ومع تطوره و نشوء المدنيات و الحضارات تزايدت إحيتاجاته و تشعبت في كافة
مجالات الحياة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الأخلاقية و الثقافية ،
وأصبحت المصالح الشخصية و ما يتعلق بها من مصالح العائلة و العشيرة و
الفئة الخاصة هي العامل المؤثر و المحرك لنشاطه ، و الأساس الذي يعتمده في
تكوين علاقاته و رسم أبعاد سلوكياته العامة و الخاصة .
هذه الحالة التي بدأت تأخذ مع استمرار تفاعلها و تطورها على مرّ التاريخ
أبعادا أكثر شمولية و منهجية بحيث أصبح الصراع على الوجود و المصالح من أهم
القضايا التي تشغل الفرد و الفئات و الجماعات ، ومفهوم هذا الصراع سيأخذ
في مراحل لاحقة عدة اوجه منها مفهوم الصراع الذي تقوم به الدولة أو الذي
يقوم به المجتمع للحفاظ على حياة أفراده و حماية مصالحهم باعتبارهم مجموعة
واحدة متجانسة ، و مفهوم يأخذ وجه آخر ينحصر في الصراع بشكله المعلن أو
المخفي الهادف إلى تحقيق مصالح خاصة ليست عامة ، و هذه الأخيرة ستكشف عن
نفسها بشكل واضح مع قيام المجتمع بعملية الإنتاج لتأمين حاجاته الضرورية
حيث أنه في هذه المرحلة سترافق عملية الإنتاج التي يقوم بها المجتمع ظهور
ثروة اجتماعية هائلة يصرفها المجتمع في مجالات مختلفة و هو ما سيثير لعاب
فئة من الأشخاص رجحت مصالحها الشخصية على جميع المبادئ و الاستحقاقات (
الالتزام و التضحية ) ، فكان سلوكها انعكاس طبيعي لما يختلج في ذاتها من حب
الذات و المصالح الشخصية ، فباتت تشكل أحد أخطر الأمراض السياسية و
الاجتماعية التي كان لها آثارها السلبية الخطيرة في انحراف مسيرة الجماهير
التواقة إلى التطور، و الحيلولة دون التعبير عن إرادتها و تمتعها بالحرية و
العيش بسلام ، فهؤلاء لم يستطيعوا أن يدركوا بأنه لا وجود لهم بلا جماعة و
بلا مجتمع متماسك يحميهم و يحفظ له تطلعاتهم و على يديه تتحقق أمانيهم في
الحياة الكريمة ، و أن تلك المصالح كانت ستتحقق فيما لو لم يستعجل أصحابها
تحقيقها بصورة آنية و فورية من خلال الالتفاف على كل القيم و المثل و سحقها
تحت الأقدام و التلاعب بمفاهيمها ، الأمر الذي جعل من هذه الفئات و لا
زالت عقبة كأداء أمام مسيرة تطور الأمة ورقيها . لذلك كان لا بد من نظرة
متعمقة لهذه الفئة التي تلاعبت بمقدرات الأمة ، و نشرت ثقافتها التبريريه
لممارستها النفعية في أوساط المجتمع ، مع اعترافنا بقلة الدراسات التي
واجهت هذا النوعية من البشر بشكل مباشر و صريح .
و
ما نعنيه بهذه الفئة هي الوصولية و الانتهازية التي أصبحت اليوم من أخطر
الآفات التي تنخر في أوصال المجتمع و أسسه ، و معولا هداما يعمل على القضاء
على ما تبقى من القيم و المبادئ ،لاسيما وأننا نلمس المبدأ الانتهازي في
زمننا هذا أكثر من أي زمن مضى خاصة بعد أن قنن ووضعت له الضوابط و الأطر
التي تجعل ممن لديه ميولا خفية رجلا انتهازيا مع مرتبة الشرف إن هو استجاب و
لم يردعه دين أو قانون أو عرف ، و لا نعني بكلامنا هذا أن الإنسان لم يعرف
هذه الفئة من الناس إلا في زمننا هذا فالأصولية و الانتهازية ليست مفهوما
جديدا يستخدمه المثقفون و السياسيون في مصطلحات القاموس السياسي الحديث ،
بل كان أسلوبا متبعا منذ أن قامت البشرية ، فهي ظاهرة إنسانية خطيرة تطفح
بشكل عنيف في النفوس الشريرة و تظهر على السطح في الظروف العصيبة ، و لها
عواقبها و انعكاساتها السيئة على المجتمع كسائر الظواهر و الآفات
الاجتماعية الأخرى ، لأن الانتهازي لا ينتمي للأمة فحسب بل يحطم صمودها و
يجعلها في بلبلة شديدة و يفقدها قدرة التمييز بين الحقيقة و الزيف بحيث
تضيع المقاييس و المعايير فتتمزق من الداخل و تصبح كالأشلاء ، بل إن
ممارساته الضيقة الأفق شكلت مدخلا يدفع الأمة بكل شرائحها و بكل ما تمتلكه
من قيم و مثل و إنجازات ضخمة و عظيمة و تاريخ حافل على صعيدي النظرية و
التطبيق إلى هوة سحيقة .
