روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    رواية سبعة أيام فى ميدان التحرير

    فاطمة سعد
    فاطمة سعد
    المراقبه العامه
    المراقبه العامه


    عدد المساهمات : 875
    نقاط : 2615
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 20/03/2011

    رواية سبعة أيام فى ميدان التحرير Empty رواية سبعة أيام فى ميدان التحرير

    مُساهمة من طرف فاطمة سعد الخميس مايو 19, 2011 6:39 pm

    رواية سبعة أيام فى ميدان التحرير S520119135434
    صدر مؤخرًا عن الدار المصرية اللبنانية، رواية جديدة بعنوان "7 أيام فى
    التحرير" للكاتب هشام الخشن، وفيها يستعيد المؤلف أحداث ثورة 25 يناير من
    قلب ميدان التحرير، من خلال سبعة أيام هم الأكثر اشتعالاً بالأحداث.
    ويتناول هشام الخشن فى روايته كيفية تعامل المصريين مع الثورة إذ يقف أمام
    بعض النماذج الإنسانية التى شاركت فى الثورة، وهم من منطقة واحدة شارع حسين
    حجازى بالقصر العينى القريب من ميدان التحرير، وهم من مشارب متنوعة ؛
    ففيهم الإخوانى والقبطى، ورجل الأعمال، وعضو الحزب الوطنى المتنفذ، ومنهم
    الشاب الثائر وطالب كلية الشرطة.
    ويشكل شارع حسين حجازى مسرحًا للأحداث؛ حيث يتوالى ظهور الشخصيات فيه
    تباعًا، ومع دخول كل شخصية يقدِّم المؤلف لمحة جسمية ونفسية وبعض عوالمها
    الإنسانية، ودوافعها للاشتراك فى الحدث الكبير فى ميدان التحرير؛ حيث ما
    تلبث أن تلتقى جميع الشخصيات هناك، ليلعب كل منهم دوره المنوط به، والذى
    تفرضه عليه الأحداث.
    ويرصد "الخشن" الالتقاء فى المظاهرات فى ميدان التحرير يشبه لحظة الانصهار
    أو المطهر للجميع، حيث ينسى الجميع خلافاتهم واختلافاتهم، فرامز الشاب
    القبطى يتجاوز حواره وخلافه مع أمين عضو جماعة الإخوان المسلمين حول حقوق
    الأقليات، ويتحدى رغبة والده فى عدم الخروج، ويندمج مع جيرانه فى الثورة،
    ويهرب من والديه اللذين هاجرا إلى كندا فى قلب الأحداث، اللحظة الكبيرة
    جعلت الجميع ينسى ماضيه ولا يفكر إلَّا فى مستقبل مصر، وفى لحظة الخلاف
    داخل الميدان، ينطلق الشعار الذى يوحد الجميع "تحيا مصر".
    ومن شخصيات الرواية باسم وشيرين، شابان مصريان يرتبطان بعلاقة عاطفية، وهما
    من المنظمين للحدث الكبير، وحولهما وبهما تلتقى جميع الشخصيات من خلال قوة
    الدفع والإقناع التى يملكانها، وحولهما تنتظم غالبية الأحداث، ثم يظهر على
    المسرح عضو الحزب الوطنى «عبد الحميد» المتزوّج من إلهام عرفيًّا، بمباركة
    أهلها، حيث شكل لها مخرجًا آمنا من الفقر، وعندما تأتى أحداث الثورة تغلب
    عليه طبيعة الانتهازية، فيهرب من مصر على أول طائرة إلى الخارج مع أسرته
    الأولى، لتجد إلهام نفسها مدفوعة بقوة قهرية، تحت إحساس الوحدة والقهر، إلى
    الاشتراك فى الثورة، لتكتشف الوهم الكبير الذى تصورته خلاصًا مع عضو الحزب
    الوطنى، فتمر بلحظات التطهر والانشقاق فى قلب الحدث الكبير.
    ومع توالى ظهور شخصيات الرواية، يطل سماحى حليم المحامى القبطى وأسرته
