رغم أن اسمه كان جديدا على ساحة الإعلام ولم يسبق له الدخول إلى الدائرة الإعلامية لا من قريب ولا من بعيد، فإنه استطاع - وفى وقت قياسي - أن يكون واحدا من أهم القيادات الإعلامية التى جاءت إلى ماسبيرو فى أعقاب ثورة يناير 2011 والذي نجح بشكل ملحوظ فى السيطرة على المبنى الذي قطع بشأنه شوطا لابأس به - رغم قصر المدة - فى عملية التطهير من الفساد والمفسدين ومحاولة إصلاح المسيرة الإعلامية التى أفسدتها القيادات السابقة.
: وعن ملامح العشوائية التى كان يدار بها الإعلام يقول
أولا من الناحية المالية كان يهدر المال العام بطريقة استفزازية، وهذه الطريقة كان يستفيد منها البعض القليل دون الآخر الكثير، فالأجور عند القيادات لا سقف لها، بينما هى فى القاع عند عموم الموظفين، وهو ما نتج عنه الإحتقان الذى مازال ملتهبا حتى اليوم، لأن ميكروب الإحتقان لم يعالج بعد. علاجه الوحيد توفير السيولة اللازمة لسد - ليس فقط حوافز وميزانيات ومكافآت العاملين - وإنما أجورهم أيضا التى يبحث عن توفيرها شهريا رئيس الاتحاد "سامي الشريف" ولا يوفرها بسهولة، هذا الاحتقان جعلني أفكر - عندما كنت مسئولا عن الإتحاد - فى تحديد سقف للأجور - كحد أقصى - وأرضية للأجور - كحد أدنى، كذلك راجعت نفسي وألغيت تأجير استديوهات بمدينة الإنتاج الإعلامي لم يكن لها داع ولا تستخدم إلا مرة أو مرتين شهريا وهو ما كان يستنزف الأموال بدون فائدة وبدون وجه حق هذا بخلاف الأجور الفلكية التى كان يحصل عليها المذيعون من الخارج. كل هذه الأشياء وفرت لنا 91 مليون جنيه خلال أسبوعين، ثانيا من الناحية الإدارية كان هناك إقصاء لكثير من الكفاءات لم تأخذ حقها بعد أن كانت المناصب لأهل الثقة، وهو ما زاد الاحتقان، هذا بخلاف الناحية المهنية التي وصلت إلى مرحلة متردي.
بمعنى هذا أنك تعترف إلي أن هناك خطأً فى الإدارة داخل ماسبيرو ؟
لا انتهت الفكرة أنا لا أود الحديث فى الماضي أنا بحكي عما يخصني, وأنا ماذا سوف أفعلة, وهذه هي ليست رويتي فقط بلا مجلس الأمناء جميعاً.
أولويات حضرتك فى تطوير التليفزيون أو الخطة التنفيذية لإنقاذ التلفيزيون المصرى؟
أولا شاشة وفكرة الشاشة تغطى مطالب المجتمع المصري بمساحات زمنية معقولة بخبراء فى الموضع بنفس الغرض والموصل الي نتائج هذا الحوار, وهذه النتائج تفعل إلي استخدام فى تطوير الحوار المجتمعي الآن هذا الحوار ممكن أن يكون أفضل الحوار على التليفزيون, وأن يكون هنالك موضعية فى طرح الأفكار كالدستور, وأو مرشح للرئاسة لكى يصبح الحوار مركزاً وصول إلي النتائج وهى النتائج يوجد فيها الإحصائية
والنقطة الثانية هي لابد أن تكون من العاملين بقطاع التلفيزيون, لابد من البدء في العمل فورا, لابد من قطاع الأعمال أن يبدأ في الشغل فوراً علشان الناس إلى فيه تشتغل وإلي آلية, دى سوف تقف والحفاظ على الريادة الوجود على الشاشة, بعنى الشاشة أولا هو الإحساس بالذات وهذا الإحساس يفوق كل شئ, وأنا رافض فكرة أننا نصغر فكرة ماسبيرو فى أن الناس ليس معها فلوس وهذه ناس إليها أغراضها لازم أن يتم التشغيل أولا وبعدين أن يأخذوا حقهم لأنهم فى وظيفة, ونحن الآن محتاجين أن نعمل مليون قراءة محتاجين أن نعمل لجان الإنتاج ووضع الخط لعمل التلفيزيون بطريقة صحيحة محتاجة, آليات إلي وجود مصادر مالية, حيث أننا لدينا معدات مبنى يوجد فيه عاملين ومبانيه ورغم ذالك لم يحدث تطور, حتى لو الدولة تدعمك ولايمكن أن يكون كل الاعتماد على الدولة