ما هي الانتهازية :
تشتق الكلمة في معناها اللغوي من مادة ( نهز ) التي تعني اغتنم ، و
الانتهاز هو المبادرة و يقال انتهز الفرصة أي اغتنمها و بادر إليها ، و هي
في معناها الاصطلاحي أو السياسي لا تختلف كثيرا عن المعنى اللغوي المشار
إليه فالإنسان العاقل هو الذي يغتنم الفرص و يستثمرها من أجل أهداف معينة
تختلف باختلاف منطلقاتها فقد تكون محدودة ضيقة الأفق لا تخرج عن إطار
المنفعية الذاتية القصيرة الأمد ، أو أهدافا سامية و‘مثل عليا يكافح
الإنسان في سبيل تحقيقها و يضحي بالغالي و النفيس على مذابحها و عند ذلك
يصبح استغلال مثل هذه الفرص المتاحة عملا مشروعا بل وواجب شرعيا قد يحاسب
الإنسان على التفريط بها و تفويتها .
أما
الانتهازية كظاهرة في المجتمع فهي : اتخاذ الإنسان لمواقف سياسية أو فكرية
لا يؤمن بها في سبيل تحقيق مصالح فردية أو حماية مصالح شخصية ، أو أن يتخذ
الشخص مواقفه السياسية و آراءه الفكرية حسب تغيير الظروف أملا في الحصول
على مصلحته الخاصة و المحافظة عليها دون أن يكون مؤمنا بالمواقف و الأفكار
التي يتخذها ، أي أن الانتهازية تعني التضحية بالأهداف الاستراتيجية من اجل
تحقيق أهداف مرحلية مؤقتة .
إن
أي تنظيم سياسي وبعد أن ينتقل من مرحلة النضال في سبيل تحقيق أهدافه و
منها تسلم السلطة إلى مرحلة الانتصار و تسلم السلطة ، لا بد و أن يواجه في
طريقه الكثير من العثرات لأن النهوض بالمهام المنوطة به يختلف بين
المرحلتين .
فنضال التنظيم السياسي في مرحلة ما قبل تسلم السلطة هو في سبيل بناء
المجتمع أو الدولة و إعادة صياغتهما من جديد ، و هنا يكون للسلطة سلطانها
على النفوس لما فيها من ميزات و مغريات و يخطئ من يظن أن هذه المرحلة سهلة
أو هي اسهل من سابقتها .
