وعليهم ما علينا .. وأن يبني ولا يهدم.. ويجمع ولا يفرق.. ويترك الخطاب التكفيري للحاكم أو المحكوم .

    وافق البعض على مبادرة وقف العنف فما هو العمل مع الرافضين لها خاصة بعد سقوط أمن الدولة؟

    لن نسمح بعودة العنف مرة أخرى إلى صفوف الجماعة الإسلامية.. ولا أحد في الجماعة يريد عودة العنف في الجماعة الإسلامية كلها.. ولكن البعض يريد عودة الفكر القديم أو بعضه أو تكفير الحاكم .. ولكن دون عنف .
    وهؤلاء نحاول معهم ترك هذه الفكرة ..لأنها قد تتطور مع الأجيال الشابة تطورا ً سيئا ً وتؤدي بعد ذلك إلي مشكلات كثيرة.. وخاصة في جو الحرية الذي نعيش فيه.

    هل من الممكن أن تشهد البلاد أحداثا ً إرهابية أو فتنة طائفية في المرحلة القادمة؟

    أظن أن الحوار البناء مع الأقباط سيكون ضمانة حقيقية لعدم وجود احتقان طائفي.. والسبب الرئيسي لحوادث العنف الطائفي في السنوات الأخيرة غياب الحوار بين الطرفين.. بسبب رغبة نظام مبارك في ذلك.. وارتباط بعض القيادات الكنيسة بالنظام الحاكم وبمشروع التوريث.
    ولكنى أظن أن الحوار الهادف سيضع حداً لمثل هذه الاحتقانات.. كما أن مناخ الحرية الآن سيؤدى إلى تقليص الحوادث الإرهابية إلى حد كبير جداً.. وخاصة مع السماح الحالي للدعاة المعتدلين بالدعوة إلي الله .

    الجماعة الإسلامية أعلنت عن نيتها تقديم حزب سياسي.. فما الجديد الذي ستطرحونه في هذا الحزب .. وكيف تفصلون بينه وبين الجماعة الإسلامية ؟

    الجديد الذي ستطرحه الجماعة الإسلامية في برنامجها هو التفريق بين الدعوى والسياسة .. فالدعوى هو ما يتعلق بعمل الدعاة ويمثل ثوابت الدين وعقيدته وأركانه وغاياته العظمى .

    أما السياسي فهو المتغيرات التي تتغير من زمان إلي زمان.. ومن مكان إلي مكان.. ومن قوم إلي قوم .. ومن المتغيرات أيضا ً ما يدخل تحت المصلحة المرسلة أو قياس المصالح والمفاسد.. وهذا الباب هو الأساسي في عمل الأحزاب الإسلامية .
    فالدعوى للدعاة إلي الله.. والسياسي للسياسيين المتخصصين.. كل في تخصصه.

    والدعوى مكانه أماكن الدعوة .. والسياسي مكانه الأحزاب .

    والدعوى نكون فيه صلابة الحديد .. والسياسي تكون فيه في مرونة الحرير .

    والدعوى لا نقبل الطعن فيه .. والسياسي قابل للأخذ والرد.

    ومن أمثلة الدعوى مبدأ الشورى فهو مبدأ ثابت في الإسلام وأدلته موجودة في القرآن العظيم في قوله تعالى : " وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ".. وفي قوله تعالى أيضا ً: " َشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ".
    ولكن السياسي يختص مثلا ًَ بطريقة إنزال هذا المبدأ على أرض الواقع .. ولذلك كان الإسلام حكيما ً .. إذ أنه لم يفصل في القواعد السياسية والاقتصادية .. ولكنه وضع لها ضوابط عامة فقط .. وترك التفاصيل للعلماء في كل عصر ومصر .
    ففي السياسة وضع مبدأ الشورى والعدالة والحرية لمبادئ سياسية عامة .. ثم ترك التفاصيل لعلماء وفقهاء وساسة كل عصر .
    وفي الاقتصاد أحل البيع وحرم الربا والاحتكار والغش وتداول المال بين شريحة قليلة من الناس .. وأوجب الزكاة والصدقة والتعاون على الخير ورعاية الفقير واليتيم وذي الحاجة.
    وهذا هو الذي ينقص الحركات الإسلامية اليوم التي تسعى لإنشاء أحزاب سياسية .
    أما الفكرة الثانية التي سيطرحها الحزب بقوة هو الجمع بين واجب الشريعة وواقع الحياة.. جمعا ً لا يخل بأحدهما .. وكذلك بين الأصالة والمعاصرة .. وبين تجديد الخطاب الديني مع الحفاظ على ثوابت الإسلام.

    هل سيكون حزبا ً مدنيا ً.. أم حزبا ً دينيا ً؟

    نحن سنؤسس حزب مدني علي خلفية حضارية إسلامية .. وليس حزبا ً دينيا ً يتبع الدولة الثيوقراطية .. لأن الإسلام لا يعرف مثل هذه الدولة ولا ملحقاتها .. ولكنها خاصة بالكنيسة فقط.. ولم تطبق في الإسلام أبدا ً .
    كما أن أهل السنة لا يعرفون ولاية الفقيه التي يطبقها ويدين بها بعض الشيعة.

    وقد أوضح ذلك المعنى الإمام الماوردي في الأحكام السلطانية منذ عدة قرون قبل أن تخرج نظرية العقد الاجتماعي في أوربا .. وليس الحاكم في الإسلام معصوما ً ولا يتحدث باسم الإله .
    وإذا ما سعينا لتأسيس حزب سياسي في المرحلة المقبلة.. فسيكون حزباً مدنياً بمرجعية إسلامية.. لا تعرف التمييز على أساس الدين.. وتؤمن بمبدأ المواطنة.. وأن للأقباط ما لنا وعليهم ما علينا .. ولا فرق بين مواطن ومواطن أمام القانون إلا بالعمل الصالح
    .

    ملحوظة هامة:

    نشر هذا الحوار في جريدة الجمهورية الأسبوعي يوم الخميس الموافق 24-3-2011م.

    حاوره/ محمد مرسي

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 21, 2024 2:44 am