تصريحات غريبة عن سياق الأحداث أدلي بها الدكتور عصام العريان الي صحيفة
الشرق الأوسط اللندنية . قال إن شباب الإخوان إشتركوا في جمعة الغضب
الثانية بموافقة جماعة الإخوان وبتعليمات منها ..
علي جانب آخر : أعلنت الجماعة أمس إنسحابها من إئتلاف الثورة . وقالت إنها لم تعدد ممثله في هذا الإئتلاف ..
يعني ذلك : إن شباب الإخوان الأعضاء في إئتلاف الثورة ، لا علاقة لهم بجماعة الإخوان المسلمين .. ولا ينتمون اليها ..
يبدو إن جمعة الغضب الثانية أحدثت زلزالا داخل الجماعة ، ولهذا تتبابع هذه المواقف المتناقضة .
وقد بدأت أحداث اليوم بإستقالة عبد الجليل الشرنوبي رئيس تحرير الإخوان أون
لاين علي خلفية فشل الموقع في تغطية أحداث جمعة الغضب الثانية بشكل حرفي
وصحيح ..
اليكم القصة كما نشرتها الشرق الأوسط .
القاهرة: محمد حسن شعبان
عقب يوم واحد من نجاح «جمعة الغضب الثانية» التي دعت إليها قوى سياسية
مصرية، من بينها ائتلاف شباب ثورة «25 يناير» ورفضتها جماعة الإخوان
المسلمين، قالت قيادات الإخوان، أمس: إنه لم يعد هناك من يمثل الجماعة داخل
الائتلاف، رافعين بذلك الغطاء السياسي عن شبابهم المشاركين فيه.
وأثارت الدعوة المليونية لما سمي «يوم الغضب الثاني» الكثير من الجدل في
البلاد، ورفضت جماعة الإخوان المشاركة، واعتبرتها التفافا على الشرعية
الدستورية ومحاولة للوقيعة بين الشعب والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي
تولى إدارة شؤون البلاد في أعقاب تخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن السلطة
في شهر فبراير (شباط) الماضي.
وأعلن شباب الإخوان داخل الائتلاف مشاركتهم في مظاهرة الجمعة، وهو «ما أثار
حفيظة الجماعة التي حاولت إجهاض الدعوة»، بحسب قيادات داخل الائتلاف. وردت
الجماعة بتصريح صحافي، أمس، لأمينها العام الدكتور محمود حسين قال فيه:
«إن الإخوان المسلمين يعلنون أن من يمثلهم في اللجنة التنسيقية لحماية
الثورة هما عادل عفيفي والدكتور أسامة ياسين، وإنه لا يمثلهم الآن أحد في
ائتلاف شباب الثورة».
وأعرب شباب الجماعة داخل ائتلاف شباب الثورة عن دهشتهم من تصريح أمين عام
الجماعة، وقال محمد القصاص، أحد ممثلي الجماعة في الائتلاف، لـ«الشرق
الأوسط»: «إن شباب الجماعة تم تكليفهم بالمشاركة من قيادات الإخوان وبعلم
مرشد الجماعة الدكتور محمد بديع، وقد أبلغونا منذ يوم 25 يناير (كانون
الثاني) الماضي أن نتعاون مع القوى السياسية المشاركة في الائتلاف».
وتابع القصاص: «لم يتم إبلاغنا بالانسحاب من الائتلاف، كما لم نتلق أي
اتصال أو قرار رسمي.. القيادات غيرت موقفها ونحن لا نعلم السبب.. وحاولنا
الاتصال بهم ولم يرد أحد على اتصالاتنا».
كان ائتلاف شباب ثورة «25 يناير» قد تم الإعلان عنه عقب أيام من اندلاع
الثورة المصرية، وشاركت فيه 9 فصائل سياسية من أحزاب وحركات احتجاجية،
بالإضافة لشباب جماعة الإخوان المسلمين، بينما تشكلت نواته الأولى قبل يوم
25 يناير، الذي حمل شرارة الثورة المصرية.
وواجهت جماعة الإخوان المسلمين اتهامات برفضها المشاركة في الدعوة لمظاهرات
يوم 25 يناير، واكتفائها بالمشاركة في وقفة احتجاجية أمام دار القضاء
العالي.
ورفض الدكتور عصام العريان، المتحدث الرسمي باسم الجماعة عضو مكتب الإرشاد،
هذه الاتهامات، مؤكدا أن شباب الجماعة شاركوا في هذه الدعوة وغيرها من
الدعوات بعلم مكتب الإرشاد وبتكليف منه.
وقال العريان لـ«الشرق الأوسط»: «إن الإخوان تصرفوا بمسؤولية منذ بداية
الثورة، ونحن شركاء فيها، والتزمنا أقصى درجات الالتزام لكي لا تحمل هذه
الثورة أي صبغة آيديولوجية».
وتابع العريان: «شباب الإخوان تجاهلوا هذه الحقيقة في حديثهم لوسائل
الإعلام، وبدا كأنهم على خلاف مع قيادات الجماعة ويتصرفون وفق تصوراتهم
هم.. ولم يكن من المناسب قول هذا في وقت سابق، لسنا أصحاب الثورة، لكننا
شركاء والشعب المصري هو البطل الحقيقي».
من جانبه، قال الدكتور محمود حسين، أمين عام الجماعة لـ«الشرق الأوسط»: «إن
هذا الإجراء موقف تنظيمي تجاه الشباب الذين خالفوا قرارات الجماعة»، نافيا
القيام بأي إجراءات أخرى تجاههم.
وشهدت الأشهر الماضية خلافات متزايدة بين مكتب إرشاد جماعة الإخوان
المسلمين (أعلى هيئة تنفيذية في الجماعة) وعدد من القيادات البارزة بها،
كما اتسعت الخلافات بين شباب الجماعة وقيادات المكتب. ونظم شباب الإخوان
مؤتمرا لمناقشة مستقبل الجماعة السياسي في ضوء قرار «الإخوان» بتأسيس حزب
سياسي يعبر عنها، ورفض مكتب الإرشاد المشاركة في المؤتمر.
ولا يزال من غير الواضح تأثير هذا التصريح على مستقبل ائتلاف شباب ثورة «25
يناير»، الذي يعتبر من أكثر القوى السياسية تأثيرا في المشهد السياسي
المصري الراهن، خاصة مع إظهاره القدرة على الحشد الجماهيري في دعواته
للتظاهر.
وقالت مصادر داخل الائتلاف: إنه من المنتظر أن يجتمع شباب الإخوان لبحث
الموقف من التصريح، مشيرة إلى ضرورة العودة إلى قيادة الائتلاف لدراسة
الأمر.
كان نجاح الدعوة لمظاهرات جمعة الغضب، أول من أمس الجمعة، قد «شكل عبئا
سياسيا على جماعة الإخوان»، بحسب مراقبين، بعد أن خرجوا عن إجماع القوى
السياسية التي شاركت فيها. وقال المراقبون: إن نجاح «جمعة الغضب» أعاد
التوازن إلى المشهد السياسي في مصر وأسقط ما اعتبره وهم سيطرة الإخوان على
الثورة.