و لعل أخطر هذه الصعوبات التي تواجه الأحزاب السياسية أو حركات التحرر بعد
نجاحها في الوصول واستلام مقاليد الحكم في بلد من البلدان هي الانتهازية
المقترنة بالتوسع التنظيمي لقاعدة الحزب أو الحركة ، ففي مرحلة بناء
المجتمع الجديد أو المنشود الذي يجب أن يختلف ببنيته و قيمه و علاقاته عن
المجتمع القديم ، تسعى الأحزاب التي تصل إلى السلطة إلى استقطاب فئات
المجتمع عن طريق التوسع التنظيمي مما يؤدي إلى ظهور الانتهازية بكل صورها و
أشكالها و إلى بروز الثورة المضادة بكل أسلحتها و صنوفها ، و لما كانت
الحرية هي العامل الحاسم الذي يعيد التوازن في المجتمع ، إلا أن وجود
الحرية يعني وجود مثقف ثوري و مثقف انتهازي ، و هذا يعني أن مقابل كل إنسان
واع قد يوجد انتهازي فلا يمكن أن يكون كل الناس ثوريين أو كلهم انتهازيين ،
و بما أن دور السياسي هو تنظيم و إدارة التناقضات في السياق التاريخي
والاجتماعي للمجتمع ، و نظرا لحاجة السياسي الماسة للمثقف في هذه العملية و
ذلك نظرا للدور الذي يلعبه المثقف في عملية تغيير اللغة و مفاهيمها و
التعامل معها و قراءة التاريخ لذلك فإن الخطورة الكبرى تكمن في إمكانية أن
يقع السياسي في شباك المثقف الانتهازي
و الانتهازي ( بشكل خاص المثقف الانتهازي )
هو إنسان ذكي جدا يتمتع بمرونة عجيبة ، غير مبدئي ، براغماتي ، لاعب ماهر
يجيد كل الأدوار ، يكرس قلمه لمنافعه الشخصية ، و هو يخاطب الجماهير معتمدا
على ثقافة كل المعارف الاعتيادية و بالتالي يمارس نشاطه وفق أيديولوجية
اعتيادية ، و هو أفضل من يقوم بتزييف الحقيقة ، و يقوم بدور هام و خطير في
خداع و تضليل السياسي حيث أنه يزيف الواقع برمته مقابل مصالح شخصية و يضحي
بالمصالح الاستراتيجية للأمة و الوطن في سبيل تحقيق مصالحه الذاتية . فهو
يستخدم الواقعية و المثالية تبعا للحالة أو الموقف و الفائدة ، و بما أن
هدفه في العيش هو براغماتي في الأصل ، فهو يعمل على أن تتطور أدوات المجتمع
دون تطور لغته المرافقة طبيعيا لتطور الأدوات بحيث يخدم ذلك حياته
البراغماتية ، و يسعى إلى تجميد المفاهيم و فبركتها بحيث تخدم أهدافه
المرحلية ، و يزين الواقع بغية إقناع الجماهير المعذبة و المسحوقة كرامتها
الإنسانية بما يخدم مصالحه ، و هو العدو اللدود للحقيقة و يبذل كل جهده لكي
لا تظهر.
و غالبا ما يكون الانتهازيون ذوو شخصيات جذابة و مثيرة ،و ربما يتمتعون
بصلاحيات واسعة و سلطات تجعل الكثيرون يتهافتون عليهم ، و هم يبحثون – عن
قصد – عن الأشخاص الملائمين لممارسة تسلطهم بأقصى ما يمكن .
إن الفرد الانتهازي مجرد من أي مبدأ أو عقيدة أو فكرة أو مذهب معين و
سرعان ما ينقلب على ادعاءاته و لا يمانع من الخروج عن الجماعة التي يدعي
الانتماء إليها ، و يتصف بصفات الغدر و الخيانة للفئة أو الحزب الذي ينتمي
إليه أو حتى لبني جلدته أو لأبناء شعبه .
أما
المثقف الثوري فبعكس الانتهازي هو إنسان مبدئي بطبعه و مبادئه و أفكاره ،
يتحمل كل شئ في سبيل مبدئه ، شجاع و موضوعي ، لا يبني حياته على شقاء
الآخرين بل يضحي بسعادته و معيشته اليومية في سبيل تحقيق الأهداف
الاستراتيجية ، يرى سعادته في سعادة الآخرين ، ناقد متحرك سلاحه الحقيقة
التي يكرس كل حياته للكشف عنها و إظهارها للناس ، يدرس الواقع كما هو و بما
أن الواقع يسير وفق قوانين موضوعية خارجة عن إرادة الإنسان ولكون الحقيقة
تغير شكلها في كل مرحلة لذلك فهو في بحث دائم عن الحقيقة ليكشفها و تصبح
بذلك منارا يسير عليه الناس ، لا يقبل الظلم و القهر ، إنسان ديالكتيكي
يبحث عن نقيضه ، و هو يدرك تماما بأنه إذا بطل القانون أو أوقف عن الفعل
تحولت حياة الأمة إلى صحراء قاحلة لا ماء فيها و لا شجر.
