في الزمان الهابط تنحدر قيمة الكلمات , فكما تمسخ الحقيقة تمسخ الكلمات , وتستعمل في غير موضعها , فيقال ” زعيم ” لفأر ذليل مفعم الروح بالهوان أمام أعدائه وان استأسد علي قومه وتلك شيمة الجبناء , ويقال حكيم عن نصف متخلف عقليا جاهل فظ غليظ القلب , ويقال حامي الحمي لمستباح الديار والحرمات !
وفي زمن مبارك هبطت الكلمات ورخصت حتي صار وصف ” تاريخي يطلق علي حدث تافه فارغ بلا معني باقي كاحراز لاعب كرة هدفا في مرمي الخصم في لعبة لاتنهض بها أمة ولاتطعم جائعا ولاتكسو عاريا ولاتعالج مريضا . وفي الحقيقة أن نظام مبارك قد أبدع وأتقن وسائل الالهاء وراح اعلامه ينفخ في كل حادث تافه لالهاء الناس بل كثيرا ماكان
يصنع الحدث كأن يزج باثنين من ديكته للتناقر بألفاظ خادشة للحياء و يحلان ضيفين أثيرين علي البرامج الجماهيرية ليصبح السباب تكملة “عشاء ” غير القادرين وهم ملايين .
والحقيقة أن مبارك أنجز مايعجز عنه ربما ابليس نفسه بحق مصر والمصريين , فعمالته للصهاينة ربما تصلح عنوان عصره وخنوعه وذله وجبنه أيضا , وعدم انتمائه للمصريين عنوان بارز طوال حكمه حتي أنه قال في لحظات احتضار نظامه انه لم يبحث أبدا عن شعبية زائفه , وقد صدق كل الصدق ولكن مع حذف كلمة ” زائفة ” من الجملة , لأنه في الحقيقة لم يبحث عن أي شعبية اللهم الا بين الصهاينة حتي أنهم ذبحوه بسكين بارد ولو بقي لديه من الاحساس ذرة لمات كمدا لما وصفه بعضهم مرة ” بالكنز الاستراتيجي لاسرائيل ” ومرة بوصف أنكي وأمر وهو أنه ثاني أهم شخصية في تاريخ اسرائيل بعد الصهيوني ” بن جوريون “!
تصوروا ؟ تصوروا أن مبارك أهم للصهاينة من موشي ديان ووايزمان وروتشيلد وجولدامائير وبيجين وحتي مجرم الحرب الأكبر السفاح شارون ؟!
وفي رأيي أن أكبر ماأنجز مبارك ممايستحق وصف ” تاريخي ” بحق هو الفساد , بل ان كلمة ” فساد ” تقف عاجزة عن وصف ماروع المصريين اكتشافه حتي أنه أصاب بالخزي الكثيرين من الذين تبنوا عند سقوط زعيم العصابة وجوب اكرامه لتقدمه في السن وسبق خدمته في القوات المسلحة .
في البلاد التي يحكمها رجال دولة لارجال عصابة ينتحر الوزير لأنه اقترض من صديق له في ظروف تشي باستغلال النفوذ , وفي دولة الكيان الصهيوني شرد مسئول كبير لأنه وضع مبلغا هزيلا في بنك أمريكي ولم يكن يعلم أن الايداع خارج الكيان محظورا , رغم أنه لم يسرق المال بل جمعه من عمله , ناهيك عن انتحارات المسئولين اليابانيين لأسباب لايهتز لها جفن أي من أصحاب الوجوه البليدة عندنا من جلابي النكبات من موت الألوف بعبارات غارقة أو قطارات ومسارح حارقة أو مبيدات وأغذية مسرطنة.