ولكن موضوع لائحة الأجور تم رفضه.. ومازال التليفزيون يتسول الرواتب والأجور؟
- موضوع اللائحة لم ينضج بعد، ولم يدرس بشكل كاف سواء فيما يتعلق بسقف القيادات أو بأرضية صغار العاملين، ومن هنا كانت رغبة د.«عصام شرف» رئيس الوزراء فى إعادة دراسة اللائحة مرة أخرى على يد مجلس الأمناء الجديد ليأخذ كل ذى حق حقه دون أن يظلم أحد
وبالنسبة للرواتب والأجور، خاصة بعد رفض المالية التعامل مع الإتحاد لأنها لا تتعامل إلا مع وزارات؟
- لقد تدخل د.«عصام شرف» فى حل هذه الأزمة على أن يتم تدبير المبالغ المطلوبة شهريا باعتبار أن العاملين فى المبنى لا ذنب لهم وأن الأمور الإدارية المتعلقة بالإعلام هى من شأن المجلس العسكري ومجلس الوزراء، وكذلك مجلس الشعب بعد تشكيله عقب الانتخابات القادمة والذي سيقر الشكل الذي سيتم الاتفاق عليه وتقديم مشروع بشأنه سواء أصبح الإعلام هيئة أو ظل وزارة.
وماذا بشأن الكارثة المالية الأكبر والتي تؤرق الإتحاد ليل نهار وهى مسألة ديونه المتراكمة التى وصلت إلى12 مليار جنيه؟
- الحل الوحيد لهذه الأزمة هى إسقاط الديون عن الاتحاد وأن نبدأ من أول السطر، خاصة أن هذه الديون ليس للعاملين فى المبنى ذنب فيها وليسوا مجبرين على أن يتحملوا أوزارها كل شهر
كيف تعاملت مع مسألة إبعادك عن المبنى بعد أن نجحت فى السيطرة عليه؟
- ما حدث أن أعلن د.«سامي الشريف» أنه قادر على تحمل المسئولية بمفرده، وسأله المجلس العسكري «أنت قادر إنك تشيل العبء وحدك»؟ فأكد لهم أنه قادر
ولكن بعد أن غادرت زاد المبنى احتقانا لرفضهم وجود «سامي الشريف» ورغبتهم فى عودتك إليهم مرة أخرى؟
- لأنني نجحت في احتواء كل الناس خلال فترة وجودي معهم وكنت في طريقي لحل معظم مشاكلهم وقد يكون هذا هو سر تعاطفهم معي، وبالفعل صدرت أوامر بعودتي للمبنى مرة أخرى وفى طريقي لماسبيرو، طلب منى المجلس العسكري العودة - كما كنت - وهو مصطلح عسكري يعنى العودة إلى مكاني العسكري وعدم الذهاب إلى التليفزيون بعد أن أبلغهم «سامي الشريف» أن كل شيء تمام
هل اختيارك كعضو بمجلس الأمناء بمثابة رد اعتبار لك؟
- المسألة ليست مسألة رد اعتبار أو عدم رد اعتبار، المسألة فى الأول والآخر هي مهمة، مثلها مثل مهمتي الأولى بإشرافي على الاتحاد، وأنا تحت أمر أي مهمة أكلف بها
هذه الآمال العريضة التى تحلم بها سيادتكم هل تتصور أن مجلس الأمناء الجديد قادر على تنفيذها، وهو مجلس استشاري وليس تنفيذيا؟
- دور مجلس الأمناء لابد أن يتغير فى المرحلة المقبلة التي تمثل عنق الزجاجة لخروج الإعلام من كبوته - سواء المهنية أو المالية وأن يكون مجلسا تفعيليا، وليس استشاريا فقط، أو واجهة اجتماعية كما كان، ومن هنا لم أنتظر بيروقراطية تحديد اجتماعات المجلس الشهرية التي من المفترض أن يحدد موعدها ويعقدها رئيس الاتحاد، وبدأت تفعيل الدور من خلال جلسات عقدتها مع الأعضاء المعينين بالمجلس من الشخصيات العامة للبدء فى مرحلة التطوير ولرفع الأمر إلى الجهات العليا سواء مجلس الوزراء أو المجلس العسكري الأعلى للبدء فى عملية الإصلاح الإعلامي بشكل قوى وفوري دون تباطؤ. الاجتماع الأول عقد يوم الاثنين9 مايو بنادي القوات المسلحة بالزمالك والثاني يوم الخميس 12 مايو بجريدة الأهرام
