روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    حماية المسلمين من المسلمين

    احمد الأسواني
    احمد الأسواني
    مشرف قسم أول
    مشرف قسم أول


    عدد المساهمات : 1705
    نقاط : 4982
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 23/09/2010

    حماية المسلمين من المسلمين Empty حماية المسلمين من المسلمين

    مُساهمة من طرف احمد الأسواني الثلاثاء أبريل 26, 2011 11:30 pm

    حماية المسلمين من المسلمين Bigpic_1303822701
    في مصطلحات علم النفس يشيرون إلى ما يوصف بأنه عقدة "ستوكهولم" ومفادها أن
    السجين – الضحية أو الفرد – الرهينة ربما يتعاطف أحيانا مع سجانه أو خاطفه
    أو محتجِزه..
    وفي حالة أصدقائنا الأمريكان .. قد نلمس في الوجدان الجمعي في بلادهم عقدة
    تعاطف أو تواصل، لا مع السجان أو محتجِز الرهائن .. ولكن مع "الآخر" سواء
    كان هذا الآخر عدوا أو منافسا أو كان حادثة أو حتى عقدة نفسية تؤرق الناس
    والمجتمع بالليل والنهار.
    تأمّل مثلا عقدة فيتنام التي ما زالت تستبد بالوجدان القومي الأمريكي ..
    ولدرجة أنهم حين يعرضون لذكرها فهم يكتفون مثلا بترديد كلمة بعينها دون أن
    تأتي كلمة "فيتنام" على ألسنتهم أو على سن أقلامهم.
    والكلمة هي (Quagmire) بمعنى "مستنقع". وفيها إشارة بليغة ولا شك إلى
    الورطة التي سبق ووقع فيها الجيش الأمريكي .. بجلالة قدره وهو يخوض غمرات
    الأدغال والمستنقعات التي كان عليه أن ينغمس في طينها ووحولها في مناطق
    جنوب شرقي آسيا.
    نحو عقدة جديدة
    وفيما بدأت عقدة "المستنقع" الآسيوي تخبو رويدا مع سنوات القرن الجديد من
    الوعي الجمعي في أمريكا .. فقد جاء مطلع القرن .. كما تدري سيادتك ولا شك –
    بعقدة جديدة أصابت هذا الوعي القومي مع حادثة الحادي عشر من أيلول/سبتمبر
    عام 2001، والتي ما زالت ذيولها وعقابيلها ماثلة في الحياة اليومية
    والثقافة الأمريكية بصورة أو بأخرى .. فما بالك وأن هناك قطاعات ومصالح
    ودوائر و "لوبيهات" لم تتردد في استغلال ملابساتها من أجل "شيطنة "كل ما هو
    إسلامي، وكل ما هو محمدي وكل ما هو عربي للأسف الشديد.
    وما نبرئ العنصر اليهودي من هذه المخططات. وبديهي أننا نتحدث عن اليهودي –
    الصهيوني – المؤيِّد لإسرائيل على طول الخط، حتى ولو تعارض هذا التأييد مع
    المصالح القومية للشعب الأمريكي، على نحو ما يذهب إليه البروفيسور "مير
    شماير" وزميله في كتابهما الذي كاد يصيب اليهود في أمريكا وإسرائيل بحالة
    أقرب إلى الجنون .. عندما صدر منذ نحو 3 سنوات تحت عنوانه الشهير:
    اللوبي الإسرائيلي
    كان اليهود قد أجادوا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ومع أواخر عقد
    أربعينات القرن الماضي أسلوب "شيطنة" بمعنى تبشيع وتكريه كل ما هو ألماني
    تحت شعارات مكافحة النازية العنصرية والثأر من محارق الهولوكوست إلى آخر
    المقررات الإعلامية والدعائية المفروضة على شعوب شتى.
    وها هو الدور وقد جاء على الإسلام والمسلمين. من حيث تبشيع الصورة وشيطنة
    السلوكيات وتشويه الطابع البشري وخلط الأوراق بخبث احترافي عميق وخطير.
    ويكفي أن نشير مثلا إلى أن شهر نيسان/أبريل الماضي وحده شهد كاهنا في كنيسة
    مغمورة بجنوبي الولايات المتحدة وهو ينصب ما وصفه بأنه محاكمة القرآن.
    وبعدها عاود – كما أصبح معروفا – إحراق نسخ من المصحف الشريف.
    ولم تمض أيام من نيسان/أبريل أيضا إلا وانتقل هذا الانحراف المشوه إلى
    بلجيكا، وبالتحديد إلى موقع اختاره مواطنوها المسلمون وهيأوه لبناء مسجد
    جديد .. فإذا بهم يكتشفون رأس خنزير في الموقع المختار وقد كتب فوقها عبارة
    عنصرية خبيثة تقول:
    - "هنا يرقد محمد .. "
    بين التعصب والهيافة
    وإذا قلنا أن تلك حوادث وسلوكيات لا تصدر سوى عن غلاة المتعصبين وهيافة
    المهووسين – فإن الأخطر في تصورنا هو ما تنشره من مقالات ودراسات أكبر
    الدوريات الإعلامية وأبلغها تأثيرا في بلد مثل أمريكا – وهي مقالات ظاهرها
    الرصانة والبحث .. وباطنها التعريض المستمر بعقيدة الإسلام وسلوك المسلمين.