ان من أغرب وأعجب ماجري في مصر خلال الأعوام السوداء الماضية هو حالة ” الشيزوفرينيا ” التي تمتع بها أكثر المسئولين , فأنت تري أحدهم مثلا يصرخ في مجلس الشعب عن فساد ” وصل الي الركب ” وتري أخر يتحدث عن زمن الطهارة والشفافية , وتقرأ عن حكايات الخيال المعتوه المصنوعة بغباء عبقري عن الرئيس الذي أدي الضريبة المستحقة عن سلعة تافهة مستوردة لأنه ليس فوق القانون , وأن وزير المالية ( الفار حاليا من وجه العدالة ) لما علم أن السلعة التافهة للرئيس صمم علي دفع الضريبة عدا ونقدا ولآخر مليم وأنه تصرف بصرامة شبه انتقامية ولم يكن باقيا الا أن يكتب علي ( الطرد ) وأظنه كان نوعا من التمر عبارة ” بالسم الهاري ! ” , وتقرأ عن الرئيس المهموم الذي يمضي الليل مسهد الجفون بلا نوم لأجل مسحوقي الدخل الذين كانوا طوال حكمه همه الأكبر وشغله الشاغل !
ان التاريخ سوف يقف مبهورا أمام انجاز مبارك التاريخي الأكبر وهو صنع ” دولة الفساد ” الذي بلغ حدا جعل الكثيرين من المصريين كلما سيق متهم للعدالة يتضرعون الي الله الا تكون سرقاته بالمليارات , ولكن مع مرور الوقت وتعاقب المتهمين تبين أن المطلب عسير المنال !
في دولة تبني مساكن للشباب تقل اتساعا عن قبور كبار اللصوص التي تتكلف بعضها مئات الألوف من السحت , فحتي القبور تقام من المال الحرام , وفي بلد يستورد أسوأ اللحوم وأسوأ الأسماك وأسوأ شاي وأسوأ البان وأسوأ منتجات علي ظهر الكرة الأرضية حتي يقال ان بعض الدول تنتج منتجات بالغة الرداءة تخصصها للتصدير الي مصر تحت حكم العصابة , في مصر نفسها كان الواحد من أفراد التشكيل العصابي لايتملك قصرا واحدا ولافيلا واحدة بل عددا من القصور والفيللات والشقق في أرقي الأماكن علي امتداد ربوع مصر , فهو يمضي النهار سارقا ملوث اليدين بمالنا ثم يطل علينا في الليل عبر الشاشات واعظا ناسكا زاهدا أو يطل في المرحوم المجلس سيد قراره صارخا محتجا عن الفساد مشددا علي ضرورة تعقب الفاسدين!
لقد أسيء الناس بالفساد التاريخي مرات لامرة واحدة , مرة لمانهب خيرهم وحرموه علي يد الأنذال والمجرمين والخونة اللصوص , ومرة بسبب الاهانة فكيف لشعب في عظمة وعبقرية الشعب المصري أن يحكمه تشكيل من الأيدي الملوثة بدمهم ومالهم ثم هم يستغفلوننا طوال الوقت ويتحدثون عن قيم الشرف والنزاهة والطهارة بينما ابليس نفسه ربما يخجل من سوء ماصنعوا بمن استأمنوهم , ومرة ثالثة أسيء الناس لما تبني بعض من ركبوا الموجة الثورية من أنصار نظرية الحلول الوسط وسماسرة كل الاتجاهات وألاكلين علي كل الموائد , وراحوا يطرحون حلولا عن ” التصالح مقابل رد المال “!
لقد سرقنا وأهنا ونحن لن نتسامح لا في السرقة ولافي الاهانة , ولابد أن يأخذ القانون مجراه ضد كل اللصوص بدءا من كبيرهم الي أصغرهم , ومن يقض عليه بالسجن فلابد أن يسجن وان قضي علي أيهم بالاعدام فلابد أن يعدم , أما أموالنا فسوف نستردها ولكن قبل استرداد المال لابد من القصاص العادل ارضاء لكبريائنا وكرامتنا , وعلي المجرمين أن يحمدوا الله حمدا كثيرا لأنهم لم يساقوا الي المحاكم الاستثنائية التي نكلوا من خلالها بالشرفاء , وعلي أصحاب الحلول الباهته أن يكفونا شر حلولهم المهينة المستخذية !
