نجح
حكام الشرق الاوسط الذين تم الاطاحه بهم في الماضي, امثال شاه ايران وصدام
حسين في العراق, في تهريب مليارات الدولارات المنهوبه من بلادهم للخارج.
وفي مقابل هذا, فإنه خلال موجه الثورات الحاليه, من الصعب علي الحكام
المخلوعين الحفاظ علي أموالهم, سلطتهم وثرواتهم.
وذكرت صحيفه يديعوت أحرونوت الاسرائيليه, أنه لا يظهر أي علامات تهدئه علي
موجه الاحتجاجات في العالم العربي. ففي مصر يتم التحقيق حاليا مع الرئيس
المخلوع, بشأن الاعتداء علي المتظاهرين وقمع الاحتجاجات في القاهره,
بالاضافه لما يتصل بتضخم ثروته, أما في سوريا فحاليا يقمع الرئيس السوري
الاحتجاجات الشعبيه المتزايده ضده بيد من حديد, ويتجه حاليا الغرب لفرض
عقوبات عليه, وفي اليمن وافق الرئيس, علي عبدالله صالح, أن ينقل صلاحياته
لنائبه, وها هو حاكم ليبيا, معمر القذافي, قد نجح حتي الان في النجاه من
هجمات حلف الناتو والمتمردين, في حين يذبح أبناء شعبه.
صحيح أنه حتي
اليوم لم ينجح الا رئيس واحد في الهروب- أول القاده الذين سقطوا في موجه
المظاهرات الحاليه- رئيس تونس, زين العابدين بن علي. ووفقا لتقارير نجح بن
علي في تهريب مبالغ ماليه ضخمه وسبائك ذهب ومجوهرات.
وقد علمتنا
التجارب السابقه في الشرق الاوسط أن الاموال المنهوبه علي يد حكام مخلوعين
وأسرهم, لا تعود لخزانه الدوله, كأنما لو أنها تبخرت و إختفت أثارها بلا
رجعه. ويفعل الحكام الهاربين ذلك بشكل عام بسرعه ولذلك فهم يحاولون أن
يأخذوا معهم بقدر إستطاعتهم لكي يكونوا قادرين علي الاستمرار في العيش
برفاهيه في منفاهم كما إعتادوا سابقا.
وذكرت الصحيفه الاسرائيليه, أن
المثال الاول والاكثر شهره هو شاه إيران. ففي سنه 1978 قامت ضده أول محاوله
للثوره وبعدها حاول أبناء أسرته تهريب ثلاثه مليارات دولار خارج إيران.
ووفقا لتقارير, في زمنه, فإنه عندما علم بالامر نجح في منع تهريب الاموال.
ربما لم يعتقد أنه في خلال سنه سيسقط حكمه.
ويبدوا أن حياه الشاه كانت
راغده فقد أنفق أموال ضخمه علي قصور فخمه في إيران وخارجها ويذكر أنه كان
لديه موكب هائل يتكون من ثلاثه ألاف سياره فارهه.
أما عن صدام حسين,
فقد ذكرت الصحيفه, أنه المثال الثاني للاطاحه بقائد بالشرق الاوسط في سنه
2003. فبعد الاطاحه به إدعت الحكومه الامريكيه أن صدام وأسرته نهبوا من
الشعب العراقي مبالغ تتعدي ال 40 مليار دولار. ووفقا للتقارير التي وصلت من
العراق بعد الاطاحه به, كان يصل 2 مليون دولار من البنك المركزي للقصر
الرئاسي العراقي شهريا. بالاضافه لذلك, فإن الولايات المتحده تتهم صدام
بأنه تلقي عمولات من بيع النفط وخرق الاتفاقيات الدوليه.
ويذكر أن
حكومه بوش قد أقامت فريق خاص بالتعاون مع بريطانيا لمحاوله تعقب مسار تلك
الاموال, لكنها لم تنجح في الوصول اليها. ويقدرون في أوروبا أن صدام واسرته
هربوا الاموال علي مر السنين لحسابات بنكيه في الولايات المتحده, أوروبا,
ودول أخري تحت أسماء مستعاره. و أغلب الظن أن بنات صدام وعلي الاخص إبنته
رغد هي التي تتحكم حاليا في الاموال, بالرغم من أنه لا دليل علي ذلك. ويذكر
أنه في الماضي تم إتهام رغد بأنها تمول عمليات ضد الجنود الامريكان
بالعراق.
إدعاء أخر لا دليل عليه هو أن عدي وقصي أبناء صدام, نقلوا
ثرواتهم للمقربين من النظام السوري. ولا يعرف ما مصير تلك الاموال بعد
موتهم.
وتساءلت الصحيفه الاسرائيليه, عن مكان تلك الاموال حاليا, فصدام
حسب ماهو معروف في العالم حاليا أنه قد أعدم, فأين ذهبت أمواله, هل أخذ
صدام أمواله معه للقبر, وهل مات السر بموته؟!