الأرثوذكس أن رجل الأعمال القبطي هاني عزيز ليس مستشارًا له ولا يمثله، عن
بوادر حرب طاحنة بدأت تلوح في الأفق بين الديناصورات الحاكمة في
الكاتدرائية وهم من أصحاب المال والسلطة والنفوذ والتأييد الشعبي داخل
الكنيسة وخارجها، فقد أعاد البيان فتح ملف الوقيعة التي جرت بين البطريرك
وسكرتيره الشخصي نيافة الأنبا يؤانس عام 2009 . وكان يؤانس قد فوجئ أثناء
مصاحبته للبابا في رحلة علاجية مماثلة بمجمع كليفلاند الطبي بأوهايو بنشر
تقرير قيل إنه كتبه بخط يده عن نبوءة جاءته من القمص فانوس الأنبا بولا
الملقب بقديس العصر تقول إن يؤانس سوف يصبح بطريركا للأقباط في 22 أغسطس
2009 وهي النبوءة التي نفاها الأنبا دانيال أسقف ورئيس دير الأنبا بولا
وقتها. وفيما حاول الأنبا يؤانس نفي التهمة فقد اعترف بأنه عاد ليجد قلاتيه
قد تم اقتحامها وكسر درج مكتبه وسرقة مذكراته والتي كتب فيها إنه رأي حلما
بذلك واعتقد أنه رؤيا بوفاة البطريرك في أغسطس 2009 وتنصيبه بدلا منه وعلي
هذا الأساس تم نفي الأنبا يؤانس لمكانه الأصلي بدير الأنبا بولا للسيطرة
علي غضب الأقباط العارم من هذه المذكرات. في هذا التوقيت ومنذ عامين رضخ
الأنبا يؤانس بشكل مؤقت لقرار البابا لكنه توعد بكشف اللعبة التي أحيكت ضده
وعقاب المتورطين فيها وهنا ذكر اسم رجل الأعمال هاني عزيز وكذا الدكتور
ثروت باسيلي اللذين كانا يرغبان في عزل الأنبا يؤانس للتخلص من سيطرته
المحكمة علي المقر البابوي وشئون الكنيسة وهذا وإن لم يثبت وقتها لكنه نما
إلي علم البابا شنودة الثالث، ما دعاه للعدول عن قراره وإعادة يؤانس لعمله
مع تعيين الأنبا بطرس سكرتيرا ثالثا له بجانب أرميا ويؤانس ليتولي السكرتير
الجديد ملف النشاط الإعلامي والقنوات القبطية، وهكذا يتخلص البابا من عقدة
الإعلام التي كانت سلاح باسيلي وعزيز. وبعد سنتين فوجئ البطريرك خلال
الأسبوع الماضي وهو بمجمع كليفلاند الطبي بأحد رجاله المخلصين في
الكاتدرائية يخبره بأن هناك مؤامرة تحاك ضد مساعديه وذلك بدءاً من تصريحات
علي لسان هاني عزيز الذي وصفه الإعلام بمستشار البابا تؤكد أنه سوف يرأس
اجتماعا بصفته أمين جمعية محبي مصر السلام الخيرية تحضره كاميليا شحاتة
صاحبة الأزمة الشهيرة وبعض رموز ومشايخ السلفية وذلك بمقر الكاتدرائية وفي
محاولة منه لإنهاء الانقسام الرهيب بين الكنيسة والجماعات السلفية. وأبلغ
"فاعل الخير" البطريرك بأن هاني عزيز استغل سفر البابا للخارج ليأخذ دوره
ويصبح زعيما للأقباط في خطوة لم يقدم عليها عزيز إلا بعد سفر البابا
للخارج. وبحسب مصادرنا فقد وجد البابا ضالته في هذه الأزمة بعد حرب طاحنة
يشهدها المقر البابوي منذ فترة طويلة بين العمالقة الكبار الحاكمين فيه
وعلمنا أن نيافة الأنبا يؤانس كان وراء الاقتراح بإصدار بيان فوري في باطنه
عزل هاني عزيز من جميع مناصبه ومهامه غير الرسمية في الكنيسة وفي ظاهره
التأكيد علي أن عزيز ليس مستشارا للبابا ولا يمثله وإن أي دعوة تصدر عنه هي
دعوة شخصية لا تمثل الكنيسة ومن داخل الكاتدرائية علمت الأنباء الدولية أن
شكاوي عديدة كانت تقدم للبابا بشكل سري يطلب فيها أصحابها تنحية هاني عزيز
عن البابا بزعم أنه يسيء إليه وللكنيسة وذلك بعد ظهور عزيز في عدة حفلات
وتصويره مع فنانات وراقصات في صور خليعة بل إن أحد الصحفيين في جريدة
البشاير قد قام بتصويره بصحبة عدد من الفتيات يجلسن علي رجليه، وتزامنت
جملة التشهير بفضائح هاني عزيز مع تزايد الغضب البابوي تجاهه ورغبة
الأساقفة الكبار في التخلص منه. هكذا صدر القرار من أوهايو والذي أعلنه
القمص سرجيوس سرجيوس وكيل الكاتدرائية ليغلق ملف الإمبراطور الذي كان همزة
الوصل بين البابا والنظام السابق وتضامنت الرغبة في عزله مع الشكاوي من
رعايته لحفلات تحضرها الفنانات والراقصات والظهور بشكل غير لائق في أماكن
عامة حسبما أفادت الشكاوي لتتم تنحيته رسمياً.
الانباء _ اشرف فهيم