ومالذى دار فى هذه الجلسات؟
- تناقشنا فى شكل الشاشة فى المرحلة المقبلة، وكيفية استرداد المشاهد إلينا مرة أخرى من باب إعادة الثقة المتبادلة بيننا، كما تناقشنا فى مسألة تنمية الموارد الاقتصادية للاتحاد من خلال إضافة مبلغ من المال ولو زهيد على كل فاتورة كهرباء كرسم نسبى لدعم التليفزيون مثلما كان يحدث فى الستينيات، وكذلك استخدام الإمكانيات الموجودة بالاتحاد من كاميرات واستوديوهات ومعدات لتأجيرها بالإضافة إلى ترددات الـfm ويكفى أن تعرف أن محطة الـfm السعودية تم تأجيرها في العام الواحد بـ75 مليون ريال - أي ما يعادل 100 مليون جنيه، فلو لدينا 6 ترددات يكون الإجمالي 600 مليون جنيه، كذلك تناقشنا فى شكل وموعد إطلاق قناة النيل للأخبار في ثوبها الجديد
وهل أنت راضٍ عن شكل مجلس الأمناء الحالى ونوعية أعضائه؟
- مجلس الأمناء بتكوينه الحالى يصلح لأن يكون مجلس إعلام وليس مجلس أمناء، فنوعية أعضائه من كتاب ومفكرين قادرين على وضع سياسات تحريرية، أشكال برامجية، خريطة برامجية. هذا مقبول من المجلس الحالي، أما مجلس الأمناء فلابد من إضافة أعضاء قادرين على وضع استراتيجيات إعلامية، وخطط لتنمية الموارد الاقتصادية وخطط للتدريب والتثقيف ومتخصصين فى الأمور الإدارية والفنية، والبث الفضائى ولكن هذا لايمنع أن لنــا مقــترحاتنا وآراءنـا وأفكارنا التى تناسب - على الأقل - المرحلة الانتقالية التى نمر بها لحين استقرار الأوضاع
ماهى إستراتيجية مجلس الأمناء في العمل في الفترة المقبلة؟
يوجد رؤيا بالفعل معروضة مجلس أمناء إعلام, أو مجلس وطني وأعتقد أن الأستاذ حمدي قنديل قد أدلى بتا مرتين. والفكرة العامة أننا عاو زين نعمل إعلام في هذه اللحظة مؤكد على ثوابت الوطن لدفعه في اتجاهات صح لتغطية الموضوعات التي يتم العمل عليها في التلفيزيون الخاص والحكومة, وفى الإذاعة والصحافة الخاصة والمستقلة, وفى السينما والمسرح هذه هي رويا عامه, هذه هي دولة إنتا بتبنها مثل ما أنا طالب فيها التغيير
كمجلس أمناء هل لكم محاذير إعلامية فيما يقدمه الإعلام الآن؟
- لدينا ثلاثة محاذير فقط هى: لا للتشفى وروح الانتقام، لا للتجريح أو خدش الحياء أو التطاول بعيدا عن الأصول، لا لتصفية الحسابات.؟
ماذا عن تقييم حضرتك عن أداء القنوات الفضائية وعن التحريك للشارع عن طريق البرامج التوك شو؟
إحنا عندنا "نافورة" التوك شو الإعلام يقود الشارع هل الأصل فى الموضع أن يقوده إلي مكتب محدود, علشان يكسب فلوس زيادة, لجذب الإنتباه المشاهد إلية, أو أن يأخذ إعلان زيادة ولا يقوده الي ماهو الحقيقة, الأن الحقيقة هى خير مصر, المشاهدين تحب أن تسمع الى ماهو حقيقى وما هوإعلامى وماهو ديني وماهوإسلامى, وأنا سوف أعطى نموذج أنا الشخص المرشح إلى الرئاسة يتم عرضة على الشاشة لمدة نصف ساعة, منهم عشرين دقيقة تعريف عن نفسة وعن الفترة الماضية التى يعرفها المشهد فى الأصل
فمن خلال عشرة دقائق يقوم بطرح برنامجه الرئاسي, وهذا غير معقول, لابد من وضع الية جديدة لإعادة الإعلام الى ما أتمناه أولاوغير ذلك الإعلام "إنه لم يكن مستعد للثورة" وكان دائما يدعم الحكومة على الحق والباطل والإعلام الخاص يبحث عن المكاسب ولم توجد معاير واضحة لعمل الإعلام، وستكون الفترة القادمة محاولة لتصحيح مسار الإعلام الوطني.
