المزيد من الإجابات فى التحقيق التالى:
إطاحة وليس تكريم هذا ما بدأ به حديثه د. عبد القادر يس - المفكر الفلسطينى – مؤكدا أن الإطاحة بالعربى تأتى كعقاب له على موافقه السياسية التى تعلى المصلحة الوطنية بالدرجة الأولى، وهو ما لا يرضى بالطبع خدام الأجندة الصهيو – أمريكية، وهم كثيرون من القائمين على شئون الحكم فى دول المنطقة.
وأضاف قائلا ان تصريحات العربى وموافقه الوطنية ذات الطابع العروبى، قد فجرت الغضب لدى صناع القرار فى تل أبيب بعد أن اعتادوا الخنوع من جانب القيادات السياسية العربية على مدى عقود ماضية، وقد ظهر هذا الغضب واضحا فى لهجة التصريحات الإسرائيلية التى استمرت حتى اليوم الذى تم فيه اتخاذ قرار الإطاحة بالعربى، وهو اليوم ذاته الذى زار فيه القاهرة، مسئول صهيونى – عسكرى كبير، تلاه بساعات قليلة قيام القيادة السياسية فى مصر بسحب اسم مصطفى الفقى من الترشح لمنصب أمانة الجامعة، ليحل اسم العربى بدلا منه.
وواصل بقوله ان اختيار لهذا المنصب خساره فادحة للسياسة الخارجية المصرية ويعد تنحية له عن لعب دور فى شئون مصر الخارجية بعد أن شهدت الخارجية المصرية فى عهده القصير تحولا إيجابيا لصالح القضية الفلسطينية، كانت أهم معالمه، رفضه الشديد للجدار العازل الذى شيدته اسرائيل ووصفه له بأنه جدار عنصرى فضلا عن انتقاده الموقف الذى كانت تتبناه مصر تجاه الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات، اعتراضاته كذلك على الاتفاقيات المصرية الاسرائيلية بصيغتها الحالية التى تنتقص من سيادة مصر على أراضيها، إلى جانب النظر فى فتح معبر رفح مع غزة وعودة العلاقات الدبلوماسية مع ايران.
د . حسن نافعة - رئيس قسم السياسة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية – اختلف مع سابقه قائلا ان شخصية الدكتور نبيل العربى لا تقبل العقاب ولو كان الامر بمثابة عقاب او غيره لما تقبلته هذه الشخصية واذا لم يكن مقتنعا بمنصبه الجديد لكان على الفور رافضا شغله ولكن وجهة النظر تمثلت ان شخصية تستطيع ان تقوم بدور كبير ومهمة وطنية لاتقل عن مهمة وزير الخارجية مضيفا انه وان كنا نفضل استمراره فى الخارجية الا ان العربى يحمل رؤى افطار مجددة هدفها الاصلاح فى الفترة المقبلة خاصة بعد 25 يناير كما ان لديه فكر لمعالجة سلبيات الماضى التى اثرت على مكانة مصر وريادتها ودورها الفاعل فى مسار الاحداث دوليا ومن ثم فهو جدير بشغله منصب امين عاما لجامعة الدول العربية لان مهمتها لا تقل شيئا عن منصب وزارة الخارجية .
أما اكد ماجدى البسيونى - مفكر وكاتب سياسى – فقد أكد أن كل من الشعب المصري والخارجية المصرية كانا فى حاجة ماسة لدور قوى متمثل فى أداء العربى السياسي، ووجدنا كثوار من يتحدث بصوتنا عندما نادى بفتح معبر رفع ومد علاقاته جديدة مع ايران وتقوية دور مصر فى افريقيا واحياء دور مصر العربى والاقليمى كما كان فى السيتنات، اضافة الى ان د. العربى كان من أشد المنقدين للكيان الصهيونى، والأكثر تأييدا للحقوق الفلسطينية فى أراضيهم المحتلة، والاجدر بمواجهة العدو الصهيونى .
إلا أنه من ناحية أخرى لفت النظر ان الجامعة العربية فى هذا التوقيت تواجه تحديات هائلة مضيفا انها تحتاج الى اعادة هيكله وروح جديدة تفكر تضلعات الشعب العربى لمزيد من الحرية ومن ثم اختيار العربى كان هو الحل الامثل .
وفى نفس السياق تحدثت د. نشوى الديب - أمين الشئون العربية فى الحزب الناصرى - ان شخصية د. العربى تحظى لما تتمتع به من خبرة دبوماسية وقانونية استطاع ان يكتسبها من خلال شغلة منصب وزارة الخارجية وهو ماجعل اسمه يتردد بقوة من جانب شباب ثورة 25 يناير لتولى هذا المنصب الرفيع و بالفعل جاء بتأييد الشعب.
واضافت ان تعييينه لمنصب امين عام لجامعة الدول العربية انقاذا لموقف مصر لان فى ذلك الوقت الترشيح كان لمصلحة قطر ومصر اما ان تتحرك على الفور لطرح بديل او نترك المكان للمرشح القطرى عبد الرحمن العطية .
وبالفعل سحبت قطر من قامت بترشيحه بعد ان غيرت مصر مرشحها ورأى ان ذلك بدأوا وكأن قطر ومصر ارادتا الا يظهر اى منهما بمظهر الرابح او الخاسر على حساب الاخر مؤكدة ان انسحاب المرشحين كان حلا وسطا على الارجح .
ووافق د . سيف الدين عبد الفتاح استاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة هذا الرأى .
قائلا ان تعيين الدكتور نبيل العربى امينا عاما لجامعة الدول العربية كان أمرا ضروريا بسبب الرفض الشديد الذى كان من العديد من الدول على شخصية المرشح الذى سبقه وهو د . الفقى مضيفا الى ان شخصية العربى لم يختلف عليها اثنين فى موافقتها لهذا المنصب الحساس كما ان مصر كانت فى ضرورة ملحة لشخصية مثل شخصية العربى الذى سوف يعمل جهوده على اصلاح الجامعة العربية مستقبلا .