الأمن حق لكل الناس بقلم : محمد أبوغدير المحامي
إذا امتلأت قلوب الناس خوفاّ وذُعراّ ، ونَزْعِ الأمن من البلاد ، لم يأمن الناس على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم وعاشوا في قلقٍ واضطراب ، فلا يجدون السعادة في جاه ولا مال ولا يهنئون بطعام ولا بشراب ولا يرتاحون بمنامٍ ، ولا يخشعون في صلاة وقد لا يتلذذون بطاعة ، فالحياة بلا أمن لا تساوي شيء ، والأمن نعمة في غاية الأهميَّة والخطورة لا يشعُر بها ولا يدرك قيمتها إلا من حرم منها.
فكيف يكون حالك لو غاب الأمن والنظام من بلدك وعم الخوف والرعب والفوضى ، لاشك أنك لا تأمن على ابنك لو خرَج إلى الشارع ، أو بنتك لو ذهبتْ إلى المدرسة فستخشى عليهماَ عدم العودة سالمين ، ولو ذهبتَ إلى عملك جلست قَلِقًا على أطفالك ومَحارِمك في المنزل، ولو سافرت بعيدا ولو قصيرا تتوجس خوفا من لصوص البيوت والسيارات وقُطَّاع الطُّرُق وغيرهم، لذلك فأن الأمن نعمة يجب علينا أن نشكر الله عليها وأنْ نسعى جاهدين للمحافظة عليها .
ولقد امتنَّ الله تعالى بنعمة الأمن على قريش حين أعرضوا عن دِين محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال سبحانه: (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ) القصص: 57 ، وبها دعاهم إلى الإيمان؛ فقال جلَّ ذِكرُه : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) قريش: 3 ، ومن قبل كان الأمن مطلب إبراهيم عليه السلام (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ )البقرة: 126 وكما من الله على رسوله وعلى المؤمنين بالأمن فقال تعالى : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) الأنفال 26
والأمن والأمان شريعة من الله تعالى أمر بإقامتها ، وفريضة على الدولة والحكام فهم مكلفون بنشره في كافة ربوع الدولة وواجبهم تحقيقه ، وإخلال الأفراد بالأمن جريمة بل كبيرة من كبائر الذنوب ، فلقد حفِظت شريعةُ الإسلام العُقول وطهَّرتِ الأموال وصانت الأعراض وأمَّنت النفوس وكفلت للإنسان السلام والأمن والاطمئنان .
ولقد كفلت مواثيق حقوق الإنسان لكل فرد الحق في الحرية والأمن فلا يقبض عليه ولا يجوز توقيفه أو اعتقاله إلا لأسباب ينص عليها القانون وطبقا للإجراء المقرر فيه ، ومن حق كل مقبوض عليه أو معتقا أن يتم أبلاغة بأسباب اعتقاله أو القبض عليه فور توقيفه كما يتوجب إبلاغه سريعا بأية تهمة توجه إليه ، وأن تظل كرامة الإنسان مصونة مهما كانت الجريمة التي ارتكبها وأيا كانت عقوبتها، وأنه لا يجوز حمل المتهم على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها .
وقد سبقت شريعة الإسلام تلك المواثيق فقررت حماية نفس الإنسان وبدنه وماله وتمتد هذه الحماية لتشمل المجتمع كله على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم وألوانهم هي ، وكما تحمي الفرد من عدوانه على نفسه وبدنه، فهي تحمي المجتمع كله وفرضت على ولي الأمر إقامة الحدود وإنزال القصاص بمن يستحقه من المعتدين على الأنفس والأبدان ، وقصرت هذا الواجب على ولي الأمر أو من ينيبه دون الأفراد حتى تنتفي الفوضى ولا يتحول القصاص إلى ثأر أو انتقام .
ولقد حرمت شريعة الإسلام تعذيب المجرم فضلا عن المتهم فقال صلى الله عليه وسلم : "إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا" رواه الخمسة، ، ويبطل كل اعتراف أو إقرار ينتزع بوسائل التعذيب أو الإكراه فقال صلى الله عليه وسلم : "إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" رواه ابن ماجه بسند صحيح.
