أكد سفير مصر لدى الإمارات السفير تامر منصور في تصريحات لبرنامج الحياة
اليوم عدم وجود قرار إماراتى برفض منح تأشيرات العمل للمصريين، موضحا أن
عددا من المصريين لايتجاوز 10 أفراد توافد على السفارة خلال الأيام
الماضية، واشتكى من رفض السلطات منحه التأشيرة، فقامت السفارة بإجراء
اتصالاتها مع المسئولين الإماراتيين الذين أكدوا عدم وجود مثل هذا القرار.
وأوضح أن لكل دولة سيادة وأن تقرر شروط منح تأشيرات العمل، لكنه فى المقابل
السفارة تتواصل بشكل دائم ومستمر مع السلطات الإماراتية للتعرف على أسباب
رفضها منح التأشيرة لأى مصرى يلجأ إليها.
وكان عدد من المصريين أكدوا أن الإمارات ترفض منح تأشيرات عمل للمصريين كما
رفضت تحويلهم من كفيل الى كفيل اخر ورفضت ايضا تجديد الاقامة وأعطاءهم
تصاريح للعمل، كما رفضت تحويل التأشيرات التى اعطتها قبل 25 يناير من
تأشيرات زيارة الى تأشيرات دائمة، رغم حصول أصحابها على أعمال ثابتة
وتقاضيهم أجوراً طوال الأشهر الثلاثة الماضية، وذلك في خطوة تصعيدية مفاجئة
وغير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين البلدين
وبررت مصادر بالإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بأبوظبي ذلك بعدم
الاستقرار الذى تشهده مصر بعد ثورة 25 يناير وانها لم تستطع ان تستفسر عن
الاشخاص الراغبين فى العمل لديها على الوجه الاكمل، وما إذا كانوا مطلوبين
في قضايا، أو لديهم ما يمنعهم من العمل بالدولة، وان الهدف من القرار هو
حماية دولة الامارات من دخول اشخاص قد يهددون امن الدولة وغير مرغوب فيهم
بها.
في الوقت نفسه أكد مصدر إماراتي رسمي، طلب عدم ذكر اسمه، أن هناك فتور في
العلاقات بين البلدين بسبب عدم وضوح السياسة الخارجية لمصر بعد 25 يناير،
وللإصرار على محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، بالإضافة الى التخوفات
الشديدة لدى دول الخليج من التقارب المصري الإيراني، والتصريحات
الدبلوماسية بشأن هذا الموضوع.
وكشفت مصادر أخري عن الأسباب الحقيقية لتأجيل زيارة رئيس الوزراء المصري
المكلف عصام شرف إلى الإمارات، ضمن جولته الخليجية التي تبدأ غدا
"الاثنين"، حيث أثبتت التحقيقات وجود أموالاً قام الرئيس المصري السابق
ونجليه بتحويلها إلى الإمارات، ولكن السلطات هناك ترفض التعاون في هذا
الاطار.
وأشارت المصادر إلي أن مجلس الوزراء يفرض تكتما شديدا على تفاصيل تلك
الأموال التي حولها مبارك وأولاده حتى لا تتأزم العلاقات مع الإمارات،
موضحة أن نجلي مبارك أقروا خلال التحقيقات بوجود استثمارات لهم ببعض أسهم
الشركات الإماراتية التي تتداول أسهمها في بورصتي دبي وأبو ظبي وهو يتم عبر
الجهات الرسمية والقنوات الشرعية.
ونقل أحد المصريين تم رفض منح التأشيرة له عن أحد المسئولين الاماراتيين
"لا نريد مصريين حالياً، ولا نريد نقل الاضطرابات إلى أرضنا.. غدرتم
برئيسكم وهدمتم بلدكم، لذا هي أولى بكم".
وبعد أن تزايدت الشكوي من المصريين تجاه القرار الإماراتي وتوجه بعضهم
للسفارة المصرية في أبو ظبي لمحاولة حل مشكلتهم، دعت السفارة المصرية على
موقعها الرسمي أبناء الجالية إلى الهدوء، وطالبت من يواجه تلك المشكلات
بضرورة التوجه لمقر السفارة اعتباراً من الاثنين من الساعة التاسعة صباحاً
وحتى الرابعة ظهراً وإحضار المستند المؤشر عليه بالرفض.
وأكدت السفارة أن موقف المصريين في الإمارات على خير ما يرام، مشيرة إلى أن
حالات الرفض يتم معالجتها حالياً مع الجهات المسؤولة بالإمارات. وطالبت
السفارة المصريين الالتزام بأدبيات الحوار والتخاطب، وعدم التصعيد واتهام
السفارة بالتخاذل والضبابية في التعامل، مشيرة إلى أنه ليس من اللائق أن
يتحدث البعض بهذا الأسلوب الهمجي إلى سفارة بلدهم لأن العاملين فيها
بالنهاية هم مواطنون مصريون مثلهم، وأن حرية الرأي والتعبير لم تكن أبداً
تعنى في يوم من الأيام التطاول على الآخرين والانتقاد لمجرد الانتقاد.
في الوقت نفسه نفى السفير تامر منصور، وجود توتر فى العلاقات بين البلدين،
مؤكدا إنه كلام عار تماما من الصحة، والعلاقة بين البلدين أبعد ما تكون عن
الأشخاص، لأنها علاقات بين دول.
وقال أن العلاقات بين البلدين فى افضل صورها خاصة بعد ثورة 25 يناير، كما
أن هناك نية إماراتية على شراكة إستراتيجية مع مصر، موضحا أن تأجيل زيارة
شرف للإمارات جاء لوجود أختلاف فى المواعيد، حيث كان المسئولون بالإمارات
يرغبون في إتمام الزيارة أمس السبت لوجود أرتباطات دولية مسبقة لديهم، ولكن
تعذر ذلك لارتباط الدكتور عصام شرف بزيارة جنوب سيناء ووجود بعض الاحداث
التى تطلبت وجوده فى مصر.