والتليفزيون لليوم الثالث علي التوالي احتجاجا على الأحداث الأخيرة التي
شهدتها كنيستا مارمينا والعذراء بمنطقة إمبابة بالجيزة، حيث نصب المعتصمون
خيامهم ووضعوا المتاريس والأسلاك الشائكة في المداخل والمخارج المؤدية
لمبنى ماسبيرو.وتم تشكيل مجموعات من الشباب والفتيات لتفتيش
المتوافدين إلي مقر الاعتصام وسط أجواء أعادت إلى الأذهان الاعتصامات التي
شهدتها المنطقة منذ شهرين بعد أحداث الاعتداء علي كنيسة صول بأطفيح.وأكد
المعتصمون أنه لن يفض الاعتصام أو يكون هناك أي تفاوض علي مطالبهم التي
وصفوها بالمشروعة إلا بعد محاكمة كل من ثبت تورطه في الاعتداء علي دور
العبادة بدءا من كنيسة القديسين بالإسكندرية مرورا بكنيسة صول, وانتهاء
بكنيستي مار مينا والعذراء بإمبابة, مشددين علي أنه لم يتم تفويض أي جهة أو
شخص للحديث أو التفاوض مع الحكومة أو المجلس العسكري وأن أي مفاوضات لن
يعترف بها وسوف تعتبر التفافا علي موقفنا لتحقيق أغراض ومكاسب شخصية, بل
متاجرة بدماء الشهداء.وردد المعتصمون شعارات عبر الإذاعة التي تم
إعدادها أمام مبنى التليفزيون منددين بعدم محاكمة الجناة أو الإفراج عن
المعتقلين سواء من الثوار الذين تم القبض عليهم في ميدان التحرير أو الذين
اعتقلوا في أثناء الاعتصام الأول بماسبيرو حيث رددوا شعارات مثل:
السلفيين.. باطل والشعب يريد إعدام الجناة ومصر بلدنا ومش هنسيبها..
وهتافات أخري نددت بالتباطؤ في محاسبة من تسبب في إيجاد هذه الحالة من
الفتنة, كما رفعوا لافتات وصورا للبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية
وبطريرك الكرازة المرقسية كتبوا عليها لا لإهانة الرموز.من جانبه،
أكد القمص ميتاس نصر منقريوس كاهن كنيسة مار مرقص بعزبة النخل وقائد
الاعتصام أن ما يحدث في مصر الآن هو صراع بين النظام البائد والثورة، وأن
النظام البائد لا يعني رموزه فقط وإنما يقصد به السلوكيات الفاسدة التي
مورست علي مدى 30 عاما ولا تستطيع أي ثورة في العالم تغييرها في 100 يوم
فقط، ومن ثم فإننا لا نزال نعاني محاولات فرض أسلوب النظام الساقط وفساده
علي الشارع المصري.وأشار إلي أن الأقباط سيظلون في هذه الحالة
التصادمية حتي يشعر صناع القرار في مصر بأن هناك حقوقا مشروعة لهم يجب
حمايتها والتصدي لمن يحاول التعدي عليها، بينما أكد مدحت قلادة رئيس اتحاد
المنظمات القبطية في أوروبا الذي شارك في الاعتصام أن مصر تمر بمرحلة خطيرة
نتيجة سطوة السلفيين والبطء الشديد في الإجراءات العقابية الذي يصل إلي حد
الهشاشة, بالإضافة إلي أن التصريحات الرسمية لا تعكس الواقع, وأن هناك
مخططا داخليا وليس خارجيا لإيجاد حالة من الفوضي غير الخلاقة بهدف تمكين
فئة معينة من الحكم, وإجهاض أهداف الثورة والتندر بأيام مبارك ونظامه أو
اللجوء لحكم الإخوان المسلمين.