من طرف 
الهجوم على كنيسة مارمينا في إمبابة بدعوى تحرير فتيات يُقال انهن
محتجزات بسبب اسلامهن جاء ليزكي نار الفتنة ويصعد من التوتر بين مسلمي مصر
واقباطها.وقد اعلن رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف أن المجلس
قرر التنفيذ الحازم لأحكام قانون البلطجة وقانون تجريم الأنشطة والوقفات
التى تعطل سير العمل. فهل تهدأ الفتنة التي ايقظها ضعاف النفوس وكيف السبيل
الى ذلك؟ اخبار مصر حاولت الوصل الى اراء بعض اطراف القضية والمحليين في
هذا الشأن.يرى يوسف سيدهم رئيس تحرير جريدة وطني ان حادث كنيسة
امبابة حلقة ضمن حلقات تداعيات اختبار هيبة الدولة من قبل السلفيين
والبلطجية. واضاف ان هذا الحادث لم يأتي فجأة فقد كان له دلالات خلال
الاسبوعين الماضيين. لكن سكوت القوات المسلحة وقوات الامن والحكومة على
اختبارات تهز قوة القانون وهيبة الدولة. واستمر ذلك فترة فليس لذلك علاقة
بمشكلة سيدة اشهرت اسلامها .ويضيف بدأت المظاهرات بكاميليا ووفاء
وتطورت للمناداة بحق 20 زعموا انهم محتجزين بالاديرة بسبب اسلامهن واتخذوها
ذريعة للهجوم على بيوت العبادة بلا رادع.ويستطرد سيدهم ان احداث
قنا اكبر دليل على طريقة الحكومة الخاطئة في المعالجة؛ فبدلاً من التفاوض
باسم الدولة المدنية دفع الدكتور شرف بعدد من الائمة والدعاه والمشايخ
للتفاوض بدون ادراك لما يرسخه هذا في الاذهان. وقال:/ "فما حدث بعد ذلك امر
طبيعي لسياسته الرخوة بالاضافة الى الغياب الامني"ويرى ان القوة
الدينية الان اصبحت قوة موازية للدولة المدنية والقانون رسخت عقيدتها وتدير
الحياة كما يحلو لها وهذا، كما يقول "فشل ذريع للدولة."ولكنه مع
ذلك يرى ان الخطوات الرسمية التي اعلن عنها رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف
والتي بدأت بتأجيل جولته الخليجية، بالاشتراك مع المجلس الاعلى للقوات
المسلحة لهي خطوة في الطريق الصحيح. كما ان تطبيق العمل بقانون الارهاب
وقانون البلطجة بصرامة وقوة بالاضافة الى نشر قوات الامن المركزي والشرطة
وهي الاجراءات التي اعلنتها الحكومة يمكن ان تكون سببا تهدئة الاوضاع.ويعود
يوسف سيدهم ليؤكد ان المعركة ليست مسلميين ومسيحيين فقد تشكلت الان وبعد
ساعات قليلة من حادث الكنيسة بامبابة مجموعات لجان شعبية من شباب المسلميين
في منطقة امبابة لعمل دروع بشرية لحماية الكنائس واخوانهم المسيحيين.ويقول القس باسيلوس نعيم من كنيسة العذراء بالاقصر ان ماحدث مع انه امر
مؤسف الا انه يقوي الكنيسة التي تسمى في الاصل كنيسة الشهداء.ويستطرد: "هي
ارادة الله من ذا الذي قال مادام الامر لم يأمر."ويؤكد انه على
الرغم مما حدث الا ان رجال الكنيسة فرحين لان الصبر على الالام والصعاب هو
جوهر المسيحية ويقول: "اذا كانت هذه هي مدرستك..فنحن مؤمنيين."واضاف
"ماحدث هي امور لها خليفات قديمة تعود الى ما بعد ثورة يوليو 52 حيث حدث
تغييرات كثيرة نجنى ثمارها الان من الاحكام والعزلة"، ولكن يتساءل باسيلوس
هل هذه هي ثمار ثورة 25 يناير؟ ويطالب ان يتكاتف مع المسيحيين اولئك
المستنيرين الذين يخافون الله لانهم الذين يعرفون اين الخير.ويرى ان
التكاتف الشعبي يأتي قبل الامن . ويؤكد ان مصر بها خير عظيم والدليا على
ذلك انها ورغم كل الفساد الذي تكشف مؤخرا وبرغم كم الثروات المنهوبه الا
انها مازالت تقف شامخة.ويتوقع القس انه طالما هناك تراخي امني من
الشرطة والجيش مع رئيس وزراء كفؤ وطيب يمكن ان تتكرر تكل الاحداث ويقول:
"نحن شعب يحتاج فرعون...على الا يكون حرامي".وأكد عبد الهادي القصبي
شيخ مشايخ الصرق الصوفية أن المجلس الاعلى الصوفي مجتمع منذ ساعات واعرب
عن استياؤه ورفضة للاحداث التي تسببت في احداث فتنة في الوقت الذي نحتاج
فيه الى تكاتف جميع المصريين. وقال "احذر من الافعال الذي نستشعر انها
مفتعله ومتعمدة لشعب مصر."ويرى اننا نحتاج الى تدخل حاسم وسريع
للحفاظ على امن مصر وتطبيق القوانين بحزم. كما نحتاج الى حوار فعلىمع جميع
الاطراف بشكل علمي موضوعي يتم فيه توضيح كل الحقائق وتحدد فيه نقاط الخلاف
على ان نعلي مصلحة مصر على المصالح الشخصية فلا يجب استعجال التحقيق لاهداف
معينة بما يتعارض مع الصالح المصري.من جانبه، يرى الدكتور فوزي الزفزاف عضو مجمع البحوث الاسلامية انه لا
يمكن ارجاع اسباب احداث كنيسة امبابة الى الفتنة الطائفية لانه يوجد الآن
من هم حريصين على افساد الثورة اكثر من فلول الحزب الوطني وغيرهم ممن
استمرأوا المكاسب السهلة.بالاضافة الى الذين استفادوا من الغياب الامني من البلطجية وقيادات الامن الذين تتم محاكمتهم حاليا وانصارهم الموجودون بكل مكان.وناشد
فاضل اجهزة الامن الاستفادة من ادارة البحث الجنائي والمرشدين السريين في
جهاز الشرطة وان يوجههوهم ليقوموا بعملهم في تعقب الجناه ومنع تكرار تلك
الحوادث.ويؤكد عضو مجمع البحوث الاسلامية انه يجب على القيادات
الدينية سواء للمسلمين او المسيحيين ان تكثف من عملها في التجمعات الشعبية
لنشر الوعي الوطني والديني الصحيح.بينما يقول صلاح سليمان المحامي
والناشط الحقوقي ان اقل ما توصف به احداث امبابة انها جريمة في حق الوطن.
ويجب ان يتكاتف في مواجهتها المصريون جميعاً دون استثناء ويضرب بيد من حديد
على فاعل هذه الجريمة.واكد ان ما حدث اصبح امراً يمس الامن القومي.
ويرى انه اذا لم نقف لها بقوة وحزم فهي لا تهدد فئة او جماعة بعينها بل
تهدد الامن القومي المصري ووجود الوطن وذلك عندما يقوم انصاف المتعلمين
بترديد هتافات طائفية تدعو للانقسام . لذا يجب على الدولة ان تستعيد
هيبتها.
تحقيق/ سماء المنياوي