قالت مصادر سورية في مدينة بانياس السورية إن دبابات تابعة للحرس الجمهوري
التابعة لماهر أسد شقيق الرئيس السوري بشار أسد قامت اليوم الثلاثاء بقصف
قرية البيضة القريبة من بانياس. وأضافت المصادر أن أهالي القرية يستغيثون
وخرجت مظاهرات تنادي سلمية ـ سلمية.
وأفادت تقارير صحفية بأن حافلات تقل عناصر أمن وسيارات عسكرية دخلت مدينة
بناياس الساحلية السورية. وقال الشيخ أنس العيروط إمام مسجد الرحمن أن
القصف العشوائي يتواصل على يد الشبيحة وقوات الأمن واستشهد شخصا واحدا على
الأقل وجرح ثلاثة أشخاص.
وأوضح أن هناك حملة أمنية متواصلة ضد كل القرى في بانياس، وأضاف العيروط أن
خطوط الاتصالات مقطوعة، وكذلك الكهرباء، وطالب الشيخ العيروط بتدخل
الجامعة العربية من أجل إنقاذ الشعب السوري، كما تحدث الشيخ عن انقطاع
المؤن والخبز وكل المساعدات عن بانياس وحصار كامل.
من جانبها ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية اليوم الثلاثاء أن عناصر أمن مسلحة
تتمركز حاليا في ستاد المدينة التي سمع فيها دوي اطلاق نار لفترة وجيزة.
في شأن متصل كشفت مصادر عن فرار ١٥ عسكريا إلزاميا من صفوف الجيش السوري مع
سلاحهم الى جهة مجهولة. وأضافت المصادر أن المنحازين إلى الشعب كانوا ضمن
الفرقة العاشرة المكلفة بالمشاركة في الهجوم على بانياس، وهي الفرقة
المعسكرة قرب القابون بدمشق .
في الوقت نفسه أعلن زعيم جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في سوريا دعمه
للمحتجين المؤيدين للديمقراطية الذين خرجوا في مواجهة السلطات السورية
قائلا ان حملة القمع العنيف ساهمت في اذكاء الاضطرابات
وقال المراقب العام لحركة الاخوان المسلمين المهندس محمد رياض شقفة في
مقابلة مع رويترز من منفاه في السعودية ان الاخوان لا يقفون وراء
الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع في سوريا ولكنهم يؤيدون مطالبة المحتجين
بمزيد من الحريات.
وقال شقفة الذي أنهت حركته في العام الماضي هدنة مع الاسد دامت 18 شهرا:
"نحن مع مطالب الشعب وبياناتنا موجهة للجميع وليس لدينا تنظيم في الداخل
بسبب القانون 49 لعام 1980 الذي يحكم بالاعدام لمجرد الانتماء للاخوان مع
أن لنا امتدادا شعبيا واسعا".
وأضاف أن الوعود الغامضة الخاصة بالاصلاح من جانب الرئيس الاسد هي بعض
المسكنات وبعض الرشاوى لتفكيك اجماع الشعب، وطالب برفع حالة الطوارئ وانهاء
احتكار حزب البعث للسلطة والافراج عن الاف المعتقلين السياسيين واجراء
انتخابات حرة وحرية التعبير وحرية التجمع
ونفى شقفة معلومات عن أن الاخوان اجتمعوا قبل أسبوعين في اسطنبول مع قائد
الشرطة السرية السورية لابرام اتفاق تعود الحركة بموجبه للعمل في سوريا مع
الغاء القانون الذي يحظر الحركة. وقال أن ذلك كلام لا أصل له ويظهر أنه من
ترويج جهات مشبوهة تريد المس من هيبة الجماعة ومصداقيتها
واتهم شقفة الاسد باللعب على المخاوف الطائفية ليبقى في السلطة وأضاف أن
الاخوان لا يريدون أن تصير سوريا دولة اسلامية، وقال شقفة "تلويح بشار
بالفتنة الطائفية لن يفيده لان الشعب واع لهذه المكيدة ويشارك في
الاحتجاجات بكل فئاته وطوائفه".
وأضاف: "من الواضح أن المستبدين كلهم ينسجون على منوال واحد فكلهم اتهموا
شعوبهم بالخضوع لمؤامرة خارجية واستعملوا العنف وتدرجوا بالمراوغة حتى
خرجوا صاغرين".
من جهته أعلن مصدر حقوقي أن الأجهزة الأمنية السورية اعتقلت ظهر الثلاثاء
الأمين العام الأول لحزب الشعب الديمقراطي السوري غياث عيون السود واقتادته
إلى جهة مجهولة دون أن تفصح عن سبب الاعتقال.
وقال المحامي خليل معتوق رئيس المركز السوري للدفاع عن حرية الرأي أن عناصر
الأمن اعتقلت عيون السود بينما كان خارجا من منزله في صحنايا (ريف دمشق،
15 كلم جنوب دمشق) لشراء حاجيات واقتادته الى جهة مجهولة دون ان تبين سبب
الاعتقال. واضاف معتوق إن عيون السود معتقل سابق، حيث كان اعتقل لانتمائه
الى هذا الحزب المحظور من 1983 ولغاية 1992.