    ومرة أخرى نحيلك إلى جريدة "واشنطون تايمز" لسان حال الحزب الجمهوري الذي
    حقق أغلبيته في مجلس النواب .. ويتطلع مرشحوه في الفترة القريبة القادمة
    إلى خوض السباق الرئاسي مسلحين بإمكانات مالية ومادية ودعائية يملكها
    وزعامات الجمهوريين وفي مقدمتهم بارونات الاحتكارات ومليارديرات العقارات.
    والهدف بالذات هو إسقاط باراك أوباما ذي الأصول الأفريقية فما بالك
    بالإسلامية بمعنى أن يدخل التاريخ السياسي لبلاده من باب رئيس الفترة
    الواحدة فقط لا غير.
    واللهم لا اعتراض على ما يفعله دهاقنة السياسة الأمريكية ببلادهم وبرلمانهم
    ومصائر رؤسائهم. ولكن الحذر واليقظة مطلوبان من جانب العرب والمسلمين فيما
    لو نجح الجمهوريون بكل أفكارهم المعادية أو المتربصة أو فلنقل يا سيدي
    السلبية أو حتى الجاهلة بالإسلام.
    في عدد 11 نيسان/أبريل أرادت جريدة "الواشنطون تايمز" أن تهاجم الحزب
    الديمقراطي المنافس .. وكان هذا حقها بطبيعة الحال. ولكن ليس من حقها بداهة
    أن تختار موضوع الإسلام والمسلمين جسرا أو "سبوبة" لهذا الهجوم الذي
    انتقدت فيه الحزب الديمقراطي بأنه مصاب بعقدة (متلازمة) النعامة بمعنى أن
    الديمقراطيين يدفنون رؤوسهم في الرمال إزاء ما أصبح المسلمون يمثلونه من
    خطر على الحياة الأمريكية.
    مدفعية فكرية ثقيلة
    مدفعية ثقيلة حشدتها صفحة الجريدة المذكورة لتنشر اثنتين من مقالات الرأي
    بصورة مسهبة وتفصيلية. كتب أولهما "لورنس هاس" الإعلامي والباحث المخضرم في
    مجلس العلاقات الخارجية مشجعا على عقد المزيد من جلسات الاستماع (وهي في
    التحليل الأخير جلسات تنديد وتشويه) يعقدها النائب الجمهوري (طبعا) عن
    نيويورك "بيتر كنج" تحت عنوان بالغ الدلالة، وهو:
    ** درجة التشدد الراديكالي في الجالية الأمريكية المسلمة ..
    ولك أن تتصور أن كلمة "راديكالي" تكاد تصبح مرادفا لكلمة "إرهابي" .. حيث
    لم يتورع الباحث .. المخضرم إياه عن القول بأن أمريكا شهدت منذ أحداث
    أيلول/سبتمبر 2011 .. أكثر من 50 عملا إرهابيا .. استلهمت في معظمها
    أيديولوجية منظمة القاعدة.
    أما المقالة الثانية التي ألمحنا إليها في الجزء الأول من هذا المبحث
    فكانت أبعد غورا وأخبث هدفا كيف لا وقد جاءت تحت عنوان شديد البراءة وهو:
    ** حماية المسلمين .. من المسلمين ..
    متشكرين يا سيدي !!
    ولأن كاتبها ضابط سابق ومحام راهن هو "راي هارتويل" فقد اختار أن يصوّب
    هجومه محتميا أو "متمحكا" في أحكام الدستور حيث عمد إلى تصدير أطروحته
    بعبارة تقول بالنص:
    - إن لنا الحق في انتقاد أي ديانة أو أي رأي سياسي دون أن نتعرض بديهيا للعقاب .. وبالمناسبة دون أن نتعرض للقتل.
    هذا الخبث الواعد
    والخبث الواعد هنا يتمثل أولا في أن المذكور يكرس احترام القانون. وثانيا
    أنه يبرر أي إساءات وجهها القس جونز، الكاهن الأمريكي المأنون إياه إلى
    المصحف الشريف وهو كتاب الإسلام الكريم .. وثالثا هو يلمح إلى أن المسلمين
    يردّون على مثل تلك الإساءات لا بالمنطق والحوار .. ولكن بالقتل والإرهاب.
    مع هذا كله .. فإن علينا أن نصارح أنفسنا بأن ثمة سلوكيات مرفوضة مبدئيا ..
