المفاجئ والتى تطورت لتصل إلى وقوع قتلى وعشرات المصابين وحريق كنيسة
والاعتداء على ممتلكات عامة وخاصة.. واعتبرها عمل عمدى كان متعمدا لإشعال
فتنة طائفية بين أهالى إمبابة بحسب ما يؤكده الشيخ "محمد على" إمام وخطيب
مسجد التوبة بإمبابة، وأحد كبار القيادات السلفية بالمنطقة، والذى كان شاهد
عيان على الأحداث منذ اندلاعها.
يروى الشيخ على القصة منذ بدايتها حيث يقول: "استدعانى أحد قادة الأمن من
المباحث الجنائية بمديرية أمن الجيزة، وقال لى إن هناك تجمهرا أمام كنيسة
مارى مينا، بشارع المشروع، بسبب شخص يدعى أن هناك سيدة مسلمة مختطفة
ومحتجزة داخل الكنيسة".
وبالفعل انتقل الشيخ إلى موقع الأزمة، والتقى بالشخص صاحب المشكلة الذى
"كان بصحبة عدد من الإخوة من مساجد متفرقة بالمنطقة، وكانوا فى حالة هياج
شديد"، بحسب الشيخ على الذى استكمل حديثه قائلا: "انفردت بهذا الشخص
وبصحبتنا عدد من قيادات الداخلية، وسألته عن الواقعة، فقال إنه مسلم وتزوج
من مسيحية تحولت إلى الإسلام منذ 5 سنوات، وكانا يعيشان بأسيوط، إلا أنه
ووفقا لراويته تم اختطافها على يد أشقائها المسيحيين منذ شهرين. ثم تلقى
منها اتصالا هاتفيا، حيث قالت أنها مختطفة وموجودة فى العباسية".
وأضاف الشيخ: "الشاب كان يبدو عليه التلعثم ويروى تلك القصة دون ترتيب،
ودون تسلسل منطقى، فسألته ماذا جاء بك إلى إمبابة؟، فقال: "لقد عاودت
الاتصال بى، وقالت أنها موجودة فى إمبابة ومحبوسة فى كنيسة بشارع
الاعتماد"، وقاطع أحد الضباط كلامه قائلا: "يا شيخ محمد هل يعقل أن تخطف
زوجته ولا يتقدم ببلاغ للشرطة لإنقاذها؟ ولماذا انتظر كل هذا الوقت؟ لذلك
فكلامه غير يكن منطقى وواضح أنه يكذب"، وتيقنت أن هناك من يحاول إشعال فتنة
فى إمبابة، فخرجت إلى الشباب والأخوة المتجمهرين، وأكدت لهم أن ما يقوله
الشاب كذب والهدف منه إشعال الفتنة فى إمبابة، ولأن أهل المنطقة يثقون فىّ
فقد صدقوا كلامى، وبدأوا يهتفون: "المسلمين والنصارى.. أيد واحدة".
واستطرد قائلا: "ثم توجهت بصحة لواء من الداخلية واثنين من الأخوة إلى
الكنيسة لطمأنة القائمين عليها أن الموضوع انتهى، لكن الكارثة أن المقيمين
بالعقارات السكنية المجاورة للكنيسة، وهم من الأقباط اعتقدوا أننا فى
طريقنا إلى داخل الكنيسة لتفتيشها، فبدأوا فى إلقاء الزجاجات علينا، ثم
بعدها سمعت فجأة صوت إطلاق نار وتطورت الأحداث إلى ما وصلت إليه".
أما عن حريق كنيسة العذراء بشارع الوحدة.. فقال، إن الأحداث وتطورها السريع
وأيضا وسائل الإعلام، وما بثته من أخبار زادت فى هياج شباب المنطقة،
فتوجهوا إلى الكنيسة وقاموا بحرقها، مؤكدا أن قصة الفتاة المسلمة المحتجزة
قصة وهمية، وتم استخدامها لإشعال الفتنة الطائفية بين أهالى إمبابة.