حالة من الحزن والاستياء تعم الأوساط التجارية والاقتصادية الاسرائيلية
إزاء ما اسموه انهيار علاقاتهم التجارية مع مصر بعد قيام ثورتها الشعبية ،
هذه الحالة تحدثت عنها صحيفة ذا ماركر الاخبارية الاسرائيلية ناقلة عن رجال
اعمال إسرائيليين شعورهم بأنهم "يتامى " و"بلا أب" بعد دخول جمال مبارك
نجل الرئيس المصري المخلوع السجن بعد أن كان القطب الرئيسي في العلاقات
بين الجانبين المصري والاسرائيلي وصداقته للكثير من رجال الاعمال في تل
أبيب .
رجال الاعمال ـ الذين لم تذكر الصحيفة اسمائهم ـ تحدثوا في أسى عن
تحول عمل سنوات الى لا شئ بسبب الثورة الشعبية المصرية ، لم يقتصر هؤلاء
بوصف جمال مبارك بأنه كان "الوسيط" في الصفقات الاقتصادية بين القاهرة وتل
أبيب بل اكدوا انهم يشعرون بأنهم "يتامى بلا أب "كما يشعرون ب"حالة من
القلق ازاء المستقبل في غياب والدهم "
تحدثوا ايضا للصحيفة عن تغير حالة نجل الرئيس السابق النفسية في النصف
الثاني من العام الماضي لافتين إلى رفضه الالتقاء بهم والتحدث معهم
ومطالبته لهم بالانتظار قليلا حتى تحل بعض المشاكل السياسية .
"بدونه كان من الصعب علينا تحريك الأمور والصفقات" هكذا يستمرون في وصف
جمال مبارك ، الأن ـ يضيف رجال الاعمال الاسرائيليون ـ ندفع الثمن ثمن
علاقاتنا ودعمنا لنظام جمال ووالده ، الثمن هو موجات العداء والكراهية
التي يبديها الشعب المصري الثائر ضد تل أبيب "
الصورة يوضحها اكثر اليران ملول ـ مسئول وزارة الخارجية الاسرائيلية
والوسيط بين القاهرة وتل ابيب في عدد من الصفقات ـ يتحدث ملول عن حالة
من التجمد في العلاقات الاقتصادية تسود هذه الايام بين الجانبين المصري
والاسرائيلي في ظل الملاحقات القضائية لوزراء النظام السابق وعلاقاتهم بتل
أبيب ، الوضع السياسي في مصر ما زال غامضا ولن يكونه واضحا وجليا الا
تهاية العام وبعد الانتخابات البرلمانية في سبتمبر المقبل وانتخابات
الرئاسة في ديسمبر
الاسرائيليون العاملون بمصر يشعرون بقسوة الحياة هناك " ،يتحساق جال باحث
بجامعة تل ابيب يؤكد للصحيفة في الوقت نفسه ان 100 شركة اسرائيلية على
الأقل تبيع بضائع للدول العربية ومن بينها مصر عبر شركات أجنبية كنوع من
التمويه على صفقاتها واعمالها التجارية ، لن تجدوا على المنتجات
الاسرائيلية هناك عبارة (صنع في إسرائيل).
القلق على اتفاقية الغاز يسبب نفس الحالة من الذعر بين رجال الأعمال
الاسرائيليين ، فالصحيفة تتحدث عن توفير تل أبيب ل1.7 مليار شيكل بسبب
امتلاكها للغاز المصدر من القاهرة
تعود ذاماركر الى جمال مبارك لتخبرنا ان تورطه في قضايا فساد تتعلق بالتربح
من صفقات الغاز يزيد من حالة القلق عند رجال الاعمال الإسرائيليين الذين
تعاملوا معه .
جابي بار ـ مدير قسم الشرق الاوسط بوزارة البنية التحتية الاسرائلية ـ يؤكد
للصحيفة أن الكثير من الاسرائيليين يظنون ان القاهرة تحبنا لكن العلاقات
بين مصر واسرائيل كانت تتم بسبب اعفاء البضائع من الضرائب في الولايات
المتحدة ، المصريون اجروا صفقات معنا لا عن حب وانما لحاجتهم الاقتصادية
لذلك ، وما سيحدث مستقبلا بعد الثورات الشعبية لن يكون فقط تحول القاهرة
لدولة عدوة ضدنا وقطعه العلاقات معنا بل سيكون هناك سيناريوهات اسوأ من ذلك
.