منذ اكثر من سبعون عاما" وجماعة الاخوان المسلمين وادارة الازهر وجهان
لعملة واحدة ولكن هذه العملة كانت محبوسة في جيوب الحكام , بل وان هذه
العملة كانت لتحقق ارباحا" كبيرة علي المستوي السياسي والديني , ولكن جاءت
الرياح بما لا تشتهي السفن , فدب الزعر داخل نفوس الحكام وعلي الفور تقرر
التخلص من هذه العملة بتحويلها الي صك رسمي ولكنه صك غير متداول .
بمعني انه لما ظهر الجانب المظلم من احد وجوه هذه العملة الا وهم جماعة الاخوان , تقرر طمث هذه العملة علي الفور ,
فالاول من ناحية الاخوان تم حزرهم بعدما ظهرت مدي خطورتهم علي المجتمع
المدني , وثاني هذه العملة او الوجه الاخر للعملة الا وهو الازهر الشريف
فقد تقرر ان يتم تحجيمه بالولاء التام او الموت الزؤام , اي اما ان تكن
معنا او تنتهي .
منتهكين بذلك حرمة هذا المجمع المقدس الذي ولابد وان تصدر جميع قراراته
طبقا" للشرع والسنة , وما ان التزم الازهر بالموافقة كالعادة فقد تقرر منح
الاخوان لقب المحزورة والازهر لقب المفروضة , اي ان جميع تصرفاتة وتشريعاته
واحكامه مفروضة علية من الحكام .
وحتي ما قبل الثورة الطاهرة التي خلصتنا جميعا" من الاستعمار الداخلي
وخلصتنا من الدولة البوليسية كانت كل احكام الازهر الشريف وفتواه صادرة
بتعليمات من امن الدولة , اما بعد الثورة فقد تبدل الحال , وظهر الحق الذي
تواري لزمن ليس بالقصير , وتخلصنا من الاستعباد والقهر والظلم , ولكن نجد
انفسنا امام لقاء من نوع اخر , لقاء كما يسمي بلقاء السحاب , الا وهو
اللقاء الذي جمع بين شيخ الازهر وبين المرشد العام للاخوان المسلمين ,
ولنلاحظ المسمي ثانية" المرشد العام للاخوان , ولنا هنا وقفة كبيرة , اوليس
الاخوان قاموا بانشاء حزب جديد ... الحرية والعدالة , اوليس المفترض انهم
كانوا ولابد ان يتم اللقاء هذا بينهم وبين شيخ الازهر تحت مسمي حزب الحرية
والعدالة , اوليس ان شيخ الازهر اقترف غلطة كبيرة بمقابلة حزب من الاحزاب ,
في حين ان شيخ الازهر مجرد من مثل هذه المقابلات حتي لا يشيع الفتنة
بمقابلته لاعضاء حزب معين دون الاحزاب الاخري , اوليس كان لابد وان يتوخي
الحذر وان يكون محايدا" , فما كان لاي من مشايخ الازهر الموقرين ان يكون
لهم اي انتماء من اي نوع لاي حزب من الاحزاب السياسية
.
بقلم حاتم حبشي