أثناء وعقب ثورة "25 يناير"، ينتاب كثير من المصريين القلق الآن
بشأن النزاع الطائفى بين المسيحيين والمسلمين بما يحبط ويقوض آمالهم فى
بناء دولة أفضل ويحولها إلى سراب .وقالت الصحيفة البريطانية - فى سياق
تقرير بثته على موقعها الالكترونى اليوم "الأحد" - إنه ومنذ ثورة 25 يناير
الماضى،التى أطاحت بالرئيس السابق حسنى مبارك بعد بقائه فى الحكم لمدة 30
عاما، أصبحت قوى الظلام فى المجتمع المصرى مطلقة العنان، لكن وحدها الأسر
العادية،وغالبيتها من الفقراء والطبقة المتوسطة العاملة،هى من تكبد الخسائر
وأصبحت ضحايا هذا العبث .وأشارت الصحيفة إلى أحداث العنف الطائفية فى
إمبابة - التى قتل فيها 12 شخصا نصفهم من المسيحيين والنصف الآخر من
المسلمين، بسبب فتاة قيل إنها أسلمت واحتجزتها الكنيسة.. وقالت الصحيفة:إن
الأحياء الفقيرة وحدها فقط هى التى تعانى من إنهيار الاقتصاد المصرى منذ
الثورة، مع تعليق الاستثمارات وإرتفاع معدلات التضخم ، وهو ما أكدته
الحكومة عندما أعلنت الشهر الماضى أن الناتج المحلى الإجمالى تقلص بنسبة 7
\% منذ بداية الثورة.ولفتت الصحيفة إلى أن الفقراء هم من تكبدوا عناء
الطائفية والأراضى الخصبة للاصولية..مشيرة إلى أن سقوط الرئيس السابق حسنى
مبارك أمد جماعة "الإخوان المسلمين" بالقوة والحركات الاسلامية الأخرى
الاكثر تشددا مثل السلفيين والجماعة الإسلامية .وأوضحت الصيحفة أن نظرية
المؤامرة أصبحت رد فعل طبيعى للانهيار الملحوظ للأمن منذ الثورة والذى اتخذ
عدة أشكال منها العنف داخل السجون،ومحاولات الهروب ، وهو ما بدأ فى الأيام
الأولى من الثورة واستمر حتى الآن، والسلوك الإجرامى الذى ساد فى الشوارع
.. مشيرة إلى أن جزءا من ذلك يرجع إلى الشرطة،التى انسحبت بعد
قسوتها ووحشيتها فى قمع المتظاهرين وعودتها بشكل تدريجى متباطى وعلى غير
النحو المطلوب .وأضافت :أن إتهاما ضد الرئيس السابق حسنى مبارك شاع فى
مختلف الأوساط بأنه شجع المتشددين سرا حتى يثير مخاوف القوى الغربية
ويقنعها بأنه ليس هناك هوادة فى سياساته لقمع هذه القوى .