وفي زمن مبارك هبطت الكلمات ورخصت حتي صار وصف ” تاريخي يطلق علي حدث تافه فارغ بلا معني باقي كاحراز لاعب كرة هدفا في مرمي الخصم في لعبة لاتنهض بها أمة ولاتطعم جائعا ولاتكسو عاريا ولاتعالج مريضا . وفي الحقيقة أن نظام مبارك قد أبدع وأتقن وسائل الالهاء وراح اعلامه ينفخ في كل حادث تافه لالهاء الناس بل كثيرا ماكان
يصنع الحدث كأن يزج باثنين من ديكته للتناقر بألفاظ خادشة للحياء و يحلان ضيفين أثيرين علي البرامج الجماهيرية ليصبح السباب تكملة “عشاء ” غير القادرين وهم ملايين .
والحقيقة أن مبارك أنجز مايعجز عنه ربما ابليس نفسه بحق مصر والمصريين , فعمالته للصهاينة ربما تصلح عنوان عصره وخنوعه وذله وجبنه أيضا , وعدم انتمائه للمصريين عنوان بارز طوال حكمه حتي أنه قال في لحظات احتضار نظامه انه لم يبحث أبدا عن شعبية زائفه , وقد صدق كل الصدق ولكن مع حذف كلمة ” زائفة ” من الجملة , لأنه في الحقيقة لم يبحث عن أي شعبية اللهم الا بين الصهاينة حتي أنهم ذبحوه بسكين بارد ولو بقي لديه من الاحساس ذرة لمات كمدا لما وصفه بعضهم مرة ” بالكنز الاستراتيجي لاسرائيل ” ومرة بوصف أنكي وأمر وهو أنه ثاني أهم شخصية في تاريخ اسرائيل بعد الصهيوني ” بن جوريون “!
تصوروا ؟ تصوروا أن مبارك أهم للصهاينة من موشي ديان ووايزمان وروتشيلد وجولدامائير وبيجين وحتي مجرم الحرب الأكبر السفاح شارون ؟!
وفي رأيي أن أكبر ماأنجز مبارك ممايستحق وصف ” تاريخي ” بحق هو الفساد , بل ان كلمة ” فساد ” تقف عاجزة عن وصف ماروع المصريين اكتشافه حتي أنه أصاب بالخزي الكثيرين من الذين تبنوا عند سقوط زعيم العصابة وجوب اكرامه لتقدمه في السن وسبق خدمته في القوات المسلحة .
في البلاد التي يحكمها رجال دولة لارجال عصابة ينتحر الوزير لأنه اقترض من صديق له في ظروف تشي باستغلال النفوذ , وفي دولة الكيان الصهيوني شرد مسئول كبير لأنه وضع مبلغا هزيلا في بنك أمريكي ولم يكن يعلم أن الايداع خارج الكيان محظورا , رغم أنه لم يسرق المال بل جمعه من عمله , ناهيك عن انتحارات المسئولين اليابانيين لأسباب لايهتز لها جفن أي من أصحاب الوجوه البليدة عندنا من جلابي النكبات من موت الألوف بعبارات غارقة أو قطارات ومسارح حارقة أو مبيدات وأغذية مسرطنة.
