رأى حزب التحرير في بيان له أن خطاب أوباما الذي وجهه إلى شعوب الشرق الأوسط كان مليئا بالمغالطات حين تحدث عن دعم أمريكا لشعوب المنطقة في ثورتها ضدّ حكامها الديكتاتوريين، حيث قال الحزب أن كلّ ذي عينين يرى ويعلم أنّ الحكام الطغاة في بلاد المسلمين هم ربائب الغرب وخاصة أمريكا، وأن الجميع يعلم العلاقة القوية التي جمعت بين مبارك وأمريكا، وكيف كان مبارك رجل أمريكا في الشرق الأوسط، وقد شاهد الجميع كيف كانت أمريكا ترى وتسمع بطش مبارك بالناس وقتله المئات وجرح الآلاف وإقتحام الخيول والجمال لمخيماتهم، ومع ذلك لم تحتجّ أو ترفعِ الصوتَ إلا عندما أيقنت أن مبارك قد أصبح عاجزاً عن قتل المزيد، وأن الثوارَ يكادونَ يطبقون على عنقه بأيديهم دون خشيةٍ من (بلطجيته)! عندها غيّرت أمريكا اللهجة وبدّلت الموجة، ولفظت مبارك وطفقت تبحث من حرسه القديم والجديد من يملأ مكانه لخدمة مصالحها."
وأكد الحزب على أن نهج أمريكا في التعامل مع ثورة مصر على مبارك هو عينه نهجها في التعامل الآن مع ثورة الشعب السوري ضد بشار الأسد، حيث رأى أنّ لين الخطاب الأمريكي نحو النظام السوري أمر مشهود ورغم القتل والمجازر والجرحى وتكسيرِ الناسِ وهدمِ المنازل والمساجد طِوال شهرين كاملين، فإن أمريكا كانت تغض النظر عن النظام السوري، ولمّا تصاعد تصميم الناس على خلع النظام رغم غزارة الدماء خرجت أمريكا بتصريح خجول تقول فيه: إن على بشار أن يقود التغيير السياسي أو يرحل!
وهو ما أعتبره إمهال من أمريكا لبشار ليقتلَ الناسَ ويبطشَ بهم، حتى إذا ما أصبح عاجزاً عن قتل المزيد، وأوشك على السقوط في أيدي الثوار فستخرج بتصريحات تتملقُهم بها وتنفضُ يدها من دعم طاغية الشام!
وحول ما جاء في خطاب أوباما حول رؤيته لحل قضية فلسطين رأى الحزب أنّ أوباما قد رفع فيه من نبرة صوته في دعم دولة يهود وحماية أمنها، وأنه قد أخرج القدسَ واللاجئين من أيّ بحث، ومزج بين حدود (67) وتبادل للأراضي في نصّ صريح لإدخال المستوطنات في دولة يهود.
ولكن الحزب أكد أن خطاب أوباما بمغالطاته لن يستطيع تغيير صورة أمريكا في ذهن المسلمين، في إشارة منه إلى إحتلال أمريكا للعراق وأفغانستان وسجن غوانتانامو، وقصفها المستمر من طائراتها على المسلمين في باكستان، وإغتيالها لابن لادن، و دعمها المستمر لليهود في فلسطين في جرائمهم المستمرة ضد أهل فلسطين.
وقال الحزب أنّه من المؤلمَ أن أوباما في خطابه يتنقل في بلاد المسلمين، فيصول هنا ويجول هناك، ويعرج على هذا البلد وينتقل إلى غيره، قائلاً هذا يجوز وهذا لا يجوز، كأنّ بلادَ المسلمين بعض ولايات أمريكا!.
وحث الحزب المسلمين على ضرورة العمل والإسراع في إقامة دولة الخلافة التي ستنهي عنجهية أمريكا وتعيدها إلى عقر دارها منكفئة