و نظرا لأن المثقف يلعب دور بالغ الخطورة في الحياة الاجتماعية يأتي من
مسألة التأثير في وعي الناس لا سيما و أن الوعي هو انعكاس الواقع في إدراك
الناس و من هنا تأتى خطورة هذه المسألة و أهميتها ( احتمال الخطأ و الصواب
فيها وارد ) فكلا المثقفين الثوريين منهم و الانتهازيين يلعبان دورين
مختلفين في وعي الناس فهما يقومون بنقل الواقع إلى فكر الناس وهذا يعني أن
احتمال تشويه الواقع في وعي الناس وارد بغية تحقيق منافع شخصية قد يكون
المال سببها أو طلب العظمة بالنسبة للانتهازيين .
فإذا برز المثقف الانتهازي و سيطر على الساحة الاجتماعية و استطاع أن يخدع
السياسي بآرائه المشوهة للواقع عندها ستقع المصيبة على المجتمع بأكمله
لأنه في هذه الحالة سيتاح له أن يلعب دورا مهما في المؤسسات السياسية أو
الأحزاب أو المؤسسات الثقافية أو الإعلامية و بالتالي سيكون له دور في
توجيه القرار المؤثر في المجتمع سواء في الواقع الاجتماعي أو استغلال
الظروف الجديدة لمحاولة نفخ الروح في مشروعات فكرية و تربوية تغريبية و
تخريبية بذرائع مختلفة ، و الهدف من ذلك كله الإفادة من الظروف الجديدة
لاغتنام النفوذ و معه الثروة و الحضور السياسي و الإعلامي على طريقة أثرياء
الحرب، لكن ذلك لا يعني أن الانتهازية كظاهرة مقتصرة فقط على الأحزاب
الثورية وحسب و إنما تعتبر ظاهرة اجتماعية بحد ذاتها ، و يتم تشخيصها بأنها
من الأمراض الفتاكة التي تصيب المجتمع و منها ما يحدث خلال آليات التجديد و
التطوير في الدولة و المجتمع
الخصائص التي تميز الانتهازية
• الانتهازية ليست ظاهرة عامة بل ظاهرة فردية تخص التركيب الأخلاقي للفرد ،
و قد يجتمع الانتهازيون في فئة أو تكتل أو تجمع ، و لكن هذا التجمع هو
مؤقت تقتضيه الظروف و يزول فور زوالها ، لذا فالصفة الأولى لأي تجمع
انتهازي هي التغير و عدم الثبات على المواقف ، و الشيء الوحيد الثابت عند
الانتهازي هو مصلحته الشخصية الأنانية و كل ما عداه يتغير ، انه يغير
مواقفه و آراءه و أشكال معيشته و صداقاته وعلاقاته بالآخرين من يوم لآخر و
من ساعة لأخرى إذا ما اقتضت مصلحته الشخصية ذلك .
• لا تشكل الانتهازية طبقة أو فئة و إنما تأتي من عموم الطبقات و الفئات ،
و الفرق كبير بينها و بين الطبقات الرجعية المعادية للتقدم لأن الطبقات
التي تدافع عن القديم يكون لها موقف واضح و صريح تدافع عنه و تعتقد أنه
صحيح و صواب .
• الانتهازية ليس لها موقف صريح وواضح لأن مواقفها و آراءها لا تنبع من
معتقداتها بل من مصالحها المتسارعة و المتقلبة فهي تقول اليوم ما تنقضه غدا
و تقول إذا ما تتخلى عنه بعد غد و هي لا تطرح آراءها بشكل نظرية متكاملة
بل بشكل مواقف سياسية آنية .
• لا تمتلك الانتهازية أي شيء يمكن أن تقدمه للمجتمع ، و لا يمكن أن تكون
عاملا إيجابيا في مرحلة من المراحل ، و لا تطرح نفسها كنظام بديل لأي شيء و
إن كانت تطرح نفسها كرمز من رموز الحكم في بعض الأحيان ،و السبب في ذلك
أنها لا تهتم بتنظيم المجتمع بل بتحقق مصالح أنانية خاصة بها فقط .