ان من أغرب وأعجب ماجري في مصر خلال الأعوام السوداء الماضية هو حالة ” الشيزوفرينيا ” التي تمتع بها أكثر المسئولين , فأنت تري أحدهم مثلا يصرخ في مجلس الشعب عن فساد ” وصل الي الركب ” وتري أخر يتحدث عن زمن الطهارة والشفافية , وتقرأ عن حكايات الخيال المعتوه المصنوعة بغباء عبقري عن الرئيس الذي أدي الضريبة المستحقة عن سلعة تافهة مستوردة لأنه ليس فوق القانون , وأن وزير المالية ( الفار حاليا من وجه العدالة ) لما علم أن السلعة التافهة للرئيس صمم علي دفع الضريبة عدا ونقدا ولآخر مليم وأنه تصرف بصرامة شبه انتقامية ولم يكن باقيا الا أن يكتب علي ( الطرد ) وأظنه كان نوعا من التمر عبارة ” بالسم الهاري ! ” , وتقرأ عن الرئيس المهموم الذي يمضي الليل مسهد الجفون بلا نوم لأجل مسحوقي الدخل الذين كانوا طوال حكمه همه الأكبر وشغله الشاغل !
ان التاريخ سوف يقف مبهورا أمام انجاز مبارك التاريخي الأكبر وهو صنع ” دولة الفساد ” الذي بلغ حدا جعل الكثيرين من المصريين كلما سيق متهم للعدالة يتضرعون الي الله الا تكون سرقاته بالمليارات , ولكن مع مرور الوقت وتعاقب المتهمين تبين أن المطلب عسير المنال !
في دولة تبني مساكن للشباب تقل اتساعا عن قبور كبار اللصوص التي تتكلف بعضها مئات الألوف من السحت , فحتي القبور تقام من المال الحرام , وفي بلد يستورد أسوأ اللحوم وأسوأ الأسماك وأسوأ شاي وأسوأ البان وأسوأ منتجات علي ظهر الكرة الأرضية حتي يقال ان بعض الدول تنتج منتجات بالغة الرداءة تخصصها للتصدير الي مصر تحت حكم العصابة , في مصر نفسها كان الواحد من أفراد التشكيل العصابي لايتملك قصرا واحدا ولافيلا واحدة بل عددا من القصور والفيللات والشقق في أرقي الأماكن علي امتداد ربوع مصر , فهو يمضي النهار سارقا ملوث اليدين بمالنا ثم يطل علينا في الليل عبر الشاشات واعظا ناسكا زاهدا أو يطل في المرحوم المجلس سيد قراره صارخا محتجا عن الفساد مشددا علي ضرورة تعقب الفاسدين!
لقد أسيء الناس بالفساد التاريخي مرات لامرة واحدة , مرة لمانهب خيرهم وحرموه علي يد الأنذال والمجرمين والخونة اللصوص , ومرة بسبب الاهانة فكيف لشعب في عظمة وعبقرية الشعب المصري أن يحكمه تشكيل من الأيدي الملوثة بدمهم ومالهم ثم هم يستغفلوننا طوال الوقت ويتحدثون عن قيم الشرف والنزاهة والطهارة بينما ابليس نفسه ربما يخجل من سوء ماصنعوا بمن استأمنوهم , ومرة ثالثة أسيء الناس لما تبني بعض من ركبوا الموجة الثورية من أنصار نظرية الحلول الوسط وسماسرة كل الاتجاهات وألاكلين علي كل الموائد , وراحوا يطرحون حلولا عن ” التصالح مقابل رد المال “!
لقد سرقنا وأهنا ونحن لن نتسامح لا في السرقة ولافي الاهانة , ولابد أن يأخذ القانون مجراه ضد كل اللصوص بدءا من كبيرهم الي أصغرهم , ومن يقض عليه بالسجن فلابد أن يسجن وان قضي علي أيهم بالاعدام فلابد أن يعدم , أما أموالنا فسوف نستردها ولكن قبل استرداد المال لابد من القصاص العادل ارضاء لكبريائنا وكرامتنا , وعلي المجرمين أن يحمدوا الله حمدا كثيرا لأنهم لم يساقوا الي المحاكم الاستثنائية التي نكلوا من خلالها بالشرفاء , وعلي أصحاب الحلول الباهته أن يكفونا شر حلولهم المهينة المستخذية !