ويمتد الأمن ليشمل حياة الناس الخاصة فليس لأحد أن يقتحمها فلا يجوز دخول مسكنك ولا تفتيشه إلا بأمر قضائي ولا يجوز الإطلاع على لمراسلاتك البريدية والبرقية والمحادثات التليفونية وغيرها من وسائل الاتصال ولا تجوز مصادرتها أو رقابتها إلا بأمر قضائي مسبب ولمدة محددة ووفقا لأحكام القانون.
وفي الشريعة الإسلامية لا يجوز الاعتداء على حرمة المسكن لأنها اعتداء على حق الإنسان في حياته ، فلا يجوز لأحد أن يدخلها إلا بإذن صاحبها ، ولقد قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها، ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون، فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم، والله بما تعملون عليم) النور/ 27 و 28، ومن حرمة المساكن تحريم التجسس والتلصص على الساكنين فيها، فقال تعالى: (ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً) الحجرات/ 12.
وأول ضمان لحماية الحق في الأمن هو الإنسان نفسه ، فيجب عليه أن يأبى المهانة ولا يرضى الظلم وان يتمسك بكافة حقوقه ولا يخش إلا الله ، لأن الله كرمة وفضله على سائر خلقه ، وعليه أن يصرخ رافضا أن تنتهك حرمته أو تقيد حريته أو تنتقص حقوقه ، فخير للمرء أن يموت حرا كريما من أن يحيى ذليلا مهانا ، وقد روى عَن عبد الله بن عَمْرو ، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ : " إِذا رَأَيْتُمْ أمتِي تهاب الظَّالِم أَن تَقول : إِنَّك ظَالِم . فقد تودع مِنْهُم " .
وأن يفضح المعتدين أمام الرأي العام المحلي والدولي فيعلم وسائل الأعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية بوقائع التعدي عليه ، ويبلغ مراكز وهيئات حقوق الإنسان المحلية والإقليمية والدولية بذلك .
وألا يترك الظالمين الذين تعدوا على نفسه أو بدنه أو ماله ، أو اقتحموا مسكنه وفتشوه دون أمر قضائي ، ويجب عليه ردعا وزجرا لهم أن يشكوهم إلى النيابة أو أي جهة أخرى مختصة ليتم محاكمتهم وليوقع عليهم أشد العقاب ، وله أن يرفع مظلمته إلى القضاء مطالبا بالتعويض عما لحق به من أضرار مادية وأدبية من جراء ذلك .
إذا امتلأت قلوب الناس خوفاّ وذُعراّ ، ونَزْعِ الأمن من البلاد ، لم يأمن الناس على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم وعاشوا في قلقٍ واضطراب ، فلا يجدون السعادة في جاه ولا مال ولا يهنئون بطعام ولا بشراب ولا يرتاحون بمنامٍ ، ولا يخشعون في صلاة وقد لا يتلذذون بطاعة ، فالحياة بلا أمن لا تساوي شيء ، والأمن نعمة في غاية الأهميَّة والخطورة لا يشعُر بها ولا يدرك قيمتها إلا من حرم منها.
فكيف يكون حالك لو غاب الأمن والنظام من بلدك وعم الخوف والرعب والفوضى ، لاشك أنك لا تأمن على ابنك لو خرَج إلى الشارع ، أو بنتك لو ذهبتْ إلى المدرسة فستخشى عليهماَ عدم العودة سالمين ، ولو ذهبتَ إلى عملك جلست قَلِقًا على أطفالك ومَحارِمك في المنزل، ولو سافرت بعيدا ولو قصيرا تتوجس خوفا من لصوص البيوت والسيارات وقُطَّاع الطُّرُق وغيرهم، لذلك فأن الأمن نعمة يجب علينا أن نشكر الله عليها وأنْ نسعى جاهدين للمحافظة عليها .
ولقد امتنَّ الله تعالى بنعمة الأمن على قريش حين أعرضوا عن دِين محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال سبحانه: (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ) القصص: 57 ، وبها دعاهم إلى الإيمان؛ فقال جلَّ ذِكرُه : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) قريش: 3 ، ومن قبل كان الأمن مطلب إبراهيم عليه السلام (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ )البقرة: 126 وكما من الله على رسوله وعلى المؤمنين بالأمن فقال تعالى : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) الأنفال 26
والأمن والأمان شريعة من الله تعالى أمر بإقامتها ، وفريضة على الدولة والحكام فهم مكلفون بنشره في كافة ربوع الدولة وواجبهم تحقيقه ، وإخلال الأفراد بالأمن جريمة بل كبيرة من كبائر الذنوب ، فلقد حفِظت شريعةُ الإسلام العُقول وطهَّرتِ الأموال وصانت الأعراض وأمَّنت النفوس وكفلت للإنسان السلام والأمن والاطمئنان .