وهناك أصناف من الانتهازيين يبدون مهارات كافية للعب على الحبال متى حتمت
عليهم مصالحهم الشخصية و الذاتية ، فالأنانية هي الصفة البارزة لدى أمثال
هؤلاء فمنهم من يلبس ثوب التقدمية و العلمانية تارة و أخرى ينحاز إلى مذاهب
و فئات رجعية أو يدعي الوطنية في حين يلهث وراء المخططات الأجنبية و الهدف
من وراء ذلك كله هو الحصول على منافع مادية أو بغية تبوء مناصب رسمية أو
من اجل تحقيق الشهرة . و تبرز في مجتمعنا العربي ظاهرة المثقف الانتهازي
بشكل واضح حيث تتراكم انتهازيته على طريقة مع و ضد ، و رغم أن هناك عقول لا
تريد أن تصدق أن ثمة مثقف عربي انتهازي لم تردعه تلك ثقافته العربية عن
الولوع في خطيئة الارتهان لمصالح الذات الضيقة لكن هؤلاء موجودون فعليا و
لا يزالون يمارسون لعبة التدليس و خداع الذات و هم يحملون مشروعهم
الانتهازي أينما حلوا و كيفما تحركوا .
من أين يأتي الانتهازيون
الانتهازي قد يأتي من أي طبقة في المجتمع ومن عموم الفئات ، و لكننا يمكن
لنا أن نحدد أكثر الفئات الاجتماعية التي يظهر منها الانتهازي :
1 – الفئة الوسطى : و هي بيئة جيدة لنمو هذه الظاهرة ، ففي زوايا هذه
الفئة شرائح فئات كثيرة تعيش بطرق غير مشروعة تقوم حياتها على اقتناص الفرص
التجارية و الاحتكار و الصفقات و السمسرة و الوساطة و المحسوبية و
الصداقات مع الشركات الأجنبية ، لذلك فإن همها الوحيد أن تلتصق بالطبقة
السياسية الحاكمة و أن تنسج معها علاقات ودية بشتى الوسائل الأمر الذي
يجعلهم يدخلون الحياة السياسية لحماية مصالحهم الخاصة .
2 – الفئة المثقفة : و هي مصدر مهم لظهور الانتهازية لأن المثقف في الوسط
المتخلف غالبا ما يستغل ثقافته لتحقيق مآربه الشخصية ، و هذا لا يعني بأن
الثقافة العامة هي التي تخلق الانتهازية بل هي عامل مساعد ومهم لمن تتوافر
فيه الروح الانتهازية ، وذلك لأن البعض من هذه الفئة يحاول أن يحقق مصالحه
بواسطة دخوله النشاط السياسي أو النشاطات الأخرى فمثلا : الموظفون الملتفون
حول الوزير أو المدير و يتملقون ساعين وراء الترقيات و التنفيعات ، و أيضا
فئات من الشعراء و الكتّاب الذين يستعملون أقلامهم للمديح و الثناء أو
للذم والقدح حسبما تقتضيه المناسبة .
3 – الأحزاب الثورية و المنظمات الشعبية : و يعود السبب في ظهور هذا المرض
في الأحزاب الثورية و المنظمات الشعبية إلى الضعف الأخلاقي لدى بعض
الأفراد الذين يشكلون كوادر الحزب أو المنظمة الشعبية ، و إلى عدم تلقي
التربية العلمية و الثورية بشكل صحيح نتيجة عدم اقترانها برقابة صارمة على
السلوك و الممارسات و الأخذ بالاعتبار المحسوبيات و الولاءات الشخصية
الضيقة ، مما يؤدي إلي نتيجة حتمية هي فقدان سيطرة القيادة على كوادرها إن
لم تكن مشاركة لها في تحقيق مثل هذه المصالح . فالأحزاب و الحركات عندما
تنتقل من حالة المعارضة و الاضطهاد إلى حالة النصر واستلام السلطة تكون
معرضة لانبثاق الميول الانتهازية الكامنة لدى بعض الأفراد الذين ناضلوا في
صفوفها ، ولكن ليس الانتصار هو الذي يخلق ذلك بل الضعف الخلقي وعدم توازن
الشخصية ، و الأمثلة كثيرة على الأفراد المنحدرين من طبقات فقيرة و عملوا
