إن القراءة لأحداث وتطورات ثورتى تونس ومصر ، تقل أنهما كانتا ضد ما تتمناه
إسرائيل فالكنز الثمين (حسنى مبارك) وقبله زين العابدين تبدد وانهار
تماماً ، والمتظاهرون بدأوا يصلون إلى أبواب السفارة فى الجيزة ، وغداً
سيحاصرون منزل السفير فى الفيلا التى سرقها من المالك وهى موجودة بجوار قسم
شرطة المعادى لمن يريد الذهاب والحصار ؛ والغاز بدأ فى التوقف ووزير النفط
الجديد ، مثله مثل رئيس المجلس العسكرى المشير حسين طنطاوى ، غير مرحبين
بالعلاقات الدافئة مع تل أبيب رغم ادعاء إسرائيل وواشنطن (الداعمة لها) غير
ذلك. إن هذا جميعه دفع الموساد الإسرائيلى بالتعاون مع الـ C.I.A،ومقرها
فى سفارة أمريكا بجاردن سيتى بمعرفة وإدارة السفيرة (مرجريت سكوبى) على
تشكيل شبكة من الجواسيس، فى تونس ومصر،وتؤكد المعلومات المتاحة أن هذه
الشبكة سابقة على ثورتى مصر وتونس.
* وإليكم المعلومات المتاحة ، والتى تؤكد الآتى وبالأسماء :
أولاً : بالنسبة لثورة تونس أن النشاط الموسادى الإسرائيلى فيها وصل إلى
أعلى مراتبه بعد عام 1982 حين انتقلت قوات منظمة التحرير الفلسطينية من
بيروت إلى تونس ، ووجدت الدعم من الجزائر وليبيا هناك ، ولكن اتفاق أوسلو
بين إسرائيل والمنظمة عام 1994 ، جعل الموساد الإسرائيلى يعيد مراجعة
أهدافه فى تونس وشمال أفريقيا ، وقد دخلت هذه الأهداف طور التنفيذ عام 1996
بتشكيل منظومة التعاون الأمنى الموسادى مع تونس على يد (شالوم كوهين) وهو
تونسى يهودى عمل فى شعبه شمال أفريقيا بالموساد الإسرائيلى وتسلم فى نفس
العام مدير مكتب رعاية المصالح الإسرائيلية فى تونس ، وقد استطاع بناء "
شبكة موسادية" قاعدتها تونس وتفرعت إلى عدد من المدن التونسية خاصة سوسة
وجربة على الحدود الليبية، وضمت هذه الشبكة خبراء فى بناء الشبكات التجسسية
على النحو التالى :
1 – نحمان جلبواغ لرصد الأهداف فى الجزائر ومركزه العاصمة تونس .
2 – نوريت تسور لرصد الأهداف فى ليبيا ومركزه مدينة جربة .
3 – دورون بيير لرصد الأهداف الداخلية ومركزه مدينة سوسة .
وقد تركزت الأهداف حول ثلاثة محاور رئيسية وهى :
1 – مراقبة ما يجرى فى الجزائر وليبيا وبناء شبكات تجسس وتخريب وتحريض .
2 – مراقبة ما تبقى من نشاط فلسطينى فى تونس ومتابعة الحركات الإسلامية السلفية وجماعات المعارضة المناوئة للسلام مع إسرائيل .
3 – الحفاظ على مصالح الطائفة اليهودية فى تونس بزعامة (بيريز الطرابلسى)
واليهود فى الجزائر وليبيا وجمع معلومات حول آثار يهودية وغيرها لاستخدام
ذلك فى تبرير وجود مصالح إسرائيلية .
وقد نجح الموساد الإسرائيلى فى إحداث عدة قلاقل فى تونس قبل وبعد الثورة
الأمر الذى سيدفع بالسياسة التونسية نحو الانكفاء على الداخل والانشغال
بتأمين فرص العمل ومكافحة الفقر والبطالة وعدم الالتفات إلى تحالفات مع نظم
لم تزل بعيدة عن الطاعة لإسرائيل ، وبما يخدم التغييرات الاستراتيجية
للسياسة الأمريكية فى المنطقة وأداتها الفاعلة إسرائيل وليس أى نظام عربى
حالى ، وبهذا تكون الثورة قد سرقت أو تم (أسرلتها) وفقاً للمخطط الصهيونى
الذى يجرى فهل ينتبه ثوار تونس له ويحاولون إفشاله ؟ .
****
ثانياً : بالنسبة لمصر تؤكد المعلومات المتاحة أنه وبعد أن أكمل (شالوم
كوهين) مهمته فى تونس ، وانتقل عام 2005 سفيراً لإسرائيل فى مصر وغادرها فى
شهر (1/2010) ويستلم منه السفارة المدعو (ليفانون) العميل السابق فى
الموساد ، عاد (كوهين) إلى شعبة شمال أفريقيا فى الموساد الإسرائيلى ، لكنه
كان قد أرسى من خلال فريق من الجواسيس يعملون فى سفارات إسرائيل وأمريكا
وفرنسا وبريطانيا وأرسى قواعد العمل لمخططات سرية لتخريب الثورة المصرية –
إن حدثت حيث كانوا يتوقعونها – بما يضمن عدم قدرة أى نظام مصرى بعد غياب
نظام حسنى مبارك على التأثير فى التحولات الشعبية ضد إسرائيل ، وإجبار أى
نظام قادم على الانكفاء نحو الداخل فقط لمعالجة قضايا الفقر والبطالة وقد
أكد ذلك علناً (عاموس يادلين) رئيس جهاز الموساد الذى انتهت ولايته قبل
أشهر فقط ، وهو تحديداً ما يجرى الآن ، خاصة حين يحاول البعض الوقيعة بين
الجيش والشعب ، وبين قوى الثورة الحقيقية بعضها البعض ، وحين يحاول البعض
ممن ينتسبون زوراً للثورة أن يسرقوها وهم يتعاونون مع هيلارى كلينتون
ومرجريت سكوبى (سفيرة أمريكا) ومع قيادات الـ F.B.I فى السفارة الأمريكية
التى قتلت سيارتهم الدبلوماسية المتظاهرين فى شارع القصر العينى ومنهم
الشهيد / السعيد عبد العال ، وتم التواطؤ الرسمى حتى هذه اللحظة على هذه
السيارة،والمتواطئون هم من العملاء والجواسيس الذين لايزالون فى الحكم ،
ترى هل يدرك الثوار الحقيقيون وليس المزيفون،هذه المخاطر،وتلك الشبكات
ودورها فى الثورة المضادة؟وهل يعملون على إفشالها فوراً؟ وما وسيلتهم لذلك؟
هل حصار السفارتين الأمريكية والإسرائيلية هو الحل؟ هل طرد السفير
الصهيونى بل وضربه بالأحذية والحجارة وهو خارج من منزله فى المعادى إن لزم
الأمر هو الحل أم ماذا؟ أسئلة تبحث عن إجابة!!نرجو أن نستمع إليها عملياً
فى أرض الواقع عبر المظاهرات وحصار سفارتى العدو الأمريكى والإسرائيلى!! .
بقلم د. رفعت سيد أحمد