يوجد حالة من الاحتقان بين الناس والتلفزيون المصرى فما هى خطتكم فى مواجهت ذلك ؟
أولا أحب أن أوضح شيى إلي الناس, وهى أن العاملين داخل ماسبيرو, تنفذ سياسة قديمة فنحن لا نقع اللوم عليهم حيث كانو ينفوذ سياسة القناة أسياسة اللجنة التي فيها وهم لادخل لهم فى ذلك ولكن الإختلاف على التزايد وهى "واحد أعطوه المهمة أن يقراء الورقة, وأخرى أخذ الورقة وظل يبكى جنبها". ناهيك عن إضافة الوصفات الخرافية التى يضيفها ومن هنا فرق فى ان يكون فرق عليك هذة اقهرا , فلابد أن تراعى الناس إلي أن كانت هناك سياسة من قبل وناس تعمل هذا الكلام للمزايدة وهذة النوعية سوف نفرزهم. وأن الذى يحدث فى الإعلام الآن من المزايدة سواء كان الإعلام خاص أو إعلام الدولة, فا لابد أن يكون الإعلام فى صالح الوطن فى المقام الأول , نفكر فى بكرة الشباب عندها مشاريع اقتصادية كثيرة لا بد من وضعهم فى التليفزيون والناس تناقش ذلك. وأن يكون المسئول على التلفيزيون. وأن التليفزيون المصري محتاج إلي قناة وهى ماذا يقول المجلس الوزراء "حقيقتاً" ماذا تقول الوزراء حقيقي, بمعنى أن يكون هناك منشور بمعنى أن يكون هناك مصداقية, أن تطرح وجهت النظر بدون تحليل فى ظل هذه الفترة أنتا محتاجين الى ذالك
مارؤيتكم كمجلس أمناء للخريطة الرمضانية القادمة؟
- نحن فى انتظار الخريطة البرامجية التى من المفترض أن يقدمها لنا رئيس الاتحاد لمناقشتها والاتفاق عليها، وحتى الآن لم يحدث هذا
رغم أن الباقي من الزمن على رمضان بمشيئة الله شهرين ؟
- أعتقد أن الإنتاج الدرامى الجديد هذا العام لن يستطيع اللحاق بركب العرض اللهم إلا مسلسل أو اثنان على الأكثر، وهذا ما جعلنا ننظر إلى الأعمال التى لم يتم عرضها من العام الماضى وهى كثيرة ومعظمها جيد مثل مسلسل «عابد كرمان» ومسلسل «الدالى ج3» «لنور الشريف» ومن المسلسلات الجديدة «فرقة ناجى عطاالله» لـ «عادل إمام» و«دوران شبرا» لـ «عفاف شعيب» و«مسيو رمضان» لمحمد هنيدى
والجزء الثانى من مسلسل «الكبير قوى» لـ «أحمد مكى» و«نور مريم» لـ «نيكول سابا» و«لحظة ميلاد» لـ «صابرين» و«تلك الليلة» لـ «حسين فهمى» و«عريس دليفرى» لـ «هانى رمزى» و«عائلة كرامة» لـ «حسن يوسف». هذا بخلاف البرامج الحوارية والتى ستأخذ طابعا سياسيا هذا العام بما يتناسب مع طبيعة الثورة والانتخابات البرلمانية والرئاسية التى على الأبواب
هل معنى ذلك أن الخريطة البرامجية هذا العام ستكون أقوى وأكثـر مساحة من الخريطة الدرامية؟
- فى تصوري وتقديري الشخصي..نعم، وأتصور أن الإقبال الجماهيري على البرامج هذا العام سيكون أكثر من الإقبال الجماهيري على الدراما
ولكن رمضان يحتاج إلى البرامج الخفيفة؟
- من قال هذا؟ فقبل أن يكون هناك تليفزيون ماذا كان يفعل الناس فى رمضان؟ كانت الناس ترتاد المقاهي تتكلم فى السياسة، أو تستمع إلى الحكاواتى «اللي كان يتكلم فى السياسة»، وأن كنت مضطرا لوجود الدراما على الشاشة وعدم اختفائها من عليها من باب الريادية، وللمحافظة على وجودنا في السوق من أجل المنافسة
وهل فى رأيك أن الدراما التي سيتم عرضها من العام الماضي تصلح لما بعد 25 يناير؟
- ولا حتى الدراما التي ستنتج الآن تصلح لـ 25 يناير وإلا الشغل «هايبقى مسلوق»، ولكننا سنضطر لعرض الدراما القديمة لإنقاذ الموقف