في صفوف الأحزاب الثورية و أصبحوا في غاية الانتهازية بمجرد أن اصبحوا
مسؤولين ، كما أن المنظمات الشعبية تعتبر أيضا و سطا ملائما لظهور الكثير
من الشخصيات الانتهازية في صفوفها
الانتهازية السياسية
يوجد
في الكثير من الأوساط لاسيما السياسية منها مجموعة من المثقفين الذين لا
يمتلكون هوية فكرية سياسية واضحة المعالم تشكل دليل عمل و فلسفة و
استراتيجية لهم في الأنشطة و البرامج السياسية و الثقافية ، بل كثير ما
يقدم هؤلاء أنفسهم تنظيرات فكرية في شتى المجالات و الميادين ، فهم يعلنون
أنهم يساريون عندما يجتمعون مع القوى اليسارية و التقدمية العربية ، و أنهم
قوميون عندما يجتمعون مع القوميين و قس على ذلك ، و هذا راجع بالضرورة إلى
الخلفية الفكرية و الثقافية التي نشأ و ترعرع في أحضانها ذلك النوع من
المثقفين ، فغياب المنهجية العلمية ينتج عنه خلل في التحليل السياسي و يؤدي
بذلك المثقف أو المثقفين إلى الإيمان بمنطلقات و أسس غير واضحة الفهم
تزداد صعوبة و تعقيدا عندما تختلط عليه الرؤى السياسية و تدفع به إلى
الاتجاه نحو اللافكر و اللاوعي علميا و فلسفيا، فلا يكون لديه اختلاف أو
تباين مع أي قوى اجتماعية وسياسية ، بل إنه بالإمكان أن يتفق معها في قضايا
مجتمعية عديدة طالما أن ذلك المثقف لم يحدد معالمه الفكرية ، فالتجاذب و
التقاطع و التداخل مع فكر مغاير ليس صعبا عليه ، لاسيما أنه يستطيع من
خلاله أن يرسم رؤاه السياسية وفقا لتلك العلاقة القائمة على المصالح
المتداخلة و المتبادلة حتى و إن اختلفوا في المنابع و المدارس الفلسفية .
و هناك من يعزو هذا الاختلاف والتباين إلى اختلاف وجهات النظر من
الديموقراطية بشقيها السياسي و الاجتماعي و منظمات و هيئات المجتمع المدني و
الحريات العامة ( حرية الرأي و الفكر و التعبير ) و الحرية الشخصية و
الموقف من المرأة و حقوقها السياسية و الشخصية ومن أهمها حقها في إقرار
قانون الأحوال الشخصية ، بالإضافة إلى قضايا أخرى مثل المرئيات السياسية
التي لا تبنى على فرضيات سياسية محددة ، و انطلاقا من أن كل ما سبق يتطلب
تحديد موقف واضح ذي أبعاد استراتيجية من الديمقراطية وأفقها الأوسع و
الأرحب في الفكر الإنساني ،لذا فإن جملة من الأسئلة تطرح بنفسها على هذه
الفئة من المثقفين الذين تتبدل وتتغير مواقفهم و أفكارهم و فقا لمعطيات و
متطلبات خاصة أهمها :
ما هي هويتهم ، و هل الديموقراطية النسبية تشكل بعدا لبلورة وعي سياسي و
ديموقراطي في المجتمع، أم هي غاية من أجل تحقيق هدف ؟ ، من هم حلفاءكم
السياسيون في هذه المرحلة ،و كيف ينشأ التحالف السياسي ،و ما هي شروط و
معايير تأسيس تحالف سياسي ؟ ، و من هي القوى الاجتماعية التي تتكون منها
التحالفات و هل هذه التحالفات استراتيجية أم هي تحالفات تكتيكية ؟ .
و نحن نقول أنه على المثقفين التفكير عميقا في كيفية التعاطي مع متطلبات
المرحلة الانتقالية ، و على المثقفين الذين يتهربون من التعاطي مع القضايا
السياسية بشجاعة نادرة أن يتعلموا و يقبلوا مبدأ النقد و النقد الذاتي الذي
يعود على الفرد و الجماعة بالثقة بالنفس و يعطي لهم المصداقية في حياتهم
السياسية .