    المتدينة ماجد الطبيب المهاجر إلى كندا، ورامز الطالب المتفوق وأول دفعته
    فى كلية الحقوق، وينتظر التعيين فى النيابة لكنه لن يناله لأنه قبطي، ومع
    تصاعد أحداث الثورة، تهرب الأسرة الأم والأب إلى كندا، لكن رامز يصر على
    البقاء ويهرب من والديه فى المطار، عائدًا إلى ميدان التحرير، حيث وجد نفسه
    وكينونته، وشعر بأنه مواطن مصرى للمرة الأولى فى حياته، ويظل فى الميدان
    لا يغادره إلَّا مع تنحى الرئيس.
    ومن شخصيات الرواية أيضًا شريف طالب كلية الشرطة، الذى اكتشف زيف أخيه عادل
    ضابط أمن الدولة الكبير، ومع تشابه الأحداث وتعقدها ينخرط فى ميدان
    التحرير وفى يوم الأربعاء وبعد موقعة الجمل الشهيرة يتخذ قراره الصعب
    بالاستقالة من الكلية ويحوِّل أوراقه، إلى كلية الحقوق، فطوال الأحداث كان
    ضابط أمن الدولة يسخر من المتظاهرين أمام أخيه عادل ويخبره أنه «لا وقت
    لديهم لعصابة حمادة وتوتو وشلة هيثم وتمورة التى تكافح على الفيس بوك،
    وغالبًا سيرسلون لهم قوات خاصة سلاحهم الأساسى هراوات من النايلون حتى لا
    تفسد تسريحة شعرهم».
    وأيضًا شخصية خالد السيد وزوجته الأمريكية «كارول» وطفلاهما آدم وسارة،
    وخالد هو الشخص العصامى الذى شق طريقه بمفرده وبمجهوده وكفاحه حتى صار من
    أكابر رجال السياحة فى مصر، لديه ڤيلا فى القطامية، وأخرى فى العين السخنة،
    وبرغم نشأته الفقيرة، فإن موقفه من الثورة ظل يراوح بين الرفض والتأييد مع
    صعود الأحداث وهبوطها، إلى أن يحسم أمره بالانخراط فيها.
    وأخيرًا تأتى شخصية عبد الله، أحد شباب الإخوان الذى أتته التعليمات من
    قياداته بعدم المشاركة فى وقفة الغضب يوم 25 يناير بصفتهم أعضاءً منتمين
    لجماعة الإخوان، وإن كان ليس هناك مانع من المشاركة بالصفة الشخصية لأى عضو
    منهم.. تحسبًا للخشية من ممارسات قديمة بينهم وبين أمن الدولة أو إحساسًا
    غير واثق من نجاح هذه الوقفات الاحتجاجية، فيدفعون ثمنها عواقب
    وخيمة..فنجده يقول لباسم حين دعاه للمشاركة «البركة فيك وباقى الشباب تقفوا
    عنا..أدعو لك بالتوفيق إن شاء الله». وهو موقف لا يختلف كثيرًا عن موقف
    عائلته فالوالد آثر استخدام مبدأ التقية حين اختار النفى الاختيارى فى
    السعودية.
    لكن حماسة الهتاف وموقف باسم البطولى الشخصية الرئيسية فى الرواية،
    والإيمان الداخلى الشديد لدى عبد الله، بأن انتماءه إلى هذه الأرض وهذا
    الوطن أكبر بكثير من أى انتماء آخر يدفعه إلى قلب ميدان التحرير، وعندما
    بدأ يهتف متناسيًا صفته الشخصية ومتذكرًا انتماءه إلى الإخوان،لم يستجب
    المتظاهرون لصياحه "إسلامية..إسلامية"، فيهتفون "مدنية..مدنية"، يخرج من
    المظاهرة ويعود إلى موقف المتفرِّج، ثم يتجلى الانتماء الأكبر فى إسراعه
    إلى إنقاذ المتظاهرين من سطوة الأمن الذى كاد أن يحسم الأمر لصالحه، فيعود
    إلى المشاركة فى إنقاذ الثورة وتأكد نجاحها.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 5:31 am