    ولكنها تحدث وقد حدثت في مجتمعات مسلمة .. صحيح أنها فردية، وصحيح أنها
    معزولة وغير متكررة، ولكن الأصح أن مثل هؤلاء المحللين والكاتبين لا
    يتورعون عن رصدها واقتناصها ومن ثم تعميمها واستغلالها من أجل تشويه الصورة
    العامة للمجتمع المسلم.
    هنالك لا أحد يتحدث عن علماء ومفكرين ومبدعين وفنانين مسلمين
    لكنهم يتحدثون عن قهر المرأة المسلمة.. عن حالات القتل الذي تتعرض له
    الفتيات (في بلد مثل الأردن بالذات) بدعوى الشرف بل إن منها ما حدث بالفعل
    في أمريكا نفسها.
    يتحدثون أيضا عن عمليات الختان التي تتعرض لها الطفلة الأنثى وعن حالات
    أجبرت فيها الطفلة ابنة التاسعة أو العاشرة على أن تساق كما قال المحامي
    الكاتب "راي هارتويل" إلى فراش الزوجية بعد أن عقدوا قرانها على رجل بلغ
    متوسط العمر .. يتحدثون كذلك عما شهده بلد مثل بنغلاديش عندما رجموا حتى
    الموت فتاة في الرابعة عشرة كانت قد تعرضت لجريمة اغتصاب على يد رجل متزوج
    ... ثم عن إجبار النساء على الركوب في آخر مقاعد الباصات في إيران (والعهدة
    في ذلك على الكاتب الأمريكي الذي كان ولا شك في معرض تذكير مواطنيه بأيام
    التمييز العنصري ضد السود في معظم الولايات الأمريكية حتى عقد السبعينات).
    وطبعا يتحدثون عن منع المرأة من قيادة السيارة .. أو ضرورة أن تصحب ذَكَرا
    من محارمها في أي زيارة تقوم بها لطبيب معالج فما بالك بأي زيارة إلى خارج
    الحدود.
    البحث عن عدو
    من ناحيتنا، فنحن ندرك بيقين أن القوم في أمريكا يفتشون عن المعايب
    ويضخّمون السلبيات .. لكننا بإزاء حلبة دولية ظلت تفتش عن عدو تريد أن تفك
    فيه كل ما أصابها من عُقد خلال عقود سبقت وشهدت حروب النازية ومنافسات
    الشيوعية وخيبات فيتنام. والمصيبة أن هذه الحوادث الفردية وقعت بالفعل في
    مجتمعات المسلمين، وأن بعض هذه القواعد أو الأعراف أو القوانين موجودة
    بالفعل في بلاد تدين بالإسلام وكلها ترفع راية مكتوب عليها اسم "الدين وشرع
    الله .. الخ"
    ما بال سيادتك إذن أن أصدقاءنا الأمريكان باتوا يتابعون – حسبما لاحظنا من
    التعامل اليومي المباشر معهم – كل ما يصدر في مصر بالذات وأيضا في أقطار
    أخرى ما بين أفغانستان إلى الأردن وما بين السودان ونيجيريا إلى إيران
    والجزائر .. وفي هذه الأقطار ترتفع لافتات تحمل شعارات سلفيين وجهاديين
    وطالبان وإسلامويين ومحافظين .. ومنها ما يتحدث عن "أرض التمكين" .. أو عن
    حالة المغالبة أو المشاركة أو عن المرأة للبيت فقط لا غير، أو عن النقاب
    كفرض شرعي أو عن تكفير الدولة المدنية أو عن استعادة دولة الخلافة. ثم يصل
    الخبث بمقال "الواشنطون تايمز" إلى أن يختتم سطوره بعبارات يقول فيها
    الكاتب الأمريكاني ما يلي:
    - بد وأن يساورنا الانشغال بشأن الحقوق المدنية للمسلمين، وإن كان علينا
    أيضا أن نسلم بأمانة بأن أفدح الأخطار التي تتهدد المسلمين الوادعين
    المسالمين داخل هذه الأمة (أمريكا) وخارجها إنما تأتي من جانب غيرهم من
    المسلمين


    محمد الخولي

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 11:19 pm