حسن وجيه أستاذ لغويات التفاوض والعلوم السياسية والخبير فى إدارة الأزمات
بدعوة من إتحاد كلية اللغات والترجمة جماعة الأزهر.
ودارت الندوة حول مهارات الاستماع الاستراتيجى والكشف عن أدوات لغة
الشائعات والدعاية، كما تطرقت الندوة إلى توضيح مهارات الاستماع والتى
ترتبط بمهارات تفاوضية تتمثل فى فهم سيناريوهات الأزمات، معتبرة ثورة 25
يناير كخير مثال لذلك.
ومن جانبه، قال "وجيه"، إن هناك أربعة سيناريوهات رئيسية لهذه الثورة،
السيناريو الأول وهو الخاص بتحقيق أهداف الثورة ومبادئها وقيم التقدم التى
جاءت من أجلها والمعروفة لدينا، أما السيناريو الثانى وهو الثورة المضادة
والتى تتمثل فى فلول الحزب الوطنى وفلول بعض رجال الأعمال، وأيضاً التصرفات
غير الموفقة من أى اتجاه والتى من شأنها أن تلتف على الثورة.
وأوضح وجيه، أن أخطر هذه السيناريوهات هو السيناريو الثالث المتمثل فى
التأرجح بين الأمرين الثورة والثورة المضادة، وهذا خطر يجب عدم الوقوع فيه
لأننا يجب أن نخرج من "عنق الزجاجة" سريعاً.
أما السيناريو الرابع من قبل القوى الخارجية التى تحاكى الثورة، وتخشى من
هذه الثورة، وتأجج من الفتن وتعد فخاخاٌ لهذه الثورة، لابد الانتباه لها
وإلا وقعنا فيها.
وأضاف، علينا أن ننظر إلى السيناريوهات الأربعة، ونتدبرها معاٌ فى نفس
اللحظة، لأنها كالآوانى "المستطرقة" إذا تأثر أحدهم يؤثر فى الآخر، لذلك
فالاستماع الإستراتيجى يعنى فى المقام الأول مراعاة الأولويات وأن نتنين
المعلومات الخاطئة والشائعات التحريضية التى من شأنها إحداث الفتن
والبلبلة.
وشدد وجيه على ضرورة التركيز على مشاركة جميع فئات الشعب فى الإدارة
السلمية للأزمات التى تمر بنا، وأن نستكشف ونعى أساليب التحريض والفتن
الطائفية وغير الطائفية، لآن بهذه الأدوات نستطيع أن نتجنب الوقوع فى
السيناريوهات السلبية المضادة للثورة، وأن نعمق الطريق ونؤمنه لتفعيل كل
أهداف الثورة بالسرعة المطلوبة، كمثال هناك شائعات كثيرة من السهل التعامل
معها، ولكن هناك شائعات مدروسة بشكل جيد، كما تعرض اللقاء إلى الكشف عن هذه
الشائعات.
وتطرق وجيه للدور السلبى للإعلام وللحالة النفسية القائمة التى تتنافى مع
قواعد إدارة الأزمة، وأكبر مثال "مانشيتات" الصحف التى تقول أن مصر سوف
تفلس مع بداية شهر رمضان، ومع الآسف تكررت مثل هذه المانشيتات التى لا تعى
أهمية إدارة الأزمة بشكل جيد، لأنه يجب قول حقائق.
وأوضح، أنه يجب تحفيظ الهمم ورفع المعنويات فمع الآسف هناك من شكك فى عودة
الاستقرار إلى الوطن فقام بعض المواطنين البسطاء بسحب أموالهم من البنوك،
فما بالنا بالمستثمرين الأجانب، مؤكداً على أنه لا توجد دولة فى التاريخ
أفلست.
وطمأن "وجيه" المواطنين بأن الأمور سوف تعود إلى الأفضل، محذراً الوقوع فى
فخاخ البلبلة، رافضاً لغة المفتى والأزهر من التحذير فى الوقوع فى الفتنة
والحرب الأهلية، فى حين أن النسيج الوطنى مازال سليماً وقوياً، مشيراً إلى
سرعة معالجة دور الأمن بالتنسيق مع المجلس العسكرى وحسم القضايا.