و إدانتهم يجب أن تكون إدانة جماعية لأنه بغير ذلك لن يكون ثمة أي مصداقية
لهذه الإدانة أي أن إدانة جماعية لثقافة و سياسية و مرحلة اكثر منها إدانة
شخصية ، و لن يكون هناك أمل بتحرير المثقف العربي من عقدة السياسي سوى
القيام بحفريات عميقة تكشف الخلل في علاقة المثقف العربي بالسلطة ، فالسلطة
العربية حريصة على جلب المثقف الذي يضفي المشروعية على أدائها أو على
الأقل يتحالف معها في وجه خصومها ، و هذا مؤشر إن دل على ضعف و تهافت هذا
المثقف و غياب مشروعه الحقيقي الذي يبشر به كل يوم و يسوق مفرداته على
الشارع العربي ، إلا أنه يكشف أيضا هشاشة السلطة العربية التي تعتمد على
مثقف هش و انتهازي لم تعد كل أفعاله كافية لحجب الثقة عنه .
و الأسى الأكبر أن يقوم بكشف تلك الملابسات التي تدين علاقة المثقف
بالسلطة مثقف انتهازي آخر قد يبدو اكثر رخصا و انكشافا من المثقفين الذين
يبرع في إدانتهم ، و هنا يكمن إشكال آخر فأي درجة من المصداقية يحملها مثقف
انتهازي آخر ليجعل نفسه خصما و حكما في آن و هو ذاته متورط في ثقافة
الاستجداء على أعتاب السلطة لذلك لابد أن نحدد لأنفسنا جملة من الأسس التي
يجب علينا إتباعها عند تعاملنا نع هذه الفئة من الناس و هي :
• ضرورة التعرف على الدوافع التي تحركهم .
• ضرورة مطالبتهم بالتخطيط و الإدارة في ضوء الأهداف و ذلك للحد من غلوائهم و تخبطهم و فوضويتهم .
• تطهير البيئة و المناخ المحيط من جراثيمهم ، و أنجع طريقة ووسيلة للقضاء
عليهم و الحد من خطرهم و التخلص من آثارهم هي كشف أكاذيبهم التي ينصبوها
للمجتمع بكل فئاته .
• كثرة الحديث و الكتابة عنهم و التحذير منهم .
• الرقي بوعي الناس تجاههم و تدريب حواسهم لتكون قادرة على كشف أنماطهم و
تعريتها كي لا يصاب بها الناشئة و يتوهمون بأن هذه الطريقة المثلى للعيش و
تحقيق الهدف .
محاربة الجهل ونشر الوعى للشعب الوعى التاريخى والاجتماعى والسياسي ونشر العلوم الانسانية
القضاء على الأعلام الفاسد فى مصر
دعم توفير الكتاب الى الشباب فى مصر
دعم الكتب المترجمة وعمل نقلة نوعية للعقل والفكر المصرى
واستعادة دور مصر الثقافى فى أفريقيا والعالم الأسلامى والعربى
دعم البحث العلمى فى مصر
تشجيع الصناعات الصغيرة والمنتج المصرى
عمل مشروع قومى مصر نظيفة فورا
مشروع قومى للاسكان على مستوى مصر
تطوير منظومة النقل الجماعى فى مصر لحل أزمة المرور
تحرير الفكر والعقل المصرىمن التطرف الفكرى والدينى
ضرورة ايجاد أجنداة مصرية سياسية أقتصادية أجتماعية فكرية
الحرية قبل الخبز
القضاء على الأنتهازية السياسية لبعض الجماعات وفضح تلك ذلك للشعب المصرى
تطهير القضاء وأقالة النائب العام الحالى
اقالة قيادات الداخلية من رتبة عقيد الى لواء فورا لتجد يد من أجل تجديد دماء وشباب الداخلية
أحالة رؤساء مجالس أدارات البنوك الى المحاكمةفورا الذين ساهمو فى نهب أموال البنوك المملوكة للشعب المصرى
وليد عبدالحميد المحامى بالنقض بالدقى
مؤسس مجلة (( لواء المحامين الأحرار بلاحدود ))
ومؤسس (( ندوة برلمان المحامين الأحرار بدار القضاء العالى كل يوم سبت ))
ومؤسس (( برلمان مصر الشعبى على الفيس بوك ))