في أول أنتفاضة ومواجهة بهضبة الجولان السورية المحتلة منذ أكثر من 30 عاما
نجح نحو ١٥٠ فلسطينياً في أخترق السياج الأمني (حدود وقف إطلاق النار)
ووصلوا إلى بلدة مجدل الشمس في الجولان المحتلة وهم يرفعون الأعلام
الفلسطينية والسورية.
ومنع سكان قرية مجدل شمس الحدودية قوات الإحتلال من إلإقتراب منهم الأمر
الذي أضطر قوات الإحتلال إلى الإنسحاب إلى خارج البلدة. وذكرت تقارير
إسرائيلية أن الجيش دفع بقوات من حرس الحدود إلى مجدل شمس لملاحقة الشباب
الذين يحاولون العودة إلي ديارهم ومواجهة الاف الشبان على الجانب السوري من
السياج الحدودي.
وقالت تقارير إسرائيلية إن عشرات السوريين يتخطون الحدود ويدخلون إلى هضبة
الجولان ويصلون إلى مجدل شمس والمعلومات تتحدث عن تبادل إطلاق نار وسقوط
إصابات كثيرة. وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي أعلن
عن المنطقة أنها منطقة عسكرية مغلقة وأن حالة من الفوضى تسود المكان.
ووفقا للمعلومات الأولية فإن السوريين الذين تجاوزوا الحدود هم من اصول
فلسطينية كانوا في مسيرة انطلقت من داخل الأراضي السورية بمناسبة ذكرى
النكبة وتمكنوا من دخول الهضبة التي تخضع للاحتلال الاسرائيلي منذ حرب
1967. وقال شاهد عيان من قرية مجدل شمس للإذاعة الإسرائيلية ان آلاف
الأشخاص سيتخطون الحدود ويدخلون إلى الجولان عبر مناطق بعضها هي حقول
ألغام.
وقالت مصادر محلية في مجدل شمس إن عشرات اللاجئين الفلسطينيين عبروا حقول
الألغام في الجولان السوري المحتل، وسط إطلاق النار عليهم من قبل قوات
الاحتلال، ووصلوا إلى مجدل شمس حيث نظم استقبال شعبي لهم. وأفادت المصادر
أن أكثر من 50 لاجئا فلسطينيا من مخيم اليرموك عبروا حدود وقف إطلاق النار
في الجولان المحتل.
وأطلقت قوات الاحتلال النار على السوريين والفلسطينيين الذين احتشدوا في
المكان. كما وردت أنباء عن وقوع عشرات الإصابات، فيما وردت أنباء غير مؤكدة
عن سقوط 4 شهداء. وذكر مراسل القناة الإسرائيلية الثانية المتواجد عند
الحدود في الجولان إن السياج الأمني تم إختراقه بشكل كامل وأن الاف
المتظاهرين محتشدون في الطرف السوري من السياج. وقالت القناة الثانية إن ٣
إسرائيليين أصيبوا بجروح طفيفة، فيما عثر على سوري أستشهد بعد عبوره حقل
الألغام.
وأكد شاب فلسطيني اقتحم السياج الحدودي في الجولان العربي السوري المحتل
ليصل إلى مجدل شمس إنه قرر أن يعود إلى وطنه، وأنه لن يتنازل عن حق العودة
مهما كلف الثمن. وقال الشاب الذي تعود جذوره إلى مدينة طبرية، ويعيش حاليا
في مخيم السيدة زينب في سورية، إنه عبر حقول الألغام مع عشرات الشبان لكي
يعود إلى وطنه.
وتحدث شاب آخر (24 عاما)، وهو سوري الجنسية وتعود جذوره إلى بلدة القصبية
في الجولان والواقعة على مشارف بحيرة طبرية والتي دمره الاحتلال عام 67
وشرد أهلها. وقال "أريد العودة إلى وطني، وما فعلنا اليوم عجزت عن فعله
الجيوش العربية". وأضاف "نحن لا نخاف على أرواحنا، لقد عبرنا الحدود وحقول
الألغام لنصل إلى أرض الوطن، ونحن على استعداد لتقديم دمائنا فداءا
لقضيتنا".
كما قال إنه على الأنظمة العربية أن تعي أن الشعوب العربية حية، وإنه على
الأحزاب والأنظمة أن تعي حركة الشباب العربي. ولفت الشاب العائد إلى أنه
طالب جامعي يدرس في جامعة دمشق، مشيرا إلى أن غالبية الشبان الذين اقتحموا
الحدود هم شبان متعلمون ومثقفون وتتراوح أعمارهم ما بين 20-35 عاما، جمعهم
قرار العودة إلى أرض الوطن.
وهذه هي المرة الثانية التي يتمكن فيها لاجئون فلسطينيون من دخول مجدل شمس
على الرغم من التواجد العسكري الإسرائيلي المكثف في المنطقة.