أكد مسئولون عن الامن القومي في الولايات المتحدة الاثنين ان أفرادا من
القوات الخاصة الامريكية كلفوا بقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة
والقاء جثته في البحر حتى لا يصبح شهيدا.وقال واحد من المسئولين
"كانت عملية قتل"، لكنه أكد ان ابن لادن "لو لوح بعلم أبيض من اجل
الاستسلام كان سيؤخذ حيا، الا ان الافتراض الخاص بالعملية لدى القوة
الامريكية كان أن بن لادن سيقاتل وهو ما فعله".ولم يذكر المسئول
تحديدا ما اذا كان بن لادن أطلق النار على الامريكيين لكنه أكد أن الفريق
الامريكي أطلق النار على بن لادن في الرأس خلال العملية التي استغرقت 40
دقيقة.وأوضح مسئول كبير بالمخابرات الامريكية للصحفيين الاثنين ان
اختبارات الحمض النووي (دي ان ايه) التي أجريت على جثة زعيم تنظيم القاعدة
أسامه بن لادن اثبتت تطابقا بنسبة مئة بالمئة تقريبا مع أقاربه وأن امرأة
يعتقد بأنها زوجته تعرفت عليه بالاسم.وأضاف للصحفيين شريطة عدم
الكشف عن هويته ان الولايات المتحدة تعكف حاليا على مراجعة كمية كبيرة من
المواد التي جرى ضبطها في المجمع الذي قتلت فيه القوات الامريكية بن لادن
في باكستان.
وأضاف المسئول ان بن لادن "اشترك" في معركة بالاسلحة
النارية بين الكوماندوس الامريكيين وسكان القصر المحصن القريب من العاصمة
الباكستانية اسلام اباد والذي كان يختبيء فيه.وذكر مسئول رفيع
المستوى في ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما أن الكوماندوس كانوا يعرفون
أن بن لادن سيقتل على الارجح ولن يعتقل، وقال "القوات الامريكية لا تكون
مطلقا في وضع القتل اذا كان ثمة سبيل لقبول الاستسلام يتفق مع قواعد
الاشتباك، ورغم ذلك أعتقد أنه كان ثمة ادراك واسع النطاق لان الامر يرجح أن
ينتهي بالقتل".وقال مسئولان أمريكيان ان الكوماندوس ألقوا بجثة بن
لادن في البحر بعد بضع ساعات من مقتله الذي أعلنه أوباما في خطاب ألقاه في
وقت متأخر بالبيت الابيض، ويؤكد مسئولون أمريكيون ان بن لادن دفن في البحر
لئلا تصبح جثته رمزا للتبجيل أو مصدر الهام لمتشددين.ويقول مسؤولون
أمريكيون ان المعلومات الرئيسية التي أدت في اخر المطاف الى العثور على بن
لادن جاءت من استجواب متشددين احتجزتهم القوات الامريكية في أعقاب هجمات 11
سبتمبر/ أيلول عام
2001 في نيويورك وواشنطن.وأبلغ متشددون
معتقلون بعضهم محتجز في السجن العسكري الامريكي في خليج جوانتانامو في كوبا
مسؤولين في المخابرات عن "حامل رسائل" سمعوا أنه مقرب من بن لادن، كما
ذكروا اسمي اثنين من قادة عمليات تنظيم القاعدة معتقلين أحدهما خالد شيخ
محمد الذي يعتقد على نطاق واسع أنه العقل المدبر لهجمات سبتمبر/ أيلول.ولم
تكن المخابرات الامريكية في بداية الامر تعرف اسم ولا مكان حامل الرسائل.
لكن مسؤولين قالوا ان الاجهزة الامريكية عرفت اسم ذلك الشخص قبل نحو أربع
سنوات، حيث تلقت المخابرات الامريكية قبل عامين معلومات ذات مصداقية أشارت
الى أن حامل الرسائل وأخاه الذي يشتبه في أنه أيضا من المتشددين كانا
يعملان في مكان ما بالقرب من اسلام أباد.ونجحت الولايات المتحدة في
أغسطس/ اب الماضي في تحديد مكان المجمع في أبوت أباد بدقة عندما اشارت
معلومات الى المكان الذي يعيش فيه الاخوان وعائلتاهما وأسرة أخرى كبيرة.وكان المجمع يقع في حي راق في اخر طريق ترابي غير بعيد عن واحدة من الاكاديميات العسكرية الرئيسية في باكستان.وخلصت
وكالة المخابرات المركزية الامريكية الى أن المجمع بني بتجهيزات أمنية غير
عادية منها أسوار عالية تعلوها أسلاك شائكة وأن سكانه يتخذون احتياطات
أمنية غير عادية على ما يبدو، وتوصلت المخابرات الى ذلك بالتعاون مع
الوكالة الوطنية لمعلومات الفضاء الجغرافي التي تولت تحليل صور التقطتها
اقمار صناعية وطائرات للتجسس ووكالة الامن الوطني التي تجري عمليات تنصت
الكترونية.وبحلول وقت سابق من العام الجاري أصبحت وكالة المخابرات
المركزية على "درجة عالية من الثقة" من أن هدفا "ذا قيمة عالية" ينتمي الى
تنظيم القاعدة موجود في مجمع أبوت اباد وأن ثمة احتمالا قويا أن يكون ذلك
الهدف هو بن لادن.لكن مسؤولا قال ان الوكالة لم تكن قط "واثقة مئة في المئة" من أن بن لادن هو الشخص الذي يختبيء في المجمع.