من طرف 
يأتي مشهد احتشاد الناصريين داخل ضريح جمال عبد الناصر أمس الأول في ذكري مرور 57 عامًا علي ثورة يوليو وبداية تحرك قيادات الحركة الناصرية من جديد ليعبر عن شعور عميق بأزمة أحد التيارات السياسية الرئيسية في مصر وهي الأزمة التي يبدو أنها ستخلق في القريب وحدة «من نوع ما» بين الناصريين، فإن فشل التيار القوي والمأزوم منذ سنوات في خلق تنظيم سياسي واحد، فإنه سيستطيع علي الأقل خلق وحدة في حركة التيار المنقسم حتي الآن إلي فصائل مختلفة تنظيميًا، وقد كان مشهد تجرك سامح عاشور ـ النائب الأولي لرئيس الحزب الناصري ـ النزول إلي ضريح عبد الناصر في أعقاب انتهاء معركة انتخابات نقابة المحامين لافتًا
لاسيما بعد التصريحات التي أدلي بها والتي صبت في خانة الدعوي إلي تيار موحد وبرامج حديثة ـ تحافظ علي ثوابت ثورة يوليو ـ وهو ما يعني بداية جديدة للحزب الناصري يسعي خلالها إلي توحيد الحركة الناصرية في مصر، وشعورًا بأزمة حقيقية تمر بها مصر والأمة العربية تتطلب توحيد الجهود.
ما يشير إلي بداية جديدة للحزب الناصري لم يكن فقط الاحتشاد في ضريح عبد الناصر بل كان قيادة سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب الناصري للاجتماع الأخير للمكتب السياسي في غياب ضياء الدين داوود ـ رئيس الحزب ـ ومناقشة موضوعات تتعلق كلها بمستقبل الحزب مثل الانتخابات البرلمانية والمحلية القادمة فضلاً عن دور الحزب خلال المرحلة المقبلة وكيفية وجوده بشكل حقيقي في الشارع وبين المصريين.
من جانبه أكد سامح عاشور أن نزوله إلي ضريح جمال عبد الناصر وسط الناصريين يأتي كبداية للتحرك من أجل الدعوة لوحدة التيار الناصري. مضيفً: نحتاج إلي توحد التيار في مصر ونحتاج إلي برامج حديثة يتفق عليها جميع الناصريين تحافظ علي ثوابت ثورة يوليو وتستطيع التعامل مع روح العصر.
الإحساس بوجود جماهير ناصرية تسعي إلي التوحد وتحتشد في ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر جعل عددًا من القيادات الناصرية تري أن مستقبل الحزب والتيار سيكون أفضل، فالدكتور محمد أبو العلا ـ نائب رئيس الحزب الناصري ـ يري أن مشهد احتشاد الناصريين من مختلف المحافظات المصرية في ضريح عبد الناصر سيكون بداية جديدة في حياة الحزب الناصري ومرحلة جديدة تسعي إلي وحدة الحركة بداخل التيار إن لم نستطع توحيد التيار في تنظيم واحد.
وأشار أبو العلا إلي أن هناك عددًا من الفعاليات قد استطاعت أن تنجز جزءًا من مهمة توحيد التيار الناصري مثل اللجنة التنسيقية التي ضمت كل فصائل الناصريين، ورحب أبو العلا بتحرك قيادات ناصرية من أمثال سامح عاشور وغيره، مشددًا علي أن الحزب الناصري سيسعي إلي وحدة التيار خلال الفترة المقبلة لأن مصر في مرحلة تتطلب وحدة التيار. أما سيد عبد الغني ـ عضو المكتب السياسي للحزب ـ فقد أشار إلي أن الفترة القادمة ستشهد حركة جديدة في وسط التيار والحزب الناصري لاسيما ومصر مقبلة علي انتخابات برلمانية ومحاولات من نظام الحكم لتوريث الرئاسة، والردة علي مبادئ الجمهورية التي أسسها جمال عبد الناصر، مشيرًا إلي أن تواجد الناصريين معًا في احتفالات ثورة يوليو ستكون بداية جديدة.