ولقد كفلت مواثيق حقوق الإنسان لكل فرد الحق في الحرية والأمن فلا يقبض عليه ولا يجوز توقيفه أو اعتقاله إلا لأسباب ينص عليها القانون وطبقا للإجراء المقرر فيه ، ومن حق كل مقبوض عليه أو معتقا أن يتم أبلاغة بأسباب اعتقاله أو القبض عليه فور توقيفه كما يتوجب إبلاغه سريعا بأية تهمة توجه إليه ، وأن تظل كرامة الإنسان مصونة مهما كانت الجريمة التي ارتكبها وأيا كانت عقوبتها، وأنه لا يجوز حمل المتهم على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها .
وقد سبقت شريعة الإسلام تلك المواثيق فقررت حماية نفس الإنسان وبدنه وماله وتمتد هذه الحماية لتشمل المجتمع كله على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم وألوانهم هي ، وكما تحمي الفرد من عدوانه على نفسه وبدنه، فهي تحمي المجتمع كله وفرضت على ولي الأمر إقامة الحدود وإنزال القصاص بمن يستحقه من المعتدين على الأنفس والأبدان ، وقصرت هذا الواجب على ولي الأمر أو من ينيبه دون الأفراد حتى تنتفي الفوضى ولا يتحول القصاص إلى ثأر أو انتقام .
ولقد حرمت شريعة الإسلام تعذيب المجرم فضلا عن المتهم فقال صلى الله عليه وسلم : "إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا" رواه الخمسة، ، ويبطل كل اعتراف أو إقرار ينتزع بوسائل التعذيب أو الإكراه فقال صلى الله عليه وسلم : "إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" رواه ابن ماجه بسند صحيح.
ويمتد الأمن ليشمل حياة الناس الخاصة فليس لأحد أن يقتحمها فلا يجوز دخول مسكنك ولا تفتيشه إلا بأمر قضائي ولا يجوز الإطلاع على لمراسلاتك البريدية والبرقية والمحادثات التليفونية وغيرها من وسائل الاتصال ولا تجوز مصادرتها أو رقابتها إلا بأمر قضائي مسبب ولمدة محددة ووفقا لأحكام القانون.
وفي الشريعة الإسلامية لا يجوز الاعتداء على حرمة المسكن لأنها اعتداء على حق الإنسان في حياته ، فلا يجوز لأحد أن يدخلها إلا بإذن صاحبها ، ولقد قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها، ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون، فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم، والله بما تعملون عليم) النور/ 27 و 28، ومن حرمة المساكن تحريم التجسس والتلصص على الساكنين فيها، فقال تعالى: (ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً) الحجرات/ 12.
وأول ضمان لحماية الحق في الأمن هو الإنسان نفسه ، فيجب عليه أن يأبى المهانة ولا يرضى الظلم وان يتمسك بكافة حقوقه ولا يخش إلا الله ، لأن الله كرمة وفضله على سائر خلقه ، وعليه أن يصرخ رافضا أن تنتهك حرمته أو تقيد حريته أو تنتقص حقوقه ، فخير للمرء أن يموت حرا كريما من أن يحيى ذليلا مهانا ، وقد روى عَن عبد الله بن عَمْرو ، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ : " إِذا رَأَيْتُمْ أمتِي تهاب الظَّالِم أَن تَقول : إِنَّك ظَالِم . فقد تودع مِنْهُم " .
وأن يفضح المعتدين أمام الرأي العام المحلي والدولي فيعلم وسائل الأعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية بوقائع التعدي عليه ، ويبلغ مراكز وهيئات حقوق الإنسان المحلية والإقليمية والدولية بذلك .
وألا يترك الظالمين الذين تعدوا على نفسه أو بدنه أو ماله ، أو اقتحموا مسكنه وفتشوه دون أمر قضائي ، ويجب عليه ردعا وزجرا لهم أن يشكوهم إلى النيابة أو أي جهة أخرى مختصة ليتم محاكمتهم وليوقع عليهم أشد العقاب ، وله أن يرفع مظلمته إلى القضاء مطالبا بالتعويض عما لحق به من أضرار مادية وأدبية من جراء ذلك .