عقدت القوي السياسية والحركات الداعية لجمعة الغضب
الثانية اجتماعات مكثفة أمس لتوحيد الآراء والشعارات والأهداف والتنسيق علي
المنصة بالميدان لاحتواء الخلافات ودحض الشائعات التي تستهدف الوقيعة بين
الثوار وفي هذا الإطار شكل ائتلاف الثوار لجاناً شبابية لحماية الميدان
وتأمينه من محاولات الاختراق من قبل فلول النظام السابق والعناصر المخربة
الساعية لإحباط محاولات ملاحقة رموز الفساد السياسي.
يأتي ذلك في
الوقت الذي أعلنت فيه جماعة الإخوان المسلمين عدم مشاركتها رسمياً في
مليونية ملاحقة الفساد السياسي ممسكة بالعصا من المنتصف بدفع عناصر من
الجماعة لمشاركة الائتلافات الشبابية للحفاظ علي مصالحها مع جميع التنظيمات
فيما انقسم السلفيون ففي حين أكد عبدالمنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم
الدعوة السلفية رفضهم المشاركة فإن صفوت حجازي أمين رابطة علماء السنة أعلن
مشاركته لملاحقة بقايا النظام المشاركين في الفساد السياسي.
.. وغداً استطلاع رأي بالتحرير حول الدخول في اعتصام مفتوح
أعلن اتحاد شباب الثورة انهم سيشاركون في مليونية الغد
وبقوة، وذلك عقب اجتماع الهيئة العليا للاتحاد المنعقد أمس، مؤكدين أنهم
لا يرهبون قوة الأمن التي قد يلوح بها البعض معتبرين أن أهم أسباب مشاركتهم
هي محاولات الالتفاف علي مطالبهم الواضحة والمشروعة بعقد محاكمات بتهم
الفساد السياسي، وتجاهل شباب الثورة في الحوار الوطني الحقيقي ومحاولة
الوقيعة بين الثوار وإقحامهم في معارك إعلامية مع بعض التيارات الدينية،
ومعالجة الحكومة الأزمات بذات الطريقة الأمنية التي استخدمها النظام السابق
وإقصاء القوي الثورية الحقيقية وإيهام المجتمع بأن هناك حوارًا سياسيا
يجري بالمخالفة للحقائق حيث يمثل في هذا الحوار المزيف رموز النظام السابق
والمعارضة الكارتونية.
وطالب الشباب في بيان لهم أمس باسقاط
الإعلان الدستوري والدعوة للجنة تأسيسية للدستور الجديد وإلغاء المحاكمات
العسكرية وإحالة أي متهم في أي جريمة للقضاء المدني واسقاط الحكومة وتشكيل
حكومة انتقالية مستقلة وتطهير المحافظات والجامعات والإعلام وحل المحليات
واسقاط قوانين منع التظاهر والاعتصام والإضراب وقانون مباشرة الحقوق
السياسية وإعادة صياغة بنية تشريعية تحقق العدالة وتدعم الديمقراطية.
وقال
البيان إن القوي السياسية توافقت علي إجراء استطلاع للرأي داخل الميدان
الجمعة المقبل حول فكرة استمرار الاعتصام أو الاكتفاء بالمظاهرة ليتحدد
الموقف بناء علي ما سيفرغه من نتائج.
ووقع البيان كل من الجبهة
الحرة للتعبير السلمي واتحاد شباب الثورة وحركة شباب 25 يناير وشباب
الناصري ومركز عرب بلا حدود و6 أبريل والثوار العرب واللجان الشعبية
المستقلة لحماية مكتسبات الثورة وثوار ماسبيرو وشباب من أجل العدالة.
أوضح
حمادة الكاشف عضو المكتب التنفيذي لاتحاد شباب الثورة أن الحركات التي
تدعو لمقاطعة ثورة الغضب الثانية طبيعي أن تتهم شباب الثورة بتعطيل عجلة
الإنتاج، مؤكدًا أن هذه المظاهرة تهدف لتحسين الأوضاع السياسية والاجتماعية
في مصر وتطالب بفرض شروط ومطالب يسعون لتحقيقها من أجل سير حركة الإنتاج.
وقال
الكاشف: إن تلك الجماعات التي تدعو للمقاطعة تطالب بالأساس لتكريس المجلس
العسكري وتطالب باستمراره في السلطة علي الرغم من أنه يتلقي الكثير من
النقد والتي سيخرج شباب الثورة لإعلانها في ميدان التحرير.
وأعلن
الكاشف أن الاتحاد سيعلن إنه في حالة عدم الموافقة عن مطالبهم التي سيقررون
في الميدان سيقدمون علي عمل اعتصام كامل داخل الميدان لحين تنفيذ المطالب،
موضحًا الفرق بين اعتصامهم وفكرة إضرابهم عن العمل مشيرًا إلي أن دعوتهم
للاعتصام لن تؤثر علي الانتاج.
فيما كثف الشباب من لقاءاتهم أمس بهدف توحيد الكلمات علي المنصة والأهداف.
أكد
محمد القصاص عضو ائتلاف شباب الثورة والمتحدث الإعلامي أن الائتلاف منذ
البداية لم يدع لثورة جديدة ضد المجلس العسكري وإنما دعواته دائمًا ما تصب
للحفاظ علي الاستقرار واستكمال محاكمة الفاسدين وتطهير أجهزة الأمن ما يحقق
الاستقرار الأمني للمواطن المصري من خلال الدعوه لـ«جمعة الفساد السياسي»،
واصفًا الاتهامات بإفساد الثورة والبلاد بأنها محاولات تخويف متعمد من
بقايا النظام السابق حتي لا تطالهم عجلة المحاكمات وتقضي عليهم ومعهم
مجموعات من المستفيدين من النظام السابق.
قال خالد تليمة عضو
ائتلاف شباب الثورة: إن هذه الاتهامات هي مجرد فزاعات تستخدمها بعض الجهات
للتأثير علي الرأي العام وعلي رأسها الأمن والاقتصاد والاحتقان الطائفي حتي
ينقم الناس علي الثورة وتضطر أن ترضي بالقليل من المطالب، وهو المقصود في
المراحل الانتقالية. وأوضحت رنا فاروق عضو اتحاد شباب الثورة أن التظاهرات
السلمية لا تعطل العمل والحياة اليومية ولا تتسبب في أضرار اقتصادية أو
أمنية وهو ما يدعمه الاتحاد الذي يسعي دائمًا للحفاظ علي الأمن وليس
الاعتصامات المستمرة والتي قد تتسبب في اندساس بعض الأيادي الخبيثة.