أقتحمت مجموعات من المستوطنين المتطرفين، مساء اليوم "الثلاثاء" باحات
المسجد الأقصى المبارك وشوارع البلدة القديمة في القدس المحتلة بحجة
الأعياد اليهودية والاحتفال بما يسمى بـ"عيد الاستقلال الصهيوني" والذي
يعني نكبة الشعب الفلسطيني.
وقال شهود عيان من داخل المسجد إن قوات الاحتلال وفرت حماية وتسهيلات لدخول
عشرات المستوطنين الإسرائليين لباحات المسجد الأقصى المبارك، حيث دنسوا
الساحات بدعوى الاحتفال بقيام دولة "إسرائيل" وهو الذي تقابله نكبة الشعب
الفلسطيني الثالثة والستون.
وأوضح الشهود إن العشرات حاولوا أداء صلواتهم بداخله ولكن لم يتمكنوا من
ذلك، مشيرين إلى أن هؤلاء المعتدين بدأوا منذ ساعات الصباح عملية اقتحامهم.
وأضاف الشهود أن اقتحام المستوطنين تكرر خلال الأسبوع الجاري للمسجد
الأقصى في الوقت الذي تمارس فيه مجموعات أخرى متطرفة أعمال استفزاز تعرض
خلالها عدد من الأطفال للضرب في شوارع البلدة القديمة المؤدية للأقصى.
من جانبه أشار المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو عطا
إلي أن ما يقارب 60 مغتصبًا اقتحموا المسجد من خلال مجموعات صغيرة وحاولوا
أداء طقوس تلمودية بداخله ولكن لم يتمكنوا من ذلك. وأضاف أن شوارع البلدة
القديمة باتت شبه مغلقة أمام احتفالات المغتصبين ومسيراتهم التي تتجه نحو
حائط البراق حيث يقيمون تجمعا كبيرا للاحتفال بما يسمى يوم الاستقلال،
لافتًا إلى أن المدخل الغربي للبلدة يشهد احتفالات صاخبة تزعج المواطنين
وتمنعهم من ممارسة أعمالهم.
وظهرت في مختلف أنحاء المدينة المقدسة ملامح ومشاهد الاحتفالات الإسرائيلية
بشكل ملفت عما جرى العام الماضي، حيث زادت عدد معارض السلاح والأدوات
العسكرية والمسيرات المزعجة ونشر أعلام دولة الاحتلال في كل مكان في محاولة
لطمس الصورة العربية والفلسطينية في المدينة أمام السياح وللتضييق على
المقدسيين.
وقد نظمت جماعات يهودية متطرفة في عدد من البؤر الاستيطانية في القدس
المحتلة احتفالات استفزازية بمناسبة ما يسمى "قيام دولة إسرائيل".
وقال شهود عيان من حي "مراغة" وسط بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى إن عددًا
من المستوطنين ترافقهم قوات من جيش الاحتلال ووحداته الخاصة تجولوا صباح
الثلاثاء في الطريق الواصلة بين عمارة "بيت يونتان" الاستعمارية وبؤرة "بيت
العسل" الاستعمارية، وسط الحي.
وأضافوا أن أفرادا منهم كانوا يغنون ويرقصون في الطريق ويعزفون بالأبواق، محاولين استفزاز سكان الحي.
وفي منطقة باب العامود، نظمت مجموعات يهودية صباح الثلاثاء، حلقات رقص
استفزازية، بحماية شرطة الاحتلال، ثم بدأ المتطرفون يدخلون إلى البلدة
القديمة باتجاه باحة حائط البراق لاستكمال احتفالاتهم، والانتظام بمسيرة
يهودية كبرى تسمى "مسيرة النهضة"، تجوب عددا من شوارع المدينة المحتلة، وقد
يتخللها اعتداءات على المقدسيين وممتلكاتهم.
كما ادى مجموعه من المستوطنين صلواتهم على ارض مستوطنة حومش المخلاة
القريبة من بلدة سيلة الظهر جنوب غرب مدينة جنين. وقال شهود عيان انهم
شاهدوا ما يقارب 100 مستوطن يؤدون الصلوات على الجبل الذي كان يقام عليه
مستوطنة حومش الاسرائيلية والتي أخليت في عام 2005.
واضاف الشهود انهم شاهدوا عددا من الدوريات العسكرية بالقرب منهم لتوفير
الحماية لهم كما تواجدت دوريات اخرى على الشارع الرئيسي الواصل بين مدينتي
جنين ونابلس. وقال صالح الحنتولي رئيس بلدية سيلة الظهر ان المستوطنين لم
يفارقوا المنطقة منذ خروجهم فدائما متواجدين ولكن بأعداد متفاوتة حيث
يتوجهون الى ارض حومش لاداء الصلوات .
وتنتهي مساء اليوم، الاحتفالات اليهودية التي انطلقت الأحد بما يسمى "قيام دولة إسرائيل".